RT Arabic:
2024-11-08@01:06:31 GMT

التحولات في أفريقيا: من الفرنسة إلى الأفرو ‏- روسية

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

التحولات في أفريقيا: من الفرنسة إلى الأفرو ‏- روسية

"الفرنسة" نمط محدث من الاستعمار الفرنسي لعدد من الدول الإفريقية "الأفرو-روسية" شكل محتمل لتعاون روسي-إفريقي إذا توافرت لدى القيادات الإفريقية المصداقية في تحقيق المصالح الوطنية

بين هذين المصطلحين اللذين يلخصان الحالة الإفريقية "غير المستقلة وغير المستقرة"، بمعنى انها تابعة لقوى خارجية في جميع تفاصيلها، بعيدا عن مفاهيم التفاعل المشترك أو المصالح الثنائية، مع استثناء بسيط لدول الشمال الإفريقي ( مصر - ليبيا - تونس - الجزائر)، خلافا لدول "الجنوب الإفريقي"، ويلخص هذه الحالة مراجعة لتاريخ الانقلابات العسكرية في العالم وفي القارة الإفريقية.


يصنف "أساتذة العلوم السياسية" تحرك مجموعة من ضباط الجيش المصري بقيادة جمال عبدالناصر
في 23 يوليو عام 1952 للإطاحة بالحكم الملكي على أنه أول انقلاب عسكري تشهده قارة إفريقيا في
التاريخ الحديث، مع صعود حركات التحرر من الاستعمار، فمنذ عام 1950 / شهد العالم ما يقارب
من486/ محاولة انقلاب عسكري، منها214/ محاولة انقلاب في إفريقيا وحدها، لتتصدر قارات العالم
من حيث عدد محاولات الانقلاب بنسبة ،%44 ومن إجمالي تلك المحاولات، نجحت 242 محاولة حول
العالم في إيصال قادة الانقلاب العسكري إلى الحكم، من بينها 106 في إفريقيا وحدها، وشهدت 45
دولة إفريقية من 54 دولة بالقارة محاولة انقلاب عسكري مرة واحدة على الأقل، ويتصدر السودان القارة
بـسبعة عشر محاولة انقلاب نجح منهم ست محاولات.

والمهم هنا ملاحظة أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة (أغسطس 2020 - أغسطس 2023 )

▪ ثمانية عشر محاولة انقلاب شهدتها إفريقيا نجح منها تسع محاولات.
▪ أربعة انقلابات في دولتين "انقلابان في جمهورية مالي/أغسطس،2020 وفي مايو2021/"
"وانقلابان في جمهورية بوركينا فاسو، في يناير،2022/ وفي سبتمبر 2022/".
* ▪ تسعة انقلابات في سبع دول "مالي، السودان، غينيا، بوركينا فاسو، تشاد، النيجر، والغابون"
جميعها مستعمرات فرنسية، باستثناء السودان.

والملفت هنا أيضا أن تحليل الدراسة "بحسب الباحثين" في سياق أسباب الانقلابات في إفريقياء أن

العوامل المشتركة تتمحور حول "الفقر والفساد وسوء الإدارة وضعف الديمقراطية وانتهاكات حقوق

الإنسان"؛ بالإضافة إلى "تأثير الدومينو" والتدخلات الأجنبية التي أحيانا تكون حقيقية وأحيانا أخرى

تكون مزاعم لتبرير الانقلاب "بحسب الباحثين"» وبرأبي أن هذا تسطيح للمشكلة» فالعوامل المشتركة
المشار إليهاء هي وقائع أحدثها الحضور الأجنبي "الفرنسي بالدرجة الأساس" فهو من عزز الفقر ودعم
الفساد وقام بانتهاكات حقوق الإنسان لتحقيق مصالحهم الاقتصادية في نهب الثروات» فلو كانت
المجتمعات الأفريقية في حالة طبيعية لما تمكن المستعمر "المتدثر تحت مظلة الشركات الأجنبية" أن ينهب هذه
الخيرات ويترك الشعوب ليست فقيرة “فالفقر ليس عيبا" ولكنه عزز التخلف في الحياة المدنية والاجتماعية.

ويلخص هذا الواقع تصريح الرئيس الفرنسي "ماكرون" بشأن ما يحدث حاليا حيث قال:(بوركينا
فاسو ومالي والنيجر موجودة فقط بفضل فرنسا ولن نسلمهم)2
! غطرسة تجاوزت حدود اللباقة السياسية » وهذا يذكرنا بعبارة الاستهزاء التي أطلقها "ماكرون" عند مغادرة رئيس إحدى الدول الأفريقية
قاعة اجتماع» علق بكل سفاه وهو يضحك "أظنه غادر لإصلاح التكييف" بازدراء» وكأنه ينظر إليهم
كخدم وعبيد لجمهورية الديموقراطية "فرنسا": هذا ما يفسر التسلسل "المنطقي" في الانقلابات الأفريقية»
وليس مجرد "تأثير الدومينو" إلا أن يكون تأثيرا إيجابيا في الانعتاق من حالة الاستعباد الفرنسي» والتبعية

