لا يبدو أن تداعيات الكارثة التي حلت بالمغرب فجر السبت، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز مخلفاً أكثر من ألفي قتيل، ستنتهي عند هذا الحد.
سكان المناطق المهدمة.. لا تعودوا!
فوسط استمرار فرق الإنقاذ في البحث عن ناجين تحت الأنقاض، أعلن مدير معهد الجيوفيزياء المغربي ناصر جبور، رصد 10 هزات محسوسة ومئات غير محسوسة منذ يوم الزلزال.

وتوقع أيضاً في تصريحات للعربية/الحدث اليوم الاثنين، استمرار الهزات الارتدادية لأشهر.
كما أكد جبور أن على سكان المناطق التي هدمت مبانيها بشكل كامل عدم العودة إليها مطلقا، مناشداً السلطات لتقييم إمكانية إعادة إعمارها من الأصل. تأتي هذه التطورات بينما تسابق فرق الإنقاذ الزمن بحثاً عن ناجين تحت الأنقاض، وذلك مع ارتفاع حصيلة أعنف زلزال ضرب المغرب منذ قرن.
فيما تعمل السلطات على تقييم وحصر الأضرار في المناطق التي تأثرت بتلك الكارثة، حيث تبين أن هناك عددا من القرى الواقعة في محيط مركز الزلزال اختفت نهائيا. في حين يواجه عمال الإغاثة تحدياً للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة جبال الأطلس، وهي سلسلة جبال وعرة غالباً ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، حيث انهار الكثير من المنازل فيها.
الفاجعة الأكبر
يذكر أن هذا الزلزال الذي ضرب المغرب، فجر السبت، هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في البلاد منذ 1960 حين قتل ما لا يقل عن 12 ألفا جراء زلزال في أغادير. إذ حصد 2497 قتيلا على الأقل، و2476 جريحاً، وفق أحدث إحصائية صدرت اليوم عن وزارة الداخلية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

