خبير اقتصادي يتوقع تخطي قرض صندوق النقد لمصر الـ6 مليارات دولار
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
توقع هاني جنينة، الخبير الاقتصادي والمحاضر بالجامعة الأمريكية، أن يتم رفع قيمة الاتفاق التمويلي بين مصر وصندوق النقد الدولي خلال الربع الأول من العام القادم، لأعلى من 6 مليارات دولار، شريطة قيام الدولة بعدة إجراءات حاسمة.
وحدد «جنينة» أولى الإجراءات المرتقب اتجاه الدولة نحو تنفيذها بداية 2024، متمثلة في تحريك واضح لسعر الصرف، مرة واحدة أو تدريجي بالاتفاق مع لجنة صندوق النقد، وذلك على مدار الـ6 أشهر الأولى.
ولفت إلى التعمق أكثر في إجراءات الإصلاحات الهيكلية لأصول الدولة، والتي تستهدف مشاركة القطاع الخاص في عجلة الاقتصاد الحقيقي متمثلة في القطاعات الحيوية.
وتابع «جنينة»: من المرجح أن تحسم مسألة بدء مصر لسداد مبلغ 5.2 مليار دولار، وهو ربع إجمالي قروض مصر من الصندوق، ذلك، حيث ستعطي البلاد مساحة جديدة لزيادة حزمة القروض المتفق عليها في ديسمبر الماضي.
وتعول الدولة على طرح حصص أقلية وكاملة في 6 أصول جديدة خلال الفترة بين يوليو حتي يونيو 2024، الحصول على 5 مليارات دولار، حسبما كشف تقرير مركز المعلومات ودعم متخذي القرار.
فيما تترقب مصر منتصف الشهر الجاري الحصول على شريحتين جديدتين بقيمة 694 مليون دولار، تتوزع بين شريحة متأخرة منذ منتصف مارس 2023 بقيمة 347 مليون دولار، بسبب إرجاء مراجعة لجنة صندوق النقد، وأخري هذا الشهر، وفق برنامج تسهيل الصندوق الممدد بقيمة 3 مليارات تم التوقيع عليه في ديسمبر 2022.
وأشار فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، خلال تصريحات سابقة لـ«الأسبوع» إلى أن تأخير مراجعة لجنة صندوق النقد الدولي على الاقتصاد المصري، تم وفق مشاورات بين القائمين على صندوق النقد الدولي والحكومة المصرية بحضور البنك المركزي المصري.
وقال الفقي، إن مصر ستتحصل على شريحتين جديدتين في منتصف سبتمبر الجاري.
ولا يتفق جنينة مع الفقي في حصول مصر على شريحة قرض الصندوق سبتمبر الجاري، حيث يري أنها ستكون في الربع الأول من العام القادم، مع إمكانية رفع إجمالي قيمة التمويل فوق 6 مليارات بين 7 و8 مليارات، مربوط بسرعة سريان التزامات مصر مع الصندوق.
اقرأ أيضاًقرض صندوق النقد الدولي والطروحات الحكومية.. إلى أين؟
فخري الفقي يكشف لـ«الأسبوع» معايير تقييم صندوق النقد الدولي للاقتصاد المصري
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اقتصاد مصر تعويم الجنيه صندوق النقد الدولي قرض صندوق النقد الدولي مصر صندوق النقد الدولی
إقرأ أيضاً:
تثبيت أسعار الفائدة في ظل وفرة الدولار.. هل هو القرار الأمثل؟ خبير اقتصادي يوضح
في خطوة تعكس التوجهات الاقتصادية الراهنة، قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، خلال اجتماعها، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وذلك للحفاظ على السياسة النقدية التقييدية وضمان تحقيق انخفاض مستدام في معدلات التضخم.
ويأتي هذا القرار في ظل تطورات اقتصادية محلية ودولية مهمة، أبرزها ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لمصر إلى 47.265 مليار دولار خلال شهر يناير، إلى جانب استمرار تعافي النشاط الاقتصادي في البلاد.
تثبيت أسعار الفائدة ودوافع القراروأعلن البنك المركزي المصري عن تثبيت سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك عند 27.25% و28.25% و27.75% على الترتيب، مع الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%.
وأكد بيان البنك أن هذا القرار يتماشى مع السياسة النقدية الهادفة إلى كبح معدلات التضخم وضمان استقرار الأسواق المالية.
