دعا رئيس المجلس التشريعي في غزة بالإنابة د. أحمد بحر، في تصريح له اليوم الأثنين إلى إرساء استراتيجية وطنية موحدة تدير برنامجاً وطنياً كفاحياً قادرا على إنهاء الاحتلال وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.

وفيما يلي نص التصريح كما وصل "سوا":

قال رئيس المجلس التشريعي في غزة بالإنابة د. أحمد بحر :"إن الاندحار الصهيوني عن غزة منعطفاً تاريخياً في حياة شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، ومثّل مرحلة فارقة أسست لعهد جديد من البشائر والانتصارات التي كرست واقعاً فلسطينياً جديداً شهد صعوداً متواصلاً للمقاومة الفلسطينية، وعلا فيها شعبنا بعزة النصر والتمسك بحقوقه المشروعة على العدو الصهيوني المتغطرس المجلل بالعار والانكسار، لذا سيبقى ذكرى الاندحار يوماً وطنياً بامتياز".

وأضاف د. بحر في كلمة له خلال المسير الكشفي الذي نظمته وزارة التربية والتعليم بمناسبة الذكرى الـ18 لانسحاب الاحتلال من قطاع غزة بعنوان الاحتلال يندحر وغزة تنتصر، وانتهى في باحة المجلس التشريعي، أضاف "في ذكرى الانتصار والاندحار الصهيوني عن غزة فإننا نصدح بكلمة الانتصار في غزة، ولن يكون بعيداً ذلك اليوم الذي نصدح فيه بكلمة الانتصار بعد تحرير القدس والضفة الغربية".

وتابع "لقد انتصرت غزة انتصاراً كبيراً، واندحر الاحتلال اندحاراً مهيناً، وذلك بسبب ضربات المقاومة الباسلة التي توحدت في كتلة صلبة وقوية، ومارست شتى الأساليب العسكرية والأدوات الكفاحية، وعلى رأسها الأنفاق الهجومية التي استخدمت لتنفيذ العديد من العمليات الموجعة وتفجير المواقع العسكرية الصهيونية الحصينة، فكانت عمليات المقاومة آنذاك سمتاً يومياً زلزل كيان الاحتلال وأذاق مستوطناته نير العذاب، ومن بينها عملية الشهيد محمد فرحات البطولية التي جندلت عددا كبيراً من الجنود الصهاينة، حيث ودعته أمه المرحومة أم نضال فرحات، خنساء فلسطين، بالزغاريد، في لوحة رائعة كشفت عن صلابة المقاومة وعمق حاضنتها الشعبية".

وأوضح د. بحر أن رئيس حكومة الاحتلال آنذاك "الهالك أرئيل شارون" أصمّ آذان الصهاينة بأن نتساريم كتل أبيب، لكنه سرعان ما ابتلع كل تهديداته الجوفاء تحت ضربات المقاومة، ولم يجد بدّا من الانسحاب والاندحار، "لتسقط نتساريم رغم أنف شارون، ويولّي الصهاينة الأدبار من غزة وهم صاغرون".

وأكد أنه "كما سقط شارون معه نتساريم، فستسقط ما يسمى بتل أبيب وسيسقط معها قادة الاحتلال على اختلاف أحزابهم"، مشددًا على أن عمليات المقاومة وضرباتها النوعية ستستمر حتى كنس وطرد الاحتلال وعودة القدس واللاجئين.

وقال د. بحر :"عزز الاندحار الصهيوني عن غزة يقين العدو بفشله وعجزه عن فرض إرادته بالقوة الغاشمة على شعبنا، فدماء الشهداء التي روّت أرض غزة الطاهرة في ميادين الجهاد والشرف والبطولة وأخرجت الاحتلال مهزوماً مدحوراً، شكلت وقود النصر والتحرير، وكرست قوة وصمود وثبات شعبنا ومقاومتنا، وجعلتنا أكثر إصراراً على التمسك بحقنا في المقاومة حتى النصر والتحرير والعودة، وأكثر تمسكا بحقوقنا المشروعة وثوابتنا الوطنية غير القابلة للمساومة أو التفريط في أي وقت من الأوقات وتحت أي ظرف من الظروف".

وأضاف "إن قادة الاحتلال يكتشفون في كل مرة، ومع كل حرب أو معركة أو نزال وتصعيد، أن عدوانهم إلى فشل، وأن إجرامهم لا يحقق لهم شيئا، وأنهم سائرون إلى دفع ثمن احتلالهم وإرهابهم لا محالة".