وراء الحدث

#وراء_الحدث د. #هاشم_غرايبه

في قصة رمزية، يقول الإنسان للحيوان: أنا أرقى منك فأنا حر في قراراتي، وخياراتي مفتوحة لا يحكمني فيها إلا عقلي، وأنت لا تملك حرية بل تسيّرك الغريزة، فرد عليه الحيوان: صحيح لكن ما نفع عقولكم إن كانت قطعان الحيوانات يقودها دائما الأفضل والأحكم، فيما يقود قطعانكم الأغنى مالا، حتى لو كانوا حمقى مغفلين!.
هذا العام سمي عام الانتخابات، تزامن فيه إجراء عدد كبير من الانتخابات في مختلف بقاع العالم، والتي أصبحت تظاهرا كاذبا بممارسة القطعان البشرية لحقها في انتخاب من يمثلها، لكنها في واقع الحال مناسبات احتفالية، يبذر فيها الأثرياء أموالا في هذا المهرجان الذي لا يعني اختيار الشخص الأفضل، بل من يملك الإمكانات المالية، والأقدر على إقناع أصحاب النفوذ بأنه سيحقق مصالحهم أكثر من منافسيه، أما الناخبون الذين يدلون بالأصوات فهم دهماء يتم توجيههم من قبل المؤثرين اجتماعيا واقتصاديا، بصورة لا تختلف كثيرا عن توجيه الراعي لقطيع الأغنام.
في الهند جرت انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس السابق (مودي) ذاته، ورغم أن الهاجس الأساس للمواطن الهندي هي الأوضاع الاقتصادية المتردية، إلا أنه تم صرفه عن الفشل المتواصل لحكوماته في تحقيق مستويات معيشة أفضل وتخفيض مستوى البطالة، بإلهائه عنها بالتعصب القومي والديني، فاستنهض القادة السياسيون في الحزب الحاكم عصبيات المعتقدات الهندوسية التي عفا عليها الزمن، وما أبقاها إلا الأمية والجهل، فأوهموا بسطاء الهندوس أنهم هم أهل البلاد، وأن الهندي المسلم طارئ دخيل يشاركهم أرزاقهم، مع أنه معروف أن المسلمين ليسوا مهاجرين بل هنود أصليون دخلوا الاسلام.
انتخابات الرئاسة الروسية استغل فيها الرئيس الحالي “بوتين” حالة القلق التي يعيشها الشعب نتيجة حرب أوكرانيا، حيث جدد انتخابه رغم أنه باتخاذه قراره الأخرق بشن هذه الحرب أوقع بلاده في المصيدة التي نصبها له الغرب، لاستنزاف الدولة الروسية وإعاقة تقدمها، فالجميع يدرك أنه لن يخرج أحد منتصرا، لكن الهاجس الذي سيطر على الناخب الروسي ليس معاقبة الرئيس على خطئه ولا مكافأته على تصديه لحلف الناتو، بل التمديد له لكي يخرج بلاده من الورطة التي أوقعها فيها.
الانتخابات البريطانية الأخيرة كانت نتيجتها طرد المحافظين من الحكم الذي استأثروا به طويلا، بسبب فشل حزب العمال، وكانت عودة العمال واحدة من الارتدادات الزلزالية لطوفان الأقصى، فتأييد حكومة المحافظين اللامحدود للعدوان أفقدها كثيرا من الأصوات التي تمقت الأفعال الاستعمارية للغرب، ورغم ان المسلمين البريطانيين (الذين تبلغ أصواتهم 6 %) لا يصوتون عادة مع المحافظين بسبب غلبة الاسلاموفوبيا بين صفوفهم وخاصة زعيم الحزب الهندوسي الأصل المتعصب ضد الإسلام، لكنهم أحجموا عن دعم العمال لمواقفه الممالئة للكيان اللقيط.
الانتخابات الأوروبية الأخرى وخاصة الفرنسية القادمة يغلب عليها أيضا النزعة القومية المتعصبة ضد المهاجرين الى أوروبا، فهذه النزعة ذات الجذور التاريخية المترسخة، لم تفلح ادعاءات التقدم والتحضر في إخفائها، مما يدل على عدم اختلاف ثقافة القطيع لدى الأوروبيين عن الشعوب غير المتقدمة، بل قد تزيدها وطأة تلك النفسية الاستعلائية لديهم التي تسمى تفوق العرق الأبيض، فيعتقد الدهماء الأوروبيون أيضا أن الغرباء هم من يشاركونهم أرزاقهم فينتقصون من رغد عيشهم، رغم أنهم لو استعملوا العقل وليس الغريزة الأنانية لعلموا أن المهاجرين هم من يوفرون الأيدي العاملة الرخيصة، وهم من يؤدون الأعمال التي يأنفون منها، وبالتالي فهم من يوفرون لهم متطلبات الحياة الرغيدة.
الانتخابات الإيرانية يسميها الغرب صراع بين المحافظين والاصلاحيين لدغدغة مشاعر بعض الطامحين للسلطة، بأنهم دعاة للعلمانية التي يصورونها على أنها رديف للتقدم، مقابل التخلف الذي يعتبرونه عنوانا لمن يدعون للاسلام، يصدق البلهاء أن الأمر صراع بين الإسلاميين والعلمانيين، لكنه في حقيقته بين طامحين للحكم، وكلاهما منتم الى الفكر الإسلامي بحسب فهمه له، ولا أحد منهم يرفض الدين، لكنها أحلام في عقول الغرب، بدليل أن الذي فاز في الانتخابات ويسمونه إصلاحي، انجحته الحسينية الخمينية، ومنافسه ما أفشله العلمانيون، فهم قلة، بل العزوف عن التصويت.
أما في أمريكا قائدة العالم، فالخيار محصور بين شخصين: احدهما غبي، والآخر معتوه.
نستنتج أن الليبرالية حولت البشر الى قطعان منقادة وليست حرة، تحركها الغرائز وليس العقل، وأن الانتخابات هي لعبة سمجة عنوانها الاستغباء.

مقالات مشابهة

  • 2,5 مليون متفرج شاهدوا موازين هذه السنة
  • اتحاد الصناعات: نتوقع ارتفاع صادرات مواد البناء حال انتهاء أزمات القطاع
  • ياسين بونو وابنه يشاركان فرحة فيصل فجر بحفل زفافه ..فيديو
  • إتش سي: لا نتوقع نمو الإقراض الرأسمالي قبل عام 2025
  • مبادرة خيرية تقود ميسي إلى المناطق المتضررة من الزلزال بالحوز
  • وراء الحدث
  • لحظة تعرض طائرة لمطبات جوية قوية فوق جبال الأنديز.. فيديو
  • حماس: نتوقع ردًا إسرائيليًا سريعًا يشأن مقترح تبادل وقف إطلاق النار
  • ولاية ضلكوت بمحافظة ظفار .. جبالٌ خضراء وإطلالات جميلة على بحر العرب
  • نهيان بن مبارك يفتتح معهد برجيل للأورام بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي