فشل المشروع (الإسلاموي) وتحديات تأسيس الدولة المدنية بالسودان (2)
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
الحلقة رقم (2)
الجبهة المدنية للسلم وحوافز إنهاء القتال:
كنا قد اشرنا في الحلقة رقم (1) إلى الانتهاكات الخطيرة في حق السودانيين التي ارتكبتها الجماعة المتأسلمة باسم القوات المسلحة وكل اجهزة الدولة الأخرى بما في ذلك الدعم السريع والذي هو كما اشرنا سابقاً هو صنيعة الجماعة وتتحمل كل جرائمة المتقدمة واللاحقة وهو لم يأت بالفظائع الأخيرة من خياله، بل نتيجة التدريب والممارسة اليومية وفق ما أتاحته له قوانين الدولة المُجَيَّرة مسبقاً لصالح تأسيسه واستمراريته، وبناءً على ذلك فقد بات ضرورياً التأكيد على ما يلي:
(أولاً) إن جماعة المتأسلمين الإرهابية هي التي صنعت مليشيات الدعم السريع والجنجويد الإرهابية وأن أوجه الشبه بينهما أكبر من أوجه الإختلاف وما كان ذلك إلا نتاج سفاح ملعون لوحش المتاسلمين الشيطاني الذي يتقلب في وحل الخبث وسوء الظن العريض وتعفن السريرة والحقد على المجتمع السوداني الذي نبذ حكمهم وتقدمهم لقيادة نفسه في ثورة شهد العالم بسلميتها طيلة الخمسة أشهر الأولى من عمرها منذ تفجرها في ديسمبر 2018 وحتى انتصارها المسروق في أبريل 2019 ثم وبعد ذلك حتى إنقلابهم على الوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر 2021 وحتى يومنا هذا، ومتوقع في أي سانحة أن تلتقي مصالح المتأسلمين والدعم السريع مرات ومرات طالما تجمعهم كراهية هذا الشعب ورفضهم الأبدي لدولة العدالة والحرية والسلام متى ما أتاح هامش المناورة للإفلات من العقاب أو سنحت فرصة لتأمين خروج (الجمل بما حمل) إلى حيث الاستمتاع بالصيد الثمين.
(ثانياً) إن قيادة الجيش ومليشياته الحالية مستلبة الإرادة وقد حال بينهما وبين الشعب السوداني إسفين المتأسلمين بجانب تدخل المخابرات الإقليمية والدولية وكلا الأمرين قد جعلا من هذه القيادات :
أ) تجار أزمات لا حماة وطن، تمدد نشاطهم التجاري بعيداً ليشمل المتاجرة بقوت الشعب وموارده (80% من الإقتصاد السوداني تتحكم فيه القوات المسلحة)،
بل تعداه وللأسف ليشمل حتى المخدرات والسموم بغية تغييب شباب السودان مفجر ثورة ديسمبر العظيمة والرافض لمشروعهم الفاشل.
ب) عملاء للمخابرات الأجنبية لا وطنيين أحرار يتلقون تعليماتهم مباشرة من المخابرات الأجنبية بدلاً من الرجوع لممثلي الشعب ومؤسساته المؤتمنة على سلامة أراضيه وأمنه القومي كالبرلمان المنتخب والجامعات ومراكز البحث الوطنية الموثوقة ونحوها.
ت) مرتزقة حروب لا جند مهنيين حين اُستأجروا للقتال خارج أرض الوطن (اليمن، ليبيا، افريقيا الوسطى ....) وفي قضايا لاتمت لشعب السودان بأية صلة إنما طمعاً في الإرتزاق والتكسب ضاربين بسمعة الشعب السوداني الزاهية عرض الحائط.
ث) طلاب سلطة لا حماة دستور مثلهم مثل اي حزب سياسي لا يمثلون قومية الوطن وعهد التأسيس وعقيدة الجيش المدعاة وقسم ولائه المزعوم (انقلابات متكررة منذ الإستقلال وحتى آخرها في 25 أكتوبر 2021).
