ضمن سلسلة جولاته الخارجية ، توجه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الى إريتريا فى زيارة تُعد الأهم والأكثر أهمية بإعتبار أن “أسمرا” ومن خلال متابعتنا للتطورات منذ اندلاع الحرب أصبحت العاصمة “الجوارية” الأكثر تأثيراً وفاعلية بجانب “القاهرة” ضمن تجمع دول جوار السودان الساعية لإنهاء حالة الإحتراب والوصول لتسوية سياسية حاسمة.

الزيارة ، تزامنت مع قرارات البرهان بفتح الحدود والمعابر صاحبتها تصريحات إيجابية عن طبيعة العلاقة وإستراتيجيتها ، إضافة لتواجد عدد من الكيانات والأحزاب والشخصيات السودانية السياسية ذات الثقل والتأثيرفى “أسمرا” لبحث سُبل الوصول” لسودنة الحل” ، حيث سبق ذلك مواقف وشواهد اريترية مؤيدة وداعمة للبرهان وقوات الشعب المسلحة في محاربة التمرد، مما يدل على نشوء توافق وتفاهمات وتنسيق بين اسمرا والخرطوم في إطار مخرجات قمة لقاء عواصم الجوار التي أوصت وشددت على ” الحوار السوداني – السوداني” كمخرج وحيد من النفق المظلم.

بتتبع تحركات ونشاط البرهان وزياراته الداخلية والخارجية ، وعند إعادة قراءتها مجتعمة نجدها ذات إرتباطات وتشبيكات تشير إلى أن المعركة السياسية التي يخوضها البرهان قاربت على الوصول الى خط و”حزية” المعركة العسكرية المتقدمة عليها شكلاً وموضوعاً ، ولربما تأخرالحسم العسكرى إنتظاراً للحسم السياسي ، والذي تجمعت كل خيوطه في “اسمرا” .

وشواهدنا وإستدلاتنا في ذلك عديدة منها ، العاصمة الإدارية في مصر قبل الحرب ، وبعد الحرب كانت القاهرة والجامعة العربية ، ثم قمة دول الجوار الستة ، وأخيراً العاصمة الجارة اسمرا، تعددت منابر الجوار ولكن كلها توافقت وتمترست خلف المبدأ الفيصل والحاسم للحل هو (الحوار السُوداني – السوداني).

كما هو معلوم ، هنا عمق إستراتيجي متبادل وإرتباطات جيوساسية بين البلدين الجارتين جعلت كل دولة تتأثر بصورة مباشرة بما يدور في الدولة الأخرى ، فيالتالي أي حراك وتفاعل في العلاقات يكون إنطلاقا من تلك الروابط خاصةً في ظل الحرب الراهنة والظروف التي يعيشها إقليم شرق السُودان الإستراتيجي المجاور لإرتريا،

إثر ذلك ،سبق لإرتريا وأن قادت مبادرة ناجحة ورعاية اتفاق سلام شرق السودن بين المعارضة السياسية العسكرية بالإقليم وبين حكومة النظام السابق في السُودان أفضت إلى توقيع إتفاق سلام بين الأطراف أفضى الى عودة الهدوء والإستقرار طيلة تلك الفترة وحتى ذهاب حكومة البشير.

الشاهد الإستدلالي الأساسي في ما ذهبنا اليه هو نجاح ونجاعة المبادرات التي ترعاها “دول الجوار” لحلحلة القضايا والازمات بين بعضها البعض، مقارنة بالمبادرات والوساطات “الوافدة” من الخارج ، فسبق للسُودان رعاية اتفاق سلام بين المعارضة في بني شنقول والحكومة الأثيوبية ، رعاية جيبوتي لاتفاق سلام بين المعارضة والحكومة السودانية ،رعاية ارتريا لاتفاق سلام شرق السودان ، تبادل رعاية اتفاقيات السلام بين السودان وجنوب السودان ،الوساطة الأثيوبية الأخيرة.بين شركاء الحكم الإنتقالي في السـودان، لذلك ظللنا نميل ونتحيز “للجوار” و ننصح بقبول المبادرات الجوارية مهما كانت فقيرة الرعاية ، وعدم الوقوع في فخ الإقليمية او الخارجية مهما كانت غنية الرعاية.

(خلاصة القول ومنتهاه):

عطفاً على ما أوضحناه فمن الواضح ان العاصمة “أسمرا” توافقت عليها عواصم الجوار كملتقى ومصب لكل الجهود وجعلها مفوضية قمة دول الجوار السودانى لإقرار الحل السوداني- السوداني .

وفي ظل الظروف المحيطة ، التطورات والتحولات الإيجابية والمواتية لصالح المواجهة العسكرية والسياسية إنصبت في صالح البرهان والقوات المسلحة وخصماً على ميلشيات الدعم السريع وإضعافاً لحاضنتها السياسية (قحت) ، مما يدعم مسار “أسمرا”، ويُنبيء بنجاح وتقدم كبير مُتوقع.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: خبر وتحليل سلام بین

إقرأ أيضاً:

البرهان لوفد السلم الأفريقي: جهات أجنبية تسعي للسيطرة على السودان بواسطة «المليشيا»

عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، اتهم الاتحاد الأفريقي بتجاهل أزمة شعب السودان نتاج عدم معرفته بحقيقة هذه الأزمة.

