تحل اليوم الاثنين الذكرى الـ22 على هجمات 11 سبتمبر، والتي تعد واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية الدموية في تاريخ الولايات المتحدة، والتي غيرت وجه العالم بعدها، حيث أودت بحياة ما يقرب من 3000 شخص، ودفعت الإدارة الأمريكية إلى تغيير مخططها الأمني لتفادي تكرار هذا الحادث.

إلا أنه رغم مرور 22 عامًا على هذه المأساة، لكن لا تزال أمريكا تعيش كابوس الإرهاب الداخلي، حيث اتخذت مواجهة التهديدات الإرهابية في الولايات المتحدة منحى داخليًا، خاصة عقب هجمات 11 سبتمبر التي هزت نيويورك وأسفرت عن مقتل 2977 شخصًا، وذلك بعد أقدم عدد الأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة على خطف 4 طائرات مدنية لتصطدم اثنتان منها بمركز التجارة العالمي في نيويورك، وثالثة بوزارة الدفاع "البنتاجون" قرب واشنطن، بينما سقطت الرابعة بعد أن استطاع ركاب السيطرة عليها من يد الخاطفين لتغيير اتجاهها، ما أدى إلى تحطمها في أراضي ولاية بنسيلفانيا.

وعلى إثر هذه الأحداث، تقام مراسم تذكارية في جميع أنحاء البلاد لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، كما أدت المأساة إلى ما يسمى "الحرب العالمية على الإرهاب".

وحسب قناة "سي إن إيه" السنغافورية "تضاعف عدد التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي حول الإرهاب الداخلي والتطرف منذ عام 2020، إذ يعتقد العديد من المحللين أن أكبر التهديدات التي تواجهها أمريكا اليوم هي على عتبة بابها.

لذا يركز المسؤولون على معالجة هذا التهديد، حيث أنشأت وزارة العدل وحدة جديدة لمكافحة الإرهاب المحلي استجابة للمشهد الأمني المتطور.

السلامة والمراقبة

لقد غيرت هجمات 11 سبتمبر وجه السلامة العامة في الولايات المتحدة، فتم تعيين أول مدير لمكتب الأمن الداخلي بعد 11 يومًا فقط من سقوط البرجين، في حين أنشأت إدارة شرطة نيويورك مكتبًا لمكافحة الإرهاب في أعقاب الحادث.

وقال ويليام أوين، مدير الاتصالات في مشروع مراقبة تكنولوجيا المراقبة، لـ“سي إن أر" إنه تم استخدام الكثير من موارد المراقبة لاستهداف مسلمي نيويورك بشكل غير دستوري، وسكان نيويورك العرب، وسكان نيويورك من جنوب آسيا، ومراقبة منازلهم ومدارسهم ودور عبادتهم.

فيما ذكر عمدة مدينة نيويورك السابق مايكل بلومبرج، الذي تولى منصبه بعد أشهر قليلة من الهجمات، أن جمع المعلومات الاستخبارية كان قانونيًا ويهدف إلى الحفاظ على أمن البلاد.

في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، كان التركيز الرئيسي على منع الهجوم الإرهابي التالي واسع النطاق، وفي عام 2003، كانت هناك مخاوف من أن تنظيم القاعدة كان يخطط لشن هجوم كيميائي على مترو الأنفاق في نيويورك.

كذلك وقع هجوم إرهابي في 2017 كان الأكثر دموية في نيويورك منذ 11 سبتمبر، عندما قاد رجل شاحنة على مسار للدراجات، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

ومنذ ذلك الحين، تم نصب حواجز خرسانية حول أجزاء من المدينة للمساعدة في منع تكرار مثل هذه الهجمات مرة أخرى.

وقال أستاذ العلوم السياسية المشارك بيتر رومانيوك، من كلية جون جاي للعدالة الجنائية: "من الصعب حقًا قياس التأثيرات الدقيقة لجميع هذه الأنواع من التدابير الاستباقية أو الوقائية، ولكن من المؤكد أنه أصبح من الصعب تنفيذها أو التأكد من تأثيراتها".

