RT Arabic:
2024-11-22@09:00:25 GMT

مصر.. محامي أشرف مروان يكشف تفاصيل خطيرة ردا على إسرائيل

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

مصر.. محامي أشرف مروان يكشف تفاصيل خطيرة ردا على إسرائيل

رد أمجد سلفتي، محامي صهر الرئيس المصري الراحل أشرف مروان، على تسريبات إسرائيل حول تجنيدها مروان والحصول من خلاله على معلومات ذهبية خلال حرب أكتوبر.

إقرأ المزيد "يديعوت أحرونوت" تنشر وثائق وصورا "تثبت تجسس" صهر عبد الناصر لصالح إسرائيل

وقال المحامي إن "إسرائيل ما زالت حتى الآن غير متعايشة مع هزيمتها أمام الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، وتحاول أن تبرر خسارتها من خلال البروباغندا الإعلامية ونشر وثائق ومعلومات بشأن الحرب لمحاولة التقليل من الانتصار المصري في حرب أكتوبر والتشكيك في الرموز المصرية".

وأضاف أمجد سلفتي في حوار خاص لموقع "القاهرة 24"، أن أشرف مروان لم يكن يعمل أبدا لحساب إسرائيل ولم يعمل لصالح أي دولة سواء مصر فقط، وهو كان بطلا مصريا لعب دورا معينا استخباراتيا وأمنيا، مشيرا إلى أن الرواية المصرية بشأن أشرف مروان هي رواية محافظة ولم تتحدث كثيرًا لأنها مسائل أمنية لها بُعد أمن قومي.

وتابع: "يجب أن نتذكر أن الدولة العبرية لم تتعايش حتى الآن مع هزيمة جيشها أمام الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، وبالنسبة لإسرائيل فإنها ما زالت تعاني من عدم ثقة شعبها في جيشها مثلما كان قبل حرب 1973 وهذه مشكلة كبيرة، أما بالنسبة لتوقيت الإفشاء بهذه المعلومات، فإن تل أبيب تريد أن تعطي أقصى مصداقية للمعلومات وكأنها دولة ديمقراطية ودولة شفافة فهي تتبع أسلوب الإفراج عن أسرار تتعلق بقضايا أمن قومي، لذلك انتظرت مرور 50 عامًا حتى تعطي هذه الرواية بعض المصدقية، وفي الحقيقة كان هناك فرص كثيرة للدولة العبرية لتفرج عن معلومات تتعلق بالدكتور أشرف مروان، وأنه حسب ادعائهم فإنه كان يعمل لصالح الدولة العبرية، مثلًا لجنة أجرانات التي أخذها العدو الصهيوني كلجنة للتحقيق بالفشل الأمني والاستخباراتي الإسرائيلي لماذا لم تتطرق بشكل واضح وتعلن وتفشي للإسرائيليين والرأي العام الإسرائيلي أنها كانت مخترقة الهرم السياسي المصري حتى أعلى درجات الاختراق من خلال الدكتور أشرف مروان الذي كان صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ومستشار مهم للرئيس الراحل أنور السادات". 

وأشار: "وكذلك لماذا لم تعطِ معلومات أكثر مما تم التصريح به من خلال الكتاب الذي تحدث عن هذا الموضوع من كاتب إسرائيلي، هذه المعلومات الآن تريد من ورائها إسرائيل ضرب الأسافين بثقة الشعب المصري بجيشه وقيادته وبأن الشعب العربي لا يمتلك العزيمة ولا الإرادة أن ينتصر أو يحارب دولة إسرائيل، في لحظات إسرائيل كدولة في أمس الحاجة أن تستعيد ثقة شعبها وتوحده الآن نتيجة الانقسامات في داخل دولة إسرائيل، انقسامات في الجيش، والأمور التي تتعلق بالقوة الضاربة لإسرائيل، ولذلك تريد أن تبدأ هجومًا إعلاميًا يعزز ثقة المواطن الإسرائيلي في جيشه، وكذلك الجيش الذي يريد أن يستعيد ثقته بنفسه بعد التغيرات السياسية التي نفذها بنيامين نتنياهو من خلال تحالفه مع القوة المتطرفة اليمينية والتي هددت الكيان الإسرائيلي وجيشه وواجباته في الدفاع عن الدولة العبرية".

