إفتح بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان السّينودس السّنويّ العاديّ لأساقفة كنيسته الّذي يُعقد في المقرّ الجديد لمطرانيّة الموصل وتوابعها في قره قوش، في قدّاس إلهيّ احتفل به مساءً في كاتدرائيّة الطّاهرة الكبرى- قره قوش.

عاونه فيه المطارنة آباء السّينودس المقدّس، بمشاركة الرّئيس العامّ الأسبق للرّهبانيّة المارونيّة المريميّة ورئيس دير القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع- سهيلة الأباتي سمعان أبو عبدو الّذي سيلقي مواعظ الرّياضة الرّوحيّة.

 وحضر أيضًا: القنصل الفرنسيّ العامّ في الموصل جان كريستوف أوجيه، والآباء الخوارنة والكهنة من الدّائرة البطريركيّة ومن أبرشيّة الموصل وأبرشيّة حدياب- أربيل، والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات من مختلف الرّهبانيّات في قره قوش، وسط مشاركة جماهير غفيرة.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظة بعنوان: "طوبى لصانعي السّلام، فإنّهم أبناءَ الله يُدعَون"، قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة:

"جئنا من لبنان لنؤكّد لكم اشتياقنا إليكم، أيّها الأحبّاء، أبناء وبنات بخديده قره قوش، وعموم أبناء وبنات أبرشيّة الموصل العزيزة. ونشكركم من أعماق قلوبنا لاستقبالكم مجمعنا الأسقفيّ، أيّ السّينودس، الّذي يُعقَد للمرّة الأولى في تاريخ كنيستنا خارج لبنان، منذ انتخاب البطريرك مار إغناطيوس بهنام بنّي في الموصل عام 1893. وباسم آباء السّينودس المشاركين في هذه الذّبيحة الإلهيّة، القادمين من بغداد وحدياب والبصرة، ومن سوريا بأبرشيّاتها الأربع، دمشق وحمص وحلب والحسكة، وأبرشيّة لبنان البطريركيّة، وأبرشيّة القاهرة- مصر، وأبرشيّة الأراضي المقدّسة، ومن أبرشيّتَي الولايات المتّحدة وكندا، ومن فنزويلا، ومن الوكالة البطريركيّة في روما، نتوجّه بخالص الشّكر والتّقدير أخينا مار بنديكتوس يونان حنّو راعي أبرشيّتكم، والآباء الخوارنة والكهنة والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات وجميع العاملين في اللّجان، على استضافتنا وإنجاز ما يلزم، كي يتحقّق النّجاح المطلوب لهذا السّينودس السّريانيّ التّاريخيّ.

وتابع، جئنا لنقول لكم، كم هي عزيزة علينا مدينتُكم بخديده قره قوش، هذه المدينة الشّاهدة والشّهيدة الّتي نفخر بها ونعتبرها "لؤلؤة" السّريان في الشّرق. أجل، كنيستكم هي الشّاهدة على إيمانكم الصّامد بالرّغم من تراكم المحن والمعاناة في السّنوات الأخيرة. وهي الشّهيدة من أجل الرّبّ، إله المحبّة والسّلام والعدالة. كنيستكم بقيت متجذّرةً في هذه الأرض المباركة الشّهيرة بحضارة ما بين النّهرين العريقة. كنيستكم سعتْ ولا تزال تسعى بصدق ورجاء، كي تتحقّق المواطنة الصّحيحة بين جميع المكوّنات المتطلّعة إلى مستقبل مُشرِق للعراق الغالي.  

