كاتبة مصرية: كيف تتعامل الزوجة مع أخطاء زوجها؟
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
لا يوجد زواج في الكون بلا مشكلات وتنتج أغلب المشكلات عن التعامل بحدة أو بتحفز مع أخطاء شريك الحياة؛ وقد يكون بعضها غير مقصود ولا تتكرر وكثيرًا لا يراها الزوج أخطاءً وتنشب المشاجرات وتكبر وتهدد نجاح الزواج..
نتوقف عند أخطاء الزوج وكيف تتعامل معها الزوجة لتفوز بالسعادة التي تستحقها:
تختار بعض الزوجات خصام الزوج أو تقليل الكلام معه والصمت الطويل.
الصمت يعتبره الزوج بمثابة نوع من العقاب وليس احتجاجًا، فالزوج يدرك أن الزوجة “تعاقبه”، وعندما يرى أنه يتعرض للعقاب، وهو ليس طفلًا صغيرًا فلن يقبله وسيرفضه.
أخبرتني زوجة –وهي شخصية لطيفة للغاية- ولكنها كانت تتكلم بعصبية، وقالت: لا فائدة من زوجي 20 عامًا أحاول أن أشرح له أمورًا لا يريد أن يفهمها، فقلت لها: هو لا يريد أن يفهم، وأنت تصرين على تكرار محاولة الشرح بنفس الطريقة وبأسلوب مباشر رغم ذلك.. وكانت تعترض على طريقته في قيادة السيارة.
لم تتمتع بالمرونة بتقبل أسلوبه في قيادة سيارته، أو تغيير طريقتها بالاعتراض، أو تتجنب لومه فسيعتاده ولن يؤثر إيجابيًا فيه؛ بل سيغضب منها ويبتعد عنها عاطفيًا، أو يحاول التفتيش عن أي خطأ لديها ليرد الصاع صاعين، ويدخلان في “دوامة” من الانتقادات المتبادلة، وكانت تستطيع “حماية” نفسها من ذلك؛ لو تغاضت عن أمر غير مهم، أو لفتت نظره بلطف ودون إلحاح.
فمن الذكاء أن تركز الزوجة على الأشياء المهمة فقط، وتعاتب عليها “برفق” وبذكاء في اختيار التوقيت المناسب، وبأقل قدر ممكن من الكلمات، مع تجنب كلمات مثل: لم أتخيل يومًا أن تفعل كذا، أو لقد حطمتني أو جعلتني أحس أنني أقل من كل صديقاتي أو كتبت نهاية حبي لك.. وما شابه ذلك من تعبيرات غاضبة قوية تقولها بعض الزوجات “لردع” الزوج، وتتوهم أنه سيتراجع وتحصد نتائج لا تحبها، وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالاهتمام بالأولاد، فلا تعاتبه عندما يتشاجر معهم بحدة، بل تغير طريقتها وتطالب الأولاد بحسن التعامل معه وبتجنب ما يضايقه منهم وتقلل “أسباب” الخلافات، وتستخدم ذكاءها وتتجنب العتاب.
نتمنى ألا تفكر الزوجة في تغيير تصرفات والزوج التي لا تعجبها وأخطائه بأسلوب حاد، وأن تحرص على تغيير رد فعلها وتتجنب الصراخ في وجهه أو البكاء واستعطافه وتتمسك بالهدوء، وتؤجل الحديث معه عنها حتى ترتب أفكارها، وتتمكن من “التخطيط” الذكي لكلام لا يستفزه ويدفعه للتوقف عما يضايقها.
الثابت أن الكلام بعيدًا عن لغة الأوامر سيأتي بنتائج جيدة؛ فلن يلجأ للعناد بسبب الأسلوب المسيء وسيتغير تصرفه الذي لا تحبه أو يقلل منه وستحمي نفسها من خلافات تضر بزواجها وتخصم من سعادتها، وتؤثر بالسلب على صحتها النفسية، ومن ثم صحتها الجسدية.
تحب بعض الزوجات توجيه النصائح للأزواج وكأنهم صغار لا يعرفون التصرف، والأفضل التعامل معهم “باحترام” لخبراتهم في الحياة، وتجنب التقليل من مزاياهم والتركيز على العيوب والأخطاء، مع أهمية اختيار الكلمات المناسبة لإبداء الرأي “بلطف” وبعيدًا عن الانتقادات؛ فلا أحد من الجنسين يحبها وإن كانت صحيحة.
