حذرت مراكز دراسات وأبحاث إستراتيجية أوروبية من أن الجماعات المتطرفة لا زالت تستفيد كثيراً من شبكة الإنترنت ومحركاتها ومنصاتها، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك، متسائلة عن دور هذه المنصات بنشر التطرف بسبب ضعف آليات المراقبة وبطء اتخاذ الإجراءات الوقائية بشكل غير مسؤول، فضلاً عن رغبتها في مزيد من الانتشار الجماهيري وتحقيق الأرباح.

واستغربت تلك المراكز عدم قدرة هذه المنصّات فعلاً على متابعة العناوين والمحتوى والصور لتلك الجماعات المتطرفة المعروفة؟ ومنها على سبيل المثال مجلة خراسان التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان، والتي من اللافت عدم القيام برصدها بينما تتم ترجمة ما تنشره إلى لغات عديدة عبر مختلف الوسائل التقنية والمنصات الإلكترونية.

الدراسة التي أجراها ونشرها كل من مشروع مكافحة التطرف في ألمانيا وبلجيكا، والمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في هولندا وألمانيا، خلصت إلى أنه لا يوجد تفسير لهذا التراخي سوى أن هذه المنصّات ومنها "فيس بوك- ميتا" تتقصد غض النظر عن تلك المنشورات من أجل تحقيق أكبر عدد من المشاهدات والانتشار لغايات ربحية، وهذا ما يتعارض تماماً مع السياسات الدولية لمحاربة التطرف والإرهاب.

وعلى الرغم من أن بعض الدول الأوروبية فرضت الكثير من العقوبات على المنصات الإلكترونية وأبرزها على شركة "ميتا"، إلا أنها لا زالت غير ملتزمة بنسبة كافية بالاتفاقيات الموقعة، وهذا يعني أنها مساهمة في نشر التطرف والإرهاب.

وأبرزت الدراسة وجود الكثير من التناقضات، إلى حد أن هذه المنصات أصبحت بمثابة تكتل يتحكم حتى في بعض الحكومات والمؤسسات الرسمية في بعض الدول. وفي ضوء هذه المعطيات بات مرجحاً، أن نشر التطرف على المنصات الإلكترونية بات ممنهجاً يخدم الشركات لأغراض ربحية، ومن غير المستبعد أن تكون هناك دول كبرى مستفيدة من نشر المحتوى المتطرف ضمن مفهوم استثمار التطرف والإرهاب لأغراض جيوسياسية.

وشددت مراكز الدراسات والأبحاث الأوروبية على أن ما تحتاجه الحكومات هو الاستمرار بالمتابعة والرصد وفرض الغرامات المالية والعقوبات على هذه المنصات وسد الثغرات في قوانينها وتدابيرها.. وأكدت مواصلة تقديم تقارير دائمة عن الأساليب التي يستخدمها المتطرفون لاستغلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد أتباعهم والتحريض على العنف.

وحدد باحثو مشروع مكافحة التطرف أكثر من ثلاثين مادة ذات محتوى إرهابي مترجمة عبر غوغل إلى 41 لغة، ما يعني سهولة إيصال أفكار التطرف والتشدد والإرهاب لمن هم مستعدون لتلقيها أينما كانوا حول العالم. وقدمت الدراسة في هذا الصدد على سبيل المثال مراجعة نقدية للعدد 28 من مجلة صوت خراسان الإلكترونية الموالية لتنظيم داعش الإرهابي، والذي تمت ترجمته إلى مختلف اللغات باستخدام تقنية غوغل.

كما عثر الباحثون والخبراء على أرشيفات مخفية ومقاطع فيديو تؤيد الإرهاب وتدعو للمزيد من أعمال العنف، ويحتاج الحصول عليها لاشتراك خاص للأعضاء عبر كلمات سر في المنتديات الإلكترونية، بالإضافة إلى وجودها في كل من صفحات وحسابات فيسبوك ومنصة إكس و"تيك توك" وإنستغرام، ومنها أنشطة معادية للسامية وداعمة للنازيين الجدد، فضلاً عن ترويج كثير منها لفكر داعش الإرهابي وتشجع على الانضمام له ودعمه مالياً وشن هجمات انتقامية ضد الغرب، بما في ذلك نشر مقاطع فيديو تحتوي على نصائح حول التصنيع المحلي لأجهزة متفجرة مضادة للأفراد باستخدام المتفجرات والمكونات المُتاحة تجارياً بسهولة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني التطرف والإرهاب

إقرأ أيضاً:

دولة أوروبية تقرر حظر حركة حماس والأخيرة تُعقّب

قررت الحكومة السويسرية، مساء الأربعاء، حظر حركة حماس ومجموعات مرتبطة بها، حيث من المقرر أن يدخل القانون الجديد في هذا الشأن حيز التنفيذ اعتبارا من 15 مايو المقبل.

