سودانايل:
2024-09-18@03:34:10 GMT

آليات مقترحة لوقف الحرب في السودان

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

ازدادت في الآونة الأخيرة وتيرة إنعقاد ورش العمل وجلسات العصف الذهني في أوساط القوى المدنية والسياسية السودانية بحثا عن كيفية وقف الحرب المدمرة في البلاد والتي ستكمل شهرها الخامس بعد يومين. وهو نشاط أراه مفيدا إذا ما أتى بنتائج ملموسة تساعد في خلق القواسم المشتركة للتنسيق بين القوى المدنية الرافضة للحرب، وفي بلورة رؤية موحدة لأسس وآليات وقفها، في ظل غياب هذه الرؤية من المنابر التي تسعى لإنهاء الاقتتال.


وبهذا الفهم، شاركت في ورشة تداولية انتظمت خلال يومي 5 و 6 سبتمبر/أيلول الجاري في نيروبي بدعوة من مؤسسة مارتي أهتيساري للسلام، وهي منظمة فنلندية مستقلة تعمل في مجال فض النزاعات من خلال الحوار والوساطة، أسسها الحائز على جائزة نوبل للسلام الرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري في عام 2000م. شارك في الورشة ممثلون عن بعض المنظمات المدنية غير الحزبية بالإضافة إلى بعض الشخصيات المستقلة. ولقد رأيت من المفيد أن أخصص مقالي اليوم لإستعراض ما دار في الورشة، عل ذلك يثري النقاش الدائر حاليا بين مجموعات السودانيين حول سبل وقف عمليات القتل والانتهاكات والتدمير التي تطال البلاد وشعبها.
في البدء، انتظم المشاركون في الورشة في عصف ذهني توافقوا من خلاله على مجموعة من الحقائق، منها أن هذه الحرب خلقت واقعا جديدا يجب أن يغيّر في طريقة تفكير القوى المدنية في التعاطي مع تداعيات الأحداث الراهنة، وأن هذا الواقع لابد أن تكون له مستحقاته العملية. ومن هذا المنطلق فإنه يجب النظر إلى كارثة الحرب في سياقها التاريخي حتى يتمكن السودانيون من فتح صفحة جديدة في كتاب تاريخهم، وذلك بالتمعن في الأسباب الجذرية للحرب.
وأكد المشاركون على أن الدولة السودانية فشلت منذ استقلالها في التعبير عن كافة مكوناتها الوطنية الأمر الذي أدى إلى إشتعال الحروب ودخول الدولة في دوامة الدفاع عن مشروعيتها المنقوصة خلال العقود الماضية. كما أن هذه الوضعية أدت إلى إضعاف الدولة السودانية وعدم قدرتها عل توظيف كل مكوناتها الاجتماعية والثقافية للتوافق على مشروع وطني ورؤية تنموية توفر الكرامة والحرية ومتطلبات العيش الكريم لمواطنيها. ومن خضم هذا المشهد، عبّرت ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 بشعاراتها المعلنة في الحرية والسلام والعدالة، وبجيلها الناهض، عبّرت عن تطلعات الشعب السوداني لمشروع جديد ومختلف لدولته ومستقبلها، مشروع ما انفك السودانيون يتمسكون به حتى في إتون هذه الحرب المجرمة.

الحرب خلقت واقعا جديدا يجب أن يغيّر في طريقة تفكير القوى المدنية في التعاطي مع تداعيات الأحداث الراهنة

