سودانايل:
2024-11-23@15:05:24 GMT

الكتاب في زمن الحرب (5)

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم
الأوطان لا يبنيها رجل واحد ولا حفنة رجال، مهما بلغ منهم الإلهام والعبقرية، ولكن يبنيها مئات الآلاف من الرجال والنساء، أُناس أحرار في وطن حر، كُل يعطي على طريقته وقدر استطاعته".

‏( الطيب صالح)

عبرت السيدة ام تميم عن اسباب توقفي عن الكتابة, وتمنيت لو ان سؤالها كان لماذا اكتب؟ كنت حينها سوف اتشمر وارفع قلمي واشرح لها عن عودتي للكتابة كما ترون وذلك رغم المعوقات التي تعرفونها ولكني اريد ان أقول لهذه الفضلى اعلمي ياسيدتي العزيزة ان القارئ عليه دينٌ يجب ان نرده له والقارئ شريك الكاتب بل هو في قول اخر هو المؤلف الثاني لمنتوج الكاتب اذا كان لزاماً علينا ان نفعل ذلك حتى وإن كلفنا هذا الامر من الجهد فواجبنا ان نرضيه قدر ما نستطيع لذلك سبيلًا سواء في كتابة فكرة جادة ومفيدة قد اكتشف منها الجديد المفيد او رأي سديد ينشرح به قلب قارئ ويخرجه من البؤس واليأس كما هو حاصل لنا جميعاً الآن، وهمنا إن نعيد بناء انسان جديد لوطن جديد ان إستطعنا الي ذلك سبيلا واولى الخطوات هي بناء الثقة وهذه ليست بالشي الساهل ولكنها ليست مستحيلة ولنبدأ خطوة خطوة
صحيح اننا نحتاج لعبارات قوية ومؤثرة تصف تأثير الحروب الدموية على الناس والمجتمعات.

وسنحاول في مقال اخر توسيع هذه الفكرة و تنميتها ما امكن ذلك ،واذا اجرينا البحث عن أمثلة وقصص وهي كثيرة تعكس هذا الشعور وكيف يؤثر على النفس البشرية والمجتمعات بشكل عام. قد تشمل ذلك التأثيرات النفسية والاجتماعية للأفراد والعائلات المتضررة من الحروب، وكيف يمكن للكتابة أن تساهم في تسليط الضوء على هذه التجارب ورسم الوعي حولها.
تذكرون ياساده أننا اشرنا في هذه السلسلة الي عملية الصدمة النفسية التي تحدث نتيجة الحروب والكوارث ولكن دعونا نتعرف اكثر على بعض هذه التاثيرات ومن هذه التاثيرات اعراض الإجهاد النفسي الذي يشعر به الانسان خاصة بعد الصدمة ومن اشهر الحالات التي يشعر بها الانسان المصاب بتلك الصدمة : اولاً الكوابيس التي يرى فيها المصاب الحدث الذي مر به والشعور بالكرب الشديد عند تذكر الحدث المُسَبّب، ومنها الاعراض الجسدية نتيجةً القلق مثل التعصب والخوف لاي سبب كان، والارق وعدم القدرة على التركيز وكذلك المعاناة من المشاعر السلبية المستمرة بسبب الحرب مثل الشعور بالخوف والندم والغضب..
على الكل وكيف ان وقعها يختلف من إنسان لآخر ولكن في ظني ان وجعها امرَّ على الكاتب اما انتِ يا عزيزتي وقارأتي فأني اعاهدك بانني سوف أكتب وهذا وعد ووعد الحرِ دين عليه، ومن يدري فقد يكون في ذلك بلسمٌ لإنسان مهموم فقد أعزاء له او هجر داره مجبورا ومازالت قرعات الباب ترن في أذننيه وطلة الاهل والاحباب اليومية وشوارع حارته وصوت الصبية وهم ذاهبون في الصباح الباكر الي مدارسهم او عائدون منها منتصف النهار واصوات الباعة المتجولين وهم يتصايحون بمكبرات الصوت ( يلا الطماطم الطماطم العجور يااا)..وتذكُره لقدرة الفول التي تظل قابعة على موقد كبير ليلًا ونهاراً وجلبة نساء الحي مع الجزار وصاحب الدكان ورائحة بيوت الطين وخرير المياه الآسنه التي اضحت مستعمرات يستوطنها البعوض والضفادع والجرذان.. ومنظر الركشه، هذه الدابه التي صارت تجوب الازقه باصواتها المشروخة والحافلات القديمة المنهكة وهي تروح وتغدو غصبًا عنها ولو انها نطقت لشكت صاحبها لطوب الأرض من سائقها الذي لا يرحمها ولا يرحم البيئة المسكينة من التلوث..
عهدي معكم سادتي أنني سوف اكتب واكتب امكن كلماتي يكون فيها إحياء لامل ظل يراود تلك القلوب المفجوعة التى كادت ان تنفجر مما اصابها من تلف تشعر به الام و اوجاع فالكتابة وكما نعرف هي استدعاء للماضي واستقراء للحاضر واستشراف للغد وكم من مفكر او مصلح اجتماعي غيّر بكلماته بسيطة مسيرة امة كاملة ذلكم هو المفكر الذي يرى يدرك ماساة امته وكل الامم ويحاول ان يجد لها الحلول ويوقد شمعة في دياجير الظلام لانه يحس بوطأة الألم وتشتعل في دواخله لهيبها فيأخذ قلمه ويشحذ فكره ويُخرج محاولاً ان ينتشل من ركام احزانه الثمين من افكاره عله يقدر ان يطفئ به لهيب تلك الكوارث، هذا هو المطلوب من كتابنا وهو ان يحولوا ما يكتبونه مواساة لبلدهم واهلهم جراء هذه الحرب الضروس..وعلينا ان نعلم ان دولاب الحياة لن يتوقف لذا يتوجب علينا ان نتقبلها هكذا بحلاوتها ومرارتها وبحر هذه الحياة محيط لا ساحل له فما عليك ان اردت الغوص فيه ان تتعلم العوم ولا تركن للخوف والياس وتناول قلمك واكتب اي خاطرة ان لم تكن كاتباً محترفاً وسوف تجد انك تخرج كل ما هو مكنون لديك وقد تكتشف ان الكتابة هي علاج ناجع للتخلص من كل الأوجاع ويحضرني قول الإمام علي رضي الله عنه بليغ العرب (من لانت كلمته، وجبت محبته) وتذكروا ان الكلمة الطيبة صدقه..

