تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية غداً، الثلاثاء، في طعون ضد تعديل تبناه الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ويقوض صلاحيات المحكمة نفسها، في جلسة تاريخية تؤجج بالفعل نيران الأزمة القضائية في إسرائيل.

وسيكون هذا واحداً من سلسلة من الطعون التي ستنظرها المحكمة طوال شهر سبتمبر (أيلول) الجاري، وتطال بشكل مباشر جوهر الخلاف القضائي الذي يهز البلاد منذ أشهر، الأمر الذي يضع المحكمة في مواجهة مع الحكومة التي تتهمها بأنها تتدخل في الأمور السياسية بشكل مفرط.

#Israel ???????? : Protest in Israel against Judicial Overhaul continues . pic.twitter.com/EkoL4zuhOt

— Blitzkreig (@TricolourFirst) September 11, 2023 حجة المعقولية

ومن المقرر أن تنعقد المحكمة العليا المكونة من 15 قاضياً يوم 12 سبتمبر (أيلول) الجاري، بكامل هيئتها لأول مرة في تاريخ إسرائيل، للنظر في طعون مقدمة من جماعات رقابية ونواب من المعارضة على تعديل لقانون أساسي يحد من صلاحياتها.

والتشريع الذي صادق عليه البرلمان في 24 يوليو (تموز) الماضي، ينزع عن المحكمة إحدى الأدوات التي تمتلكها لإلغاء قرارات الحكومة والوزراء أو تعييناتهم.. وتمكن هذه الأداة المحكمة من أن تقضي بعدم معقولية الإجراءات.

وسبّب التشريع ضجة في إسرائيل وأدى لرفع التماسات على الفور إلى المحكمة، تطلب منها إلغاءه لانتهاكه الضوابط والتوازنات الديمقراطية في إسرائيل، ويقول نتانياهو إنه تعديل بسيط يهدف لإعادة التوازن بين أذرع الحكم بكبح جماح المحكمة التي أصبحت تدخلاتها أكثر مما ينبغي.

مستنقع دستوري

وحجة المعقولية هو جزء مما يطلق عليها "القوانين الأساسية" التي تحجم المحكمة حتى الآن عن إلغائها، ووصف البعض إلغاء قانون أساسي أو تعديله في إسرائيل بأنه بمثابة استخدام المحكمة لسلاح قانوني مدمر.

ومن شأن ذلك أن يؤدي على الأرجح لتفاقم الأزمة الحالية، ولأن إسرائيل ليس لها دستور مكتوب فهي تعتمد بدلاً من ذلك على تلك القوانين الأساسية التي ترسخ بعض الحقوق والحريات وتحدد قواعد الحكم.. وتفوق مكانتها تلك الخاصة بالقوانين العادية.

ولكن القوانين الأساسية يمكن بسهولة الإضافة لها أو تعديلها بقرار الأغلبية في البرلمان الإٍسرائيلي، المكون من غرفة واحدة والذي تهيمن عليه بنسبة كبيرة الحكومات الائتلافية.. ولهذا السبب يقول بعض الخبراء القانونيون إن الإشراف القضائي على القوانين الأساسية مهم لمنع انتهاكات السلطة، حتى إذا كان نطاق المراجعة القضائية غير واضح.

ما يقوله نتانياهو

وعندما سئل نتانياهو عما إذا كان سيلتزم بحكم المحكمة إذا ألغت التشريع الجديد، لم يقدم إجابة واضحة، وقال إن الحكومات الإسرائيلية دائماً ما احترمت القانون والأحكام القضائية، ودائماً ما احترمت المحكمة القوانين الأساسية.

وفي ردها القانوني قبل الجلسة المقررة غداً، الثلاثاء، قالت الحكومة إن المحكمة العليا ليس لديها السلطة القانونية لمراجعة القوانين الأساسية.. وقالت الحكومة إن تدخلها من شأنه أن ينتهك مبدأ الفصل بين السلطات وسيادة القانون من خلال انتهاك سلطة المجلس التشريعي، وهو ما قد يؤدي إلى حالة من الفوضى.

ومن جانبها، وضعت المحكمة بعض الأسس القانونية لمثل هذه المراجعة القضائية فيما تعتبره قضايا غير اعتيادية.

