غضب وترقب.. سكان القرى النائية في انتظار المساعدات البطيئة بعد زلزال المغرب
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
بعد أكثر من 48 ساعة على الكارثة، لا يزال رجال الإنقاذ في المغرب يكافحون للوصول إلى القرى الجبلية النائية، التي تضررت بشدة جراء الزلزال المدمر.
وأدت صعوبة الوصول إلى المنطقة الجبلية الشاسعة التي ضربها الزلزال، إلى إعاقة جهود إيصال المساعدات للمتضررين، علاوة على مصير مجهول ينتظر الكثير من العالقين تحت الأنقاض.
وفي حين تم إنشاء مخيمات الطوارئ في بعض الأماكن، فقد تُرك الناس في مناطق أخرى يتعذر الوصول إليها، ليتدبروا أمرهم بأنفسهم، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وتعد "مولاي إبراهيم" إحدى القرى على جبال الأطلس التي يصعب الوصول إليها، بسبب الطرق الوعرة والضيقة التي أصبحت "غير سالكة" بسبب الصخور الضخمة.
ولا توجد أية خيام قدمتها السلطات في "مولاي إبراهيم"، حيث لا يزال الناس ينامون في الشوارع المفتوحة أو في ملعب كرة قدم قريب، بحسب "سي إن إن".
"قرى سويت بالأرض"ولم يكن مركز الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر، بعيدا عن القرية الواقعة على بعد حوالي ساعتين جنوب غرب مراكش.
وأدى الزلزال، وهو الأقوى الذي يضرب المغرب منذ أكثر من 120 عاما، إلى مقتل أكثر من ألفي شخص. ولا يزال العديد من الأشخاص الآخرين في عداد المفقودين.
وقالت السلطات المغربية إنها تحاول إدخال آلات ثقيلة إلى الجبال لفتح طريق وبدء جهود الإنقاذ. لكن مسؤولا بوزارة الداخلية المغربية، قال إنه "لا يزال يتعذر الوصول إلى بعض القرى القريبة من مركز الزلزال".
وقال المسؤول لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، التي لم تكشف عن هويته، إن "عدة بلدات أخرى سويت بالأرض تماما".
وفي حديثه للصحيفة الأميركية ذاتها، قال محمد الطيار، أحد سكان "مولاي إبراهيم": "نحن بحاجة ماسة إلى المساعدة".
وقالت عشرات الدول ومنظمات الإغاثة الأجنبية، إنها مستعدة لتقديم القوى العاملة والمعدات وغيرها من المساعدات للمغرب، لكن حتى، الأحد، لم تقبل حكومة المملكة سوى مساعدات من بريطانيا وإسبانيا والإمارات وقطر، وفقا لوزارة الداخلية.
وقال أرنود فريس، مؤسس منظمة "إنقاذ بلا حدود"، وهي مجموعة إنسانية فرنسية، إن "الحكومة المغربية تمنع (وصول) فرق الإنقاذ بشكل كامل". وفي تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أضاف: "نحن لا نفهم".
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لشبكة "سي إن إن": "لدينا الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي تتولى قيادة هذه الجهود، وهي جاهزة للانطلاق". وتابع: "نحن ننتظر كلمة من الحكومة المغربية لمعرفة كيف يمكننا المساعدة، وأين يمكننا ذلك".
مستوصف واحد "بلا معدات"وفي مراكش، أقرب مدينة كبيرة إلى مركز الزلزال، احتشد الآلاف في الحدائق العامة، ونصبوا الخيام تحت أشجار النخيل ومصابيح الشوارع.
وعلى شريط مشاة عشبي بجوار طريق يمر أمام فندق فخم ومركز تسوق، جلسوا معا بجانب النوافير العامة، وتناولوا الطعام الذي توزعه الجمعيات الخيرية.
لكن الوضع في الريف كان أسوأ بكثير، إذ سرعان ما اكتظت المستشفيات الريفية بالضحايا، الذين تم نقلهم بسيارات الإسعاف، وفي بعض الحالات بطائرات مروحية إلى المدن الكبرى.
وقالت رحاب بلبلو، وهي تقف خارج المستوصف الوحيد بقرية "مولاي إبراهيم"، إنها فقدت شقيقتها مريم البالغة من العمر 11 عاما ،وشقيقها محمد البالغ من العمر 6 أعوام.
وأضافت: "الطبيب أبلغنا بأنه لا توجد معدات في المستوصف لإنقاذ المصابين".
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن "أي علاج بخلاف الجبائر والغرز، يتطلب رحلة إلى مراكش على بعد حوالي ساعة ونصف من تلك القرى".
وقالت السلطات إنها تسعى للتقليل من أعداد الضحايا إلى الحد الأدنى، لكن مع وجود العديد من المصابين في حالة حرجة، توقعت السلطات ارتفاع عدد القتلى.
