في 22 أغسطس/آب، وقبل يوم واحد من حادث تحطم الطائرة الذي أودى بحياة زعيم تنظيم "فاجنر" يفغيني بريغوجين، قام نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف بزيارة إلى بنغازي، في محاولة لحفاظ موسكو على نفوذها في ليبيا بعد تمرد "فاجنر".

وتضمنت زيارة يفكوروف لقاءً مع قائد الجيش في الشرق خليفة حفتر، برفقة ضباط رفيعي المستوى في الجيش الوطني الليبي التابع له.

ووفق تحليل لموقع "المونيتور"، وترجمه "الخليج الجديد"، فقد كان توقيت الزيارة، بعد شهرين تقريبًا من تمرد مجموعة "فاجنر" التابعة لبريغوجين ضد المؤسسة العسكرية الروسية، يهدف جزئيًا إلى طمأنة الجيش الوطني الليبي بشأن مكانة الكرملين وسيطرته على قوة المرتزقة.

وكان التمرد قصير الأمد الذي قامت به "فاجنر" في روسيا، والذي أعقبه وفاة بريغوجين، وضع مستقبل المقاول العسكري الخاص وعملياته خارج روسيا تحت الأضواء.

وكان هناك الكثير من التكهنات حول كيفية تأثير الأحداث في روسيا على العمليات النشطة الحالية للمجموعة في أفريقيا، بما في ذلك في ليبيا.

اقرأ أيضاً

بعد بريغوجين.. 3 سيناريوهات لمستقبل فاجنر وتوغل مستمر في أفريقيا

وتم إرسال وفد رفيع المستوى من "فاجنر" إلى بنغازي في يوليو/تموز بعد التمرد، لطمأنة قيادة الجيش الوطني الليبي، بأنه لن يكون هناك أي تغيير في عملياتهم.

وحسب مصادر ليبية وأجنبية، زارت شخصيات بارزة في "فاجنر" شرق ليبيا 3 مرات هذا العام في مراحل حاسمة.

كانت الزيارة الأولى للروس في فبراير/شباط بعد زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز لليبيا في يناير/كانون الثاني.

وعقدت روسيا اجتماعهما الثاني في أبريل/نيسان، بعد زيارة قامت بها مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية باربرا ليف إلى بنغازي.

أخيرًا، جاء زيارة "فاجنر" سريعًا بعد التمرد الذي حدث في أواخر يونيو في روسيا. وكانت الزيارات عبارة عن مزيج من التأكيدات والتحذيرات والمطالبات بالدفع.

وكانت العلاقة بين قيادة الجيش في الشرق الليبي وكبار ضباط "فاجنر" صعبة منذ البداية، وأصبحت أكثر صعوبة بمرور الوقت.

اقرأ أيضاً

استبدال بريغوجين صعب.. تحديات تواجه عملاء فاجنر في أفريقيا

وتشمل الخلافات المدفوعات المستحقة على القوات لمحاولات "فاجنر" الفاشلة لتأمين العقود الرسمية في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعدين والطاقة والاتصالات والبناء.

واختلف الجانبان أيضًا على افتقار "فاجنر" إلى التنسيق مع القوات الليبية في الشرق، بما في ذلك نوع أنظمة الأسلحة المستوردة إلى ليبيا، وعدد المقاتلين الذين تم جلبهم داخل وخارج البلاد.

وتمكنت وحدات "فاجنر" في ليبيا من تأمين التمويل باستخدام ليبيا كمركز لبعض عملياتها غير المشروعة بما في ذلك المخدرات وتهريب الوقود والاتجار بالبشر وأنشطة التعدين غير القانونية في فزان.

وبالنسبة لتلك الأنشطة غير المشروعة، تعتمد مجموعة "فاجنر" بشكل كبير على شبكاتها واتصالاتها عبر الحدود مع المجتمعات المحلية والجماعات المسلحة التي طورتها على مر السنين.

وأمام ذلك، أعرب كبار ضباط الجيش في الشرق، بما في ذلك حفتر، عن تقديرهم لزيارة يفكوروف إلى بنغازي باعتبارها علامة على استعداد موسكو لرفع مستوى مشاركتها الرسمية، بعد سنوات من ترك ذلك لمجموعة "فاجنر".

وبحسب مصادر في القوات، ناقش يفكوروف مستقبل العلاقات بين موسكو وبنغازي، ولا سيما التعاون العسكري والأمني بينهما.