وأوضح محامي أشرف مروان: "المعلومات الذهبية أو كما سمتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنها معلومات ذهبية لم تكن أبدًا ذات قيمة، هذا إن كانت حقيقية بالأساس، لا أعتقد أن الدكتور أشرف مروان كان يعمل أبدًا لحساب إسرائيل، ولا أظن أن أشرف مروان حتى أعطى معلومات عن حرب أكتوبر بالتحديد رغم أننا نستلم المعلومات فقط من مصدر واحد وهو المصدر الصهيوني الإسرائيلي، لعدة أسباب، أولًا، الدكتور أشرف مروان نبهه الإسرائيليين أكثر من مرة بطريقة الخداع وبالنيابة عن مصر أن هناك تاريخا لبدء الهجوم المصري على إسرائيل، وكانت التعبئة هذه مزيفة وغير ضرورية وكانت تكلف الدولة الصهيونية كثيرًا، وأعتقد أن هذه المرة لم يكن ما قام به أشرف مروان هو أعطى المعلومة التي نعتبر معلومة إلى حد كبير غير منطقية، فما معنى أن يعطي الدكتور أشرف مروان موعد بدء الحرب الساعة السادسة ولما بدأت مثلًا الساعة الرابعة أو الساعة الثانية، هذا يعني تسريب لا يساعد الإسرائيليين وأيضًا لماذا لم تتجاوب الدولة الصهيونية مع هذا التسريب إذا فعلًا قام بإعطائهم هذه المعلومة، الدكتور مروان اجتمع مع رئيس الاستخبارات العسكرية إيلي زعيرا في لندن مساء الخامس من أكتوبر، يعني إسرائيل لو اخذت بكلام الدكتور أشرف مروان لبدأت التعبئة مساء 5 أكتوبر، لكن التعبئة لم تبدأ حتى الساعة الرابعة بعد ظهر السادس من أكتوبر، مما يعني أن إسرائيل لم يكن لديها أي معلومات أبدًا وهذا الكلام مؤكد أيضًا من طرف هنري كيسنجر، الذي يقول إن سبب التراجع أو الخسارة الإسرائيلية والتفوق العربي، على الجبهة المصرية والسورية، هو الإخفاق وعدم وجود المعلومات الدقيقة أن الحرب ستبدأ وأن الجيوش العربية أصبحت جاهزة وقادرة أن تقوم بالدور المطلوب منها". 

وأكد: "أعتقد إلى حد كبير أن الدكتور أشرف مروان كان بطلا مصريا لعب دورا معينًا استخباراتيا أمنيا وبقي على التواصل مع إسرائيل حتى تم الاستغناء عن خدماته لأنه بالحقيقة لم يعطي المعلومة الدقيقة عن بدء الحرب، لكن كان ربما يستخدم من قبل الرئاسة أو حتى الجهات الأمنية المصرية لإعطاء معلومات ليس لها قيمة، لكن ربما كان هناك أمل بأن يتم تشغيله وأن يكتسب معلومات من الصهاينة، وربما اكتسب معلومات مهمة وخطيرة عن العدو الصهيوني استفادت منها المخابرات المصرية، لكن لم تكشف المخابرات المصرية ولا أظن أنها ستكشف لأنها ليست بحاجة لسبق إعلامي والمعركة الاستخباراتية هي معركة للمعلومات ومعركة عن أساليب الحصول على هذه المعلومات، والمنطق يقول إن الأجهزة الاستخباراتية لا تشكف عن مصادرها أبدًا، وهنا نرى الفرق بين العمل الجدير للمخابرات المصرية، والعمل الإعلامي للمخابرات الإسرائيلية، وهذا ما نشاهده وإسرائيل تفتقر لحقائق تبرر لها الإهمال والتراجع الاستخباراتي في أن معركة مصرية كانت ستؤدي إلى هزيمة الكيان الصهيوني تمامًا لولا الجسر الجوي التي قامت به الولايات المتحدة التي كانت تحارب بجنودها دفاعًا عن إسرائيل". 