 

مع كامل محبتي التي تعرفون

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داوود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)

أعلنت محامية جزائرية رفع شكويين ضد الكاتب الجزائري-الفرنسي كمال داوود وزوجته الطبيبة النفسية بتهمة استخدام قصة إحدى مريضاتها في رواية "حوريات" التي نال عنها أخيرا جائزة غونكور الأدبية العريقة في باريس.

وقالت المحامية فاطمة بن براهم لوكالة فرنس برس "بمجرد صدور الكتاب تقدمنا بشكويين ضد كل من كمال داود وزوجته عائشة دحدوح الطبيبة العقلية التي عالجت الضحية" سعادة عربان، والتي ظهرت في قناة جزائرية تتهم الكاتب باستغلال قصتها في الرواية من دون إذن منها.




وأضافت المحامية "الشكوى الأولى باسم المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب"، و"الثانية باسم الضحية"، مشيرة إلى أن المدّعين لم ينتظروا فوز الكتاب بجائزة غونكور أوائل الشهر الحالي لتقديم الشكوى، وإنما فعلوا ذلك مباشرة بعد صدور الكتاب في آب/أغسطس.


وأوضحت فاطمة بن براهم "تقدمنا بالشكويين أمام محكمة وهران، مكان إقامة كمال داود وزوجته، بعد أيام من صدور الكتاب، لكننا لم نرد الحديث عنهما حتى لا يقال إننا نشوش على ترشيح الكاتب للجائزة".

وأكدت المحامية المعروفة في الجزائر أن موضوع الشكويين يتعلق بـ "إفشاء السر المهني، فالطبيبة أعطت كل ملف مريضتها لزوجها، وكذلك قذف ضحايا الإرهاب ومخالفة قانون المصالحة الوطنية" الذي يمنع نشر أي شيء عن فترة الحرب الأهلية في الجزائر بين 1992 و2002.

وقبل أيام، ظهرت سعادة عربان في قناة تلفزيونية محلية لتؤكد أن قصة رواية "حوريات" تروي نجاتها من الموت بعد تعرّضها لمحاولة قتل ذبحا إبان الحرب الأهلية.

ولم يردّ الكاتب كمال داود على هذه الاتهامات، لكن دار "غاليمار" الفرنسية الناشرة لأعماله نددت الاثنين "بحملات تشهير عنيفة مدبرة من النظام الجزائري" ضد الكاتب منذ صدور روايته وفوزها بأكبر جائزة أدبية في فرنسا.




وقال أنطوان غاليمار في بيان "في حين أن رواية حوريات مستوحاة من أحداث مأسوية وقعت في الجزائر خلال الحرب الأهلية في التسعينيات، إلا أن حبكتها وشخصياتها وبطلتها خيالية بحتة".

وأضاف رئيس دار النشر "بعد منع الكتاب ودار النشر من المشاركة في معرض الجزائر للكتاب" خلال الشهر الحالي، "جاء الآن دور زوجته (وهي طبيبة نفسية) التي لم تزوّد (زوجها الكاتب) بتاتا بأي مصدر لصياغة الحوريات، ليُمسّ بنزاهتها المهنية".

وتحكي الرواية التي بعض أحداثها في وهران قصة شابة فقدت القدرة على الكلام بعد تعرضها لمحاولة قتل ذبحا في 31 كانون الأول/ديسمبر 1999، خلال الحرب الأهلية التي أسفرت عن 200 ألف قتيل بحسب أرقام رسمية.

مقالات مشابهة

  • من يوقف الحرب وكيف
  • انطلاق أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
  • الكاتب إبراهيم الخليل: الأدب لم يكن محايدًا في الحروب وكان تابعًا للسياسي عند كثيرين
  • دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال
  • الرئيس العراقي: حان الوقت لتعيش شعوب المنطقة بعيدا عن الحروب
  • موجز تاريخ الحرب كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داوود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)
  • "حُرُوب اليوم".. ليْسَت عَالميَّة
  • ذاكرة الحروب والفيتو