ج) خونة عهود لا يرعون إلاًّ ولا ذمة، فكلما وقَّعُوا عهداً مع ممثلي الشعب، نقضُوه طالما لم يُرضي ذلك جماعة المتأسلمين (....... الوثيقة الدستورية الإتفاق الإطاري، .........).
د) سقف طموحاتهم الرغائبية لا تحده حدود حتى لو لامس تخوم السلم الأهلي وتجاوزه إلى حيث مهددات الوحدة الوطنية أوتسارع فلكياً نحو الحرب الأهلية، لا يشكمهم حتى الاستقواء بالمحاور الإقليمية والصهيونية العالمية (اتفاقيات التطبيع بين قائد الجيش وإسرائيل) والاستقواء بقدامى المستعمرين والاستعداد حتى لخوض الحروب الإقليمية نيابة عنهم.
ه) لا تربطهم بشعب السودان روابط الولاء والإحترام ويشهد بذلك تاريخهم في التعاطي العنيف والمدمر مع انتفاضات الشعب السوداني المتلاحقة والمتكررة في كافة اصقاع الوطن ومركزه وذلك بولوغهم في سحق الشعب في الخرطوم وبورتسودان وكجبار وكافة هوامش السودان الدامية والمترامية الأطراف (مجازر هيبان وكادقلي ولقاوة وغيرها من جبال النوبة والعديد من مدن وقرى دارفور)
وعلى إستعداد للتمادي في تقبل انقسامات الجيش على أسس عرقية وجهوية وقبلية حتى إن أوصل ذلك كل الوطن إلى لُجَّة الحرب الأهلية طالما السلطة بيدهم.
(ثالثاً) ضرورة إيقاف الحرب الدائرة فوراً وتفكيك خطاب الاستنفار القبلي والأهلي والعنصري والجهوي المتطرف وتجريمه وهذا يستوجب:
:(I)
تأسيس وتعزيز وتوسيع جبهة السلم المدني العريضة الداعية للسلام والرافضة للحرب من عموم شعب السودان وذلك بافساح المجال لإجماع الفاعلين المدنيين السلميين بالتواصل مع الحركات السياسية في مناطق الحرب (المناطق الثلاث خارج سلام جوبا) والتأكيد على ضرورة انتظامها في المشاركة بإيجاد مخرج سياسي سلمي يحقق إجماع غير مسبوق للمضى نحو تأسيسٍ ثانٍ للدولة السودانية على هدي الإجماع الوطني وإحترام حقوق الإنسان.
:(II)
الدفع للأمام بمجهودات المبادرة السعودية- الأمريكية والإفريقية واستمالة جوار السودان الأقرب لدعمها بما يطمن مخاوف الجوار الأمنية والإقتصادية.
:(III)
استعجال معالجة الوضع الإنساني القاهر والمرير في مختلف ميادين القتال وإدانة كافة أشكال الإنتهاكات من طرفي القتال.
:(IV)
كشف وإيقاف وتجريم جميع محاولات التدخل الخارجي في شئون السودان وفي الحرب الدائرة فيه واستباق التدخل الأممي بقبول الحل السلمي والسياسي.
(رابعاً) استئناف العملية السياسية تحت رعاية المبادرة الجارية ( منبر جدة) بمبدأ جديد هو تأسيس دولة مدنية محترمة قابلة للاستمرار تستوجب إقامة العدالة والمحاسبة بإشراك كل اقاليم البلاد وجبهاتها المستعرة في شأن التأسيس هذا باستثناء المجموعات الإرهابية والإجرامية التي لم تثبت حتى اللحظة تبرئتهم بالقانون طالما عرقلت القيادة الانقلابية محاكماتهم طيلة سنوات الانتقال المتعثرة ولا زالت معظم القضايا الجنائية المرفوعة ضدهم طي أضابير المكاتب عند المدعي العام داخل السودان وخارجه .