لا نحب أن تنصح الزوجة زوجها أبدًا أمام الأهل، أو أمام الأصدقاء أو الأبناء، أو أمام زملاء العمل إذا كانا يعملان في مكان واحد.
ولابد أن تنتبه لتوقيت ومكان النصيحة، فزوجة حذرت زوجها أثناء حفلة ليتوقف عن أكل الأطعمة الدسمة لبدانته، وهذا ليس ملائمًا بالطبع؛ لأنه جرحته أمام الجميع.
ويجب أن تتلافى الزوجة استخدام كلمة النصيحة، وأن تقول للزوج إنه يجب عليه أن يقوم بكذا كذا وهذه لغة لا يجب أن تستخدمها الزوجة، أو مصطلحات مثل “اتق الله فيَ” وكأنها تشعر زوجها أنه عديم التدين، وحتى إذا كان لا يتقي الله فيها فعلا، فإذا قالت له اتقي الله في فهل “تتوقع” أن يتوقف ويستغفر الله ويقول إنه سيبدأ في التعامل بشكل مختلف ويحسن من أموره في هذا الشأن أم أنه سيزيد من تعامله السيء الذي تشكو منه بالفعل أم سيعاند؟
ولكي تدفعه “لإعادة” التفكير في الرأي الذي تريده الزوجة؛ نتمنى ألا تقاطع الزوج عندما يقول رأيًا لا يعجبها وترخي وجهها تمامًا وهو يتحدث وتنتظر الزوجة حتى ينتهي الزوج من الحديث، وتقول له إن كلامه جيد، وإنها دائمًا ما تعجب بطريقة تفكيره، ثم تسأله ما رأيك في الذين يقولون كذا وكذا، ثم تطرح رأيها كاملًا “ومختصرًا”؛ وتطلب منه التفكير وتخبره بأنها تعلم بأنه سيختار القرار الصحيح، ولا تظل بجواره حتى يعلن قبوله برأيها، فهذا ضغط قد يدفعه للعناد، فالإلحاح يأتي بنتيجة عكسية، وتقول له إنه شخص ذكي وتفكيره صائب –وتقول ذلك بود حقيقي وليس برغبة في خداعه- وأعلم أنك ستقوم بما يجب.
مع أهمية “الواقعية” وعدم توقع أن ينفذ الزوج كل رغباتها، ليس لأنه سيء أو لا يحبها، ولكن لأنها أيضًا لا تحقق له كل رغباته، ولأننا نعيش في الدنيا وليس في الجنة، ومن “الذكاء” عدم تكدير النفس ولا شركاء الحياة بالتوقف عند أمور يمكن تجاوزها؛ من أجل الفوز بالسعادة الزوجية التي تعود بالخير على الزوجين وعلى الأبناء أيضًا، بعكس التركيز على أمور أو أخطاء بسيطة مما يجلب النكد للجميع أيضًا.
نجلاء محفوظ – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كاتبة إسرائيلية: فوز ترامب ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيل
تُظهر استطلاعات الرأي أن التنافس بين مرشحي الحزب الجمهوري دونالد ترامب والحزب الديمقراطي كامالا هاريس على أشده في اليوم الذي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، فكيف يراها الإسرائيليون؟
تشير استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى أن أكثر من 60% سيصوتون لترامب إذا أتيحت لهم الفرصة، مقابل 20% فقط لهاريس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيضانات إسبانيا المروعة تكشف: شركات النفط الكبرى تقتلناlist 2 of 2مواطن أميركي يعاون الجيش الروسي في أوكرانياend of listوالإجابة الشائعة التي يحصل عليها المرء من الإسرائيليين المؤيدين للرئيس الأميركي السابق عند سؤالهم عن اختيارهم هي أن "ترامب أفضل لإسرائيل"، وفق ما ورد في مقال رأي بصحيفة جيروزاليم بوست.
وتبدو هذه الإجابة -برأي كاتبة المقال سوزان هاتيس روليف- منطقية تماما في ظاهرها فقط لسببين؛ أولهما أن غالبية يهود إسرائيل اليوم ليسوا ليبراليين ولا تقدميين، وبالتالي فإن كامالا هاريس لا تملك فرصة من حيث المبدأ، في حين أن ترامب المحافظ، "أو بالأحرى غير الليبرالي والرجعي" لديه ميزة أصيلة.