والمحور الرئيس فيما يجري في إفريقياء ليس ذات الأحداث "الانقلابات" ولكن ما قد تؤل إليه»
هل ستنتهي بهذه الدول إلى استقلال حقيقي بإرادة وطنية "عسكرية أو مدنية” لايهم على الأقل مرحلياً؟
أم ستنتقل هذه الدول من حالة "الفرئسة* " إلى المشروع الجديد "الأفرو ‏- روسية”؟؟

ويمكن ملاحظة أنه تجتمع في أفريقيا حالتان متناقضتان " الموارد الطبيعية البائلة" و"حالة الفقر
الشعبي العام" يقابلهما تخلف مدني على المستوى العام؛ وبالتالي فإنه ينتج عن هذه الحالة المتناقضة ما
يمكن تسميته "اليأس البركاني" وهي حالة من اليأس تنتهي بانفجار “كما حدث بالضبط في حالة
بوعزيزي التونسي" وبالتالي اشتعال الثورة الشعبية في تونس» وما تبعها من تسلسل "تأثير للدومينو'
حقيقي في عدد من الدول العربية “بعيداً عن التحليلات التي تستدعي مؤثرات وخطط خارجية"

واقترح هنا مراجعة مقالتي بعنوان: مستقبل الاعتماد على الذات العربية» والتي تم نشرها قبل انطلاق
ثورات ما يسمى ب "الربيع العربي" وفيها فيها تحليل للحالة العربية» والتنبؤ بقيام ثورات شعبية» وانفلات
أمني » وتشكلات سياسية جديدة بشكل متزامن» نتيجة لما كانت تعيشه دول الثورات العربية.
الحالة الأفريقية الراهنة تتشابه كثيراً مع الحالة العربية "خاصة دول شمال أفريقيا"' مع
اختلاف مهم من زاوية أن الحراك الذي يجري في "أفريقيا" من أعلى السلطة وليس من القاعدة الشعبية»
وهذا مؤشرآخر لسرعة محتملة للتحولات كونها بقيادة عسكرية مدعومة شعبياً» والطرف الآخر في الزاوية
الأضعف ؛ كونه مرتهن لولاء خارجي "فرنسي" هو محل المشكلة من الناحية النفسية الشعبية.

يقابل هذا المنحنى حضور روسي "مبطن" يغذي نزعة التمرد على "الفرنسة" بالاستجابة للحاجة
الشعبية النفسية "استقلال القرار محلياً والاكتفاء الغذائي الذاتي" وكانت هذه الرسالة صريحة في كلمة الرئيس
فلادمير بوتين في قمة منتدى "روسيا وأفريقيا/ 27 - 28 يوليو 2023 )» بل أبعد من ذلك حين قال: (في
القمة القادمة "أي بعد ثلاث سنوات" ستكون الدول الإفريقية مكتفية غذائيا من الناتج المحلي)» وانتهز
بوتين الفرصة بإعلان تقديم معونات قمح مجانية بكميات معلنة لدول محددة وهنا اجتماع 'للنوايا
والفعل" مما أحدث تأثيراً عملياً مباشرا ونرى أن دور وفاعلية "منتدى روسيا وأفريقياء بقيادة الدبلوماسي
المخضرم /أوزيروف سوف يستمر إلى جانب الأدوات الناعمة مجموعة "بريكس" والتي أصبحت متطلبا
للدول الأفريقية للخروج من أزماتها الاقتصادية.

نحن أمام مجموعة عوامل فاعلة في الملف الأفريقي:

‎1- أن الحضور الفرنسي في الدول الأفريقية» مكن للقيادات العسكرية لإدارة شؤون الدول» وليست
المؤسسات المدنية» فأصبحت إرادة التغيير"بالانقلابات" متاحة في أي لحظة.

2 - تململ أفريقي من فقدان الإرادة الذاتية لإدارة المصالح الوطنية.

3 - التقارب "الزمني والجغرافي" للانقلابات العسكرية أضعف التأثير والقدرة الفرنسية على تعديل
الأوضاع.

4- بروز بدائل دولية عن الاستبداد الفرنسي "روسيا والصين" تتزامن من حضور فاعل مجموعة
"بريكس" التي انعكست إيجابيا على الأوضاع الاقتصادية لإحدى الدول الأفريقية "جمهورية
جنوب أفريقيا".
5- انشغال فرنسا "ودول الناتو" بملف أوكرانيا الذي أثقل التحركات الأوروبية "سياسيا وعسكريا".