وتابع " نقول للصهاينة واهم كل الوهم من يعتقد أن قوى المقاومة في غزة والضفة سيسكنها الخوف من تهديداتكم الجوفاء، وليفهم العدو الصهيوني وقادته المجرمين أنهم لم يعودوا مطلقي اليدين، وأن عدوانهم سيكون له ثمن باهظ، وأن الرد سيكون حينها فوق ما يتخيلون أو يتصورون".

وأكد د. بحر على ضرورة العمل على توفير كل المقومات اللازمة لتطوير قوة وإمكانات المقاومة، استعدادا لمعركة التحرير الشامل مع الاحتلال، "ولن يتأتى ذلك إلا بإرساء استراتيجية وطنية موحدة تدير برنامجاً وطنياً كفاحياً قادرا على إنهاء الاحتلال وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، الأمر الذي يتطلب معه إدانة سلوك سلطة رام الله الذي يتناقض مع أبجديات ومشروع التحرير عبر تعاونها الأمني مع الاحتلال ومحاربتها للمقاومة واعتقالها للمقاومين وإرهابها للحريات العامة والخاصة، وإلزامها بالالتزام بالقيم والمبادئ والمفاهيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية، واحترام القوانين الفلسطينية.



 

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

مرضى السرطان بغزة.. معاناة متواصلة بسبب الإجرام الصهيوني

 

الثورة /وكالات

ليست صورةً اعتيادية يمكن المرور عليها مرور الكرام، تلك التي بثها جنديٌ صهيونيٌ ساخرًا، من داخل مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني المخصص لمعالجة مرضى السرطان في غزة، بعد أن خط شعارات “الموت للعرب” على جدار المستشفى الذي تمّ تدميره في الشهر الأول من بداية العدوان وتحويله لمقرٍ عسكريٍ، ليترك العدوّ هؤلاء المرضى – لمصيرهم المحتوم – حيث باتوا عاجزين عن إيجاد مكانٍ يأويهم أو دواءٍ يشفيهم، بسبب استمرار العدوان لشهره التاسع تواليًا وعدم قدرة أيٍ منهم على المغادرة للخارج لتلقي العلاج اللازم، بعد إغلاق معبر رفح وتدميره، الأمر الذي يجعل حياتهم في خطرٍ شديد.
صورة الجندي التي توثق حجم الإجرام والسخرية والاستهتار الصهيوني، بحياة الفلسطينيين في غزة وخاصة مرضى السرطان، تثبت بما لا يدع مجالا للشك النية الصهيونية المبيتة مع سبق الإصرار والترصد على جريمة الإبادة الجماعية، وجعل القطاع مكانا غير قابلٍ للحياة حتى لتلك لفئات الأضعف والتي كانت تعاني وما زالت، أوضاعًا صحيةً مأساوية بسبب الحصار الظالم ومنعهم من السفر للخارج، وزادت أوضاعهم الصحية حدة وصعوبة بعد العدوان، وإلا كيف يمكن فهم استهداف هذا المستشفى المخصص لعلاج مرضى الأورام من الأيام الأولى للعدوان؟
ويكشف الدكتور محمد أبو ندى- المدير الطبي لمستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، جانبًا مرعبًا من معاناة مرضى السرطان في غزة وما يواجهونه من مخاطر جمّة بعد عدوان الاحتلال.
ويقول أبو ندى: إنّ مرضى السرطان والأورام ومرضى الدم في غزة عانوا بصورة مضاعفة أو حتى ثلاث أضعاف، ذلك أن هؤلاء المرضى يعانون من ويلات الحرب، وليس ذلك فقط، ولكن أيضًا من ويلات نقص العلاج، وعدم وجود مكان مخصص لعلاجهم.
وينوه إلى أنّ كثيرًا من الأدوية الكيماوية والتي كانوا يتناولونها قبل ذلك سواء الوريدي أو الفموي حاليًا غير متوفرة.
ويعبر عن حزنه وأسفه الشديد من أنّ الأدوية الداعمة والهرمونية غير متوفرة، بالإضافة لذلك أنّ هؤلاء المرضى ليس لهم مكان يلجأون إليه، ذلك أنّ مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني الذي يعتبر المستشفى الوحيد الذي يقوم برعاية هؤلاء هو حاليا غير موجود.
ويلفت إلى أنّ كثيرًا من الحالات التي يتم تشخيصها كحالاتٍ جديدةٍ، لا يوجد لها علاج، وهؤلاء بمعدل ??? مريض شهريًا يتمّ الكشف عن إصابتهم، ويؤكد أنه وطوال العدوان المتواصل على غزة هناك من ???? إلى ???? مريض بالسرطان في غزة منهم من وصلنا ومنهم من لم يصلنا.
ويؤكد أبو ندى أنّ من المشاكل التي يواجهونها مع هؤلاء المرضى نزوحهم في أماكن غير مناسبة.
وينوه إلى أنّ الأمر الآخر أنه ومنذ إغلاق معبر رفح لم يغادر أي مريض عدا بعض الأطفال الذين سافروا الأسبوع الماضي لتلقي علاجه الكيماوي والإشعاعي خارج قطاع غزة.
وأعلن مصدر طبي في مدينة العريش المصرية إجلاء 21 مريضا بالسرطان من غزة عبر معبر كرم أبو سالم لأول مرة منذ إغلاق المعبر في مايو عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه.
ووفقا لمحمد زقوت المسؤول في وزارة الصحة في غزة، فقد تم إجلاء نحو 5 آلاف مريض منذ بدء الحرب، لكن 25 ألفا آخرين “ما زالوا بحاجة إلى العلاج في الخارج”.
وقال زقوت للصحافيين الخميس الماضي “من بين هؤلاء 10200 مريض سرطان بينهم نحو ألف طفل، و250 مريضا بحاجة إلى مغادرة غزة على الفور”.
ودقت الأمم المتحدة مرارا ناقوس الخطر بشأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يعاني سكانها من المجاعة ويتعرض للقصف حيث تكافح المستشفيات القليلة المتبقية لتعمل بينما من الصعب بشكل متزايد الحصول على الغذاء وغيره من الضروريات.
ونتيجة لنقص الوقود، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الخميس الماضي أنه اضطر إلى وقف أكثر من ثلث أسطول سيارات الإسعاف التابعة له.
يذكر أنّ منظمة آكشن إيد الدولية، حذرت منذ مطلع العام الحالي من أنّ 10 آلاف مريض بالسرطان في قطاع غزة محرمون من الحصول على الأدوية والعلاج، في ظل استمرار القصف ونفاد الإمدادات الطبية، ووصول النظام الصحي إلى حافة الانهيار.
وأشارت المنظمة في بيانٍ صادرٍ عنها، إلى أن المستشفى الوحيد في غزة المتخصص في علاج مرضى السرطان، مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، توقف عن العمل منذ الأول من نوفمبر (تشرين الأول) الماضي بعد نفاد الوقود وتعرّضه لأضرار جسيمة بسبب الغارات الجوية.