توافق المشاركون على مجموعة من المبادئ يرونها ضرورية وأساسية لنجاح أي جهود لوقف الحرب ولبدء ترتيبات سياسية لتحقيق الاستقرار والحكم المدني الديمقراطي، منها: أن هذه الحرب لا يمكن حسمها عسكريا، ولا يمكن تعريف النصر فيها، بل وليس هناك أي قيمة سياسية لأي انتصار أو تقدم على الأرض، سوى مزيد من الجراح والآلام لشعبنا ومزيد من التدمير لبنية الوطن، لذا من الأجدى الإسراع بالقبول بمبدأ وقف العدائيات وإعلان وقف إطلاق نار دائم والشروع في الترتيبات الأمنية المفضية لقوات مسلحة مهنية ذات عقيدة واحدة، وفي إطار وحدة القيادة والسيطرة. كذلك، فإن استمرار الحرب سيعني امتدادها لجميع أنحاء البلاد وتحولها إلى حرب الكل ضد الكل، وهذا أمر لا يقبله العقل ولا المنطق. ولذا، يجب أن يعلو صوت السودانين الداعي لوقف الحرب، وأن يسود صوت العقل وسط المتحاربين، وأن يقوم المجتمع الدولي بكل ما من شأنه وقف الحرب والاقتتال.
إن جهود وقف الحرب والتصورات للحلول السياسية يجب أن تنطلق من مبدأ أن السودان دولة مدنية ديمقراطية، وأن هذه الجهود والتصورات يتم التوافق حولها من خلال عمليات حوار شامل لا تقصي أي طرف مادام رافضا للحرب، مع التمسك الصارم بمبدأ محاسبة الجناة والمسؤولين عن إشعال وتزكية نيران الحرب. وأن الضمان لبقاء السودان موحدا، هو تأسيس دولة المواطنة وفق رؤية ديمقراطية تنموية تشاركية تتيح لجميع السودانيين الإسهام في صياغة مشروع وطني يرى أي مكون من مكونات المجتمع نفسه فيه.
ووفق هذه المبادئ، رأى المشاركون أن يتركز العمل في مسارات أساسية تتمثل في حشد الدعم الدولي والمحلي للفت النظر إلى معاناة السودانيين في مناطق القتال ومعسكرات النزوح واللجوء ومراكز الإيواء، وأن يخاطب المسار السياسي دور المجتمع المدني أثناء الحرب ودوره في وقفها وفي ترتيبات ما بعد ذلك، إعادة الإعمار وجبر الضرر، المحاسبة والعدالة الانتقالية مع التشديد على أن لا يكون السلام ثمنا للتهرب منهما، قضية صناعة الدستور الدائم على أساس المشروع الوطني المتوافق عليه، ومشروع العقد الاجتماعي للدولة السودانية المنشودة.
أما الآليات المطلوبة لإنجاح هذا العمل، فتتضمن تطوير القوى المدنية لخطاب إعلامي أساسه هزيمة منطق الحرب ونزع مشروعيتها ومحاربة التضليل المنظم الذي يهلل له دعاة الحرب من سدنة النظام البائد تحت شعار أن الحرب هي حرب الكرامة والوطنية، ويلوحون بتهديدات التخوين للقوى الرافضة للحرب، بينما هم يسعون لوأد ثورة ديسمبر/كانون الأول، مناشدة المجتمع الدولي لتقديم العون الإنساني العاجل وفتح ممرات إنسانية آمنة، التواصل مع أصحاب المبادرات الدولية بهدف توحيدها وعدم تعدد منابرها، تكثيف النشاط الدبلوماسي لإيقاف أي دعم خارجي للطرفين المتحاربين، بحث الآليات الممكنة لضمان تمثيل كافة القوى المدنية الحديثة والتقليدية والأهلية في الحوارات والمؤتمرات التي تسعى لخلق رؤية موحدة حول وقف الحرب وترتيبات ما بعدها، مع ضرورة التحضير الجماعي التشاركي الجيد لهذه الحوارات والمؤتمرات، عقد مؤتمر حوار وطني شامل وموسع للحصول عل توافق أكبر وبمشاركة كل القوى الإجتماعية والسياسية والحركات الموقعة وغير الموقعة على اتفاقيات السلام، مع ضمان التمثيل العادل للنساء والشباب، على أن يعقد هذا المؤتمر داخل السودان وبالتزامن مع وقف الحرب وانطلاق الفترة الانتقالية أو الفترة ما قبل الانتقالية.
نقلا عن القدس العربي
///////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى المدنیة وقف الحرب یجب أن أن هذه

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية المصري يدعو لإنهاء الحرب على غزة لوقف التصعيد بالبحر الأحمر  

 

القاهرة- صرّح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين 16سبتمبر2024، بأن بلاده هي أكثر دولة متضررة من التصعيد في البحر الأحمر بسبب الخسائر التي تتكبدها قناة السويس، مؤكدا أن إنهاء الحرب على قطاع غزة هو "الحل اللازم لمعالجة جذور التصعيد".

وقال عبد العاطي بمؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن مصر تتكبد خسائر شهريا بسبب انخفاض عائدات قناة السويس؛ نتيجة التوترات الحاصلة في البحر الأحمر، والتي تؤثر على أمن حركة الملاحة.

وأضاف: "نتضرر جميعا من هذا التصعيد غير المبرر وهذا التوتر الذي يؤثر على حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر".

وتابع: "ومصر بطبيعة الحال هي أكثر دولة متضررة من هذا التصعيد الخطير. ونتضرر شهريا من الانخفاض الشديد في عائدات قناة السويس؛ نتيجة هذا التصعيد والاستهداف".

عبد العاطي أكد أن "الحل يكمن في معالجة جذور هذا التصعيد من خلال وقف العدوان على قطاع غزة، وعدم إعطاء المبرر لأي طرف لاستغلال هذ المعاناة لأغراض أخرى".

وفي يوليو/ تموز الماضي، كشفت إحصاءات الملاحة بالقناة خلال العام المالي 2023/ 2024 عن عبور 20 ألف و148 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها مليار طن، محققة إيرادات قدرها 7.2 مليارات دولار.

وذلك مقابل عبور 25 ألف و911 سفينة خلال العام المالي 2022/ 2023 بإجمالي حمولات صافية 1.5 مليار طن، محققة إيرادات 9.4 مليارات دولار، وفق بيان لهيئة قناة السويس آنذاك.

و"تضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، تستهدف جماعة الحوثي اليمنية بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر.

وأسفرت حرب إسرائيل على غزة عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • خالد مشعل: حماس غير مستعجلة لوقف إطلاق النار
  • لجنة وزارية عربية تبحث غدًا وقف الحرب وإدخال المساعدات لغزة
  • مؤشرات بداية الحرب العالمية الثالثة والمعركة الفاصلة بين الإستخلاف الثانى للأمة والإستكبار العالمى الخامس’ الإمبريالى – الصهيونى ‘
  • تحالف مدني سوداني يجدد الدعوة لتسليم البشير ورفاقه لـ«الجنائية الدولية» ،، «القوى المدنية المتحدة» تدعو لوقف الحرب وتنفي علاقتها بـ«الدعم السريع»
  • أين وصل مقترح واشنطن الجديد لوقف الحرب بغزة؟.. الخارجية الأمريكية تجيب
  • وزير الخارجية المصري يدعو لإنهاء الحرب على غزة لوقف التصعيد بالبحر الأحمر  
  • حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان
  • شقير عايد بالمولد النبوي: لنصل لوقف الحرب على فلسطين ولبنان
  • واشنطن تدعو “الدعم السريع” لوقف هجومها على مدينة الفاشر السودانية
  • السودان بين الحركات المسلحة والتغيير السياسي- نحو اندماج كامل في الحياة المدنية