إن شعار نعم للسلام ولا للحرب هو موقف مبدئي نابع من إختيار طريق الحوار لحل كافة القضايا الخلافية في السودان بغية الحفاظ على الإنتقال الديمقراطي ووصولاً لإنتخابات حرة نزيهة ومعترف بها داخلياً ودولياً ومن ثم قيام جمعية تأسيسية مكتملة ولأول مرة من كافة ممثلي الشعب السوداني، تستطيع أن تتناول كافة قضايا وهموم الشعب السوداني وتؤسس لتداول سلمي للسلطة ودستور دائم لحكم السودان.
وقد كان سهلاً على مجموعة الإنقلابيين أن يدمغوا دعاة نعم للسلام ولا للحرب بالانحياز لطرف دون الآخر، لأنهم يرون في استمرار الحرب خلاصهم من المشانق لا خلاص الوطن من آثامهم وإجرامهم وقيودهم. فكأن من يحاصرون الانقلابيين بالسلمية ومبدأ الحوار يعرقلون الخطة الأخيرة للجماعة المتأسلمة في الفرار من المحاكمات الحتمية جراء ما اغترفوا من جرائم لا توفيها الكتابة كامل حقيقتها، وستكشف للعالم بؤس الجماعة وإرهابهم وخيانتهم وعمالتهم وخيباتهم المتأصلة.
إن تردد بعض القوى السياسية المدنية في تشكيل الجبهة المدنية العريضة للسلم والتحول الديمقراطي قد أضر كثيراً بالشعب السوداني وسمح للدعاية الإخوانية بإختراق بعض المجموعات السكانية في المدن والأرياف وتجييشهم للحرب إلى جانب فصيل مليشيات المتأسلمين وفي المقابل سمح للدعم السريع بالتحرك داخل التشكيلات القبلية على إمتداد تواجد الحواضن العرقية لقادتهم داخل وخارج السودان بإذكاء نار الاصطفاف وتسعير الحرب الأمر الذي فاقم من معاناة سكان الخرطوم والجنينة والأبيض وبعض مدن وبلدات السودان التي كانت مسرحاً للقتال كما وفاقم الوضع المعيشي لمعظم الشعب السوداني في المدن والقرى التي استجارت النازحين من ويلات الحرب.
وقد بات من الضروري تجريم كل من ساهم في استمرار الحرب واستمرار معاناة المدنيين في كافة جبهات القتال.
وعلى القوى المدنية والسياسية ذات المصلحة في توقف الحرب أن تجعل كل قواعدها منصات لانطلاق حملات متنوعة وواسعة داخل وخارج السودان بالدعوة لايقاف الحرب وتفعيل شعار نعم للسلام ولا للحرب وذلك بتبني الفعاليات التالية:
1) تسيير المواكب الرافضة للحرب في المدن والقرى البعيدة من جبهات القتال وفي أماكن تواجد السودانيين بالخارج وكشف معاناة المدنيين في هذه الحرب وحث العالم على القيام بدوره في المساعدة والضغط على الاطراف المتحاربة لإيقاف الحرب والجلوس للتفاوض بغية إيجاد مخرج لانقاذ المدنيين من ويلات الحرب الكارثية.
2) الإسراع بتكوين جماعات ضغط سياسية ونقابية وأهلية داخل وخارج السودان تتبنى شعار إقامة السلام وإيقاف الحرب.
3) على القوى المدنية أن تدعم المبادرة السعودية الأميركية ومنبر جدة لوقف اطلاق النار وإعداد مشروع متكامل للتدخل الانساني يعقبه مشروع متقدم وجامع يمهد للعملية السياسية يُقَدَّم لرعاة المنبر.
