100 عام على سيد درويش.. إرث فني يتجدد
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
في عالم الفن والثقافة، تبقى الأعمال الفنية التي تأتي من القلب وتلامس أعماق النفوس محفورة في ذاكرة الإنسان لمرور العصور. واحداً من الذين تركوا أثراً عميقاً في عالم الموسيقى والشعر والفنون الجميلة هو الفنان سيد درويش.
سيد درويش، الذي وُلد في عام 1892 وتوفي في عام 1923، كان واحداً من أبرز الشعراء والمغنين في تاريخ مصر والوطن العربي.
اشتهر سيد درويش بأداء أشعاره الشعرية بصوته العذب والمؤثر، وكان له قدرة استثنائية على لمس وتعبير عن مشاعر الناس.. كانت كلماته تحمل رسائل اجتماعية وسياسية وإنسانية، ولهذا السبب كانت أغانيه تتجاوب مع مطالب العصر وتعبر عن تجارب الحياة اليومية للناس.
من أشهر أعمال سيد درويش "سالمة يا سلامة" و"قوم يا مصري" و"الحلوة دي" و"طلعت يا محلا نورها" و"زوروني كل سنة مرة" والبحر بيضحك ليه"، أغان تعبر عن الوجدان والمواطنة والعاطفة المؤثرة.
وبإعادة نجوم فن العصر الحالي تأدية تلك الأغاني العظيمة، أعادت الزخم لكلماتها وألحانها وأضافت لها تأثيراً إقليمياً وعالمياً.
اليوم، وبعد مرور 100 عام على وفاة سيد درويش، يظل إرثه الفني حياً ومتجدداً.. فموسيقاه وشعره لا تزال تلامس قلوب الجماهير وتلهم الفنانين الجدد، ويبقى مصدر إلهام لأجيال جديدة من الفنانين والمبدعين، سيد درويش جزء من التراث الثقافي العربي الذي لا يمكن نسيانه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سيد درويش سید درویش
إقرأ أيضاً:
فيروز الأم.. عاطفة استثنائية تظهر الجانب الإنساني الخفي من أيقونة الفن
لم تكتف المطربة اللبنانية فيروز -التي أسرت الملايين بصوتها الذي يمس الروح- بإبداعها الفني، بل جسدت من خلال أمومتها مع ابنها هلي جانبا إنسانيا عميقا لشخصيتها.
اليوم، تحتفل جارة القمر بعامها الـ90، في حين تظل علاقتها بابنها الأصغر مصدر إلهام للكثيرين، إذ أثّرت تلك العلاقة في حياتها وفنها، ومنحته القوة، لتصبح تجربتها مصدر إلهام للملايين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إحالة عمرو دياب إلى محكمة الجنح في واقعة صفع شاب بحفل زفافlist 2 of 2وفاة المغني ليام باين إثر سقوطه من الطابق الثالث بالأرجنتينend of listفي عام 2022 أزاحت ريما الرحباني الستار عن الجانب الإنساني الذي حرصت فيروز على إبقائه بعيدا عن الأضواء لأكثر من 60 عاما حين نشرت صورة نادرة جمعت المطربة اللبنانية بابنها الأصغر "هلي" -وهو من أصحاب الهمم- في لحظة عائلية مؤثرة.
ظهرت الصورة خلال إحياء ذكرى عاصي الرحباني في إحدى الكنائس، إذ ظهر هلي جالسا على كرسي متحرك ممسكا بيد والدته، في حين كان شقيقه الأكبر الموسيقي زياد الرحباني حاضرا أيضا، لتوثق هذه الصورة أول ظهور علني يجمع أفراد العائلة معا.
أظهرت الصورة جانبا استثنائيا من أمومة جارة القمر، والذي بدأ في أواخر خمسينيات القرن الماضي عندما أصيب طفلها هلي بمرض السحايا عام 1958 وهو لم يتجاوز حينها 3 سنوات.
مسيرة فيروز الغنائية والمسرحية الممتدة والطويلة لم تعطلها عن تكريس الكثير من الوقت لرعاية هلي (رويترز)تسبب المرض في إعاقة صحية وحركية استدعت رعاية دائمة، إذ أخبر الأطباء فيروز آنذاك أن طفلها لن يعيش أكثر من 8 سنوات، لكن هلي خالف التوقعات وتجاوز الستين من عمره، وظلت فيروز تكرس حياتها للعناية به حتى بعدما بلغت الـ80، مواصلة دورها الأمومي الذي اختارته بمحض إرادتها عندما رفضت إيداعه في مصحة متخصصة، مصرة على أن تتحمل مسؤولية رعايته بنفسها.
لم يمنعها تقدم العمر من مواصلة هذه المهمة النبيلة، إذ تهتم بأدق تفاصيل حياته اليومية، ترافقه في زياراته الطبية، وتشرف على نظامه الغذائي بما يلائم حالته الصحية، وتساعده في العناية الشخصية مثل الاستحمام وتبديل الملابس.
وتقدم فيروز نموذجا استثنائيا للأم التي لم تتخل عن واجباتها رغم التحديات، لتخلق لابنها بيئة مليئة بالحب والرعاية.
مسيرة ممتدة يسبقها نبل الأمومةمسيرة فيروز الغنائية والمسرحية الممتدة والطويلة لم تعطلها عن تكريس الكثير من الوقت لرعاية هلي، ولم يقف جدول أعمالها المزدحم عن أمومتها التي وضعتها في المقام الأول.
وهو ما كشف عنه المؤرخ الموسيقي السوري سامي المبيض في منشور له على فيسبوك حين كشف عن اعتذار فيروز عن إحياء حفلة في معرض دمشق الدولي والغناء على خشبة مسرحه.
وقال المبيض إن المجلات كتبت وقتها أن السبب هو إصابة طفلها بمرض السحايا، ورغم ذلك ثارت، وبحسب وصفه ثارت إذاعة دمشق وثارت معها دمشق في المساء، وغضب الفيروزيون السوريون من غياب نجمتهم المفضلة، وقال "تجمهروا أمام شباك بيع التذاكر رافضين التعويض المادي، مطالبين بحضور فيروز"، وتابع أن اعتذار فيروز عن الحفل كان لسبب مقنع ونبيل.
"سلملي عليه"ولدت فيروز في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، واسمها الحقيقي نهاد حداد، وتميزت بأسلوبها الموسيقي المميز والعاطفي، إذ غنت للوطن والحياة والحب والأمل.
لكن هناك قصة متداولة أن فيروز كانت دائما ما تغني مقاطع كتبتها بنفسها لهلي قام بعدها زياد الرحباني باستكمالها وتلحينها لتصبح "سلملي عليه"، والتي صدرت ضمن ألبوم غنائي "مش كاين هيك تكون" عام 1999، فألّفت فيروز كلمات الأغنية في البداية بطريقة ارتجالية لم تلتزم خلالها بالقافية والوزن.
إرث فيروز الفني لا ينفصل عن إرثها الإنساني، فعلاقتها بهلي تضيف بعدا إنسانيا إلى جارة القمر، وتجعل منها نموذجا للأم التي لم تفقد بوصلة الحب والحنان رغم مشاغلها ومسؤولياتها وكونها واحدة من أهم المطربات في الوطن العربي بالقرن الـ20.