سودانايل:
2025-03-06@13:16:52 GMT

الكتاب في زمن الحرب (5)

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم
الأوطان لا يبنيها رجل واحد ولا حفنة رجال، مهما بلغ منهم الإلهام والعبقرية، ولكن يبنيها مئات الآلاف من الرجال والنساء، أُناس أحرار في وطن حر، كُل يعطي على طريقته وقدر استطاعته".

‏( الطيب صالح)

عبرت السيدة ام تميم عن اسباب توقفي عن الكتابة, وتمنيت لو ان سؤالها كان لماذا اكتب؟ كنت حينها سوف اتشمر وارفع قلمي واشرح لها عن عودتي للكتابة كما ترون وذلك رغم المعوقات التي تعرفونها ولكني اريد ان أقول لهذه الفضلى اعلمي ياسيدتي العزيزة ان القارئ عليه دينٌ يجب ان نرده له والقارئ شريك الكاتب بل هو في قول اخر هو المؤلف الثاني لمنتوج الكاتب اذا كان لزاماً علينا ان نفعل ذلك حتى وإن كلفنا هذا الامر من الجهد فواجبنا ان نرضيه قدر ما نستطيع لذلك سبيلًا سواء في كتابة فكرة جادة ومفيدة قد اكتشف منها الجديد المفيد او رأي سديد ينشرح به قلب قارئ ويخرجه من البؤس واليأس كما هو حاصل لنا جميعاً الآن، وهمنا إن نعيد بناء انسان جديد لوطن جديد ان إستطعنا الي ذلك سبيلا واولى الخطوات هي بناء الثقة وهذه ليست بالشي الساهل ولكنها ليست مستحيلة ولنبدأ خطوة خطوة
صحيح اننا نحتاج لعبارات قوية ومؤثرة تصف تأثير الحروب الدموية على الناس والمجتمعات.

وسنحاول في مقال اخر توسيع هذه الفكرة و تنميتها ما امكن ذلك ،واذا اجرينا البحث عن أمثلة وقصص وهي كثيرة تعكس هذا الشعور وكيف يؤثر على النفس البشرية والمجتمعات بشكل عام. قد تشمل ذلك التأثيرات النفسية والاجتماعية للأفراد والعائلات المتضررة من الحروب، وكيف يمكن للكتابة أن تساهم في تسليط الضوء على هذه التجارب ورسم الوعي حولها.
تذكرون ياساده أننا اشرنا في هذه السلسلة الي عملية الصدمة النفسية التي تحدث نتيجة الحروب والكوارث ولكن دعونا نتعرف اكثر على بعض هذه التاثيرات ومن هذه التاثيرات اعراض الإجهاد النفسي الذي يشعر به الانسان خاصة بعد الصدمة ومن اشهر الحالات التي يشعر بها الانسان المصاب بتلك الصدمة : اولاً الكوابيس التي يرى فيها المصاب الحدث الذي مر به والشعور بالكرب الشديد عند تذكر الحدث المُسَبّب، ومنها الاعراض الجسدية نتيجةً القلق مثل التعصب والخوف لاي سبب كان، والارق وعدم القدرة على التركيز وكذلك المعاناة من المشاعر السلبية المستمرة بسبب الحرب مثل الشعور بالخوف والندم والغضب..
على الكل وكيف ان وقعها يختلف من إنسان لآخر ولكن في ظني ان وجعها امرَّ على الكاتب اما انتِ يا عزيزتي وقارأتي فأني اعاهدك بانني سوف أكتب وهذا وعد ووعد الحرِ دين عليه، ومن يدري فقد يكون في ذلك بلسمٌ لإنسان مهموم فقد أعزاء له او هجر داره مجبورا ومازالت قرعات الباب ترن في أذننيه وطلة الاهل والاحباب اليومية وشوارع حارته وصوت الصبية وهم ذاهبون في الصباح الباكر الي مدارسهم او عائدون منها منتصف النهار واصوات الباعة المتجولين وهم يتصايحون بمكبرات الصوت ( يلا الطماطم الطماطم العجور يااا)..وتذكُره لقدرة الفول التي تظل قابعة على موقد كبير ليلًا ونهاراً وجلبة نساء الحي مع الجزار وصاحب الدكان ورائحة بيوت الطين وخرير المياه الآسنه التي اضحت مستعمرات يستوطنها البعوض والضفادع والجرذان.. ومنظر الركشه، هذه الدابه التي صارت تجوب الازقه باصواتها المشروخة والحافلات القديمة المنهكة وهي تروح وتغدو غصبًا عنها ولو انها نطقت لشكت صاحبها لطوب الأرض من سائقها الذي لا يرحمها ولا يرحم البيئة المسكينة من التلوث..
عهدي معكم سادتي أنني سوف اكتب واكتب امكن كلماتي يكون فيها إحياء لامل ظل يراود تلك القلوب المفجوعة التى كادت ان تنفجر مما اصابها من تلف تشعر به الام و اوجاع فالكتابة وكما نعرف هي استدعاء للماضي واستقراء للحاضر واستشراف للغد وكم من مفكر او مصلح اجتماعي غيّر بكلماته بسيطة مسيرة امة كاملة ذلكم هو المفكر الذي يرى يدرك ماساة امته وكل الامم ويحاول ان يجد لها الحلول ويوقد شمعة في دياجير الظلام لانه يحس بوطأة الألم وتشتعل في دواخله لهيبها فيأخذ قلمه ويشحذ فكره ويُخرج محاولاً ان ينتشل من ركام احزانه الثمين من افكاره عله يقدر ان يطفئ به لهيب تلك الكوارث، هذا هو المطلوب من كتابنا وهو ان يحولوا ما يكتبونه مواساة لبلدهم واهلهم جراء هذه الحرب الضروس..وعلينا ان نعلم ان دولاب الحياة لن يتوقف لذا يتوجب علينا ان نتقبلها هكذا بحلاوتها ومرارتها وبحر هذه الحياة محيط لا ساحل له فما عليك ان اردت الغوص فيه ان تتعلم العوم ولا تركن للخوف والياس وتناول قلمك واكتب اي خاطرة ان لم تكن كاتباً محترفاً وسوف تجد انك تخرج كل ما هو مكنون لديك وقد تكتشف ان الكتابة هي علاج ناجع للتخلص من كل الأوجاع ويحضرني قول الإمام علي رضي الله عنه بليغ العرب (من لانت كلمته، وجبت محبته) وتذكروا ان الكلمة الطيبة صدقه..