4) وعليهم أيضاً ارسال وفود لجوار السودان والمنظمات الإقليمية كالإيقاد والإتحاد الإفريقي والمنظمات الأممية كمجلس الأمن والمحكمة الجنائية لشرح وجهة نظر الشعب السوداني الرافض لحل القضايا الخلافية عبر البندقية ورغبته في الحرية والعدالة والسلم.
5) محاصرة المجموعات المتأسلمة الإرهابية والمليشيات العابرة للحدود باستصدار قوانين دولية تجرم الإرهاب وإرتكاب الجرائم ذات الطابع الجنائي وجرائم الإبادة بحق المدنيين وتجنيد الاطفال واحتلال المساكن ودور العلاج والجامعات ودور العلم والعبادة ومحاصرة المدن.
6) كشف دور المجموعات التي ساندت الانقلاب على الانتقال من قوى مسلحة أو مدنية بجانب المتأسلمين ومليشياتهم وفضح دورها في استمرار الحرب وعلاقاتها بالمحاور الإقليمية والمخابرات الأجنبية والعمل على عزلها داخلياً ومحاكمتها بالقوانين وتجفيف مصادر تمويلها وذلك بسن قوانين مكافحة الإرهاب والتخابر مع الأجانب والتجسس والتورط في جرائم الحرب والفساد المالي والإداري والكسب غير المشروع.
7) الإسراع بإعداد خطة برنامج إسعافي إنساني متكامل بالتعاون مع المنظمات الدولية وتحديد ساعة صفر صادقة تتزامن مع نجاح المبادرة السعودية الأميركية بجدة من أجل التدخل والوصول للمتضررين بأقصى سرعة لتدارك الموقف الكارثي على الأرض،
8) في حال تشكيل الجبهة المدنية العريضة للسلم من غالب أهل السودان وقواه الرافضة للمشروع الإسلاموي المقبور ، فإن عليها الجلوس للبحث في مستقبل الوطن السياسي وتقديم الحوافز المناسبة لكل من تثبت رغبته في الحوار والسلم، من أجل المصالحة الوطنية الشاملة لكافة أبناء السودان سواء في المدن والأرياف التي انتفضت على نظام الكيزان في ديسمبر المجيد أو في مناطق الكفاح المسلح في جبال النوبة والنيل الأزرق وجبل مرة على أن يكون للأخيرة دور رئيس في صياغة اهداف الجبهة المدنية للسلم والمشاركة في اعداد المشروع السياسي القادم والذي سيعقب نجاح منبر جدة لوقف اطلاق النار الدائم.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الجبهة المدنیة الشعب السودانی فی المدن
إقرأ أيضاً:
البيان المشترك لمنتدى الاعلام السوداني بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب في السودان
تحل اليوم الذكرى السنوية الثانية لاندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، وهو الصراع الذي استهدف بشكل أساسي المدنيين السودانيين. خلّف هذا النزاع وراءه دماراً هائلاً في مختلف مجالات الحياة وعشرات الآلاف من القتلى، من بينهم 23 صحفياً (5 منهن صحفيات). كما تسبب في نزوح ولجوء نحو 12 مليون شخص
15 أبريل 2025 : منتدى الإعلام السوداني
تحل اليوم الذكرى السنوية الثانية لاندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، وهو الصراع الذي استهدف بشكل أساسي المدنيين السودانيين. خلّف هذا النزاع وراءه دماراً هائلاً في مختلف مجالات الحياة وعشرات الآلاف من القتلى، من بينهم 23 صحفياً (5 منهن صحفيات). كما تسبب في نزوح ولجوء نحو 12 مليون شخص، بينما يعاني حوالي 25 مليون اخرون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 8.5 مليون شخص يواجهون مستويات طارئة أو كارثية تقترب من المجاعة.
