أطياف -
الذي يقف على نوافذ الحل للأزمة السودانية لايمكن أن يتجاهل النظر لساحل البحر الأحمر، فالقيادات الإسلامية حولت مدينة بورتسودان الساحرة من (عروس البحر) الي (مارد البحر) لتصبح المدينة أرضا خصبة لحياكة المؤامرات ضد عملية الحل السلمي، وتعمل بورتسودان على ضفة البحر الأحمر لهزيمة مايحدث على ضفته الأخرى بجدة
لكن هل الصدفة ام الغباء التي جعلت القيادات الإسلامية تختار مكانا تحاصره كل مخابرات العالم، (اسرار ماوراء البحار) فأمريكا التي إختارت السعودية لتكون منبرا للحل السياسي في السودان مع (تقزيم) واضح لكل الأدوار الأخرى للدول العربية فهي تعلم أن ما يجمعهما من مصالح بحرية أكبر من أي دولة أخرى
فالبرهان عندما خرج كان يعتقد أنه دخل (المدينة الآمنة) التي يمكن أن يمارس من أرضها كل فنون المراوغة والعناد على المجتمع الدولي، فالرجل الآن يسير على خطى البشير الذي دفعت به القيادات الإسلامية الي الجنائية الدولية فهي الآن تدفع به الي الهاوية ليبدأ بقطيعة التصريحات مع الإتحاد الإفريقي وربما غداً سيوجه اللوم الي المجتمع الدولي، ولكن هل سيصل البرهان وفلوله الي غاياتهم دون أن تقطع عليهم أمريكا الطريق!! بالطبع لا
فالساحل الذي حولوه الي ميناء للتمرد على الحل السياسي وعرقلة الطريق الديمقراطي هو ذاته الذي استقبل في مطلع مارس من العام ٢٠٢١ المُدمرة الأمريكية «يو اس اس ونستون تشرشل» التي وصلت الى ميناء بورتسودان جاء ذلك تزامنا مع رسو فرقاطة عسكرية روسية، فالصحافة الأمريكية كتبت أن المدمرة وصلت صباحًا وكان في إستقبالها قائد البحرية السودانية وعدد من الدبلوماسيين الأمريكيين
وقبل وصولها بشهرين أي في يناير من ذاك العام زار الخرطوم السفير أندرو يونغ نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا «أفريكوم» وكان يعتبر أرفع مسؤول عسكري أمريكي يزور البلاد عقب شطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب
وقتها كتب القائم بأعمال السفارة الأمريكية (براين شوكان) على تويتر: (إن هذه السفينة هي الثانية التي ترسو في السودان في هذا الإسبوع وتظهر هذه الزيارة التاريخية دعم الولايات المتحدة الأمريكية للانتقال الديمقراطي في السودان، ورغبتنا في عهد جديد من التعاون والشراكة مع السودان).
إنظر لآخر جملة من حديث شوكان (تأتي لدعم التحول الديمقراطي) عندها تجد أن أمريكا سبقت فلول النظام البائد على البحر بسنوات في رسم الخطة والمؤامرة لنهاياتهم !!
فلطالما أن الأخبار كانت ترد عن حقيقة وجود قاعدة عسكرية روسية من عدمها، وحاولت المؤسسة العسكرية في تصريحات سابقة النفي والإثبات تجدها اهملت الحديث عن مدمرة امريكية بكامل عتادها تأخذ من البحر الأحمر مرسى لها، تستند على القوانين العالمية لحماية المياة الإقليمية والدولية والمصالح البحرية ، إذن بعيدا عن شكل التسابق الذي حدث بين القوتين العسكريتين الأمريكية والروسية للسيطرة على مياه البحر الأحمر والذي تقول المؤشرات بحسمه لصالح أمريكا، فما يهم الآن أن وجود قوات امريكية على ساحل البحر الأحمر هو حقيقة تثبتها الوقائع، لكن مايهمنا أكثر هل يد الحل السلمي التي تمدها أمريكا يمكن أن تسبقها بخطوة التدخل العسكري بيدٍ أخرى لطالما أن قواتها أقرب للخرطوم من أي قوات أخرى قد يدفعها إستهتار وعناد البرهان ومراوغته، اما السؤال الأكثر حقا في الطرح هل دخول قوات امريكية وليس إفريقية الي الخرطوم سيسبق عودة الجيش الي جدة وإستئناف التفاوض!! ، ربما يكون هذا أقرب من غيره من الإحتمالات.
طيف أخير:
#لا_للحرب
قد يرى البعض أن حديث البحر الأحمر (البدايات للحل والنهايات للفلول) أمرا بعيداً ولكننا عندما كتبنا عن إحتمالية وقوع الصراع العسكري عسكري بين البرهان وحميدتي كان الناس يرونه أمرا بعيدا.