 

مع كامل محبتي التي تعرفون

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الكاتب عمرو دنقل لـ "البوابة نيوز": الرواية تستوعب إبداعي.. وأميل للفلسفة .. ولا أستطيع الكتابة فى شهر رمضان.. ولكنى أقرأ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

_ إهدار آلاف المواهب والعقول المفكرة أبرز أزمات الأدب فى مصر

_ الاهتمام بآراء أصحاب الخبرة أهم نصائحى لشباب الكتاب

عمرو دنقل.. كاتب وروائي مصري من مواليد محافظة سوهاج، صدرت له روايتان هما “نادى الأربعين” فى عام 2022، ورواية “فيلا القاضى” فى عام 2023، ورغم أن ثقافة الجوائز ليست ضمن أولوياته، إلا أن روايته الثانية "فيلا القاضى"، رشُحت للقائمة القصيرة بجائزة طه حسين للرواية المنشورة 2024، الرواية الأكثر نضجًا بالنسبة له؛ وأشاد كبار الكتاب بكتاباته. التقته “البوابة نيوز” وكان هذا الحوار. 

 

الكاتب عمرو دنقل 

■ حدثنا عن طقوسك ككاتب فى شهر رمضان؟

شهر رمضان مختلف بكل تأكيد عن باقي شهور السنة، أتوقف عن الكتابة بشكل تام في هذا الشهر، ما لا أستطيع التوقف عنه هو القراءة، أو بمعنى أدق لا قدرة لي على ذلك. أما الكتابة فيستلزم إتمامها بعض الاشتراطات على الأقل بالنسبة لي قد لا تتوفر في الشهر الكريم. أول هذه الشروط عدم الارتباط بأي موعد أو طقس يومي وهذا لا يمكن توافره في رمضان. لو استدعى الكاتب الفكرة وشرع في الكتابة وألزمه أحد الأشخاص الانتهاء في وقت محدد لن يكتب حرفا واحدا.

■ ماذا يقرأ عمرو دنقل فى وقت فراغه؟

لا يوجد وقت فراغ عند الكاتب، أو أي شخص مهتم بمن حوله، الكاتب في عملية مراقبة دائمة لسلوكيات البشر، قد يكون ذلك عبر الورق أو من خلال المعاملات اليومية.. لذا يمكن أن نغير صيغة السؤال لتكون أكثر دقة. تأتي الرواية عندي في المقام الأول، لا أتقيد بجنسية أو جنس الروائي، كل من يكتب للإنسان وعن الإنسان جدير بالقراءة. أميل للكتابة الفلسفية، لو خُيرت بينها وبين أنواع الكتابة الأخرى، أحب أيضا قراءة ما يكتب عن الواقع، ثم تأتي بعد ذلك باقي أقسام الأعمال الروائية، أعمال الفنتازيا والخيال العلمي تبقى بالنسبة لي في نهاية قائمة اختياراتي.

