متضامنون يهبون لدعم ضحايا الزلزال
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
ملأت مارية بوجديك سيارتها بالمواد الغذائية لتقطع أكثر من 200 كيلومتر حتى توزعها على القرويين المنكوبين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، والذين يشكون عدم وصول مساعدات من طرف السلطات.
واستهدفت هذه المتطوعة الوصول إلى سكان قرية تفغاغت الجبلية الواقعة في إقليم الحوز جنوب مراكش، وهو الإقليم الأكثر تضررا من الزلزال الذي ضرب ليل الجمعة مخلفا حتى الآن 2122 قتيل على الأقل.
أمام هول الكارثة بادرت مارية، التي تتحدر من قرية تفغاغت، إلى التحرك آتية من مدينة أكادير حيث تعيش على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب إقليم الحوز.
وتقول “تلقيت اتصالات من عائلات يقول أفرادها إنهم لا يجدون قوتا، إزاء هذه المأساة اشتريت مواد غذائية بما يعادل 10 آلاف درهم (نحو 980 دولارا) لتقديم يد العون من موقعي المتواضع”.
وتضيف “الظروف السيئة التي يعيش فيها الناجون تضاعف هول المأساة، إنه لأمر كارثي وخطير أن تشعر بالجوع في هذه الظروف. بالنسبة الي تقديم المساعدة أمر طبيعي”.
ويعمل ثلاثة من سكان القرية على ترتيب المواد الغذائية في مستودع صغير نجا من الدمار. وهي عبارة عن زجاجات ماء وأكياس دقيق وعلب شاي ومصبرات وأيضا حلويات أوصلها متطوعون مثل مارية وغيرها إلى القرية الواقعة على بعد 60 كيلومترا لكن عبر مسالك غير معبدة.
ويصف أحد هؤلاء الرجال الثلاثة ويدعى محمد الموقف قائلا “قررنا التحرك بعد مرور 24 ساعة على المأساة لأن لا أحد جاء لمساعدتنا. نحاول أن ننظم أنفسنا ليتمكن كل منا من سد جوعه”. وقد فقد محمد ابنته (16 عاما).
ويقول مصطفى المشموم (34 عاما) “السلطات غائبة حتى الآن، نحن معزولون. لولا المتطوعون لمتنا جوعا”.
يحاول الرجل “تمالك نفسه” رغم أن وقع الكارثة عليه كان قاسيا، اذ خسر كلا من والدته وشقيقه وجدته وخمسة من أقاربه.
بعد أكثر من 48 ساعة على الفاجعة ما زال الناجون في تفغاغت يمضون ليلتهم في العراء.
ويشكو المشموم حالهم قائلا “طلبنا أمس خياما من السلطات لكن لم نحصل بعد على أي شيء. ننام على الأرض في البرد، نستطيع التحمل لكن الصغار لا يمكنهم ذلك”.
مثل مارية، جاء محمد بلقايد من مراكش إلى تفغاغت المنكوبة وسيارته ممتلئة بزجاجات ماء لتوزيعها على الناجين في القرى المجاورة.
ويقول “أردت أن أقدم العون للسكان المتضررين من الزلزال، لكن كثيرين نبهوني وأنا في الطريق إلى أن الوضع سيء في تفغاغت لذلك قررت المجيء إليها”.
ويضيف هذا الرجل الذي يبلغ 65 عاما “من الضروري أن تكون التعبئة شاملة، السلطات أيضا عليها أن تستنفر ولكن يبدو أنها غائبة”.
الى جزء آخر من المناطق المنكوبة جاء 13 متطوعا من مدينة الحسمية (شمال) بعدما عبروا نحو 790 كيلومترا لتقديم العون للناجين. وكانت المدينة الواقعة على الساحل المتوسطي عاشت مأساة مماثلة في العام 2004 حين هزها زلزال خلف 628 قتيلا.
