من ليمان براذرز إلى كريدي سويس.. أهم التحولات في قطاع البنوك
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
بين انهيار ليمان براذرز الأميركي عام 2008 والاستحواذ على كريدي سويس السويسري عام 2023 لتفادي انهياره، عرف القطاع المصرفي تغيرات جذرية.
في ما يأتي عرض لأبرز ما تبدّل خلال الأعوام الماضية التي طبعتها موجة من الاستحواذات وتشديد القيود الإجرائية.
تشدد
منذ العام 2008، باتت المصارف ملزمة باتخاذ العديد من الإجراءات وبذل جهود متعددة لضمان الحفاظ على متانتها خلال الأزمات، وذلك بضغط من الهيئات الناظمة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وبات على المصارف على سبيل المثال، الاحتفاظ بحد أدنى من رأس المال نسبته أعلى من السابق، بهدف تغطية أي خسارة محتملة قد يتعرّض لها البنك.
وبات على المصارف أن تبقي على كميات كبيرة من الاحتياط النقدي والأصول القابلة للتسييل سريعا للتمكن من تلبية الطلب في حال حصول أي إقبال مفاجئ من المودعين لسحب أموالهم.
وتهدف القيود الإضافية على المصارف الى تفادي الحاجة الى تدخّل الحكومات لانقاذ المؤسسات المالية المتعثّرة، والامتناع بالتالي عن تغطية خسائرها باستخدام أموال دافعي الضرائب.
ومطلع عام 2022، أكدت آنا بوتين، رئيسة مصرف "سانتاندير" الإسباني ورئيسة اتحاد المصارف الأوروبية في حينه، أن القارة باتت تمتلك في حال انهيار أي مؤسسة مالية "إطارا" للخروج من الأزمة مهما بلغ حجمها.
وشكّل استحواذ بنك "يو بي أس" السويسري في مارس على منافسه كريدي سويس لقاء ثلاثة مليارات فرنك، مثالا على الدرس الذي تمّ استخلاصه من أزمة ليمان براذرز: بعض المصارف بات أكبر من أن ينهار من دون أن يسبّب ذلك أزمة اقتصادية ومالية ضخمة.
ونصح فريق من الخبراء المكلفين من قبل وزارة المالية السويسرية، بتعزيز الأدوات التي تتيح إدارة أزمات كهذه، وزيادة الاحتياطات المالية لمؤسسات من هذا الحجم نظرا لأنها لم تكن كافية في حالة كريدي سويس، وعدم التعويل كل مرة على حل يسير يتيح تفادي كارثة.
استحواذ
في أعقاب انهيار ليمان براذرز، عرفت عمليات الاستحواذ زيادة مطردة.
بين سبتمبر وأكتوبر 2008، استحوذ "بنك أوف أميركا" على "ميريل لينش" لقاء 50 مليار دولار، ومصرف لويدز البريطاني على "هاليفاكس بنك أوف اسكتلند" لقاء 12.2 مليارا، وسانتاندير الإسباني على الشبكة المصرفية لمجموعة "برادفورد أند بينغلي" البريطانية، و"بي أن بي باريبا" الفرنسي على فورتيس في بلجيكا ولوكسمبورغ لقاء 20.3 مليارا.
وقال كزافييه موسكا، المدير العام المنتدب لمصرف كريدي أغريكول والمدير العام السابق للخزانة الفرنسية لدى انهيار ليمان براذرز، لوكالة فرانس برس إن "الأزمة قامت بعملية تنظيف وقضت على اللاعبين الأكثر هشاشة".
واعتبر موسكا أن أوروبا استفادت من الانهيار المالي لعام 2008 بدرجة أقل من الولايات المتحدة "حيث كانت هذه الأزمة فرصة للحكومة الأميركية لإعادة هيكلة القطاع المصرفي".
وأشار دافيد بنامو، مدير الاستثمارات لدى "أكسيوم"، الى أن قطاع مصارف الأعمال تهيمن عليه حاليا المؤسسات الأميركية التي "أفادت من بعض التباينات في القوانين للاستحواذ على حصص من السوق في أوروبا".
خشية؟
أعاد انهيار بعض المصارف الأميركية في الفصل الأول من عام 2023 وتعثّر مصرف كريدي سويس، إحياء المخاوف بشأن متانة القطاع المصرفي عالميا.
بالنسبة إلى موسكا، هذه الأزمات الصغيرة هي دليل على ضرورة الإبقاء على القواعد الناظمة لعمل القطاع المالي لتفادي "أي عودة الى الخلف".
لدى وصوله الى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة، قرر دونالد ترامب إعفاء المصارف الأميركية، باستثناء الكبيرة منها، من ضرورة التقيد بالعديد من القواعد والقيود التي باتت نافذة بعد أزمة 2008، ما تسبّب في نهاية المطاف باضطرابات 2023.
وإزاء هذه الخلاصة، اقترحت الهيئات الناظمة للقطاع المصرفي الأميركي في أواخر أغسطس، إجراءات لتعزيز متانة المؤسسات المتوسطة الحجم.
وأكد وليام دادلي الذي كان نائبا لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في نيويورك خلال الأزمة المالية العالمية، أن المصارف الكبرى "تخضع لأنظمة أكثر تشددا مما كانت عليه في 2007-2008".