ويرى خبراء الاقتصاد، أن هذه الخطوة ضرورية لضمان بقاء أسعار الفائدة إيجابية مقارنة بمعدلات التضخم، مما يحمي ودائع المواطنين ويشجعهم على الادخار بدلاً من الإنفاق المفرط، وهو ما يسهم في خفض الضغوط التضخمية.
النمو الاقتصادي والمؤشرات الإيجابيةوبحسب بيانات البنك المركزي، أظهرت المؤشرات الأولية للربع الرابع من عام 2024 تسارع نمو النشاط الاقتصادي مقارنة بالربع الثالث من العام نفسه، حيث سجل الاقتصاد نموًا بنسبة 3.5%.
وكان هذا النمو مدفوعًا بشكل رئيسي بزيادة مساهمة قطاعي الصناعة التحويلية والنقل، مما يعكس التحسن التدريجي في الأداء الاقتصادي.
ورغم أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لا يزال أقل من طاقته القصوى، إلا أن التوقعات تشير إلى اقتراب الاقتصاد المصري من استغلال كامل طاقته الإنتاجية بحلول السنة المالية 2025/2026، وهو ما سيؤدي إلى تعزيز الاستثمارات وتحقيق مزيد من الاستقرار الاقتصادي.
تأثير القرار على المستثمرين والمودعينووفقًا للدكتور هاني الشامي أستاذ الاقتصاد بجامعة المستقبل، فإن تثبيت سعر الفائدة في الوقت الحالي يُعد خطوة ضرورية في ظل ارتفاع معدلات التضخم، حيث يحتاج المودعون إلى سعر فائدة إيجابي يحافظ على قيمة أموالهم.
وأوضح الخبير الاقتصادي - في تصريحات خاصة لـ صدى البلد - أن هذا القرار قد لا يكون في صالح المستثمرين، حيث يزيد من تكلفة الاقتراض ويؤثر على جدوى بعض المشاريع الاستثمارية، مضيفا أن البنك المركزي ليس لديه خيارات أخري وهذا أفضل قرار في ظل هذه الاوضاع.
وأضاف الشامي أن غالبية صغار المودعين يعتمدون على عوائد ودائعهم للعيش منها، وبالتالي فإن أي خفض في أسعار الفائدة قد يضر بهم. لذا فإن استمرار المعدلات الحالية يضمن لهم عوائد مناسبة، وهو ما يعزز الاستقرار المالي للأفراد.
توقعات الاقتصاد المصري في الفترة المقبلةوعند سؤاله عن مستقبل الاقتصاد المصري، أكد الشامي أن هناك مؤشرات إيجابية تدعم استمرارية التحسن، ومن أبرزها انخفاض سعر الدولار، اختفاء السوق السوداء، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي. كما أشار إلى انخفاض معدلات البطالة وتحسن القدرة على توفير السلع الاستراتيجية، مما يعزز من قدرة مصر على سداد ديونها بشكل مستدام.
وفيما يخص السياسات النقدية، أوضح أن البنك المركزي لم يفرض قيودًا إضافية على استخدام الدولار، مما يعكس استقرار الوضع المالي، مشيرًا إلى أن المستثمرين لا يواجهون عقبات في تحويل الأموال أو تنفيذ معاملاتهم المالية.
كما أضاف أن من يرغب في السفر إلى الخارج يمكنه الحصول على الدولار من البنوك بسهولة، ما يدل على توافر العملة الأجنبية بشكل جيد. وأكد أن استمرار الأوضاع الاقتصادية الحالية لمدة ستة أشهر أخرى سيؤدي إلى تحسن كبير في الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن المناخ الاستثماري في مصر لا يزال واعدًا ويوفر فرصًا جيدة للمستثمرين المحليين والأجانب.
ويعكس قرار البنك المركزي المصري بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، التزام الحكومة باستراتيجية نقدية حذرة تهدف إلى كبح التضخم وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
وبينما قد يؤثر هذا القرار سلبًا على تكلفة الاستثمار، فإنه يضمن حماية المودعين ويدعم استقرار القطاع المصرفي. ومع استمرار تحسن المؤشرات الاقتصادية، فإن التوقعات تشير إلى مزيد من التحسن خلال الأشهر المقبلة، ما يعزز من قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة التحديات وتحقيق نمو مستدام.