بغبائهم أحرقوا بلادهم ثم هربوا يتسولون الأمان في بلاد الآخرين!
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
لا يختلف اثنان حول حقيقة أن لا قادة سياسيين -عسكريين كانوا أو مدنيين- مؤهلين حاليًا لحكم السودان.
إذ أثبتت التجارب أن اللاعبين في الحلبة السياسية السودانية الذين عادة ما تنتفخ أوداجهم بالشعارات الوطنية الرنانة، هم أبعد ما يكونون عن الوطنية والوطن، باستثناء القليل الذين لا يتجاوز عددهم شعر الرموش .
فالوطن في عرفهم مجرد منجم لمعادن ثمينة، والسياسة بالنسبة لهم عبارة عن مِعول حفرٍ و آلة تكسير لاستخراجها، بينما المواطن في عقليتهم لا يعدو كونه حيواناً أليفاً ساذجاً يسهل تسخيره لنقل وطحن وغسيل تلك المعادن، حتى إذا ما أصبحت جاهزه، اكتنزوها وركلوا الجميع!
*يتضح ذلك جليّاً من خلال مراجعة محطات ومواقف أيٍّ من القادة السياسيين والعسكريين على اختلاف أجسامهم وأكوامهم، منذ فترة ما قبل سقوط الديكتاتور عمر البشير، حينما صمتوا على بشاعة أفعاله وشاركه بعضهم في الفتك بأبناء الشعب السوداني قتلاً ونهباً وحرقاً واغتصاباً.
والغريب أننا لم نشهد أية وقفة أو فتوى مماثلة للمناداة بوقف تلك المجازر في السودان، لا من الأحزاب المعارضة وقتها، ولا الاحزاب الموالية، ولا الطوائف الدينية ولا حتى المواطن العادي.
*وقد جاءت ثورةُ ديسمبر الشجاعة لتفضح الساسةَ والعسكر وحتى أجهزتنا القضائية بصورة أكثر وضوحاً بعد أن تواطئوا مع مجرمي الحزب الساقط، مرورًا بفضيحة جريمة فض اعتصام القيادة العامة التي يعلم حتى الوِلدان مخططيها ومنفذيها وحدوث ما حدث فيها، ومن ثم صمت الجميع عن ملف تلك الجثث التي تجاوزت ال3000، والتي ما فتئت مسجاة بتكدسٍ في مشارح الخرطوم منذ يونيو 2019 وحتى اللحظة منتظرة عدالة السماء لتقتص لها من قاتليها... فلم يفتح لأحدهم طوال تلك الفترة بكلمة سوى تلك التى نادت بضرورة تقسيم السلطة والثروة حفاظاً على المناصب الدستورية الشكلية، إلى أن جاء انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر٢٠٢١, الذي أعاد النظام السابق بمباركة العسكر وجنجويده و حلفاءهم ، وهي في اعتقادي نقطة الانطلاقة الأولى لإشعال جذوة هذه الحرب الجارية!
*اليوم وبعد أن حمي الوطيسُ واحترق اللين واليابس, بدأ أمراءُ هذه الحرب من الجيش وجنجويده وحلفاءهما يتسللون منها لواذاً باحثين عن بلادٍ آمنة, بعد أن أحرقوا بلادهم بكامل إرادتهم وقواهم العقلية...
ويقيني أنهم إذا ما قُدرت لهم المشاركة في حكم تلك البلاد التي هربوا إليها لأحرقوها مثل ما أحرقوا السودان.
والمحزن حقاً أن كل تلك المناظر البشعة لم تمنعهم من المواصلة في التحريض لمزيد من التقتيل و التدمير والتخريب!
فأي عار وأي نذالة أن تخربوا بلادكم ثم تتسولون الأمان في بلاد الآخرين!
وأي عار أن ترموا بأبناء الغلابة والمواطنين الأبرياء في أتون الحرب ليصطلون بسعيرها، بينما أنتم على أسِرّة الفنادق الفاخرة بدول الأمان نائمين ملئ الاجفان دونما خوف من قصف السخوي أو اقتحام غرفكم من قبل مسلحين لاتنزاع زوجاتكم من احضانكم بعد قتلكم في انصاف الليالي!
أحمد كانم
11 سبتمبر 2023
amom1834@gmail.com
///////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
كل شىء فى السودان إنهدم تحت الحرب هذه وتبدل
الناس … المجتمع … رؤيتنا لكل شيء … الساسة …. المقاييس. ال … ال ….
ونقرأ أفكار السنوات الخمسين الأخيرة .. وأرباب السفير دون قصد … يؤجز ….
وفي فقرة عابرة يشير إلى نجوم سماء السودان الدبلوماسي في نصف القرن .. وحول حادثة يسرد الأسماء
…. ومرتضى أحمد إبراهيم والعجباني والريح والطيب عبد الرازق وبخيت مكي ومامون بحيري وعلي التوم ويحى عبد المجيد وعبد الله محمد إبراهيم و … عشرة عشرون اسماً
كان مايجمعهم يومها هو أنهم كانوا كلمات في كتاب السودان الدبلوماسي
وسبدرات يحشد مئات الاسماء… وزراء ورؤساء و…
وما يجمع الجميع هو أنهم كلهم الآن …. تحت التراب
والصورة تحت الثراب … والأمجاد تحت التراب
وزمانهم صورته الآن هي صورة بيوت النازحين التى أحتلها الجنجويد زماناً
(( بعد حين يبدل الحب دارا
والعصافير تهجر الاوكارا
وديارا كانت زمانا ديارا
سترانا..كما نراها قفارا))
………
سودان ما بين يناير 1956
وحتى 15 أبريل بداية الحرب الحالية …. ينهدم كله …. ويكنس الآن ….
……..
وسودان ما بعد الحرب سوف تكون بدايته هى
… رواية البوسطجي ليوسف إدريس تتحول إلى فيلم
وفيه مشهد .. هو
البوسطجى الذى كان يقوم بتوزيع الخطابات إلى البيوت …. يسام … ويرقد فى حجرته
والخطابات المكتوبة تتحول كلماتها كلها إلى أصوات … وتنطلق فى سماء الغرفة .. … عاصفة من كل الأصوات واللهجات والموضوعات و…
الأحداث القادمة فى السودان سوف يكون لها المشهد ذاته فى غرفة السودان المغلقة
…….
واحدهم … فى بلد هناك يقول
الولد لدغ بثعبان … نعرف أنه يقتل بعد ربع ساعة ان لم نصل به الى المستشفى
لكن المستشفى كان يبعد نصف ساعة
وهكذا جعلنا الثعبان يلدغه مرة أخرى…
أصوات كثيرة فى صناعة السودان القادم سوف تعالج السودان بالأسلوب هذا…
إسحق أحمد فضل الله
الوان