وتابع المحامي: "الدكتور أشرف مروان لم يكن يعمل لدى الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، ولم يعمل لصالح أي دولة سواء مصر، وإذا كانت هناك أي معلومات ذات قيمة قدمها أشرف مروان، كان يجب على إسرائيل التي يعرف عنها أنها دولة عدوانية أن تقوم بضربة استباقية من خلال سلاح الجو بضرب مواقع الجيش المصري والمواقع المتقدمة في منطقة السويس وهذا لم يحصل، مما يدل على أنهم لم تكن لديهم أي معلومات ولذلك كانت هناك المداهمة والمفاجأة والخسارة بالأرواح والعتاد وبالأرض التي خسرها العدو الصهيوني نتيجة عدم امتلاكه أي معلومات التي كان يمكن أن يستخدمها لكي يتفادى هذه الخسارة الفظيعة". 

ونوه بأنه: "أقول إن أي حركة من المسؤولين المصريين إبان الإعلان عن الحرب هي مسألة خطرة وحساسة وستكون المطارات مراقبة ليس تخوفًا من سفر المخبرين المصريين للقاء الإسرائيليين بالخارج، ولكن خوفًا من دخول مخبرين أو اختراقات أمنية من خلال المطارات لذلك يكون هناك تشديدات وأعتقد خلال فترة أكتوبر كانت المطارات المصرية مراقبة، ولابد أنه كان هناك تعميم للمسئولين المصريين بعدم المغادرة والبقاء في مواقعهم خشية أن مصر مقدمة على حرب مصيرية، وأعتقد أن تكون متفوقة في الترتيبات الدقيقة لمحاولة خداع الإسرائيليين بالإعلام والحياة الطبيعة وبتجهيزات عسكرية دقيقة، وأن تسمح للمسئولين بمغادرة البلاد في لحظات حاسمة جدا تحتاج فيها البلد إلى كل كوادرها وكل مسؤوليها أن يبقوا على وضع الاستعدادات لأن مصر كانت مقدمة على خطوة مصيرية وهي حرب أكتوبر". 

وقال في النهاية: "الرواية المصرية هي رواية محافظة ولم تتحدث كثيرًا لأنها مسائل أمنية لها بعد قومي، وبالتالي الحديث في هذه الموضوع يجيب أن يكون مسألة يتم استخدامها في حالات حرجة جدًا، وأعتقد أن السلطات المصرية لا ترد على الحديث لأنها تعرف جيدًا ما الذي حدث وما هو الذي أداه الدكتور أشرف مروان، والرواية الإسرائيلية ليست رواية مقنعة كثيرًا فهي تحاول أن تضرب ثقة الشعب بقيادته وكذلك أعتقد أن المسألة تتعلق بالملك الراحل الحسين وهي محاولة لزعزعة الثقة بزعماء العرب والمسؤولين العرب أمام شعوبهم." 

المصدر: القاهرة 24

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google أی معلومات حرب أکتوبر من خلال کثیر ا لم یکن

إقرأ أيضاً:

هذه هي المخططات الخفية التي تُدبّرها إسرائيل لتركيا

لم يعد اليمين الأكثر تطرفًا في إسرائيل، يبدي أي قدرٍ من الحياء أو التحسب والحذر، وهو يبوح بما يختزنه في عقله الأسود، من مخططات ومشاريع، تكاد تطال مختلف دول المنطقة ومجتمعاتها، وتمسّ بالعمق، أمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها ووحدة شعوبها.

آخر الصيحات التي خرجت من أفواه قادته، جاءت على لسان الوزير جدعون ساعر، ودعوته لتشكيل "حلف أقليات" في الإقليم، تستند إليه إسرائيل في استهداف أعدائها من شرقي المتوسط إلى ضفاف قزوين.