عامان مضيا من الحرب؛ الصحف الورقية معطلة، الإذاعات والتلفزيونات الولائية والمستقلة والخاصة متوقفة، مراكز التدريب والخدمات الإعلامية مغلقة، والاتصالات والإنترنت خارج الخدمة عن أجزاء واسعة من البلاد. الصحفيون والصحفيات مشردون وملاحقون ومقيدون في أداء عملهم المهني والمستقل في التغطية وعكس الحقائق، ما جعل الجمهور السوداني ضحية للشائعات والأخبار الكاذبة والدعاية الحربية المسمومة التي يروج لها طرفا الحرب ومناصروهما.
عامان مضيا والسودان يعيش حالة إظلام إعلامي شبه كامل، انطفأت فيه شعلة الحقيقة واشتعل سماؤه في المقابل بالمعلومات المضللة والعنصرية وخطاب الكراهية. وأصبح عالمياً نسياً منسياً في حرب مفتوحة، أكبر ضحاياها الصحافة المستقلة، والأخبار والمعلومات الدقيقة والصحيحة والموثوقة.
عامان مضيا وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية ضد المدنيين مستمرة، مع غياب كامل للمساءلة والعدالة. بالإضافة للمنع المتعمد لوصول الغذاء والدواء لملايين السودانيين المحاصرون في مناطق القتال.
عامان مضيا، والحرب ضد المدنيين السودانيين، بدعمٍ من أطراف خارجية، قادت البلاد إلى حافة التقسيم وعمّقت الانقسام الاجتماعي بشكل غير المسبوق، وخلقت أفقاً سياسياً مسدوداً وجعلت السلام بعيد المنال.
ومع إكمال الحرب عامها الثاني اليوم، يتوجه منتدى الإعلام السوداني بالمطالب العاجلة الآتية لكافة الأطراف السودانية والإقليمية والدولية، مذيلة بالنداء الملح: (أوقفوا الحرب الآن وأنقذوا السودان من المجاعة... لا وقت متبقٍ لنضيعه!)
أولاً: إلى طرفي الحرب (القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع):
1. الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والاعتراف الرسمي بالشح الحاد في الغذاء والدواء في البلاد ودعوة دول العالم لتقديم العون الإنساني العاجل.
2. السماح الفوري وغير المقيد للمنظمات الدولية والإقليمية ووكالات الأمم المتحدة بالدخول للبلاد لمواجهة الكارثة الإنسانية، وفتح وتأمين كافة المسارات الآمنة لتوصيل الغذاء والدواء للمتضررين.
3. ضمان سلامة وحرية الصحفيين والصحفيات وجميع العاملين في مجال الإعلام، وتمكينهم/ن من العمل والتنقل والوصول إلى كافة المناطق بحرية وأمان، بمعداتهم، دون أي مضايقات أو رقابة أو تدخل، لأداء واجبهم المهني في التغطية المستقلة ونقل الحقائق للجمهور في السودان والعالم.
4. الوقف الفوري لكافة أشكال الاعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام، واعتبار مقار ومنصات الإعلام (إذاعة، تلفزيون، صحف، مواقع إلكترونية) ومعداتها منشآت مدنية تتمتع بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني، ويُجرّم استهدافها أو احتلالها أو مصادرة معداتها من أي طرف.
5. السماح للصحافة الأجنبية والمراسلين الدوليين بالدخول والعمل بحرية والوصول لجميع المناطق دون قيود، وتسهيل إجراءاتهم.
ثانياً: إلى الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية السودانية:
1. ندعوكم للتمسك بقوة وثبات بقواعد وقيم الصحافة المهنية المستقلة لمكافحة انتشار الشائعات والتضليل الإعلامي، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والالتزام الصارم بالمعايير المهنية والتحقق الدقيق من المعلومات قبل نشرها.
2. إن تغييب الصحافة السودانية الوطنية المهنية أفسح المجال لإعلام متحيز ودعائي، وآخر ذي أجندات خارجية، لملء الفراغ بتغطيات مضللة لا تعكس الواقع بصدق. نؤكد على ضرورة تمكين ودعم المؤسسات الصحفية السودانية للعودة للقيام بمهامها، متمسكة بالمعايير المهنية الصارمة، لوضع حد لفيضان التضليل الإعلامي والامتناع عن ترويج الأخبار مجهولة المصدر.