اقرأ أيضاً

تحليل: مصير غامض لفاجنر في سوريا وليبيا والسودان

ومنذ أن انسحب حفتر من الروس في يناير/كانون الثاني 2020 دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة روسيا وتركيا، اختارت الحكومة الروسية خفض مستوى العلاقة بينهما، وتركته يتعامل مع القيادة الصعبة لمجموعة "فاغنر".

وأشارت مصادر القوات في الشرق، إلى أن نائب وزير الدفاع الروسي قال إن وزارته ستشرف الآن على تعامل موسكو معهم.

وسيشمل ذلك إدارة المهام التدريبية الحالية في ليبيا، بالإضافة إلى تشغيل وصيانة أنظمة الأسلحة الروسية المتقدمة.

لكن المصادر لم تؤكد ما إذا كان ذلك سيتطلب اتفاق تعاون رسمي، أو مقاولًا عسكريًا خاصًا جديدًا تديره الوزارة مباشرة.

وكانت هناك أحاديث حول إقامة روسيا وجودًا بحريًا في مدينة طبرق الشرقية، إلا أن مصادر ليبية نفت ذلك، وقالت إنها قوات الشرق ليست منخرطة حاليًا في أي محادثات من هذا القبيل مع الحكومة الروسية.

اقرأ أيضاً

روسيا تسرب صورا لقائد فاجنر متنكرا في أزياء عسكرية ليبية وسودانية وسورية

لكن المصادر ذاتها أشارت إلى أن قطعاً بحرية روسية قد تتوقف في الموانئ الشرقية مستقبلاً، على غرار توقفاتها عامي 2015 و2016، وعلى غرار ما تفعله البحرية التركية في موانئ غرب ليبيا.

وأشارت المصارد أيضًا إلى أنه على الرغم من إمكانية حدوث مثل هذا الالتحام، فقد تم رفض الوجود البحري الكامل لروسيا في طبرق بشكل قاطع - على الأقل في هذه المرحلة.

ويخلص التحليل بالقول: "من المؤكد أن روسيا ستحافظ على وجودها العسكري في ليبيا، وإن كان ذلك مع بعض التغييرات في القيادة".

ويضيف: "بالنسبة للجيش في الشرق الليبي، تمثل روسيا ثقلًا موازنًا مهمًا للوجود العسكري التركي المعزز في غرب ليبيا، خاصة أن الحكومة الأمريكية غير قادرة على تقديم ضمانات للجيش الشرق بأن تركيا ستنسحب إذا غادر الروس ليبيا".

ويتابع: "كما أن الولايات المتحدة لم تقدم بديلا يمكن أن يوفره لهذه القوات مع خدمات شبيهة بخدمات فاجنر، وهو ما أثارة حفتر هذه القضايا المحددة مرارًا وتكرارًا مع كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية".

اقرأ أيضاً

طائرات تابعة للحكومة تقصف مواقع فاجنر في ليبيا

المصدر | المونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فاجنر ليبيا حفتر بوتين بريغوجين إلى بنغازی بما فی ذلک اقرأ أیضا فی الشرق فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

أبناء مشاهير هوليوود يرفضون إرث آبائهم: تمرد أم بحث عن هوية مستقلة؟ ( تقرير)


 

في عالم هوليوود، حيث يُعتبر "إرث العائلة" أحد العوامل الأساسية في حياة العديد من النجوم، اختار بعض أبناء المشاهير كسر القوالب والتفوق على شهرة آبائهم. في الوقت الذي يتوقع فيه الجمهور أن يسير الأبناء على نفس خطى آبائهم الفنانين، يظهر بعضهم في موقف مغاير، مُعبرين عن رفضهم التام لتكرار مسيرة آبائهم الفنية، بل والبعض منهم يرفضون حتى متابعة أعمالهم.
 

ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن أبرز تصريحات أولاد المشاهير رفضوا  أعمال آبائهم 
 

1. ليوناردو دي كابريو - الابن غير المعروف لأب فني:

يُعد ليوناردو دي كابريو واحدًا من أشهر ممثلي هوليوود، ولكن القليل يعرف أن والده، جورج دي كابريو، كان فنانًا ومؤلفًا معروفًا في مجالات أخرى غير التمثيل. على الرغم من خلفيته الفنية، فإن ليوناردو لم يُظهر أبدًا رغبة في أن يكون جزءًا من نفس العالم الفني الذي كان يعمل فيه والده. بل في مقابلات عديدة، ذكر ليوناردو أنه بعيد عن حياة والده الفنية، وأنه لم يكن يحرص على متابعة أعماله. قد يكون هذا جزءًا من رغبة ليوناردو في بناء مسيرته بعيدًا عن ظل والده، ورفضًا لأن يُنظر إليه كـ "ابن الفنان"، بل كشخص مستقل يسعى لإثبات نفسه في عالم السينما.

