ما جديد إشتباكات عين الحلوة؟ معلومات تكشفُ الوضع
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
تتواصلُ حالياً الإشتباكات المُسلّحة داخل مُخيم عين الحلوة وقد اشتدّت وتيرتها ظهر اليوم عند محاور التعمير، حطّين والرأس الأحمر بشكلٍ خاص. وصباحاً، أشارت مصادر ميدانيّة في عين الحلوة إلى أنَّ المواجهات تركزت أيضاً عند أطراف حيّ الطيري، فيما أفيد بأنَّ الرصائص الطائش النّاجم عن الإشتباكات طالَ عدداً من أحياء مدينة صيدا بما فيها الكورنيش البحري الجديد إلى جانب الأحياء المجاورة لمنطقة الحسبة.
وتوازياً مع الإقتتال المُستمر، عزّز الجيش إجراءاته في محيط المخيم ومداخله وسط إنعدامٍ لحركة المواطنين في الأحياء المُحاذية لرقعة التوتُّر.
بعدَ إستهداف نقاطٍ للجيش يوم أمس في مُحيط المخيم عبر قذائف صاروخيّة، أقدمت الوحدات العسكريّة وبشكلٍ مفاجئ على تشديد الإجراءات عند حواجزها لاسيما في منطقة سيروب.
وبحسب معلومات "لبنان24"، فإنَّ الجيش كثف عمليَّة تفتيش السيارات كما دقّق بهويات المارّة ، كما بادر إلى إستحضار ملالة عسكريّة على متنها "رشاشٌ ثقيل" وإيداعها عند مدخل الثكنة الموجودة في سيروب، وهي منطقة مُحاذية للمُخيّم جغرافياً.
ووسط ذلك، تخوَّفت مصادر ميدانيّة من "تحرُّكات مُريبة" لأشخاصٍ مناصرين لجماعتي "جُند الشام" و "الشباب المُسلم" في عين الحلوة خصوصاً في المناطق المحاذية للمخيم، مشيرةً إلى أنّ ما يجري أثار قلقاً في أوساط السُّكان وسط حديثٍ عن إمكانية تسرُّب مقاتلين من مناطق التوتر باتجاه مدينة صيدا.
تهديدٌ لطريق بيروت - الجنوب
ورغم إشتداد المعارك، يسودُ الإرتياح في الأوساط السياسية الصيداوية عبر إيعاز رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي، إزالة الخيَم التي أنشأتها وكالة "الأونروا" للنازحين من المخيم في محيط ملعب صيدا البلدي قبل يومين.
بحسب المصادر، فإنّ بعض الناشطين في صيدا تحرّكوا مباشرةً للضغط على فعاليات المدينة، كما جرى تواصلٌ مع جهات أمنية والتحذيرُ من مغبة إنشاء مُخيم جديد عند مدخل صيدا الشمالي باعتبار أن تلك البؤرة قد تضمّ مسلَّحين يتسربون إليها من مختلف المناطق الأخرى، وبالتالي محاصرة صيدا من جهتين: من مخيم عين الحلوة ومن مدخل نهر الأولي الذي يضمّ ثكنة للجيش ويُعتبر خطاً أساسياً بين الجنوب وبيروت.
مصادر مواكبة لملف عين الحلوة طلبَت فوراً مُساءلة "الأونروا" عمّا حصل والوقوف عند قرارها المتخذ بالتوافق مع بلدية صيدا التي وصفها ناشطون بـ"المُخطئة تماماً" عندما وافقت على إنشاء الخيم.
وتضيف: "يبدو أن رئيس البلدية الجديد حازم بديع ارتكب أول (دعسة ناقصة) في مسيرتهِ كرئيس للسلطة المحلية.. أيُّ خطوة يجب إتخاذها في صيدا، يجب أن تكون مُنسّقة مع فعالياتها السياسية والأمنية والمدنية والإجتماعية لأن ما تشهدهُ ليس عادياً ولا سهلاً من الناحيتين الأمنيّة والسياسيّة".
