شبكة انباء العراق:
2024-11-05@11:43:25 GMT

الربط السككي بين القبول والرفض

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

ظل الشعب العراقي حتى الآن هائماً على وجهه وراء سراب المواقف السياسية المتشنجة. فهو يكره إيران لأسباب ودوافع قومية وطائفية، ويكره الكويت لانها في نظره المحافظة التاسعة عشر، والقضاء السليب، ويكره تركيا لأنها وريثة الامبراطورية العثمانية القديمة، ومتهمة بتجفيف نهري دجلة والفرات، ويكره سوريا لأنها تمثل الوجه الآخر لحزب البعث، ويكره السعودية لأنه يرى فيها صورة للتطرف الوهابي المتشدد، ويكره الاردن لانه يرى انها متطفلة على موارده وثرواته.

وأحياناً يكره نفسه بعدما تبددت احلامه في زحمة المحاصصة. .
وبالتالي فان الشعب العراقي بأفكاره الموروثة، ومعتقداته المشفرة، يتراقص فرحاً عندما يسمع خطابات التحريض ضد أي دولة من دول الجوار. .
من هنا وجد السياسيون ضالتهم في التلاعب بعواطف الناس من اجل تحقيق بعض المكاسب الانتخابية أو النيابية أو الجماهيرية. وأصبح لكل متحامل (ضد أي دولة) جمهوره وشعبيته وأبواقه. .
لقد اختار بعض النواب التحريض ضد الكويت وضد إيران من خلال خلط الاوراق والتلاعب بالمواقف. واختار آخرون التهجم ضد السعودية وضد الاردن، وتصاعدت هذه الايام وتيرة الحملات الموجهة ضد تركيا وضد سوريا. .
وحتى لا اطيل عليكم ارجو الإجابة على هذا السؤال البسيط بروح علمية صادقة:-
((ما الفرق بين الربط البري مع دول الجوار وبين الربط السككي ؟.))
لدينا الآن منافذ حدودية مفتوحة مع جميع دول الجوار، منها 15 معبر حدودي مع إيران، واربعة منافذ مع سوريا، ومنفذان مع تركيا، ومنفذ واحد مع كل من السعودية والاردن والكويت. وهذه المنافذ تتدفق منها الشاحنات المحملة بالبضائع بمعدل 3000 إلى 6000 شاحنة كل يوم. بينما حركة القطار محددة بنحو 50 عربة في كل رحلة يومية تقريباً. .
فهل الربط البري حلال والربط السككي حرام ؟. وهل يعلم المواطن أنه لم يستفد حتى الان من موقع العراق الاستراتيجي الذي يمكن استثماره في تحقيق اعلى الموارد المالية من استيفاء رسوم النقل العابر؟. .
لقد ارتبطت تركيا وايران والباكستان الآن بخط السكة الحديد الذي يبلغ طوله 7000 كم. يطلقون عليه مشروع (ITI): وتعني اسطنبول – طهران – اسلام آباد. .
وارتبطت بلدان الخليج العربي مع بعضها البعض بخط سككي موحد في مشروع قطار الخليج الذي اتخذ من محطة الرياض نقطة محورية للتحكم بحركة القطارات المتحركة من والى موانئ الخليج العربي وخليج عمان وخليج عدن وحوض البحر الاحمر. علما ان مجلس التعاون عرض فكرة انضمام العراق إلى هذه الشبكة، لكن الحكومة العراقية هي التي رفضت. .
اذكر (من نافلة القول) ان وزير النقل الاسبق (كاظم فنجان الحمامي) كانت له دراسة مطبوعة ومعززة بالخرائط، تحولت عام 2019 إلى كتاب من إصدارات الدار الوطنية للطباعة والنشر بعنوان (ما وراء الأفق). وفي هذا الكتاب اجابات واضحة ومفصلة لكل سؤال من التساؤلات الاستراتيجية. .
لقد تحول موضوع الربط السككي الآن (مع اي دولة من دول الجوار) إلى مادة للتكسب الاعلامي. وسوف يبقى الحال على ما هو عليه طالما ان الحكم على هذه المشاريع الاقتصادية صار من اختصاص عدنان ابو الضلوع، وعبود اسكيبه، وارزوقي كوبرا، وجبار ابو الشربت، وأم إنعيم. .
ولله في خلقه شؤون

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الربط السککی دول الجوار

إقرأ أيضاً:

الخليج.. و"اليوم التالي" في غزة

 

د. عبدالله باحجاج

"اليوم التالي" هي فكرة صهيونية- أمريكية لمرحلة ما بعد توقف حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهي تعني غزة الخراب، بعد إنهاء سيطرة حركة حماس عليها، وإخلاء حزب الله اللبناني من حدود الكيان المحتل، وإتمام صفقات تطبيع مع دول خليجية بإغراءات أمريكية في امتلاك تكنولوجيا مدنية وعسكرية مُتقدِّمة تُحدِث الفارق في التفوُّق الإقليمي في المنطقة، هكذا يُخطِّطون، ويقول الله تعالي: "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الأنفال: 30).