لم يكن الرجل قد قضى سوى أيام قلائل، في منصبه على رأس وزارة الخارجية، إثر انقلاب نتنياهو على وزير دفاعه، حتى بدأ يُلقي على مسامعنا، بعضًا من فصول "نظرته الإستراتيجية" للإقليم، الذي تشكل إسرائيل فيه، "أقلية وسط أغلبية معادية"، مُقترحًا البحث عن "مُشتركات" مع أقليات أخرى، بدءًا بدروز سوريا ولبنان، وليس انتهاء بأكراد سوريا، والعراق، وتركيا، وإيران، فاللعب على ورقة "المكونات"، كفيل بجعل إسرائيل، "أكبر الأقليات وأقواها"، في فسيفساء المشرق العربي وهلاله الخصيب ودول الجوار الإقليمي للأمة العربية.

الأمر الذي يدفع على الاعتقاد الجازم، بأن ساعر لم يعرض سوى رأس جبل الجليد من مشروعه لـ "تجزئة المجزَّأ"، في حين ظل الجزء الأكبر منه، غاطسًا تحت السطح، وهو بالقطع، يشمل مختلف "المكونات" الاجتماعية في دول المشرق وجوارها الإقليمي.

وبالنظر إلى السياق الذي طُرح فيه، "حلف الأقليات" وتوقيت هذا الطرح، يمكن الافتراض، بأن تركيا، قبل غيرها، وأكثر من غيرها من الدول المستهدفة، هي الحلقة الأولى في إستراتيجية التفكيك المنهجي المنظم، لبنية هذه المجتمعات ووحدة وسلامة أراضي هذه الدول.

فأنقرة، رفعت وتيرة انتقاداتها لحرب إسرائيل البربرية على غزة ولبنان، وهي تقدم حماس والجهاد وبقية الفصائل الفلسطينية، بوصفها حركات تحرر وطني مشروعة، في مواجهة "طوفان الشيطنة" و"حرب الإلغاء" اللذين تتعرض له من قبل آلة "البروباغندا" الإسرائيلية، المدعومة من قبل أوساط غربية وإقليمية وازنة.

ولعلّ هذا ما تنبهت إليه القيادة التركية، مبكرًا وقبل أن يُخرج ساعر ما في جوفه، عندما بدأت التحذير من مغبة تطاير شرارات الحرب إلى سوريا، وعلى مقربة من حدودها، بل وإبداء الاستعداد لمواجهة تركية – إسرائيلية إن تدحرجت كرة النار، وعجز المجتمع الدولي عن وقفها.

وفي كل مرة صدرت فيها عن أنقرة، تحذيرات من هذا النوع، كانت أنظار المسؤولين والناطقين باسمها، تتجه إلى لعبة "المكونات" التي تريد إسرائيل فرضها على الإقليم، بدعم وإسناد من دوائر غربية عديدة، وتحت حجج وذرائع ومزاعم شتى.

مبادرتان استباقيتان

في هذا السياق، يمكن النظر إلى المبادرات الاستباقية الأخيرة التي صدرت عن أنقرة، وأهمها اثنتان: الأولى؛ داخلية، وصدرت عن دولت بهتشلي، حليف أردوغان وزعيم الحركة القومية و"ذئابها الرمادية"، الرامية لإغلاق ملف المصالحة بين أتراك تركيا وكردها، وهي مبادرة كانت مفاجئة لجهة توقيتها والجهة التي صدرت عنها، وسط قناعة عامة بأنها لم تأتِ منبتّة عن السياق الإقليمي، وانفلات "التوحش" الإسرائيلي من كل عقال، وأنها لم تأتِ من دون تنسيق مسبق بين الحليفين: بهتشلي وأردوغان.

صحيح أن المبادرة، فجّرت قلق خصومها الداخليين، بالذات على "ضفتي التطرف القومي" الكردي – التركي، وأنها أثارت انقسامًا بين "تيار قنديل" داخل أكراد المنطقة، وتيار المصالحة والاعتدال، الذي يُعتقد أن عبدالله أوجلان، يقف على رأسه، من مَحبَسه على جزيرة "إمرالي".