ولا تزال أعداد لا حصر لها من المنازل المنهارة بحاجة إلى البحث عن أشخاص تحت أنقاضها. ولا يمكن الوصول إلى بعض المناطق الأكثر تضررا إلا بطائرة مروحية.
وقالت انتصار فقير، مديرة برنامج شمال أفريقيا بمعهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن، إن هناك "الكثير من الغضب الاجتماعي، بعد انتظار الملك 18 ساعة للإدلاء ببيان عام". ووصفت ذلك البيان بـ "الفرصة الضائعة".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن "المجتمعات في القرى النائية لا تزال تعيش غضبا، من الاستجابة البطيئة في عمليات الإنقاذ والإغاثة".
وقالت فقير: "النظام الملكي يحاول اللحاق بالركب"، متوقعة أن يتم "سحق أي احتجاجات بسرعة"، في بلد تقول جماعات لحقوق الإنسان إن "العديد من الحريات المدنية مقيدة فيه".
"عصور وسطى بسبب غياب الدولة"وتعد القرى الأكثر تضررا من بين أفقر المناطق في المغرب، حيث تفتقر بعض المنازل إلى الكهرباء أو المياه الجارية، حتى في أفضل الأوقات.
وناضل سكان الريف المغاربة خلال السنوات الأخيرة للتعافي من الصدمة الاقتصادية الناجمة عن وباء كورونا، وفي الآونة الأخيرة للتعامل مع التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وقالت الخبيرة في التاريخ والحكم المغربي بجامعة ستانفورد الأميركية، سامية الرزوقي: "الحقيقة هي أنه في اللحظة التي تخرج فيها من مراكش، يعيش الناس كما لو أنهم عادوا إلى العصور الوسطى بسبب غياب الدولة".
وأشارت إلى أن "سوء المعيشة سيتضاعف، بسبب كارثة طبيعية بهذا الحجم".
وفي مولاي إبراهيم، القرية المبنية من الطوب الإسمنتي ومبانيها ذات الجدران وردية اللون، قال مصمم الغرافيك، مصطفى إيشيد، البالغ من العمر 30 عاما، إن "المساعدات الغذائية الوحيدة التي وصلت إليهم، جاءت من الجماعات المدنية".
وأضاف في حديثه لصحيفة "واشنطن بوست": "المغاربة أرسلوها إلى إخوانهم".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مولای إبراهیم لا یزال
إقرأ أيضاً:
كان شاهدا على «زلزال» المغرب.. من هو إسكوس حكم مباراة الأهلي والزمالك؟
إسبن إسكوس.. أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم، اليوم الخميس، عن هوية حكم مباراة الأهلي والزمالك في القمة المرتقبة ببطولة الدوري المصري الممتاز.
ويحل الزمالك ضيفا ثقيلا على الأهلي في ملعب القاهرة الدولي، في السابعة مساء يوم السبت المقبل، ضمن منافسات الأسبوع الخامس عشر ببطولة الدوري المصري الممتاز.
وتقرر تعيين النرويجي إسبن إسكوس لإدارة مباراة الأهلي والزمالك في القمة المنتظرة، على ملعب القاهرة الدولي، ويعاونه كل من جان إيريك وإسحاق باشيفيكن، والحكم الرابع عثمان إسلام.
أما في تقنية الفيديو وغرفة "الفار" لمباراة القمة سيتواجد توم هاجن، ويعاونه كريستوفر هاجينس، وخلت قائمة الحكم من أي اسم مصري.
وجاء طاقم حكام القمة على النحو التالي:
حكم ساحة: إسبن إسكوس.
حكم مساعد: جان إيريك.
حكم مساعد: إسحاق باشيفيكن.
حكم رابع: عثمان إسلام.
حكام فار: توم هاجن.
حكم فار مساعد: كريستوفر هاجينس.
من هو إسكوس حكم مباراة الأهلي والزمالك؟النرويجي إسبن إسكوس يبلغ من العمر 36 عاما، ومن الأسماء الهامة في عالم التحكيم حاليا، فقد سبق له وأن أدار نهائيات عديدة لمراحل سنية مختلفة.
وسبق وأدار إسكوس نهائي أمم أوروبا تحت 21 عاما في نسخة 2023، وفي نفس العام نهائي كأس العالم تحت 17 عاما، كما أنه أدار عدة مواجهات في دوري الأبطال هذا الموسم.
وهناك رباعي مصري يعرفون الحكم إسبن إسكوس جيدا، وهم أحمد سيد زيزو وحسام عبد المجيد من الزمالك، وحمزة علاء وأحمد نبيل كوكا من الأهلي، حينما أدار النرويجي مباراة الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024" بين مصر والمغرب.
وتحمل هذه المباراة واقعة مؤلمة للفراعنة بعد الخسارة من المغرب الأوليمبي بستة أهداف دون رد، في ملعب "لا البوجوار"، في مواجهة تحديد المركز الثالث والميدالية البرونزية بأولمبياد باريس 2024.