ويقضي الحظر السويسري بمنع جميع أنشطة حماس ودعمها، كما يسمح للسلطات بفرض حظر دخول وعمليات طرد إلى خارج البلاد.

وذكر مسؤولون، أن الإجراء يهدف أيضا إلى حظر حماس من استخدام سويسرا كمركز مالي.

وفي ذات السياق، قالت حركة حماس في تصريح صحفي، اليوم الخميس، إن قرار سويسرا بحظر الحركة انحياز خطير للاحتلال وتنكّر لالتزاماتها القانونية والإنسانية.

وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:

تصريح صحفي -  حركة حماس: 

▪ قرار سويسرا بحظر الحركة انحياز خطير للاحتلال وتنكّر لالتزاماتها القانونية والإنسانية

▪نأسف لأن تأتي خطوة حظر الحركة من دولةٍ عُرفت تاريخيًا بمواقف الحياد والدفاع عن القانون الدولي الإنساني، وتعدّها انحيازًا مستهجنًا ضد شعبنا الفلسطيني، وقضيته العادلة، ومقاومته المشروعة في مواجهة الاحتلال، لا سيما في ظلّ حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة .

▪إن التزامات المجتمع الدولي، وفي مقدمتها سويسرا، السياسية والإنسانية والأخلاقية، توجب تحرّكًا عاجلًا لوقف الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، التي تنتهكها حكومة نتنياهو الإرهابية يوميًا، لا التضييق على شعبنا، أو فرض قوانين تقيّد الحريات وتحاصر أي حراك ضاغط لوقف المجازر المستمرة في قطاع غزة.

▪نطالب الحكومة السويسرية بالتراجع عن هذا القرار الجائر وغير المبرر، والانحياز إلى العدالة، ومساندة كفاح شعبنا الفلسطيني العادل لإنهاء الاحتلال، ونيل حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدّمتها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس .

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة: 92% من الرضّع محرومون من الغذاء الأساسي نقابة المهندسين تعلن نتائج انتخاباتها للدورة 2025-2028 وفتح تُعقّب الحكومة تصدر حزمة من القرارات الجديدة خلال جلستها الأسبوعية الأكثر قراءة الجامعة العربية تعقب على إنشاء إدارة إسرائيلية لتسهيل تهجير سكان غزة الاحتلال يمنع أحد أعضاء المجلس المركزي من المشاركة في الجلسات الإحصاء: انخفاض أسعار تكاليف البناء والطرق والصرف الصحي في الضفة بالفيديو: بالأسماء: إسرائيل تفرج عن 12 أسيراً فلسطينياً من قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • طقس ربيعي غير مستقر.. كتل هوائية أوروبية تخفض درجات الحرارة في مصر
  • كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي واجهةً لحبوبٍ مزيفةٍ قاتلة؟.. خبراء يحذرون
  • اعتقال 18 شخصا على صلة بـحرائق إسرائيل.. ودول أوروبية تساعد
  • اللجنة الوطنية تبحث دور التكنولوجيا في مكافحة التطرف العنيف وتضع خارطة طريق للفريق المختص
  • مدير مركز دراسات: الاتفاقية بين واشنطن وأوكرانيا محاولة للسيطرة على كل موارد كييف
  • دولة أوروبية تقرر حظر حركة حماس والأخيرة تُعقّب
  • هل يسبب الغضب و الصراخ أزمة قلبية؟ .. دراسات توضح
  • "رسيني "و "اترموا".. أنجح أغاني ألبوم بهاء سلطان تتصدر المشهد بفضل ألحان مدين
  • محمود حميدة: اللي بيعمل فيلم عن المخدرات والإرهاب ويقول بقاوم الظاهرة دي كذاب
  • متخصصون يقدمون رؤية عصرية حول الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الثقافة المجتمعية