هذه الآية الكريمة بقدر ما تمنحنا الثقة، تُحمِّلُنا مسؤولية استشراف خُطط مكرهم داخل منطقتنا الخليجية، حتى نضعها فوق الطاولات السياسية، رغم علمنا بأنَّ بعض دولها قد وصلت إلى مرحلة اللاعودة في التطبيع مع الصهاينة، والهاجس الأول والمُلِح الذي يشغلنا في اليوم التالي؛ بل وحتى لو لم يأتِ هذا اليوم، يدور حول التساؤل التالي: هل تعتقد الحكومات وشعوبها التي وقفت ضد الحرب على غزة منذ اندلاعها وحتى الآن أنها ستكون في منأى عن استهدافها؟ لماذا؟ لأنها قد رفعت منظومة القيم والأخلاق الى قِممها العُليا بصورة مشتركة في مثاليةٍ غير متوقعة، ولأنها شكَّلت مجموعة عُقَد سيكولوجية للصهاينة، ولأنها عرَّت المُتصهْيِنِين في وضح النهار، ولأنها عزَّزت من صمود أهل غزة من خلال رفع معنوياتهم، ولأنها تمنحهم قوة اليقين بأنَّه مهما خذلهم الشقيق، فليس كُلُهم سواء؛ فهناك- مهما بعُدت المسافات- إخوة مخلصون صادقون في الأفعال والأقوال، ولأن من أرحام الإبادات الجماعية في غزة يُولد جيل جديد مُؤطَّر بفكرة الجهاد، وتأصيل فكرة العدو المستدام، وبيقينيات الرفض المُطلق للتطبيع وإعادة رسم مستقبل الشرق العربي تحت غطاء تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وقد أصبح في وعي هذه الشعوب أنَّ السلام في اليوم التالي سيكون استسلامًا وقفزًا فوق حقوق الشعب الفلسطيني، ومن أبرزها حق العودة وحدود 1967، ووعيهم هذا يُرشدهم إلى عدم مشاركتهم في شرعية اغتصاب الصهاينة للحقوق الفلسطينية مهما كانت الإكراهات عليهم؛ لذلك سيستهدفونهم ليس من قبل الصهاينة فحسب، وكذلك المُتصهينيين؛ حيث سيشتركون في استهداف القوى الناعمة المُناصِرة لغزة، وهذه القوى الناعمة لا تنحصر في نُخب فكرية وإعلامية وثقافية واجتماعية فقط؛ بل وفي مؤسسات دينية وصحفية، وغيرها، وربما تكون هناك قوائم مُعدَّة الآن، وتنتظر التنفيذ، إن لم يكن قد بدأ التنفيذ!

هُنا لا نخشى على حكومات هذه القوى من أي استهدافات؛ سواء تحت حكم دونالد ترامب أو كامالا هاريس؛ لأن أي رئاسة أمريكية مُقبِلة- جمهورية أم ديمقراطية- ستكون مُنشغِلة بالتحدي الأول عالميًا وهو الصين، واختراقاتها الاقتصادية والجيوسياسية في العالم، وتحديدًا في منطقة المحيطين الهندي والهادي، بإجماع الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وبالتالي لن يترك ظهر قواته وأساطيل بلاده مكشوفة. وهنا تظهر الدول الشاطئية لبحر العرب والمحيط الهندي ذات أهمية استراتيجية مُستدامة للغرب عامةً ولواشنطن خاصةً؛ إذ إنَّ مياهها ضامنةً لخلفية الوجود الأمريكي الغربي في المحيطين الهندي والهادي، ولن تكشف خلفياتها.