2. زوي كرافيتز - ابنة ليني كرافيتز وليزا بونيت:

 

زوي كرافيتز، ابنة الموسيقي الشهير ليني كرافيتز والممثلة ليزا بونيت، هي مثال آخر على رفض الأبناء متابعة إرث آبائهم في الفن. رغم أنها نجحت في مجال التمثيل والغناء، إلا أن زوي صرحت في أكثر من مناسبة بأنها ترفض أن يتم تعريفها على أنها "ابنة ليني كرافيتز" أو "ابنة ليزا بونيت". وعلى الرغم من أن والدتها ووالدها من الشخصيات اللامعة في هوليوود، إلا أن زوي ركزت على بناء مسيرتها الفنية بعيدًا عن مقارنات مع نجاحات والديها، مفضلة أن يُنظر إليها كفنانة مستقلة.

3. ترافيس سكوت - رفض تأثير والده في عالم الفن:

 

ترافيس سكوت، نجم الراب والموسيقى الأمريكي، وهو ابن لوالد كان يعمل في مجال الفن والتصوير، ولكنه اختار أن يسلك طريقًا مغايرًا تمامًا. ورغم أن والده كان من خلفية فنية، فإن ترافيس سكوت رفض أن يكون جزءًا من عالمه الفني، وصرح في العديد من اللقاءات الصحفية أنه لا يريد أن يتبع خطوات والده. ترافيس أصر على بناء هويته الفنية الخاصة من خلال الموسيقى وأسلوبه الخاص في الفن.

4. كيت هادسون - ابنة غولدي هون وكرستوفر هادسون:

 

كيت هادسون، واحدة من أشهر الممثلات في هوليوود، والتي تعتبر ابنة غولدي هون (الممثلة الشهيرة) وكرستوفر هادسون (منتج وممثل)، كانت لديها رغبة قوية في أن تُصنع اسمًا خاصًا بها في صناعة السينما. رغم أن كيت نشأت في بيئة فنية، إلا أن هذا لم يُؤثر عليها في رغبتها في صناعة مسيرتها بعيدًا عن أعمال والديها. على الرغم من شهرة والدتها في السينما الأمريكية، فإن كيت دائمًا ما أكدت أنها لم تتابع أعمال والدتها بشكل مستمر، بل كانت تسعى لتطوير أسلوبها الخاص في التمثيل.

هل هو تمرد أم سعي للتميز؟

في هذه الحالات وغيرها من أبناء المشاهير في هوليوود، يبرز السؤال الكبير: هل هؤلاء الأبناء يرفضون إرث آبائهم بسبب رغبتهم في التمرد أم أنهم يسعون ببساطة لبناء هوية مستقلة لهم بعيدًا عن المقارنات المستمرة؟ قد تكون الإجابة معقدة، حيث أن الضغط الاجتماعي والجماهيري يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا في أن يرفض هؤلاء الأبناء أن يُقارنوا بنجاحات آبائهم، بينما يسعون لإثبات أنفسهم كأفراد فنيين مستقلين.

ما يبدو واضحًا أن هذه الظاهرة تظهر بشكل متزايد في عالم الفن الغربي، وستظل موضوعًا مثيرًا للجدل حول كيفية تأثير الإرث الفني على الأجيال التالية في ظل الضغوط الكبيرة لتحقيق النجاح.

مقالات مشابهة

  • تمرد يضرب جماعة الحوثي.. قيادي حوثي يشعل فتيل صراعات جديدة ويرفض قرار زعيم الجماعة بإقالته من منصبه
  • الجيش الأمريكي يعاني أزمة كبرى.. هجمات ضد قواته بالمنطقة ونقص في ذخيرته
  • موقعة ستمبالا .. كيف ساعدت مصر الدولة العثمانية في السيطرة على تمرد اليونانيين
  • "المركزي الصيني" : الصين تحافظ على سعر صرف اليوان مستقرا بشكل أساسي
  • ألمانيا تكشف دورها في «الخطة العملياتية» للحرب مع روسيا
  • أبناء مشاهير هوليوود يرفضون إرث آبائهم: تمرد أم بحث عن هوية مستقلة؟ ( تقرير)
  • روسيا تضع قاعدة امريكية على قائمة اهداف الجيش المهمة
  • تحمل مساعدات غذائية وطبية... الجيش يعلن وصول طائرة من روسيا الاتحادية
  • الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقارات صباح الخميس
  • هجوم على قوات الانتقالي واستهداف سيارة الإسعاف بهجوم آخر ومقتل وإصابة عدد من الجنود