صورة قاتمة من قبل العدوان
وتصف منظمة الصحة العالمية في تقرير صادر عنها في العام ????م، أوضاع مرضى السرطان في غزة بالقول: غالباً ما يضطر المرضى في غزة، بعد تشخيصهم بالسرطان، للانتظار شهوراً طويلة قبل أن يتمكنوا من الحصول على العلاج، أما الحصول على تصريح لتلقي الرعاية الصحية اللازمة خارج غزة، فهي عملية مُجهِدة ويصعب التنبؤ بها، إذ يقدم كثير من المرضى أكثر من طلب قبل أن يتمكنوا من الخروج، ومع ذلك، لا يحصل بعض المرضى أبداً على التصاريح اللازمة لتلقِّي الرعاية.

مقالات مشابهة

  • محلل فلسطيني: إسرائيل تعمل بشكل ممنهج لإطالة زمن الحرب على غزة (فيديو)
  • تفاصيل لقاء قيادة حماس مع الديمقراطية في الدوحة
  • هنية يستقبل قيادة "الديمقراطية" ويبحثون تطورات "طوفان الأقصى" والمشهد الوطني
  • البيضاء تشهد مسيرة جماهيرية تحت شعار “مع غزة.. جبهات الإسناد ثبات وجهاد”
  • مرضى السرطان بغزة.. معاناة متواصلة بسبب الإجرام الصهيوني
  • الانتصار لغزة انتصار للعزة والكرامة
  • جيش الاحتلال يعلن مقتل رقيب وإصابة زميله بجروح خطيرة في عملية الطعن
  • عاجل.. حركة حماس تصدر بيانا بشأن عملية الطعن في مستوطنة كرمئيل
  • أصوات فلسطينية: البيت الفلسطيني يحتاج قيادة جديدة تحمي الأرض والشعب
  • قيادي إصلاحي بارز يدعو إلى حوار مباشر مع صنعاء وتقديم تنازلات لإنهاء الحرب بعيداً عن التدخلات الخارجية