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
40 عاما في السجن.. من هو جورج عبد الله الذي أفرجت عنه فرنسا رغما عن أمريكا؟
أصدرت محكمة فرنسية الجمعة، قرارًا بالإفراج المشروط عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، بعد قضائه 40 عامًا في السجن.
وينص القرار على مغادرة عبد الله الأراضي الفرنسية وعدم العودة إليها.
ويأتي هذا القرار بعد محاولات عديدة لتقديم طلبات إفراج مشروط، حيث يعد هذا الطلب الحادي عشر الذي يُقبل منذ بدء حبسه.
من جهة أخرى، أعلنت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا نيتها استئناف القرار، مما يفتح الباب أمام تأجيل تنفيذه.
تفاصيل اعتقال جورج عبد الله
واعتقل جورج إبراهيم عبد الله، الذي ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السلطات الفرنسية عام 1984 بتهمة تورطه في اغتيال دبلوماسيين من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في الثمانينيات.
وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987،وعلى الرغم من أن فترة سجنه القانونية انتهت في عام 1999، إلا أن التدخلات السياسية، خاصة من جانب الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، حالت دون الإفراج عنه، مما أثار الجدل حول العدالة ومدى استقلالية القضاء الفرنسي.
إفراج المحكمة الفرنسية عن جورج عبد الله اليوم ليس قراراً قضائياً بريئاً؛ إنه اعتراف بفشل محاولات كسر إرادة المقاومة. من أرادوا دفنه خلف القضبان نسوا أن الرموز الحقيقية تولد من رحم الصمود وليس من خلف الأبواب المغلقة. يا جورج،… pic.twitter.com/doRp4yXONL — Mazen A. Nakkach | مازن أنيس النقاش (@NakkachM) November 15, 2024
الضغوط السياسية والحقوقية
طوال سنوات سجنه، واجهت القضية ضغوطات كبيرة من قبل الحكومات والمنظمات الحقوقية، واستمرت الإدارات الأمريكية والإسرائيلية في ممارسة الضغط على الحكومة الفرنسية لمنع الإفراج عنه، ما جعل القضية تُعتبر مثالًا على تسييس القرارات القضائية، وهذا التدخل دفع منظمات حقوقية عديدة إلى انتقاد الوضع ووصفه بانتهاك للحقوق الإنسانية.
ردود الفعل
أثار القرار الأخير موجة من التعليقات على مختلف الأصعدة، في لبنان، تلقى الخبر بترحيب حذر، حيث عبّر شقيق عبد الله عن أمله في أن تتم العملية دون تدخلات سياسية كما حدث في الماضي. من جانب آخر، قد يثير القرار اعتراضات داخل الأوساط السياسية الدولية التي تتابع القضية عن كثب.
يمثل جورج عبد الله رمز للمقاومة والصلابة، انسان لم يتراجع عن مبادئه أو يساوم على قناعاته رغم العقود الطويلة التي قضاها في السجون الفرنسية. #الحرية_لجورج_عبدالله #LibertéPourGeorgesAbdallah #FreeGeorgesAbdallah pic.twitter.com/7g07VnicsX — nou⚯͛???????????????????????????????? (@_AGoldenSnitch) November 14, 2024
جورج إبراهيم عبد الله هو عربي لبناني من بلدة القبيات في شمال لبنان عمل مع الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير #فلسطين وأسس تنظيم الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية. اعتقل في فرنسا عام 1984 بطلب أمريكي. في 10 كانون الثاني 2013 م، أصدر القضاء الفرنسي #جورج_عبدالله ✌️✌️ pic.twitter.com/cwSTMYuyqE — ameenahaydar (@amenahaydar0) November 15, 2024
من هو جورج عبد الله
ويعد جورج إبراهيم عبد الله لبناني معروف بنشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولد في قرية القبيات، قضاء عكار، في شمال لبنان في الثاني من نيسان/ أبريل عام 1951.
نشأ في بيئة متأثرة بالاحتلال الإسرائيلي وأحداث الحرب الأهلية اللبنانية، مما ساهم في تشكيل توجهاته السياسية.
درس عبد الله في الجامعة اللبنانية حيث تأثر بالأفكار اليسارية والثورية، مما قاده إلى الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. عمل في البداية كمدرس قبل أن يتوجه إلى العمل النضالي.
في أوائل الثمانينيات، أصبح معروفًا بنشاطه المناهض للسياسات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، وقد ارتبط اسمه بعدة عمليات ضد دبلوماسيين أجانب.
في عام 1984، اعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة حيازة أوراق مزورة ثم وجهت له لاحقًا تهما بالضلوع في عمليات اغتيال لدبلوماسي أمريكي وإسرائيلي في باريس. في عام 1987، أصدرت محكمة فرنسية حكمًا بسجنه بالمؤبد.