صحيفة أمريكية: شراكة سعودية أمريكية بمليارات الدولارات قد تنهي توتر العلاقات
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
الاقتصاد نيوز-بغداد
تجري الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية محادثات مكثفة لتأمين المعادن في إفريقيا اللازمة لتحولات الطاقة في كلا البلدين، حيث يحاول البيت الأبيض كبح هيمنة الصين على سلسلة توريد السيارات الكهربائية، فيما تتطلع المملكة إلى شراء 15 مليار دولار من حصص التعدين العالمية، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
إذا اكتملت الشراكة الأمريكية السعودية، فستشكل خطوة إيجابية لبلدين توترت العلاقات بينهما منذ تولي الرئيس بايدن منصبه. ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، ازدادت التوترات بعدما عزمت أوبك+ بقيادة المملكة العربية السعودية وموسكو على تحقيق التوازن بأسواق النفط عبر خفض الإنتاج مما أدى إلى رفع الأسعار، وهو ما أغضب واشنطن لاحقًا، وفقًا للصحيفة الأمريكية.
تعاون سعودي أمريكي
وقال تقرير الصحيفة الأمريكية، إنه بموجب الأفكار التي تتم مناقشتها مع إدارة بايدن، سيشتري مشروع سعودي تدعمه الدولة حصصًا في أصول التعدين في دول أفريقية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا وناميبيا. وأضافت الصحيفة أن الشركات الأمريكية سيكون لها بعد ذلك حقوق شراء بعض الإنتاج من تلك الحصص المملوكة للسعودية، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال قيد التجزئة.
لطالما سعى صانعو السيارات في الولايات المتحدة إلى الوصول بشكل أفضل إلى المعادن المهمة لبطاريات الليثيوم أيون ودخلوا بشكل متزايد في أعمال التعدين.
وتحاول الولايات المتحدة اللحاق بالصين في مجال إمدادات الكوبالت والليثيوم وغيرهما من المعادن التي تستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية.
وفي ترتيب مماثل في يوليو تموز، استحوذت شركة التعدين العربية السعودية (TADAWUL:1211) (معادن) وصندوق الاستثمارات العامة السعودي على 10%من وحدة المعادن الأساسية التابعة لشركة فالي البرازيلية بينما استحوذت شركة الاستثمار الأمريكية إنجين 1 على 3 %.
وقالت الصحيفة إن صندوق الاستثمارات العامة تواصل مع الكونغو في يونيو/ حزيران للاستثمار في الكوبالت والنحاس والتنتالوم في البلاد من خلال مشروع مشترك حجمه 3 مليارات دولار مع شركة معادن يسمى منارة المعادن للاستثمار (منارة). والتي تركز أيضا على خام الحديد والنيكل والليثيوم.
دعم سعودي
أضافت الصحيفة أن البيت الأبيض يسعى للحصول على دعم مالي من صناديق الثروة السيادية الأخرى في المنطقة، لكن المحادثات مع السعودية أحرزت تقدما أكبر.
قال بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، إن المملكة تسعى للمساعدة في معالجة النقص في بعض المعادن المستخدمة في تصنيع المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة.
تأتي محادثات المملكة مع الولايات المتحدة في الوقت الذي تزيد فيه الحكومات والشركات من الجهود لتأمين إمدادات أكبر من معادن البطاريات. حيث فرضت بكين قيودًا على تصدير معدنين تقول الولايات المتحدة إنهما ضروريان لإنتاج أشباه الموصلات، مما يسلط الضوء على مخاطر الاعتماد على الإمدادات الصينية.
تهتم المملكة العربية السعودية أيضًا بتأمين حصص بدلاً من الشراء المباشر ثم تشغيل الأصول، مما يجعل المملكة مستثمرًا أكثر ربحًا للدول الأفريقية التي سعت في السنوات الأخيرة إلى اقتطاع شريحة أكبر من عائدات شركات التعدين لأنفسها.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي الحصة الأكبر من أسهم شركة لوسيد موتورز، المنتجة للسيارات الكهربائية، التي تصل إلى ما يقرب من 67 في المئة، لاسيما وأنه استثمر بالشركة في وقت مبكر، ليزيد حجم حصته بها في عام 2018، إثر ضخ مليار دولار إضافية ليحصل على حصة الأغلبية. وهو ما قد يفسر اهتمام المملكة بالمعادن المستخدمة في هذه الصناعة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
صعيد أمريكي: هل تُهدد الولايات المتحدة العلاقات التركية بتصريحات حول حماس؟
نوفمبر 19, 2024آخر تحديث: نوفمبر 19, 2024
المستقلة/- في تطور لافت للانتباه على الساحة الدولية، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية على موقفها الحازم تجاه الدول التي تستقبل مسؤولين من حركة حماس، محذرةً من أن ذلك لم يعد مقبولًا تحت أي ظرف، وذلك في تعليقها الأخير على التقارير الصحافية التي أفادت بأن بعض من قادة الحركة غادروا العاصمة القطرية الدوحة باتجاه تركيا. تصريحات متوترة وغير معتادة من واشنطن تثير أسئلة حول تداعيات هذا التصعيد على العلاقات التركية الأمريكية.
