الربط السككي بين القبول والرفض
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
ظل الشعب العراقي حتى الآن هائماً على وجهه وراء سراب المواقف السياسية المتشنجة. فهو يكره إيران لأسباب ودوافع قومية وطائفية، ويكره الكويت لانها في نظره المحافظة التاسعة عشر، والقضاء السليب، ويكره تركيا لأنها وريثة الامبراطورية العثمانية القديمة، ومتهمة بتجفيف نهري دجلة والفرات، ويكره سوريا لأنها تمثل الوجه الآخر لحزب البعث، ويكره السعودية لأنه يرى فيها صورة للتطرف الوهابي المتشدد، ويكره الاردن لانه يرى انها متطفلة على موارده وثرواته.
وبالتالي فان الشعب العراقي بأفكاره الموروثة، ومعتقداته المشفرة، يتراقص فرحاً عندما يسمع خطابات التحريض ضد أي دولة من دول الجوار. .
من هنا وجد السياسيون ضالتهم في التلاعب بعواطف الناس من اجل تحقيق بعض المكاسب الانتخابية أو النيابية أو الجماهيرية. وأصبح لكل متحامل (ضد أي دولة) جمهوره وشعبيته وأبواقه. .
لقد اختار بعض النواب التحريض ضد الكويت وضد إيران من خلال خلط الاوراق والتلاعب بالمواقف. واختار آخرون التهجم ضد السعودية وضد الاردن، وتصاعدت هذه الايام وتيرة الحملات الموجهة ضد تركيا وضد سوريا. .
وحتى لا اطيل عليكم ارجو الإجابة على هذا السؤال البسيط بروح علمية صادقة:-
((ما الفرق بين الربط البري مع دول الجوار وبين الربط السككي ؟.))
لدينا الآن منافذ حدودية مفتوحة مع جميع دول الجوار، منها 15 معبر حدودي مع إيران، واربعة منافذ مع سوريا، ومنفذان مع تركيا، ومنفذ واحد مع كل من السعودية والاردن والكويت. وهذه المنافذ تتدفق منها الشاحنات المحملة بالبضائع بمعدل 3000 إلى 6000 شاحنة كل يوم. بينما حركة القطار محددة بنحو 50 عربة في كل رحلة يومية تقريباً. .
فهل الربط البري حلال والربط السككي حرام ؟. وهل يعلم المواطن أنه لم يستفد حتى الان من موقع العراق الاستراتيجي الذي يمكن استثماره في تحقيق اعلى الموارد المالية من استيفاء رسوم النقل العابر؟. .
لقد ارتبطت تركيا وايران والباكستان الآن بخط السكة الحديد الذي يبلغ طوله 7000 كم. يطلقون عليه مشروع (ITI): وتعني اسطنبول – طهران – اسلام آباد. .
وارتبطت بلدان الخليج العربي مع بعضها البعض بخط سككي موحد في مشروع قطار الخليج الذي اتخذ من محطة الرياض نقطة محورية للتحكم بحركة القطارات المتحركة من والى موانئ الخليج العربي وخليج عمان وخليج عدن وحوض البحر الاحمر. علما ان مجلس التعاون عرض فكرة انضمام العراق إلى هذه الشبكة، لكن الحكومة العراقية هي التي رفضت. .
اذكر (من نافلة القول) ان وزير النقل الاسبق (كاظم فنجان الحمامي) كانت له دراسة مطبوعة ومعززة بالخرائط، تحولت عام 2019 إلى كتاب من إصدارات الدار الوطنية للطباعة والنشر بعنوان (ما وراء الأفق). وفي هذا الكتاب اجابات واضحة ومفصلة لكل سؤال من التساؤلات الاستراتيجية. .
لقد تحول موضوع الربط السككي الآن (مع اي دولة من دول الجوار) إلى مادة للتكسب الاعلامي. وسوف يبقى الحال على ما هو عليه طالما ان الحكم على هذه المشاريع الاقتصادية صار من اختصاص عدنان ابو الضلوع، وعبود اسكيبه، وارزوقي كوبرا، وجبار ابو الشربت، وأم إنعيم. .