هذه الحالة قد تدفع فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية؛ لنوع من المقاربات النطعير
"البرغماتيت اتير" في ظل التنافس الدولي المتصاعد؛ للحد من تنامي المخاطر على المصالح
في أفريقياء والمتمثلت في:

‎1- ‏ تنامي الجرأة لدى القادة العسكريين الأفارقة في تحديهم الصريح للنفوذ الغربي.

2- توفر بدائل أمنية واقتصادية نشطة تتمثل في حضور "روسيا والصين".
3- تجنب دفع بقية دول القارة الأفريقية لانقلابات جديدة خاصة لدول "غرب ووسط أفريقيا".

د. ماجد بن عبدالعزيز التركي . رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية - الروسية.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا محاولة انقلاب فی إفریقیا

إقرأ أيضاً:

الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة "الأسبوع العربي في اليونسكو"

أكّدت المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، نجاح مبادرة المملكة العربية السعودية ممثلة في اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، "الأسبوع العربي في اليونسكو"، الذي انعقد في مقر المنظمة في باريس خلال الفترة 4 - 5 نوفمبر الحالي، بتنظيم من المجموعة العربية لدى اليونسكو.

 وقدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو في البيان الختامي لـ"الأسبوع العربي في اليونسكو"، شكرها للمملكة العربية السعودية على إطلاق المبادرة، مثمنة الجهود التي تبذلها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود  وحرصهما على تعزيز الجهود في مجالات التربية والثقافة والعلوم.

 وعبّرت المجموعة العربية لدى اليونسكو عن شكرها لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، على ما حظي به الأسبوع العربي في اليونسكو من دعم لامحدود من قبل اللجنة، التي تكفلت بتمويل المبادرة وبذلت جهودًا مشكورة في تنفيذها على أتم وجه، مما عكس قصة نجاح أول تجمع عربي تقوده المملكة العربية السعودية في اليونسكو.

 كما قدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو شكرها وتقديرها للدول العربية على مشاركاتها الفاعلة، وما بذلته من جهود رفيعة المستوى في تعزيز التنسيق خلال رحلة العمل لإنجاح الأسبوع العربي في اليونسكو، الذي سيشكل على المدى البعيد بوابة مثالية للازدهار الثقافي بين العرب والعالم، عبر بناء جسور حضارية أكثر متانة.

 وأوضحت المجموعة العربية لدى اليونسكو أن صدور هذا البيان يأتي إيمانًا بأهمية هذه المبادرة، وأن تكون قاعدة أساسية ورائدة تهدف إلى استمرار تحقيق التكامل، وتعظيم الأثر الإيجابي الذي تحقق من خلال عقد هذه المبادرة.

 وذكر البيان الختامي أن مبادرة الأسبوع العربي لدى اليونسكو تأسست لتصبح منصة مستدامة تقام سنويًا في مقر "اليونسكو"، للاحتفاء بالثقافة العربية وتسليط الضوء على تراثها وثراء حضارتها، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية الثقافية المستدامة للدول العربية، وبناء جسور التواصل مع العالم.

 وأشار البيان الختامي إلى الأسبوع العربي في اليونسكو يعد الأول في تاريخ عمل الدول العربية في منظمة "اليونسكو"، منذ أكثر من 70 عاماً، ويعكس حجم الثقة والاحترام المتبادل بين الدول العربية، والرغبة الحقيقية لديها في أن تنمو وتزدهر مثل هذه المبادرات الحضارية الكبرى.

 وأفاد البيان الختامي أن 22 دولة عربية استعرضت خلال فعاليات "الأسبوع العربي في اليونسكو"، جوانب متعددة من ثقافتها وتراثها المادي وغير المادي، فيما شهد الحدث انعقاد ندوات أثرت الحضور، وتحدث فيها مسؤولون وخبراء من دول عدة حول موضوعات حيوية تتصل بالثقافة، فضلًا عن إقامة 4 معارض عن الثقافة والخط العربي والمواقع التراثية العربية والمنتجات العربية.

 

مقالات مشابهة

  • ٩٠يوماً لردع المخططات الإسرائيلية ضد الأونروا والدول العربية تضغط على أمريكا
  • الأكاديمية العربية تستضيف الأسبوع المقبل الدورة 37 لمجلس وزراء النقل العرب
  • تأثير فوز ترامب على القضية الفلسطينية والعلاقات العربية
  • الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة "الأسبوع العربي في اليونسكو"
  • وزير الخارجية يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية
  • محافظ القاهرة: نسعى لتعزيز علاقات التعاون مع جميع المدن الإفريقية في مجال التطور الحضري
  • العراق يتصدر قائمة الدول المستوردة للمنتجات العربية المتعلقة بنشاط البناء
  • الجامعةُ العربية ابنةُ أُمِّها
  • مستوطنون على تخوم غزة يطالبون بطرد الفلسطينيين إلى الدول العربية
  • العربية اتقلبت بيهم.. تفاصيل إصابة 4 أشخاص في حادث بدائري إمبابة