واستكمل جئنا نقدّر فيكم سعيكم لعيش الإيمان الّذي ورثتموه من آبائكم وأجدادكم عبر العصور الخوالي، ونُثمِّن فضيلة رجائكم وأمانتكم لإنجيل المحبّة والتّسامح والانفتاح على إخوتكم وأخواتكم، الّذين يقاسمونكم هموم هذه المرحلة الصّعبة، بعد أن أطفأَ وطنُكم نارَ الإرهاب الغاشم، الّذي أوقدَتْه عصابات لا ضمير لها، ونفض رمادَ العنف الّذي استمرّ أعوامًا. لقد اختبرتم معموديّة الدّمّ، ولا تزالون تعانون مخلّفاتِ الفوضى الّتي كانت سببًا لتشرّد آلاف المهَجَّرين إلى ما وراء البحار والمحيطات. وكم تأثّرتُ خلال زيارتي الأخيرة إلى هولندا، إذ رأيتُ الكنيسة ملأى بمئات المؤمنين، وغالبيّتهم من أهلكم وإخوتكم، يشاركون في قدّاس رسامة الخوراسقف سعدي.

قصّة شعبنا الآراميّ- السّريانيّ، الّذي به تسمّت بلاد الشّرق الأدنى، أرضًا وكيانات، قصّةٌ طويلةٌ مع الحضارة الإنسانيّة والإيمانيّة، ومع الاستشهاد البطوليّ الّذي يُثمِر للحياة. هي قصّة الإنسان الّذي يُدرك أنّ مسيرته الأرضيّة لا تُحسَب بالأرقام والفتوحات، بل تنفتح قدر مساحة الرّوح نحو ملكوت السّماء. هكذا شاءت العناية الإلهيّة أن يتألّم شعبنا في العراق وبلاد المشرق مع الفادي معلّمه، وأن تمتزج دماء شهدائه بدم الحمل الإلهيّ المسفوك على مذبح الحبّ والغفران.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أساقفة الكنيسة البطريرك الكاثوليك الموصل البطریرکی ة

إقرأ أيضاً:

نائبة وزيرة التضامن تشهد افتتاح فعاليات المؤتمر الخامس للمدارس الكاثوليكية الفرانكفونية

شهدت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي افتتاح فعاليات المؤتمر الخامس للمدارس الكاثوليكية الفرانكفونية في الشرق الأوسط والذي تنظمه هيئة عمل الشرق "Œuvre d’Orient" برعاية السفارة الفرنسية بالقاهرة بمقر مدرسة كولاج دي لاسال بالقاهرة.

 

حضر الفاعلية غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك والمطران نيقولا تيفينين السفير البابوى في مصر و المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، و"إيريك شوفالييه"سفير فرنسا لدى مصر، وجورج عبسي رئيس مدرسة لاسال ومدير مؤسسة هيئة عمل الشرق ،وعدد من السفراء والأساقفة والحضور  .
 
وأعربت المهندسة مرجريت صاروفيم، نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها  بالتواجد فى انطلاق فعاليات هذا المنتدى المهم والذي يتناول واحدي من أهم القضايا وهى دور الأسرة فى التعليم ونقل القيم فى إطار  الصعوبات والأزمات الاجتماعية والإنسانية.
 
وأشارت صاروفيم، إلى دور المدارس الفرانكفونية في بناء المجتمع وتعليم الأجيال الجديدة، حيث أدت دورًا محوريًا في نشر القيم الأخلاقية والدينية إلى جانب التعليم الأكاديمي المتميز وأن هذه المدارس، ولا تزال، صرحًا تربويًا وتعليميًا يقدم الأمل للأجيال القادمة ويزرع فيهم بذور العلم والإيمان، ولعبت دورًا مهما في تعليم الأجيال الجديدة وتزويدهم بالمعرفة الأكاديمية إلى جانب القيم الدينية.

 

وأضافت كما ساهمت في نشر الثقافة الفرنسية في العالم العربي، وتقدم هذه المدارس التعليم الأكاديمي المتكامل وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية، كما تدعم الطلاب، وتمكنهم من الاهتمام بالمجتمع وتحفزهم على العمل التطوعي وتطوير شخصيتهم وقدراتهم.

