بيروت - خاص صفا

عاد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان إلى مربع الاشتباكات المسلحة مجددًا، الأمر الذي كسر حالة الهدوء التي سادت نحو شهر، وسط أوضاع إنسانية صعبة وتزايد في أعداد النازحين.

ومنذ مساء الخميس الماضي تجددت الاشتباكات بين حركة "فتح" وجماعات متشددة بالمخيم استخدمت فيها أسلحة خفيفة ورشاشة وقذائف أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات، ما وضع حدًا لوقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه أوائل أغسطس/ آب المنصرم.

وتعود الأزمة إلى يوم 29 يوليو/ تموز الماضي بعد إقدام مسلحين يُعتقد أنهم محسوبون على حركة "فتح" بإطلاق النار على مسلحين من جماعة متشددة ما أدى لمقتل شاب يدعى عبد فرهود وإصابة محمود خليل الملقب بـ"أبو قتادة".

وردّ المسلحون بعدها بساعات بقتل قائد الأمن الوطني الفلسطيني والقيادي في حركة "فتح" أبو أشرف العرموشي مع أربعة من مرافقيه في كمين نصبوه لهم لتتواصل الاشتباكات عدة أيام أسفرت في مجملها عن مقتل 13 شخصًا وإصابة العشرات.

وانتهت الاشتباكات السابقة بالتوصل إلى وقف إطلاق نار في 6 أغسطس نصّ على سحب المسلحين من الطرقات وعدم إبراز المظاهر المسلحة، وتشكيل لجنة تحقيق من هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك، لتحديد المتسببين بالأحداث وتقديمهم للعدالة اللبنانية، إضافة لتعويض المتضررين.

سبب عودة الاشتباكات

مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين" على هويدي أوضح أن سبب عودة الاشتباكات في المخيم هو عدم تطبيق ما جرى التوصل إليه من بنود في اتفاق وقف إطلاق النار في أغسطس الماضي.

وأكد هويدي في مقابلة مع وكالة "صفا"، اليوم الإثنين، أن الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة لافتًا إلى أن دائرتها تتسع وتمتد إلى مناطق جديدة.

وأشار إلى التطور المقلق هو سقوط قذائف على مراكز للجيش اللبناني قريبة من المخيم أدت لإصابة 5 عسكريين من الجيش.

وشدد هويدي على أن "هذا الأمر مرفوض ومستنكر ويمكن أن يجرّنا إلى مربعات لا تحمد عقباها في المستقبل".

وقال: "اليوم سيصار إلى لقاء بين المدير العام للأمن العام اللبناني وممثلين عن فصائل فلسطينية لمناقشة ما يجري في المخيم، وعلى رأس الأولويات الوقف الفوري لإطلاق النار".

أوضاع مأساوية

وأفاد هويدي بأن "الأوضاع الإنسانية مأساوية إلى أبعد الحدود وما زال من الصعوبة حصر النازحين من المخيم" مؤكدا أن الأعداد بالآلاف.

ونوه إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فتحت مراكز جديدة لإيواء النازحين بعد امتلاء مدرسة نابلس في مدينة صيدا بهم، لافتًا لوجود أعداد كبيرة في مراكز أخرى في مدينة صيدا ومنطقة سبلين.

وأردف هويدي أن "مؤسسات المجتمع المدني تبذل جهودها لتقديم ما يلزم من حاجات وخدمات للنازحين"، منوهًا إلى أن الحاجة أكبر من ذلك بكثير.

وأكد أن تنقل الاشتباكات من حي إلى حي وحارة إلى حارة زاد من الأضرار الناجمة عن هذه الاشتباكات وأدى إلى احتراق الكثير من المنازل والمحال التجارية.

وتابع هويدي "هذا عبء وأزمة إنسانية ومعاناة وحتى إن جرى وقف إطلاق النار حاليًا سيجد أصحاب هذه المنازل صعوبة كبيرة في العودة إلى المخيم وبالتالي بقاؤهم في المدارس ومراكز الإيواء أو عند الأقارب والأصدقاء ما يزيد المعاناة ويجعلها معقدة ومركبة".

البعد السياسي للمخيم

ودعا رئيس "الهيئة 302" إلى الوقف الفوري وتجنيب المخيم من الدمار وإخلاء المدارس الثمانية بالمخيم في أسرع وقت ممكن لإفساح المجال للاستعداد للعام الدراسي الجديد واستقبال الطلبة في بداية الشهر المقبل.

وطالب بـ"استحضار البعد السياسي للمخيم وما يمثل من قضية لاجئين وعودة".

و"عين الحلوة" هو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان تأسس عام 1948، ويضم نحو 50 ألف لاجئ مسجل حسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفًا.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: مخيم عين الحلوة اشتباكات عين الحلوة لبنان اللاجئين الفلسطينيين إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية هولندا: وقف إطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال كاسبر فيلد كامب، وزير خارجية هولندا، إنه لا بد من وقف إطلاق النار في غزة، فهذا يضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، ولمساعدة الفلسطينيين في غزة فيما يتعلق بالطعام والعلاج.

وأضاف "كاسبر"، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي مع بدر عبد العاطي وزير الخارجية: أن وقف إطلاق النار في غزة قد يؤدى إلى سلاما دائم في الإقليم، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي بذلتها مصر من أجل الوصول لاتفاق بين إسرائيل وحماس منذ أكتوبر، والتفاوض من أجل وقف إطلاق النار والحد من الدمار.

وأكد، التزام بلاده على مساعدة مصر في كافة هذه الجهود، موضحًا أن العلاقات التي تجمع بين مصر وهولندا ممتازة، كما أن مصر تتميز في مجال الطاقة خاصة الهيدروجين.

وأشار إلى أن هناك سعيا من أجل الأهداف المستدامة، لأن هناك فرص كثيرة لتعاون بين بلدينا، والتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي يقدم أرضية استثمارية خصبة.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتعمد إطلاق النار على النازحين الفلسطينيين
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إطلاق النار على النازحين الفلسطينيين
  • عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق النار على فلسطيني حاول تنفيذ عملية دهس
  • ملك الأردن ورئيس وزراء بريطانيا يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان
  • المطارنة الموارنة دعوا إلى وقف النار: لتطبيق القرار 1701 تمهيدا لعودة النازحين إلى بلداتهم
  • وزير خارجية هولندا: وقف إطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين
  • الموت والخوف يصاحبان الفلسطينيين في رحلة نزوح جديدة من بيت لاهيا
  • الأمم المتحدة: عدد النازحين حول العالم وصل لـ 120 مليون
  • لماذا جهنم أكثرها نساء؟.. بسبب فعلين حذر منهما النبي وتقع فيهما الزوجات
  • موقع عبري يحدد موعد وقف إطلاق النار في لبنان