■ روايتك الأخيرة رُشحت للقائمة القصيرة بجائزة طه حسين للرواية المنشورة.. حدثنا عنها؟

فيلا القاضي تجربتي الثانية في العمل الروائي، بلا شك تمثل لي الكثير، العمل الأول قد تتسرب فيه بقصد أو بغير قصد جزء من السيرة الذاتية للكاتب، لذا كانت فيلا القاضي العمل الذي تحررت فيه من عمرو دنقل الإنسان، هذه الحرية هي بوابة نجاح النص، رشحت الرواية للقائمة القصيرة، لم تفز بالمركز الأول كما اعتقد البعض، بيد أن ترشح العمل الثاني لي لجائزة كان في حد ذاته جائزة كبيرة لم أتوقع الحصول عليها بعد ٣ سنوات فقط من دخولي عالم الأدب.

■ فى رأيك ما هى أبرز أزمات الأدب فى مصر؟

أزمات عالم الأدب في مصر كثيرة، الحديث عن ذلك سيتفرع إلى الكثير من المشكلات التي تؤثر على الأدباء بشكل مباشر وغير مباشر، هذه النقطة تحديدا معقدة ومتشابكة، منها ما يخص المجتمع المصري بشكل عام ويمس بالتبعية المهتمين بالشأن الثقافي، ومنها ما يخص عالم الأدب من داخله، أظن أن أبرز هذه المشكلات هي المشكلة المادية، قلما تجد كاتب في مصر متفرغ تماما لإبداعه. هل تعلمين ماذا يعني ذلك؟ يعني إهدار آلاف المواهب والعقول المفكرة.

■ بعد هذه التجارب فى عالم الأدب.. ما النصائح التى تود أن تقدمها للمقبلين على هذا المجال من الشباب؟

للأسف، ما أنصح به أي كاتب جديد قد لا يروق للبعض، ولكنها وجهة نظري الشخصية من خلال التجربة. عزيزي المبدع، إن كنت تمتلك موهبة عظيمة وقلم استثنائي، لن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام لو اعتمدت على ذلك فقط!! لابد من الدعاية والتواصل والانتشار والظهور المستمر حتى تتمكن من الحصول على ما تستحق.

هناك نقطة أخرى مهمة، قبل نشر العمل الأول لا تهتم برأي المحبين، أصحاب الخبرة فقط هم من سيوجهونك إلى الطريق، إن توفر للكاتب مثل هؤلاء فهو ذو حظ عظيم.

■ بلوجر وأنفلونسر كثيرون اقتحموا عالم الكتابة الفترة الأخيرة.. ما تعليقك؟

لا يمكن لأي شخص الحجر على أذواق الناس، فليتقدم كل من يجد في نفسه قدرة على الكتابة، الاستمرار هو الفيصل. 

كما أن ذلك متوقع في مجتمعات ينقصها الكثير في الشأن الثقافي، البلوجر يراه البعض نجماً ولذلك ينال الكثير من الثناء والإطراء على ما يكتب. لكن السؤال الأهم. ممن ينال ذلك؟ أظن أن المرحلة العمرية عنصر مهم في تفسير هذه الظاهرة.. هل سيستمر هذا الإعجاب مع مرور الوقت والنضج؟؟؟ سؤال آخر مهم!

■ من نادى الأربعين لـ “فيلا القاضى”.. الفاصل بينهما عام ماذا عن كواليس هذا الانتقال الأدبى؟

الفاصل الزمني بين نادي الأربعين وفيلا القاضي عام كامل، تخلله قراءات كثيرة، ندوات أدبية، لقاءات، محاورات، كل ذلك لا ريب أنه أضاف للنص الأخير.

482640614_2078768322572158_3441719077123128685_n

مقالات مشابهة

  • الكاتب عمرو دنقل لـ "البوابة نيوز": الرواية تستوعب إبداعي.. وأميل للفلسفة .. ولا أستطيع الكتابة فى شهر رمضان.. ولكنى أقرأ
  • أول استخدام للطائرات الحربية في التاريخ .. كيف غيّرت المعارك إلى الأبد؟
  • وزير الثقافة: معرض الكتاب حقق إيرادات 954 مليون جنيه
  • الصين تعلن استعدادها “لأي نوع من الحروب” ضد واشنطن
  • إعلان دستوري في سوريا.. لماذا وكيف؟
  • الاحتراق الوظيفي.. الثمن الخفي للتغطية الإعلامية زمن الحروب
  • بعد مطالبته بكشف قتلة يحيى موسى.. مليشيا الحوثي تختطف الكاتب الحراسي بذمار
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • قصة فانوس رمضان وكيف أصبح من طقوس الشهر الفضيل