بورتسودان: التغيير

أكد مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، رفضه للسيطرة على السودان بواسطة جهات أجنبية “تستخدم المليشيا” في حربها ضد البلاد.

واعتبر أن ما يتعرض له السودان يمثل استعماراً جديداً، وقال إن تجاهل الاتحاد الأفريقي للأزمة التي يعيشها شعب السودان ناتج عن عدم معرفته بحقيقة هذه الأزمة.

والتقى البرهان اليوم الخميس ببورتسودان، وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي يزور البلاد حالياً برئاسة محمد جاد سفير مصر لدى إثيوبيا، المندوب الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، الرئيس الدورى لمجلس السلم والأمن عن شهر اكتوبر.

توصيف الانقلاب

ورحب البرهان بزيارة الوفد للسودان، وقال: “نحن لازلنا نرى أن توصيف الاتحاد الأفريقي لما حدث في 25 اكتوبر بأنه انقلاب، غير دقيق وينافي الحقائق”.

وقال إن البلاد محتلة من “مليشيا متمردة” بمشاركة مرتزقة أجانب ومعاونة دول يعرفها الجميع.

وأشار إلى مهاجمة المليشيا للمدن الآمنة وإنتهاكها لحرمات المواطنين ونهبها لممتكاتهم واغتصابها للنساء، وأضاف أن كل العالم شاهد ذلك ولم يحرك ساكناً.

وقال البرهان إن هنالك قوى سياسية تريد أن تعود للحكم بأي طريقة قبل أن يعود المواطنون لمنازلهم ومناطقهم “المحتلة بواسطة المليشيا المتمردة”.

قضية تعليق العضوية

من جانبه، قال رئيس الوفد السفير محمد جاد في تصريح صحفي، إن هذه أول زيارة لمجلس السلم والأمن للسودان منذ عدة سنوات.

وأضاف أن مصر حرصت منذ بداية رئاستها للمجلس في أبريل الماضي على القيام بهذه الزيارة.

وتابع بأن الإيضاحات التي قدمها رئيس مجلس السيادة لوفد مجلس السلم والأمن الأفريقي ساعدت في تفهم أبعاد الأزمة السودانية.

وأوضح أن الوفد أكد دعمه للسودان الشقيق حتى يتم تحقيق السلام بالبلاد، وأكد أن مصر تحرص دوماً على ضرورة أن يخرج السودان من هذه الأزمة بخير.

وقال جاد إن اللقاء تطرق إلى ضرورة إيجاد البيئة اللازمة لاستعادة السودان لعضويته في الاتحاد الأفريقي، وأضاف: “لا يمكن أن يمر السودان بمثل هكذا أزمة وتكون عضويته مجمدة في الاتحاد الأفريقي”.

وأكد جاد أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيسعى لإحلال السلام في السودان ووقف إطلاق النار ودعم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوداني.

خارطة طريق

من جهته، قال سفير السودان بإثيوبيا، المندوب الدائم لدى الاتحاد الأفريقي الزين إبراهيم حسين في تصريح صحفي، إن زيارة مجلس السلم والأمن الأفريقي تكتسب أهميتها كونها الزيارة الأولى منذ عام 2015م وهي تنبئ عن ارتباط إيجابي جديد للاتحاد الأفريقي بالسودان بعد تعليق عضويته في السادس والعشرين من اكتوبر 2021م “بعد الاجراءات التصحيحية الخاصة بفض الشراكة مع المكون المدني”- حسب قوله.

وأضاف أن وفد المجلس استمع لشرح تفصيلي من رئيس المجلس السيادي حول مختلف الملفات العسكرية والأمنية والسياسية والإنسانية.

وأشار إلى أن الوفد عقد لقاءات مهمة مع عدد من المسؤولين بالدولة شكلت فرصة للإطلاع على مجمل الأوضاع في السودان، ومكنت الوفد من الإلمام بمعلومات حول حقيقة الأزمة.

ونوه السفير الزين إلى أن مصر ترأس الدورة الحالية لمجلس السلم والأمن الإفريقي، وأوضح أن الوفد ضم مفوض السلم والأمن والشؤون السياسية ومندوب الاتحاد الأفريقي بالسودان السفير محمد بلعيش.

واعتبر أن هذه الزيارة ستشكل خارطة طريق لإعادة ارتباط السودان بالاتحاد الأفريقي.

الوسومإثيوبيا الاتحاد الأفريقي السفير محمد جاد السودان انقلاب 25 اكتوبر 2021 عبد الفتاح البرهان مجلس السلم والأمن الأفريقي مجلس السيادة محمد بلعيش مصر

مقالات مشابهة

  • السودان .. تصاعد الحرب وتفاقم الأزمات الأنسانية مع اقتراب موسم الأمطار من نهايته
  • البرهان يرفض وصف أحداث 25 أكتوبر بالانقلاب
  • البرهان يفتعل مشكله مع العالم !!
  • البرهان لوفد مجلس السلم والأمن الإفريقي: السودان يواجه “استعمارا جديدا”
  • البرهان لوفد إفريقي: السودان يواجه “استعمارا جديدا”
  • البرهان لوفد السلم الأفريقي: جهات أجنبية تسعي للسيطرة على السودان بواسطة «المليشيا»
  • العرب المُستبَاحَة
  • هجوم الجيش السوداني المفاجئ يثير الشكوك والاستفهامات
  • البرهان يتلقى دعوة للمشاركة في قمة رؤساء الدول والحكومات
  • تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ (3)