"حماس" تنفي دعمها للمسلحين في المخيم
من جهته، نفى مصدرٌ قياديّ في حركة "حماس" لـ"لبنان24" ما أثيرَ عن أنّ الحركة تسعى للسيطرة على مُخيّمات لبنان بما فيها عين الحلوة، مُشيراً إلى أنَّ الترويج لهذا الأمر يعدُّ إقحاماً للحركة في معركة عبثيّة تجري الآن في صيدا، ويضيف: "قرارنا قرار وطني فلسطيني، ونحنُ حركة مقاومة في وطننا الأم ولا نسعى لسيطرة خارج أرضنا.. لدينا بوصلة معروفة ولن نسمح للعدو الإسرائيلي بتغييرها".
كذلك، أصدرت الحركة بياناً عبره الكلام الذي تضمّن إتهامات لها بدعم الجماعات المسلحة في عين الحلوة، وقالت في بيان: "إننا في حركة المقاومة الإسلامية - حماس نرفض هذه الادعاءات الباطلة والمزيفة والتي تتعارض مع سياساتنا ومعتقداتنا، ونعتبرها محاولات قديمة جديدة ضمن المحاولات اليائسة لتشويه صورة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية".
وأضافت: "عملنا منذ اليوم الأول لتفجر الأحداث في المخيم مع كافة الفصائل والقوى الفلسطينية واللبنانية والأجهزة الأمنية اللبنانية والسفير الفلسطيني في لبنان لوقف إطلاق النار والحفاظ على المخيم وأهله والجوار اللبناني، وسنواصل جهودنا مع المخلصين كافة لتحقيق الأمن والاستقرار في المخيم".
وتابعت: "إن حركة حماس والفصائل الفلسطينية في لبنان كافة يعملون بشكل جماعي ضمن هيئة العمل الفلسطيني المشترك الموكلة بإدارة كافة القضايا المتعلقة بشعبنا الفلسطيني في لبنان، ولا يوجد بيننا معركة صلاحيات وسيطرة على القرار الفلسطيني".
ولفتت "حماس" إلى أن "الإعداءات الأخيرة وغيرها لا تمت للحقيقة بصلة، ولا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي وأعداء المقاومة الذين يعملون على تمزيق الصف الفلسطيني الداخلي وزرع بذور الفتنة، وإفشال المساعي الفلسطينية واللبنانية لوأدها".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عین الحلوة إلى أن
إقرأ أيضاً:
9 شواهد تكشف صورة قاتمة لدولة الاحتلال بعد انتكاسة السابع من أكتوبر
ما زال الوضع الذي وجدت دولة الاحتلال الإسرائيلي نفسها فيه بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر سيئا للغاية، ومعقّدا إلى درجة من الصعب وصفه بلغة بسيطة، رغم توفر العديد من الشواهد المنفصلة، التي تساهم جميعها بتكوين صورة أكبر وأكثر قابلية لفهم الوضع المُزري الذي يعيشه الإسرائيليون.
آرييه إيغوزي مراسل الشؤون الأمنية لموقع "زمان إسرائيل" العبري، بدأ مقاله بالشاهد الأول "المتمثل برسالة رئيس جهاز الأمن العام-الشاباك، رونين بار، للمحكمة العليا، وما جاء فيها من طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا بتقديم رأي يفيد بأنه لا يستطيع الإدلاء بشهادته في المحاكمة لأسباب أمنية، وأن هذا الخلاف أدى لانعدام الثقة بينهما، ولعل ما كشفته رسالة بار تقول كل شيء عن الجنون الذي وقعنا فيه جميعا".
وأضاف في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أن "الشاهد الثاني عن وضعنا الكارثي ما يأتي من أخبار ميدانية من غزة، وتفيد بأننا لا زلنا بعيدين عن تحقيق النصر، والوضع مماثل في لبنان، تم التخلي عن المختطفين، فيما يتمثل الشاهد الثالث بقضاء رئيس الوزراء عطلة نهاية الأسبوع في المجر، وهي زيارة لم تكن ذات أهمية عامة، مع أنه ليس الوحيد الذي يسافر حول العالم، فهناك وزراء آخرون وأعضاء في الكنيست، وهذه أيضا غير ضرورية، لأنه بدلاً من هذه الرحلات، سيكون من الأفضل لو استمع المسؤولون المنتخبون لعائلات المخطوفين، وهم جزء من الجمهور، وليس طردهم من مقر الكنيست، أو إسكاتهم".