الخطر الذي نخشاه هنا يتمثل في تآمر الصهاينة مع المُتصهيِنين في استهداف القوى الناعمة عبر عدة وسائل، لن نستبعد أي وسيلة، لكننا يُمكن أن نحدد بعضها في اختراقات النخب بالإغراءات المالية والضغوط القهرية المُتعددة الأشكال، وشغل أمنها واستقرارها بجماعات إرهابية، ومحاولة المساس بمناعتها الاجتماعية. ولا شك أن تداخل المُتصهينين مع الصهاينة سيُعطي لقضية الاستهداف خطورةً أكبر مما يُتصوَّر؛ حيث ستتداخل معها أبعاد تاريخية وأطماع إقليمية جيوسياسية حديثة، وسيكون المُتصهينون أكثر حماسًا من الصهاينة، في استهداف هذه الدول؛ للأسباب سالفة الذكر.

وحتى الدول المُطَّبِعة وتلك التي تُفكِّر في التطبيع، نُنبِهُها من خطر اليوم التالي أنها الآن غارقة إلى ما فوق مرحلة اللاعودة، بعد أن سمحت بتغلغل صهيوني بنيوي، وأبرز مؤشراته إقامة بنيات تحتية لاستدامة وجوده في المنطقة الخليجية، مثل إقامة أحياء يهودية ومؤسسات تعبُّدية، وتشكيل رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية لرعاية شؤون الجاليات اليهودية في دول الخليج الست، رغم أنه لا يوجد يهود من أصول خليجية، ما عدا دولة واحدة جاءوا إليها من دول مجاورة لها.

لكن الرابطة هي خطوة تكشف لنا خُططهم المستقبلية في التهويد في الخليج، وكل الأبواب مفتوحة لها في هذه الدول بعد أن فكَّكت التحوُّلات الداخلية فيها التي تؤثر على سيكولوجية وطموحات الشباب على وجه الخصوص، وتُشكِّل الدول المُطبِّعة على دول القوى الناعمة الحيَّة أكبر التحديات كذلك، لأنه عن طريق الاتفاقيات الجماعية معها يُمكن أن يمتد التغلغل الصهيوني بسهولة، ويمارسوا اختراقاتهم لقواها الناعمة بسهولة؛ حيث إن الظرفيات الداخلية كلها لدول القوى الناعمة الحية مُهيَّأة لنجاح اختراقات الصهاينة والمتصهينين وأكبر مما يُتصوَّر.

وليس مُستبعدًا تمامًا أن تفتح الرابطة ملف الحقوق التاريخية لليهود في الخليج، كما يحدث الآن في دولة مغاربية بقوة القانون المحلي، بحيث رصدنا عودة يهودية إليها تُثير القلق وتُحدِث فتنة داخلية، وهل هناك دولة في المنطقة لا يزعم اليهود الصهاينة أن لهم حقوقًا فيها؟! فلماذا نفتح لهم الأبواب في ضوء اختلالات سُكانية خطيرة، وتراجع نسبة المواطنين مقارنة بالوافدين؟

إنَّنا نضعُ هذا الملف بكل حثياته سالفة الذكر فوق الطاولات السياسية الخليجية كلها- دون استثناء- وعاجلًا من أجل إدارة الإكراهات المُقبِلة بوعي هذه الاستشرافات الحتمية في حالة نجاح اليوم التالي، والمحتملة في حالة فشله، ونسأل الله له الفشل الذريع.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بدء القبول الإلكتروني للطلاب بكلية المسجد النبوي
  • هل أنت من محبي عجائب الطبيعة؟ إذًا، لا تفوّت مشاهدة الطيور المهاجرة والحفر العميقة في جنوب تركيا
  • أهميّةُ الربط بين أعمال محور المقاومة بالقضية الفلسطينية
  • الخليج.. و"اليوم التالي" في غزة
  • بعد 8 سنوات.. تركيا تفتتح مسجداً في ألبانيا بأربعة مآذن تناطح عنان السماء
  • القبول الموحد: بدء التسجيل في البرامج الشاغرة للفرز الثاني
  • “الزكاة ” تحدد معيار المنشآت المستهدفة بالفوترة الإلكترونية
  • تهديدٌ صارخ لحريّة الصحافة.. "هيومن رايتس ووتش" تحذر من مشروع قانون مكافحة التجسس في تركيا
  • "أكسيوس": واشنطن تحذر إيران.. لا يمكننا كبح جماح إسرائيل إذا قررتم الرد
  • واقعة صادمة في إيران.. امرأة تتجرّد من ملابسها في إحدى الجامعات!