وماذا بعد؟ قد يصدر حكم القضاة خلال أسابيع أو حتى أشهر.. ولديهم خيارات أكثر من مجرد المصادقة على التشريع الجديد أو إبطاله.. إذ يمكن للمحكمة إلغاء جانب من القانون أو تأجيل دخوله حيز التنفيذ لما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة أو كشف خطأ في عملية إقراره التي جرت على عجل نسبياً، وإعادته إلى البرلمان لتعديله.. وفي الوقت نفسه، سيتم نظر المزيد من الطعون التي قد تقلب الأمور.

هل يشكل #نتانياهو عقبة أمام الاستقرار السياسي في #إسرائيل؟ https://t.co/drzyqwKUtW pic.twitter.com/A6lpKnmiAY

— 24.ae (@20fourMedia) September 8, 2023 لجنة قضاة

وفي 19 سبتمبر (أيلول) الجاري، ستنظر المحكمة في طلب لإجبار وزير العدل ياريف ليفين على عقد اجتماع للجنة التي تختار القضاة في إسرائيل.

وكانت اللجنة في صميم المعركة القضائية منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، حينما أعلن ليفين خطة الحكومة للتعديلات القضائية بما في ذلك تغيير تشكيل اللجنة، بما من شأنه أن يمنح الائتلاف الحاكم سلطة حاسمة في اختيار القضاة.

وقد أحيل مشروع قانون بهذا المحتوى للبرلمان، لكن لم تتم المصادقة عليه بعد.. وفي حين أن مصير اللجنة لا يزال مجهولاً، فإن المواقع الشاغرة بين القضاة لا يجري تعيين من يشغلها، واعتباراً من منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، سيضاف إلى تلك المواقع الشاغرة منصب كبير القضاة وقاض آخر بالمحكمة العليا.

تعديل عدم الأهلية

وتنظر المحكمة في 28 سبتمبر (أيلول) الجاري، طعوناً على تعديل آخر لقانون أساسي، يضع شروطاً محدودة لاعتبار رئيس الوزراء غير لائق أو فاقداً للأهلية لأداء مهامه، ومن ثم إقالته من المنصب.

وقالت المدعية العامة إن "البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الذي يسيطر عليه الائتلاف الحاكم، أساء استعمال سلطته بتفصيل القانون بما يناسب نتانياهو، الذي يُحاكم باتهامات فساد ينفيها، ولذلك ينبغي إلغاء التعديل".. ويقول مؤيدو القانون إنه يهدف لحماية أي زعيم منتخب ديمقراطياً من الإقالة من دون وجه حق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إسرائيل الإصلاحات القضائية في إسرائيل بنيامين نتانياهو المحکمة العلیا فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

قانون الإضراب يدخل غرفة التمحيص بالمحكمة الدستورية

زنقة 20 ا الرباط

علم موقع Rue20، أن قانون الإضراب الذي صوت عليه البرلمان بغرفتيه دخل “غرفة التمحيص” بالمحكمة الدستورية، حيث شرع قضاة المحكمة في افتحاص مواد القانون ومدة مطابقتها لأحكام دستور 2011.

وتترقب النقابات وفرق المعارضة بالبرلمان قرار المحكمة الدستورية بخصوص مواد قانون الإضراب أملا في إعادته للغرفتين التشريعيتين لإعادة النظر في عدة مواد تراها من جانبها مواد مجحفة.

يشار إلى أن المسار التشريعي الذي عبره القانون التنظيمي للإضراب والنقاش السياسي والحقوقي الذي أثاره ، يدفع للتطلع إلى قرار المحكمة الدستورية، والتي أوكل إليها الدستور، إلى جانب اختصاصات عدة، وبموجب الفصل 132 منه، البت في مطابقة القوانين التنظيمية للدستور.

يذكر أن المحكمة الدستورية تبت في مطابقة القوانين التنظيمية والقوانين والأنظمة الداخلية للمجالس والالتزامات الدولية للدستور داخل أجل ثلاثين (30) يوما يحتسب ابتداء من تاريخ إحالتها إليها أو في غضون ثمانية (8) أيام في حالة الاستعجال، بطلب من الحكومة.

مقالات مشابهة

  • «ولعة يقرر الانتقام».. مواجهة حاسمة في الحلقة الأخيرة من مسلسل ولاد الشمس
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • فوكس: ما الذي يعنيه فعلا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • سيتم تشكيل هيئات عدة من بينها الهيئة العليا للانتخابات وهيئة دستورية عليا ستكون معنية بدستورية القوانين
  • قانون الإضراب يدخل غرفة التمحيص بالمحكمة الدستورية
  • الجيش: تسلمنا العسكري الذي اختطفته إسرائيل