3. ندعو المؤسسات الإعلامية المهنية والصحفيين للمساهمة الفاعلة في إنتاج خطاب إعلامي مهني مشترك مضاد لخطاب الكراهية والعنصرية والتحريض.
ثالثاً: إلى القوى المدنية السودانية (السياسية والمجتمعية):
1. يجب أن يحظى الإعلام وحرية الصحافة بحيز أساسي في نشاط وبرامج القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والمطالبة بحمايته كحق إنساني أصيل، لا كمجرد تذييل للمطالبات. يجب تبني قضية الإعلام الحر والمستقل كقضية مركزية تهم مستقبل الديمقراطية في السودان وتتصدر أجندة العمل المدني.
2. ندعو القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولجان الطوارئ للعمل فوراً على التفكير والتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، ومتطلبات "صحافة السلام"، والعمل معاً على استرداد المسار الديمقراطي لبلادنا، حيث لا ديمقراطية بدون صحافة حرة.
رابعاً: إلى المجتمع الدولي:
1. تفعيل قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في مارس 2024 الداعي لوقف الحرب فوراً، وإلزام الطرفين بتنفيذه دون إبطاء وتشكيل آليات فاعلة لمراقبته. والضغط الجاد على الطرفين للسماح بدخول الإغاثة والمعونات دون شروط لوقف المجاعة والكارثة الإنسانية، وتسهيل وصول الإمدادات الضرورية للمتضررين دون قيود.
2. دعم "غرفة التحرير المشتركة" لمنتدى الإعلام السوداني باعتبارها شريان حياة للسودانيين ونافذة موثوقة في تلقي الأخبار والمعلومات الصحيحة والدقيقة والمستقلة عبر مختلف المنصات (راديو، تلفزيون، صحف ومواقع إلكترونية، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي).
3. تقديم الدعم للمواقع الإلكترونية والإذاعات والتلفزيونات المهنية المستقلة العاملة اليوم في الفضاء السوداني، لتمكينها من أداء دورها في التنوير والتوعية وتقديم الأخبار المستقلة والصحيحة بتوسع وانتشار أكبر، كمصادر للأخبار البديلة والموثوقة.
4. تقديم الدعم والمساعدة في إنشاء مراكز ومنتديات مهنية وثقافية واجتماعية للصحفيين السودانيين في دول الجوار والإقليم، مزودة بالاحتياجات التقنية اللازمة، بما يساعدهم/ن على التواصل والتنسيق والعمل المشترك.
5. العمل العاجل مع ((منتدى الإعلام السوداني)) والمؤسسات الصحفية والإعلامية في التحضير لمشاريع ما بعد الصراع، نظراً للصعوبات الفنية والمالية الهائلة، واستعجال تقديم كافة أشكال الدعم الفني والتقني والمادي للصحافة والصحفيين/ات، بما يمكنهم/ن من استئناف نشاطهم/ن وأداء رسالتهم/ن بمهنية وكفاءة، في بيئة صديقة لحرية الصحافة.
6. المساهمة الفاعلة في تدريب وبناء قدرات الصحفيين/ات والإعلاميين/ات على التغطية المهنية في أزمنة الحرب والانتقال والسلام، وتكثيف التدريب في مجال صحافة السلام، ومحاربة خطاب الكراهية والعنصرية، وكافة أشكال التمييز.