وصل هؤلاء في سيارتين وشاحنتين لتوزيع مواد غذائية في عدة قرى بينها تفغاغت ومولاي إبراهيم وأسيف اميكدال، شرق مراكش وجنوبها.
ويقول سعيد الحاج أحد هؤلاء المتطوعين “عشنا الوضع نفسه في العام 2004، أمر طبيعي أن نقدم المساعدة بدورنا”.
وهذه المساعدات هي “الاولى التي نتلقاها منذ الفاجعة”، كما يقول محمد بقا (65 عاما) أحد الناجين من الكارثة في قرية سور تحناوت.
في مراكش كان متضامنون آخرون يستعدون عصر الأحد لتحضير قافلة من المساعدات. ولهذه الغاية، تجمعت عدة شاحنات صغيرة قبالة سوف ممتاز، ملئت بأكياس من الدقيق وقناني المياه والحليب والعصائر ومواد غذائية أخرى، ابتاعها متطوعون لترسل إلى الناجين.
وتجندت عدة جمعيات لإيصال المساعدات للقرى المنكوبة مثل جمعية “دراو سمايل” و”لاينزل انترناسيونال”.
ويقول مسؤول الفرع المحلي لجمعية “لاينز انترناسيونال” الياس غساني (20 عاما) “نحاول بذل قصارى جهودنا فالحاجات كبيرة جدا”.
عن (أ.ف.ب)
كلمات دلالية المغرب زلزال كارثة مساعداتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب زلزال كارثة مساعدات
إقرأ أيضاً:
زلزال تايوان.. سقوط 27 مصابًا في 50 هزة ارتدادية (صور)
ضرب زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر منطقة جنوب تايوان، اليوم الثلاثاء، مما أسفر عن إصابة 27 شخصًا بجروح طفيفة وأضرار مادية في بعض المناطق، بحسب وكالة «أسوشيتد برس».
ووفقًا لإدارة الأرصاد الجوية المركزية في تايوان، وقع الزلزال في الساعة 12:17 صباحًا بتوقيت محلي، وكان على عمق 10 كيلومترات، ووقع على بعد 38 كيلومترًا جنوب شرق مدينة تشياي وتاينان.
هزات ارتداديةبعد الزلزال الأول، تم تسجيل أكثر من 50 هزة ارتدادية في المنطقة، مما أدى إلى مزيد من القلق والتهديد على السكان.
إصابات وأضرار زلزال تايوانأعلنت إدارة الإطفاء التايوانية أنه تم نقل 27 شخصًا إلى المستشفيات بسبب إصابات طفيفة، من بينهم 6 أشخاص تم إنقاذهم من منزل منهار.
كما تم الإبلاغ عن تضرر جسر تشوي على الطريق السريع الإقليمي، وتم حظر بعض الطرق بسبب سقوط الصخور والانهيارات الأرضية، مما عطل حركة المرور بشكل مؤقت. بالإضافة إلى انهيار سقوف العديد من المنازل وحصر بعض الأشخاص في المصاعد.
ولا يزال عدد الوفيات والمفقودين غير واضح حتى الآن، وتستمر فرق الإنقاذ في عملها لإيصال المساعدات وتقديم الإسعافات الأولية للمناطق المتضررة، حيث من المتوقع أن يتضح الوضع بشكل أكبر خلال الساعات المقبلة.
الزلازل في تايوانتعد تايوان واحدة من أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم، نظرًا لموقعها الجغرافي بالقرب من حلقة النار في المحيط الهادئ، وهي المنطقة الأكثر نشاطًا زلزاليًا في العالم.
حيث شهدت تايوان العديد من الزلازل في السنوات الماضية، كان أبرزها الزلزال الذي ضرب الساحل الشرقي للجزيرة في أبريل الماضي، والذي بلغت قوته 7.4 درجة وأسفر عن وفاة 13 شخصًا وإصابة أكثر من 1000 آخرين، ثم بعد ذلك يلي كل زلزال مئات من الهزات الارتدادية.