التصعيد الأمريكي: موقف ثابت أم تحدٍّ دبلوماسي جديد؟أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، ردًا على التقارير الإعلامية التي تحدثت عن انتقال قادة حماس إلى تركيا، أن الولايات المتحدة تعتبر أن أي دولة تستقبل هؤلاء القادة يجب أن تدرك أنها تتعامل مع “منظمة إرهابية شريرة” ولا ينبغي لها توفير مأوى لهذه الشخصيات. وقال ميلر في تصريحاته: “لا نعتقد أن قادة منظمة إرهابية يجب أن يعيشوا بشكل مريح في أي مكان، ناهيك عن دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)”. ووجه خطابه بشكل مباشر إلى الحكومة التركية قائلاً: “لقد تحدثنا مع جميع دول العالم حول هذا الموضوع، ونود أن نؤكد للحكومة التركية بوضوح أن التعامل مع حماس كما لو أنه لا شيء قد حدث هو أمر غير مقبول”.
هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تستمر حركة حماس في كونها محورًا رئيسيًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في حين أن تركيا كانت قد استضافت عددًا من قادة الحركة على مدار السنوات، كما كان لها دور في تقديم الدعم السياسي لحماس في إطار سياستها الخارجية في المنطقة.
قطر، تركيا وحماس: تاريخ من العلاقات المتشابكةلعقود، كانت قطر قد استقبلت المكتب السياسي لحركة حماس، وكانت نقطة انطلاق لقادة الحركة في المنطقة. كما استضافت قطر الرئيس السابق لحماس، إسماعيل هنية، الذي قُتل في 31 يوليو في هجوم إسرائيلي على طهران. هذا الدور القطري المعلن في دعم حماس لم يمرّ دون أن يثير الجدل على الصعيد الدولي، لا سيما من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين يعتبران الحركة منظمة إرهابية.
في الوقت نفسه، تركيا، التي كانت تتمتع بعلاقات قوية مع قطر وحماس، قد تواجه ضغوطًا دولية جديدة من واشنطن. فتركيا كانت قد استقبلت بعض قيادات حماس، بل سعت إلى لعب دور الوسيط في جهود التوصل إلى حل للصراع في غزة. إلا أن الانتقال المفترض لقادة حماس إلى تركيا الآن قد يعيد فتح ملف العلاقات التركية مع الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة وحماس: استراتيجية ضغوط متواصلةالولايات المتحدة تعتبر حركة حماس تهديدًا إرهابيًا، وقد اتخذت العديد من الخطوات لمكافحة نفوذها في المنطقة. التصريحات الأخيرة من وزارة الخارجية الأمريكية تأتي في سياق الضغط المتواصل على الدول التي تتعاون مع الحركة، وتأكيد واشنطن على موقفها بعدم التسامح مع الدول التي تسهل الحركة الإرهابية في أي شكل من الأشكال.
ورغم هذه الضغوط، يُمكن أن تستمر بعض الدول، مثل تركيا، في اتباع سياسة مستقلة تجاه حماس، مستفيدة من علاقاتها المعقدة مع الدول العربية والإسلامية، وكذلك من توجهاتها الدبلوماسية الإقليمية.
هل تُهدد العلاقات التركية الأمريكية؟التصريحات الأمريكية قد تكون بمثابة اختبار حقيقي لعلاقات تركيا مع واشنطن، خصوصًا في الوقت الذي تحتاج فيه أنقرة إلى دعم واشنطن في قضايا مثل الأمن الإقليمي والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي. ومع تأكيد واشنطن على أن وجود قادة حماس في تركيا ليس مقبولًا، يبقى أن نرى كيف ستستجيب أنقرة لهذا الضغط، وهل ستضطر إلى مراجعة سياستها أو مواجهة تداعيات سياسية ودبلوماسية كبيرة.