 
وأكدت صاروفيم، أنه فى ضوء رؤية الوزارة وتحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة عملت الوزارة على محور التعليم، وتحقيق عدالة الفرص عبر برنامج  تكافؤ الفرص التعليمية ؛ وخلال السنوات العشر الاخيرة دعمت الوزارة 5 ملايين طالب من غير القادرين من أبناء أسر تكافل وكرامة وغيرهم من الطلاب المتعثرين وتحملت دفع المصروفات الدراسية لهم بتكلفة إجمالية 882 مليون جنيه مصري سنويًا.
 
وانطلاقا من التأكيد على أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في حياة الطفل منذ الميلاد وحتى 4 سنوات؛ كان البرنامج القومي لتنمية الطفولة المبكرة بوزارة التضامن الاجتماعي والذي يرتبط بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي صدقت عليها مصر في عام 2016 الخاصة بتنمية الطفولة المبكرة، استجابة للهدف الرابع "ضمان التعلم مدى الحياة" الذي ينص على التنشئة والتعليم كأساس لتنمية الطفل ونجاحه الأكاديمي وزيادة إنتاجيته.
 
وقامت الوزارة بتوقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة ووزارتى التنمية المحلية والتربية والتعليم والتحالف الوطني للعمل الأهلي لتنفيذ مشروع إسناد عدد من مراكز تنمية الأسرة والطفولة بقرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وإقامة حضانات وفق المعايير بالإضافة إلى استغلال الأدوار العليا لإنشاء صفوف رياض أطفال.. وغير ذلك من الجهود العديدة التى استهدفت العمل على تعزيز التعليم فى اطار الاستثمار فى البشر.  
 
وأشارت صاروفيم إلى أن الوزارة تدعم الأسرة المصرية عبر عدد من آليات العمل والبرامج وفى مقدمتها برنامج مودة الذى يعمل على تأهيل الشباب لبناء أسرة قوية ناضجة قادرة على مواجهة العديد من التحديات.

وفى نهاية كلمتها ،أكدت صاروفيم  على سعادتها  بالمشاركة في هذا النقاش الحيوي حول دور الأسرة في التعليم ومواجهة التحديات الثقافية، مشيرة إلى أن الأسرة تعد العامل الأساسي في بناء الأجيال وتهيئتها لمواجهة التحديات المتزايدة في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيير ويتسم بالتنوع الثقافي والتطور السريع خاصة أن هذه التحديات الثقافية التي نواجهها اليوم تتطلب منا الوعي والقدرة فى تحقيق التوازن بين  الحفاظ على الهوية والتراث والأصالة والتأقلم مع التنوع وقبوله والانفتاح على الاخر واحترام الاختلافات وتأهيل الأبناء على كل هذا من خلال الدور الحيوي الذى تلعبه المدرسة بالشراكة مع الأسرة وكافة المؤسسات المعنية بالمجتمع.

مقالات مشابهة

  • فنانون عرب يتغنون بحب الموصل ويشيدون بعودتها للحياة
  • الدستورية العليا: القضاء العادي مختص بنظر دعاوى البناء والهدم
  • افتتاح فعاليات المؤتمر الخامس للمدارس الكاثوليكية الفرانكفونية بالشرق الأوسط
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد افتتاح فعاليات المؤتمر الخامس للمدارس الكاثوليكية الفرانكفونية
  • الكنيسة الكاثوليكية: نساند قرارات الدولة للوصول لحل سلمي للقضية الفلسطينية
  • «الكنيسة الكاثوليكية»: نساند كافة قرارات الدولة المصرية للوصول لحل سلمي للقضية الفلسطينية
  • إغلاق مكاتب عقارية في الموصل وتوجيه رسالة للمواطنين
  • لتحسين حركة المرور.. بدء المرحلة الثانية من مجسر سنحاريب في الموصل
  • بطريرك الكنيسة السريانية يلتقي بعضو الكونجرس الأمريكي كايب آمو
  • الكنيسة القبطية الكاثوليكية تشارك في مؤتمر الأسرة المصرية وأهدافها وصعوباتها