وصحيح أن خصوم المصالحة عملوا على تفجير مركبها قبل إبحاره وسط تلاطم أمواج المواقف والمصالح المتناقضة، بدلالة الهجوم على شركة "توساش" في قلب العاصمة التركية في الثالث والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما أعقبه من تصعيد في العمليات طال مناطق داخل تركيا وخارجها (سوريا والعراق).. لكن الصحيح كذلك، أن قطار المبادرة ما زال على سكته، رغم العرقلة، وأنه قد يواصل مسيره، ما دام أن وجهته النهائية، تحصين الداخل التركي في مواجهة مؤامرات التفكيك.

أما المبادرة الثانية؛ فسابقة على تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وإن كانت اكتسبت زخمًا إضافيًا في الأسابيع الأخيرة، والمقصود بها، الرغبة التركية الجارفة بالمصالحة مع دمشق، وعروض الرئيس التركي المتكررة، للقاء الأسد، وإغلاق صفحات الخلاف (الصراع) بين البلدين.. وهي المبادرة، المدفوعة بجملة من الحسابات والاعتبارات التركية، من بينها قضية اللاجئين السوريين، وأهمها "المسألة الكردية".

والحقيقة أن أنقرة، لم تكن بحاجة لأن تنتظر جدعون ساعر ليخرج ما في "صندوقه الأسود" من مشاريع طافحة بالعدائية لتركيا، حتى تبدأ بالتحرك المضاد، وتشرع في العمل على إحباط مراميها وأهدافها، والمؤكد أنها كانت تدرك، أن "النجاحات" التي سجلتها إسرائيل على الجبهة الشمالية مع لبنان، وفي مواجهة حزب الله، وتكثيفها العمليات ضد حزب الله وإيران في سوريا، فيما يشبه الاستباحة الكاملة للأجواء والسيادة السوريتين، من شأنها إحياء النزعات الانفصالية لدى بعض تيارات الحركة الكردية في المنطقة، ما دام أن هذه النزعات كانت قد تغذّت تاريخيًا وتضخمت، على جذع "الغطرسة" و"الاستعلاء" الإسرائيلي.

كما أن التطاول الإسرائيلي المتكرر على إيران، سواء في عمقها أو مناطق نفوذها، وعدم نجاح الأخيرة في بناء معادلة ردع صارمة في مواجهة التهديدات باستهداف برنامجَيها النووي والصاروخي – من ضمن أهداف إستراتيجية أخرى – ساهم بدوره في زيادة المخاوف التركية، من تضخم الدور الإقليمي لإسرائيل، ولجوء تل أبيب لاستخدام أسلحة وأدوات من النوع الذي تحدث عنه ساعر: "حلف الأقليات".

العامل الأميركي

لم تكن علاقات تركيا بإدارة بايدن سلسة دائمًا، وغلب عليها التوتر في بعض الأحيان على حساب مقتضيات عضوية البلدين في "الناتو"، ومن بين جملة الأسباب الباعثة على فتور العلاقات وأحيانًا توترها، احتلت "المسألة الكردية" مكانة متميزة في صياغة شكل ومحددات العلاقة مع إدارة بايدن الديمقراطية.

فالرئيس بايدن، عُرِفَ عنه، تاريخيًا، تعاطفه الشخصي مع "الانفصالية" الكردية، وهو كان سبّاقًا من موقعه في مجلس الشيوخ لعرض تقسيم العراق إلى دويلات ثلاث. ودعم بكل قوة، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والأطر والأذرع السياسية والاجتماعية والمالية المنبثقة عنها والموازية لها.

ونافح بقوة أيضًا عن بقاء وحدات من الجيش الأميركي في مناطق شمال شرق سوريا؛ لحماية الحركة الكردية وتدعيمها، إن في مواجهة دمشق وطهران وحلفائهما، أو بالأخص في مواجهة تركيا. وهو أغدق على أكراد سوريا، الأكثر قربًا من "مدرسة أوجلان" والـ "بي كي كي"، السلاح والعتاد، الأمر الذي لطالما قرع نواقيس الخطر في مراكز صنع القرار في الدولة التركية.