وفي حين أن الإرهاب الذي تخطط له جهات خارجية لا يزال يشكل مصدراً للقلق، فإن الإرهاب الداخلي أصبح في دائرة الضوء بشكل متزايد.

وحذرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية من أن الأفراد المنفردين والمجموعات الصغيرة في البلاد التي تجمعهم وجهات النظر أو المظالم، يشكلون الآن تهديدًا مستمرًا وقاتلًا.

وقال الخبراء إن المتطرفين المناهضين للحكومة والمتعصبين للبيض هم الجناة الرئيسيون.

مثال واضح للإرهاب الداخلي

ومن الأمثلة الواضحة على هذا الإرهاب الداخلي، عندما هاجم الآلاف من أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 في محاولة لمنع الكونجرس من التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، التي شهدت انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن.

وتم اعتقال أكثر من 1100 شخص في أعقاب الهجوم، ويخشى البعض في البلاد أن الإجراءات العقابية قد تشجع بعض الجماعات اليمينية المتطرفة على الخروج والتظاهر مجددًا.

وكانت مجموعة The Proud Boys اليمنية المتطرفة هي من لعبت دورًا رئيسيًا في أعمال الشغب في الكابيتول. وحكم على اثنين من كبار أعضائها بالسجن الشهر الماضي لتورطهما.

وقال باتريك ريكاردز، المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لمنظمة “Life After Hate”، لـ “CNA” إن “مجموعة براود بويز لن يرحلوا لأن قادتهم سيقضون أحكام السجن في السادس من يناير. وسوف يتدخل شخص آخر لملء فراغ القيادة”.

وأضاف ريكاردز: "ما سيفعلونه هو استخدام هذه الجمل كوسيلة لإثبات أن الحكومة ضدهم، والقول إن الحكومة تحاول منعهم من استعادة هذا البلد".

وفي حين أن الكراهية والغضب في البلاد ليسا بالأمر الجديد، فإن بعض المحللين يخشون من أن مثل هذه المشاعر يتم توجيهها بشكل متزايد إلى العنف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هجمات 11 سبتمبر الولايات المتحدة أمريكا هجمات 11 سبتمبر

إقرأ أيضاً:

غانتس وآيزنكوت: إسرائيل في طريقها إلى الكارثة التالية جراء الانقسام الداخلي

إسرائيل –  صرح رئيس حزب معسكر الدولة الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس الأركان الأسبق عضو الكنيست غادي آيزنكوت إن بلادهما في طريقها إلى “الكارثة التالية بسبب الانقسام الداخلي”، ولفتا إلى أنهما سيبذلان قصارى جهدهما لمنع اندلاع “حرب أهلية”.

جاء ذلك في تصريح مشترك لغانتس وزميله في الحزب آيزنكوت، من الكنيست (البرلمان) على خلفية الانقسام الذي تشهده إسرائيل.

ويأتي الانقسام عقب قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز الشاباك (الأمن العام) رونين بار، وتجميد المحكمة العليا للقرار وكذلك تصويت الحكومة بالإجماع على حجب الثقة عن المستشارة القضائية للحكومة غالي باهاراف ميارا، والغضب الشعبي الذي أعقب ذلك.

وقال: “جئنا اليوم إلى هنا انطلاقا من مسؤوليتنا. لقد قلنا هذا قبل السابع من أكتوبر (2023). لقد كتبنا وحذرنا، لكن الحكومة لم ترغب في الاستماع. ولذلك نحن هنا مرة أخرى من أجل التحذير”.

وأضاف غانتس الذي سبق أن شغل منصب وزير الدفاع (2020-2022 ) ورئيس الأركان (2011-2015): “صحيح أن هناك العديد من التحديات الأمنية من الخارج، ورغم ذلك فإن أمن إسرائيل في خطر بسبب الانقسام الداخلي”.

ومضى غانتس محذرا: “نحن الآن في السادس من أكتوبر لكن بشكل أكثر خطورة. لقد حققنا إنجازات عملياتية هائلة، لكن أمامنا أعداء لا يتأثرون فقط بالاعتبارات العقلانية (..)”.