ولله في خلقه شؤون
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الربط السککی دول الجوار
إقرأ أيضاً:
قادة الاستخبارات العسكرية لدول الجوار يلتقون في طرابلس، والإرهاب والتهريب والأمن تتصدر المباحثات
قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة بصفته وزير الدفاع، إن ليبيا لن تكون ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية ولن يسمح باستخدامها كورقة ضغط في الصراعات الإقليمية والدولية
واعتبر الدبيبة خلال كلمته في فعاليات المؤتمر الأول لقادة استخبارات دول جوار ليبيا أن انعقاد هذا المؤتمر في هذا التوقيت يعكس حجم التحديات التي تواجه المنطقة.
كما أشار الدبيبة إلى أن ليبيا تواجه تحديات أمنية وتسعى لتحقيق الاستقرار، ويجب على دول الجوار التنسيق الإقليمي لمواجهة الإرهاب والتهريب.
وأضاف الدبيبة أن دول الجوار تشهد تغيرات وتحولات تفرض التكيف معها لتعزيز التعاون الإقليمي، مؤكدا ألا تساهل مع من يحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
من جهته دعا رئيس الأركان العامة الفريق أول محمد الحداد الدول إلى التعاون الفعال بين الأجهزة الاستخباراتية وبناء قنوات اتصال لمواجهة التحديات.
ولفت الحداد خلال كلمته إلى أن التحديات الأمنية التي تواجهنا مع دول الجوار من إرهاب وغيرها تهدد أمن منطقتنا.
من جانبه قال مدير إدارة الاستخبارات العسكرية اللواء محمود حمزة إن دول الجوار وليبيا يواجهون تحديا رباعيا هو الإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة والهجرة غير الشرعية.
وذكر حمزة خلال كلمته أن المنطقة بحاجة إلى تنسيق الجهود مع دول الجوار بعد أن بدأ الإرهاب يضرب في كل أنحاء المنطقة.
من جهته أكد رئيس الوفد الاستخباراتي التونسي الحبيب الضيف أن مخرجات المؤتمر ستكون بمثابة خارطة طريق واقعية لتعزيز القدرة الاستخباراتية لمواجهة المتغيرات في المنطقة، مشيرا إلى أن تحديات اليوم تتطلب من دول الجوار مزيدا من التنسيق.
كما أكد رئيس الوفد الاستخباراتي التشادي إبراهيم آدم على أن التحديات التي تواجهها دول المنطقة تتطلب استجابة سريعة وفعالة، آملا في أن يكون هذا المؤتمر بداية لتعاون مثمر بين دول الجوار.
وأضاف الوفد النيجري أن هذا المؤتمر سيكون فرصة لتبادل المعلومات وطرح الحلول للتحديات المشتركة.
فيما عبر الوفد السوداني الاستخباراتي عن شكر بلاده لليبيا لاستقبال اللاجئين السودانيين وإيوائهم ومعاملتهم أسوة بالمواطنين الليبيين.
واعتبر رئيس وفد الاستخبارات الجزائري محرز جريبي أن تردي الوضع الأمني في المنطقة ناتج عن تفشي الجرائم العابرة للحدود
وأبدى جريبي استعداد بلاده للتنسيق مع دول الجوار لإنجاح كل المؤتمرات لمواجهة جميع التحديات في المنطقة، وللمساهمة في حل جميع النزاعات.
كما لفت جريبي إلى أن هذا المؤتمر يهدف إلى فتح قنوات اتصال بين دول الجوار لمواجهة التحديات المشتركة عبر الحدود وسيساهم في اتخاذ قرارات صحيحة لتحقيق الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
المصدر: فعاليات المؤتمر الأول لقادة استخبارات دول جوار ليبيا
المؤتمر الأول لقادة استخبارات دول جوار ليبيارئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0