وربما لهذا السبب بالذات، سقطت أنباء فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية واكتساح حزبه الجمهوري مقاعد الأغلبية في مجلسَي الشيوخ والنواب، بردًا وسلامًا على تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، فالأول نجح في إقامة "علاقات عمل" مثمرة، ونسج بعض خيوط الصداقة مع الأخير، لأسباب لا مجال للخوض فيها في هذه المقالة، وهو متحرر من أية صلات أو "مشاعر" حيال كُرد المنطقة، والأهم، أنه بادر في ولايته الأولى إلى الإعلان عن نيته سحب قواته من شمال سوريا، وقد يستكمل في ولايته الثانية، ما كان بدأ به، قبل تدخل مؤسسات "الدولة العميقة" الأميركية لإحباط مساعيه آنذاك.

على أن مشاعر الارتياح للتحولات الأخيرة في الإدارة والكونغرس الأميركيين، لا تكفي لتبديد مخاوف أنقرة مما يمكن لتل أبيب، أن تقدم عليه. فالأتراك، بلا شك، يدركون أتم الإدراك، "مساحات المناورة وحرية الحركة" التي تتمتع بها إسرائيل في علاقاتها مع الولايات المتحدة.

ويعرفون تمام المعرفة، أن اليمين الفاشي في تل أبيب، قادر على مغازلة مشاعر اليمين الأميركي المتطرف، ومداعبة أولويات "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة، وبالضد من إرادة الإدارة في بعض الأحيان، إن تطلب الأمر و"المصلحة العليا" ذلك. ومن هنا يمكن القول إن مشوار تركيا في تعاملها مع "المسألة الكردية"، لن يكون معبدًا وسلسًا.

أنقرة تعوّل أيضًا على قلّة اهتمام ترامب بالقضية السورية، وتلمّست خلال ولايته الأولى، استعداده للتسامح مع دور روسي متنامٍ في سوريا، وتحبيذه تنامي هذا الدور على حساب الدور الإيراني بالأخص، فيما الرجل ربما يكون مقبلًا على فتح صفحة من التعاون مع الكرملين في أوكرانيا، وملفات أخرى، على الساحة الدولية.

وأنقرة تعوّل أيضًا على ما يمكن لموسكو أن تفعله بوحي من مصلحتها في خروج القوات الأميركية من سوريا، إن لجهة حفز جهودها للمصالحة مع دمشق، أو لجهة التوسط بين القامشلي والأسد، فضلًا عن تخفيف احتقانات علاقاتها مع إسرائيل، في ضوء ما يشاع عن جهود روسية للدخول على ملفات الوساطة بين إسرائيل ولبنان، ونوايا لم تتضح بعد، تنمّ على دعم روسي لقيام سوريا، بدور في الحد من قدرة حزب الله على إعادة بناء قدراته العسكرية، حال وضعت الحرب على هذه الجبهة، أوزارها.

هي مرحلة جديدة، تدخلها العلاقات التركية الإسرائيلية، تحكمها ثوابت ومتغيرات لدى الطرفين، في بيئة محلية وإقليمية بالغة التعقيد، والأيام المقبلة، تبدو محمّلة بكل جديد.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • العوادي: العراق يواجه تهديدات أمنية خطيرة من قبل إسرائيل
  • «معلومات الوزراء» يكشف عن خطوات دمج الإبداع البشري مع التكنولوجيا
  • اختلال عجلة القيادة.. تفاصيل إصابة 4 أشخاص إثر تصادم سيارتين في أكتوبر
  • مصر أكتوبر: الدولة المصرية هي الملاذ الآمن لكل اللاجئين
  • هذه هي المخططات الخفية التي تُدبّرها إسرائيل لتركيا
  • هيصبروا عليه شويه.. شوبير يكشف موعد عودة أشرف داري للمشاركة مع الأهلي
  • تفاصيل مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ضابط بجروح خطيرة في بيت لاهيا
  • معلومات السفينة التي هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر
  • شوقي يلحق بـ رفعت.. جمال شعبان يكشف عن أسرار طبية خطيرة تهز الملاعب
  • ضبط 1251 قضية متنوعة.. تفاصيل