والسبب الثاني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل بشكل واضح ترامب، ولا تربطه علاقة ودية بهاريس.
لكن روليف -التي عملت في السابق باحثة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) ومحاضرة في العلاقات الدولية بالجامعة العبرية في القدس- ترى أن فوز ترامب ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيل والولايات المتحدة والعالم الحر على حد سواء.
كما تعتقد أن الفرضية القائلة بأن ترامب هو الأفضل لإسرائيل تتطلب استقصاء أكثر جدية. ومع أنها تقر بأن المرشح الجمهوري يروق لبعض الفئات السكانية "لأنه غير ليبرالي ولمواقفه غير التقدمية"، فإنها ترى أنه "غير لطيف، وفظ، ومبتذل، وعنصري، وكاره للنساء، وكذاب أشر، ومفبرك للأخبار الكاذبة".
وواصلت كاتبة المقال هجومها الشرس على ترامب، موجهة حديثها إلى "أولئك الذين لا يزالون يعتقدون أنه في صالح إسرائيل"، قائلة "مع أصدقاء مثل هؤلاء، من يحتاج إلى أعداء؟"، في إشارة إلى أنه هو نفسه العدو.
وأضافت أن بعض أقوال وتصريحات ترامب تشي بأنه يميل إلى الفاشيين والنازيين، واستندت في ذلك إلى أحداث وقعت إبان رئاسته للولايات المتحدة؛ من بينها دفاعه عن القوميين البيض والنازيين الجدد الذين شاركوا في تجمع "توحيد اليمين" في مدينة تشارلوتسفيل، بولاية فيرجينيا، في أغسطس/آب عام 2017 حيث قُتلت امرأة كانت تتظاهر ضد التجمع.
وعندما يتعلق الأمر بانحياز نتنياهو لترامب في الانتخابات، فإن روليف تورد مسألتين مهمتين لتفسير ذلك. فالأمر الأول، باعتقادها، أن هذا التحيز قد يكون مرتبطا بحقيقة أن نتنياهو نفسه قد يُنظر إليه على أنه "مستبد جديد" في طور التكوين، ويجد أنه من المناسب التعامل مع قادة من النوع نفسه.
والثاني هو أن ترامب ربما يكون قد قطع وعودا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في لقاءاتهما، لم يُفصح عن كنهها للعامة.
ومع ذلك، فهي ترى أنه ليس سرا أن ترامب لديه ميول انعزالية لا تنسجم مع استمرار التورط الأميركي المفرط في دعم إسرائيل في حربها الحالية ضد إيران و"وكلائها".
وأشارت روليف أيضا إلى أن ترامب دعا نتنياهو إلى وضع حد لحربه في غزة ولبنان، والكف عن تبادل الهجمات مع إيران بأسرع ما يكون، قبل أن يتولى منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ترامب (يمين) في لقاء مع نتنياهو عندما كان رئيسا للولايات المتحدة الأميركية (رويترز)وعلى الرغم من أنها هي نفسها والعديد من الإسرائيليين يرحبون بتلك الدعوات من قبل ترامب، فإن نتنياهو وحكومته يعارضون بشكل قاطع إنهاء الصراع قبل أن تحقق إسرائيل "النصر التام".
واعتبرت الباحثة السابقة في مقالها أن الوعد الذي قطعه ترامب للناخبين المسلمين في عدة ولايات محورية بأنه سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط حال فوزه، يثير القلق في دوائر الحكومة الإسرائيلية، ذلك أنه عُرف عن الرئيس الأميركي السابق إيمانه بأن إقامة دولة فلسطينية في النهاية هي جزء من عملية السلام.
كما نوهت إلى تصريحه الذي حذر فيه اليهود الأميركيين من أن فوز هاريس في الانتخابات سيتحملون هم وزره، بل إنه قال أيضا إن "أي يهودي يصوت للديمقراطيين يجب أن يخضع لفحص قدراته العقلية".
ومع أن روليف تتوقع، في ختام مقالها، أن هزيمة ترامب ربما تثير الاضطرابات وحتى العنف في الولايات المتحدة إذا رفض مرة أخرى الاعتراف بنتائج الانتخابات، فإنها -مع ذلك- ترى أن خسارته أفضل من انتصاره.