وأوضح أن "الشاهد الرابع يتعلق بإعلان نتنياهو عن تعيين قائد البحرية السابق رئيسا للشاباك، وبعد ساعات أعلن إلغاءه، لأن أحدهم أخبره أنه شارك في المظاهرات الاحتجاجية على الانقلاب القانوني، وبعيداً عن الشكل السيئ لاتخاذ القرار، من المهم أن نقول إن تعيين شخص من خارج الخدمة كان مناسباً في هذا الوقت، لأنه لا يدين بأي شيء لأحد داخل الجهاز، وبالتالي سيقدّم إجراءات جديدة لتحلّ محلّ تلك التي فشلت، لكن المشاركة في الاحتجاجات ربما تكون جريمة فظيعة تستحق الاستبعاد الفوري، في رأي حاشية نتنياهو".
وأشار إلى أن "الشاهد الخامس يتمثل فيما كشف عنه النقاب من السطو على قاعدة أوريم العسكرية، وسرقة كميات من الأسلحة داخلها، حيث كانت بوابتها مفتوحة، ودون حراسة، وهذا الأمر ليس مفاجئا، حيث يتم اختراق العديد من قواعد الجيش بشكل كامل تقريبًا، وتستمر الأسلحة في الاختفاء منها، وفي شاهد ذي صلة يظهر النموذج السادس المتعلق باستمرار عمليات التسلل على الحدود الطويلة مع الأردن".
وأكد أن "الشاهد السابع يتعلق بحديث نتنياهو الدائم عن القتال على سبع جبهات، ومن دون جدال حول العدد، فإن هناك جبهة ثامنة تكمن في الأمن الداخلي، وهو ببساطة غير موجود، لأنه منذ تعيين إيتمار بن غفير وزيراً مسؤولاً، اختفى حتى القليل من الأمن الذي كان موجوداً، ويظهر هذا بشكل رئيسي في زيادة حوادث الطرق التي تودي بحياة الضحايا كل أسبوع، ويقتصر دوره فقط على المسارعة لكل فعالية أمنية يتواجد فيها صحافيون، وكأنه لا يفهم مهامه إطلاقا".
ولفت إلى أن "الشاهد الثامن يتعلق باستمرار إعفاء الحكومة للحريديم من الخدمة العسكرية في الجيش، دون فرض عقوبات حقيقية ومؤلمة على المتهربين، وهذا لن يحدث، كما هو معروف، لأن العديد من السياسيين الحريديم يحتجزون نتنياهو في مكان حساس، أما الشاهد التاسع فهو رفض الحكومة حتى اللحظة لتشكيل لجان تحقيق حكومية للبحث في فشل أكتوبر، وبالتالي عدم معرفة ما حدث بالضبط في ذلك اليوم، مع أنه يكفي النظر لتحقيقات الجيش لنفهم أن شيئاً لا يمكن تصوره حدث هنا".
وأكد أن "كل هذه الشواهد تؤكد أن سحابة كثيفة من الغباء غطّت الدولة، وأثّرت على كل مكان فيها، والرائحة المنبعثة منها فظيعة، وإن تجاهل الحكومة المتعمّد لما يحدث هناك يضرّ بالدولة في العالم كل يوم، وفي كل محفل، وكل ذلك بسبب إحاطة نتنياهو نفسه بمجموعة مكونة في معظمها من أشخاص غير مهرة، هم مناسبون له، لكنهم يدمّرون الدولة، ويبدون غير ذوي صلة".
وحتم بالقول إن "الوضع الرهيب الذي وجدت الدولة نفسها فيه، ليس فقط بسبب فشل السابع من أكتوبر، ولكن أيضا بسبب ما تفعله الحكومة الدُّمية كل يوم منذ ذلك الحين، وبسببها فإن الأمور تتغير نحو الأسوأ، لكن المشكلة أن إصلاح هذا الوضع يتطلب حكومة مختلفة، ومع وجود معارضة ضعيفة لهذا الحدّ، فلن يتم استبدال الحكومة، وفي ضوء كل هذه الشواهد، فإن الدولة تشبه حافلة تسير بسرعة على منحدر، السائق فاقد للوعي، الفرامل معطّلة، والإسرائيليون هم الركاب".