SilenceKills #الصمت_يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع_في_السودان_لايحتمل_التأجيل #StandWithSudan #ساندوا_السودان #SudanMediaForum
منتدى الإعلام السوداني
15 أبريل 2025
Joint statement to mark the second anniversary of the outbreak of war in Sudan
April 15, 2025
To mark the second anniversary of the outbreak of fighting between the Sudanese Armed Forces (SAF) and the Rapid Support Forces (RSF) on April 15, 2023, the Sudan Media Forum has released this joint statement to highlight the humanitarian catastrophe faced by millions of civilians. It laments the dire state of the Sudanese print and electronic media infrastructure, particularly journalists, who face extreme challenges and persecution in their efforts to provide independent reporting, and accurate, correct, and reliable news and information, and underscores the deliberate obstruction of access to food and medicine for millions of Sudanese trapped in conflict zones.
Warring parties
In its statement, the Sudan Media Forum appeals the warring parties and the international community to stop the war now. It urges Sudanese journalists to strongly and steadfastly adhere to the rules and values of independent professional journalism to combat the spread of rumours and media disinformation. and to strictly commit to professional standards and meticulous verification of information before publication.
Civil forces
Addressing Sudanese civil forces (political and societal), the Sudan Media Forum underscores that “media and press freedom must occupy a fundamental space in the activities and programs of political forces and civil society organizations, demanding its protection as a fundamental human right, not merely as an addendum to demands. The cause of free and independent media must be adopted as a central issue concerning the future of democracy in Sudan and should top the agenda of civil action. It calls on political forces, civil society organizations, and emergency committees to immediately work on thinking about and planning for the post-war phase, and the requirements of "peace journalism," and to work together to restore the democratic path for our country, as there is no democracy without a free press.
International community
The Sudan Media Forum urges the international community to activate UN Security Council Resolution 2724 (2024) of 8 March 2024, calling for an immediate halt to the war, to compel both parties to implement it without delay, establish effective mechanisms for monitoring it, and apply serious pressure on both parties to allow the entry of relief and aid without conditions to stop the famine and humanitarian catastrophe and facilitate unrestricted access of necessary supplies to those affected.
Read the complete statement below:
Sudan Media Forum: Joint statement to mark the second anniversary of the outbreak of war in Sudan
April 15, 2025
Today marks the second anniversary of the outbreak of fighting between the Sudanese Armed Forces (SAF) and the Rapid Support Forces (RSF) on April 15, 2023, a conflict that has primarily targeted Sudanese civilians. This conflict has left behind immense devastation in various aspects of life and tens of thousands of deaths, including 23 journalists, five of whom are women. It has also caused the displacement of about 12 million people, including previously internally displaced persons and refugees, while about 25 million others suffer from acute food insecurity, including 8.5 million people facing emergency or catastrophic levels approaching famine.
Two years of war have passed, print newspapers are suspended, state, independent, and private radio and television stations are shut down, media training and service centres are closed, and communication and internet services are offline in large parts of the country. Journalists are displaced, pursued, and restricted in carrying out their professional and independent work in reporting and reflecting the facts, making the Sudanese public vulnerable to of rumours, false news, and poisonous war propaganda promoted by the warring parties and their supporters.
Two years have passed, and Sudan is experiencing a near-total media blackout, in which the flame of truth has been extinguished, while its skies have ignited instead with misinformation, racism, and hate speech. And it has become globally forgotten in an open war, whose biggest victims are independent journalism, and accurate, correct, and reliable news and information.
Two years have passed, and war crimes, crimes against humanity, and genocide against civilians continue, with a complete absence of accountability and justice. This in addition to the deliberate obstruction of access to food and medicine for millions of Sudanese trapped in conflict zones.
Two years have passed, and the war against Sudanese civilians, supported by external parties, has led the country to the brink of deepened social division in an unprecedented way, created a blocked political horizon, and made peace seem distant.
As the war completes its second year today, the Sudan Media Forum addresses the following urgent demands to all Sudanese, regional, and international parties, concluding with the urgent appeal:
Stop the war now and save Sudan from famine... There is no time left to waste!
First: To the warring parties:
1. Immediate and unconditional ceasefire for humanitarian reasons, and official recognition of the severe shortage of food and medicine in the country and calling on the world's nations to provide urgent humanitarian aid.