وتابع: “قبل كل شيء – في غزة يوجد 59 من إخوتنا (أسرى إسرائليين). عندما نمزق الشعب من الداخل، فإننا نقوي تعنت حماس ونعطيها الأمل بأنها قادرة على كسرنا. الأمر الأكثر إلحاحا الآن هو استعادة مختطفينا”.

وأردف غانتس: “دون الخوض في المعلومات الاستخباراتية، انتبهوا إلى العلامات الواضحة: ملايين المواطنين يدخلون إلى الملاجئ بسبب إطلاق الصواريخ من اليمن، وحزب الله يختبرنا في المطلة”.

وقال مدعيا: “حماس تطلق الصواريخ تجاه الجنوب ولا تُبدي مرونة في المفاوضات. الإرهاب يضربنا في قلب البلاد، كما رأينا للأسف اليوم. ورغم كل الإنجازات العسكرية والدعم الأمريكي، فإن إيران لا تحرز تقدما نحو اتفاق نووي”.

وفي وقت سابق الاثنين، قُتل إسرائيلي وأصيب جندي بجروح خطيرة في عملية دهس وإطلاق نار قرب حيفا (شمال) نفذها عربي إسرائيلي قتلته الشرطة الإسرائيلية لاحقا.

وأضاف غانتس: “من يتجاهل ذلك الآن، يضر بأمن الدولة عن علم. أنا أحذّر: ما يحدث هنا يضع الأساس للكارثة القادمة ويعطي وقودا لأعدائنا”.

من جانبه، قال آيزنكوت الذي شغل رئاسة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بين عامي 2025–2019: “بينما يدعم معظم المواطنين الإسرائيليين العودة الفورية للمختطفين، ومواصلة الحرب الحاسمة على الإرهاب حتى هزيمته، تركز الحكومة على النضال ضد حراس البوابة (يقصد قادة الأجهزة الأمنية) والنظام القضائي”.

وخاطب آيزنكوت نتنياهو بقوله: “إسرائيل تحت قيادتك تخوض حربا بدأت بالحدث الأخطر في تاريخها والذي وقع تحت مسؤوليتك المباشرة، وهي لا تحقق أهداف الحرب”.

والأحد، صوتت الحكومة الإسرائيلية، الأحد بالإجماع على حجب الثقة عن المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.

وانطلقت تظاهرات بعد ذلك في أنحاء مختلفة من إسرائيل بما في ذلك أمام مكتب نتنياهو وأمام مقر إقامته في شارع غزة بالقدس الغربية.

في سياق متصل، حددت المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) الأحد الثامن من أبريل/ نيسان لبحث الالتماسات المقدمة ضد إقالة رئيس الشاباك رونين بار.

والجمعة، جمدت المحكمة العليا، قرار الحكومة إقالة رئيس الشاباك رونين بار، لحين النظر في التماسات قدمتها أحزاب المعارضة ضد إقالته.

وفجر الجمعة، وافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على مقترح نتنياهو إقالة بار، في أول قرار من نوعه بتاريخ إسرائيل، ورغم احتجاج آلاف الإسرائيليين علي هذا القرار.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • كشف النقاب عن القاعدة العسكرية السرية التي تنطلق منها طائرات أمريكا لقصف اليمن
  • محمد صلاح.. كابوس "الشياطين الحمر" داخل وخارج المستطيل الأخضر
  • مؤشر الإرهاب العالمي.. هجمات الذئاب المنفردة في الغرب ترتفع لـ52 خلال 2025
  • نيويورك تايمز: لو كانت لدى هيغسيث ذرة شرف لاستقال من منصبه
  • كارني يذكّر الأمريكيين بموقف كندا في هجمات 11 سبتمبر فهل يفهم ترامب الرسالة؟
  • غانتس وآيزنكوت: إسرائيل في طريقها إلى الكارثة التالية جراء الانقسام الداخلي
  • هل تعيش جينفير أنيستون قصة حب جديدة مع هذا النجم؟
  • فيديو.. حفل مدرسي يتحول إلى كابوس مرعب بعد اقتحام مسلحين
  • نتنياهو يتهم رئيس جهاز الأمن الداخلي بفتح تحقيق حول وزير دون إذنه
  • الجيل: المرأة في عهد الرئيس السيسي تعيش أزهى عصورها بتمكين غير مسبوق