وأضاف لفرانس برس "ثمة عمل إضافي يجب القيام به لكننا في وضع أفضل".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات العام 2008 المصارف وأوروبا المصارف البنك المودعين يو بي أس كريدي سويس بنك أوف أميركا لويدز بلجيكا أوروبا ترامب الفيدرالي نيويورك كريدي سويس بنك كريدي سويس قطاع البنوك العام 2008 المصارف وأوروبا المصارف البنك المودعين يو بي أس كريدي سويس بنك أوف أميركا لويدز بلجيكا أوروبا ترامب الفيدرالي نيويورك البنوك کریدی سویس
إقرأ أيضاً:
يناقش التحولات بالمنطقة.. افتتاح أعمال منتدى الجزيرة في نسخته الـ 16
الدوحة- انطلقت اليوم في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات منتدى الجزيرة الـ 16 تحت عنوان "من الحرب على غزة إلى التغيير في سوريا: الشرق الأوسط أمام توازنات جديدة".
ويتضمن المنتدى الذي تجري جلساته على مدار يومين نقاشات معمقة عبر مجموعة من الجلسات والفعاليات، بمشاركة خبراء ومسؤولين من جميع أنحاء العالم.
كما يبحث المنتدى التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، انطلاقا من تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، مرورا بإعادة تشكل المشهد السياسي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، كما يتناول تداعيات هذه التطورات على موازين القوى الإقليمية وانعكاساتها على الوضع العربي وعلى التحالفات الإقليمية والدولية في المنطقة.
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أكد رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني أن المنتدى يهدف إلى خلق مساحة حوار معمّقة بين الباحثين وصناع القرار والإعلاميين، لمناقشة التحولات الكبرى التي تعيد تشكيل المنطقة العربية، واستشراف المستقبل في ظل هذه التغيرات المتسارعة.
وأضاف الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني أن المنتدى يركز على موضوعات تهم المنطقة العربية والعالم أجمع، لافتا إلى أن محور الحديث في نسخة العام الماضي من المنتدى كان "ما يحدث في غزة والتبعات التي ترتبت على طوفان الأقصى"، تلك التبعات التي انعكست على المنطقة بشكل عام ومنها ما رأيناها في انهيار للنظام في سوريا والعديد من التحديات الأخرى التي نراها حاليا مثل محاولات التهجير وغيرها من التغيرات بالمنطقة.
إعلانوتوقع رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية حدوث تحولات خلال الفترة المقبلة في حال لم يتم اتخاذ قرارات صحيحة للتعامل مع هذه المتغيرات "التي نلتقي اليوم في المنتدى لمناقشتها وإلقاء الضوء عليها".
وأشار إلى "أننا اليوم نقف على نهاية 15 شهرا من العداون على غزة قدمت خلالها قناة الجزيرة العديد من التضحيات، حيث حرصت الجزيرة على أن تكون فى عين الحدث سواء فى غزة أو لبنان أو سوريا، وكانت مواكبة للحدث وقدمت تضحيات كثيرة من الشهداء والمصابين الذين نستذكرهم اليوم بكل خير".
وتابع أنه فيما يخص الشأن السوري كانت الجزيرة حاضرة في قلب الحدث وقدمت العديد من الشهداء منذ اندلاع الثورة السورية لإيصال الحقيقة، وهو ما يؤكد صدق نهج القناة في العمل على مساندة الحق وأداء رسالتها.
وعرج الشيخ حمد بن ثامر على ما يحدث حاليا في الضفة الغربية المحتلة والقدس حيث تم إغلاق مكاتب الجزيرة هناك، فى الوقت الذي تقوم فيه القناة بعمل نبيل بنقل الواقع الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني هناك، لافتا إلى أنه "يبدو أن هناك أناسا لا يعلمون حقيقة عمل الصحفي الذي يسعى لإلقاء الضوء على الحقيقة".
وأكد رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية أن "عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال العام الماضي وخاصة في غزة كبير للغاية، ونحن نثمن الدور الذي يقوم به الصحفي خاصة خلال الحروب التي تكبدهم أرواحهم في بعض الأحيان، كما حدث بالفعل مع العديد منهم في سبيل مهمتهم وعملهم النبيل".
ومن جهته، قال نائب وزير العلاقات الدولية والتعاون بجمهورية جنوب أفريقيا ألفين بوتس خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية إن بلاده عانت من الاضطهاد والظلم في عصور ماضية، وإنها ستظل تساند الشعوب المضطهدة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي يعاني من حرب وعدوان غاشم منذ نحو 15 شهرا تسببت في عشرات الآلاف من الضحايا.
إعلانوأشار إلى أن بلاده لن تتوقف عن مقاضاة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية وسوف تتابع قضيتها العادلة لمناصرة الشعب الفلسطيني حتى الحصول على حقوقه المشروعة.
وتابع بوتس أن شبكة الجزيرة تلعب دورا كبيرا ليس في الشرق الأوسط فحسب ولكن في العالم أجمع لكشف الحقيقة وإيصال رسالتها النبيلة للعالم أجمع، موضحا أنها تقدم نموذجا مشرفا للعمل الإعلامي والصحفي الحر الذي يقف بجانب الشعوب التى تحتاج إلى دعم.
وتتضمن أعمال المنتدى خلال اليوم الأول العديد من الجلسات، منها جلسة مخصصة لبحث تحديات ما بعد الحرب في غزة، ثم جلسة لبحث تغيير النظام في سوريا وتأثيراته الإقليمية، كما تتناول الجلسات حرب الإستراتيجيات بين إيران وإسرائيل وتركيا في ظل الغياب العربي، بالإضافة إلى جلسة حول الترتيبات المستقبلية للقضية الفلسطينية والمنطقة بعد الحرب.