2. Immediate and unrestricted permission for international and regional organizations and UN agencies to enter the country to address the humanitarian catastrophe, and the opening and securing of all safe routes for delivering food and medicine to those affected.
3. Guarantee the safety and freedom of journalists and all media workers, enabling them to work, move, and access all areas freely and safely, with their equipment, without any harassment, censorship, or interference, to perform their professional duty of independent reporting and conveying facts to the public in Sudan and the world.
4. Immediate cessation of all forms of attacks on journalists and media outlets, and considering media headquarters and platforms (radio, television, newspapers, websites) and their equipment as civilian installations enjoying full protection under international humanitarian law, criminalizing their targeting, occupation, or confiscation of their equipment by any party.
5. Allow foreign press and international correspondents to enter and work freely, access all areas without restrictions, and facilitate their procedures.
Second: To Sudanese Journalists and Press and Media Institutions:
1. We call on you to strongly and steadfastly adhere to the rules and values of independent professional journalism to combat the spread of rumours and media disinformation, especially via social media, and to strictly commit to professional standards and meticulous verification of information before publication.
2. The absence of professional national Sudanese journalism has allowed biased and propagandistic media, as well as others with external agendas, to fill the vacuum with misleading coverage that does not truthfully reflect reality. We emphasize the necessity of enabling and supporting Sudanese press institutions to resume their duties, adhering to strict professional standards, to stem the flood of disinformation and refrain from promoting news from unknown sources.
3. We call on professional media institutions and journalists to actively contribute to producing a shared professional media discourse countering hate speech, racism, and incitement.
Third: To Sudanese Civil Forces (political and societal):
1. Media and press freedom must occupy a fundamental space in the activities and programs of political forces and civil society organizations, demanding its protection as a fundamental human right, not merely as an addendum to demands. The cause of free and independent media must be adopted as a central issue concerning the future of democracy in Sudan and should top the agenda of civil action.
2. We call on political forces, civil society organizations, and emergency committees to immediately work on thinking about and planning for the post-war phase, and the requirements of "peace journalism," and to work together to restore the democratic path for our country, as there is no democracy without a free press.
Fourth: To the International Community:
1. Activate UN Security Council Resolution 2724 (2024) of 8 March 2024, calling for an immediate halt to the war, compel both parties to implement it without delay, and establish effective mechanisms for monitoring it. And apply serious pressure on both parties to allow the entry of relief and aid without conditions to stop the famine and humanitarian catastrophe and facilitate unrestricted access of necessary supplies to those affected.
2. Support the "Joint Newsroom" of the Sudan Media Forum as a lifeline for Sudanese people and a reliable window for receiving correct, accurate, and independent news and information across various platforms (radio, television, newspapers and websites, and social media pages).
3. Provide support to independent professional websites, radio stations, and television channels currently operating in the Sudanese space, to enable them to perform their role in informing the public, awareness-raising, and providing independent and correct news more broadly and widely, as sources of alternative and reliable news.
4. Provide support and assistance in establishing professional, cultural, and social centres and forums for Sudanese journalists in neighbouring countries and the region, equipped with the necessary technical needs, to help them communicate, coordinate, and work together.
5. Work urgently with the Sudan Media Forum and press and media institutions in preparing for post-conflict projects, given the enormous technical and financial difficulties, and expedite the provision of all forms of technical, technological, and material support to the press and journalists, enabling them to resume their activities and fulfil their mission professionally and efficiently, in an environment conducive to press freedom.
6. Actively contribute to training and capacity building for journalists and media professionals on professional coverage during times of war, transition, and peace, intensifying training in peace journalism, combating hate speech and racism, and all forms of discrimination.
This statement is published on the platforms of all media institutions, organisations, and press members of the Sudan Media Forum.
SilenceKills #الصمت_يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع_في_السودان_لايحتمل_التأجيل #StandWithSudan #ساندوا_السودان #SudanMediaForum