بايدن يعزز العلاقات مع فيتنام حليفة روسيا والصين
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
تعمل الولايات المتحدة على تطوير شراكتها مع فيتنام، في سياق تعزيز العلاقات الأمريكية في المنطقة لمواجهة الصعود الصيني.
اتجاه فيتنام نحو الولايات المتحدة هو جزء من إستراتيجية أوسع
ووصل بايدن إلى فيتنام، أمس الأحد، للاجتماع مع زعيم البلاد نغوين فو ترونغ، ولرفع مستوى العلاقة بين البلدين إلى شراكة إستراتيجية شاملة.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه بينما لا تعتبر هذه الخطوة تحالفاً دفاعياً، فإن التصنيف الجديد هو الأعلى لشركاء أجانب في ظل النظام السياسي الفيتنامي، ويضع واشنطن في نفس مستوى بكين وموسكو بالنسبة إلى حكومة هانوي.
خطوة رمزيةومع أن هذه الخطوة رمزية إنها تهدف إلى إعطاء الشركات الأمريكية، بما في ذلك مقاولي الدفاع، الطمأنينة إلى أن العلاقات الدافئة الأخيرة بين الولايات المتحدة وفيتنام سوف تستمر، وتعزيز فيتنام كموقع تابع لعمليات التصنيع الأمريكية في الخارج، كما أنها تبعث برسالة إلى الصين وروسيا، الشريكتين القديمتين لفيتنام، حول القوة المتنامية للعلاقات الأمريكية.
The U.S. is expected to upgrade its partnership with Vietnam during President Biden’s visit, as Washington seeks to strengthen its relationships in the region to counter China’s rise https://t.co/gjlD1F4hDA
— The Wall Street Journal (@WSJ) September 10, 2023ويسعى البلدان إلى توازن معاكس لما يريانه تهديداً من قبل الصين، كما تهدف العلاقات إلى توفير ضمانات للشركات الأمريكية بأن الدفء في العلاقات بين واشنطن وهانوي ستستمر، وتسعى فيتنام إلى توسيع استثمارات البلدان الغربية، بما في ذلك البضائع عالية التقنية مثل أشباه المواصلات.
ويأتي تعزيز العلاقات بعد 30 عاماً من إقامة العلاقات الديبلوماسية بين الولايات المتحدة وفيتنام، وبعد الانتصار الشيوعي في حرب فيتنام عام 1975، فرضت الولايات المتحدة حظراً تجارياً على فيتنام استمر حتى 1990.
حجم التجارةوفي السنوات الخمس الأخيرة، تضاعف حجم التجارة بين الولايات المتحدة وفيتنام، في الوقت الذي نقلت شركات غربية مقار التصنيع من الصين.. ووسّعت الشركات الغربية مثل آبل ونيكي نطاق قواعدها الإنتاجية في فيتنام في الأعوام الأخيرة، كما طورت شركة إنتل الإستثمار في مصنعها بمدينة "هوشي منه".
"The U.S. is expected to upgrade its partnership with Vietnam during a visit by Biden, marking an era of increasing engagement between the countries as Washington seeks to strengthen its relationships in the region in an effort to counter #China’s rise."https://t.co/JDJaNAoVLt
— William Yang (@WilliamYang120) September 10, 2023وتقول الصحيفة الأمريكية إن إدارة بايدن تسعى إلى ردع العدوان الصيني في المنطقة، عن طريق إقامة علاقات وثيقة مع دول آسيوية صديقة.. وفي الأشهر الأخيرة، حققت خطوات دبلوماسية في دول كانت في بعض الأوقات تشكك في النيات الأمريكية، عبر توسيع الوصول إلى قواعد في الفلبين، والاتفاق على إنتاج محركات طائرات في الهند، والآن يأتي تعزيز العلاقات مع فيتنام.
علاقات وثيقة مع الصينومع ذلك، لا تزال فيتنام تقيم علاقات وثيقة مع الصين، ومن غير المحتمل أن تنضم إلى أي إئتلاف معادٍ لها.. فالصين هي المصدر الرئيسي للمواد الخام التي تستخدمها المصانع الفيتنامية، لحياكة الثياب والأحذية وشاشات التلفزة التي تصدر إلى الغرب، ويساور البلدين الشيوعيين قلق من الترويج لخطاب في مجال حقوق الإنسان والديموقراطية، على النمط الغربي.
وفي إشارة إلى روابطهما الوثيقة، بات ترونغ أول زعيم عالمي يزور الزعيم الصيني شي جينبينغ بعد ضمانه ولاية ثالثة في أكتوبر.. ووقتذاك، تعهد البلدان "تطوير التنمية المستمرة للإشتراكية".
وتقيم فيتنام أيضاً علاقات وثيقة مع روسيا، التي تزودها بمعظم وارداتها من الأسلحة، وملأت موسكو فراغاً ناجماً عن عدم رغبة الغرب في بيع هانوي أسلحة، كما تحاشت فيتنام الذهاب إلى الصين للحصول على السلاح، ودخل البلدان في حرب دامية عام 1979.
ومنذ ضمت روسيا القرم عام 2014، عمدت فيتنام إلى تنويع وارداتها من السلاح بعض الشيء، حيث بدأت شراء بعضها من إسرائيل وبيلاروسيا وكوريا الجنوبية، وفق بيانات لمؤسسة ستوكهولم الدولية لأبحاث السلام، وبعدما رفعت الولايات المتحدة الحظر على مبيعات الأسلحة الفتاكة إلى فيتنام عام 2016، اشترت هانوي للمرة الأولى في تاريخها بعض التجهيزات الأمريكية، بما في ذلك المسيّرات والإلكترونيات.
تنويع مصادر الأسلحةوفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أقامت فيتنام معرضاً للأسلحة قالت إنه مصمم لتنويع مصادر السلاح، حيث حضر وفد من الشركات الأمريكية.. ومع ذلك، يقول محللون إن أي اندفاع للابتعاد عن الأسلحة الروسية قد يكون بطيئاً، ولذلك تستمر فيتنام في السعي إلى الحصول على قطع غيار تتلاءم مع الأنظمة الروسية.
ويبدو أن اتجاه فيتنام نحو الولايات المتحدة هو جزء من إستراتيجية أوسع لتعميق علاقاتها مع الدول الأجنبية، وفق كارليل ثاير البروفسور الفخري في جامعة نيو ساوث ويلز بكانبيرا والخبير في شؤون فيتنام، فالإقتصاد الصيني بطيء، كما أن روسيا، الداعم التاريخي، قد ضعفت وانعزلت بعد هجومها على أوكرانيا.. والعام الماضي، عززت فيتنام علاقاتها مع كوريا الجنوبية، كما أن هانوي تعمق علاقاتها مع أستراليا واليابان وسنغافورة على حد سواء، واعتبر ثاير ذلك "بمثابة جزء من لعبة جديدة تلعبها فيتنام".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
محادثات جديدة وانتظار رسالة من «ترامب».. هل تشهد العلاقات الأمريكية-الإيرانية تحولًا؟
في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، تلوح في الأفق إمكانية عقد محادثات جديدة بين الطرفين، بعد حالة من الجمود، وخلافات مستمرة حول الملف النووي والسياسات الإقليمية.
المحادثات المرتقبةوتشير تقارير دبلوماسية إلى أن هناك جهودًا حثيثة لإعادة إطلاق الحوار بين واشنطن وطهران، خاصة بعد فشل المحادثات السابقة في التوصل إلى اتفاق شامل.
ويُتوقع أن تركز المحادثات الجديدة على عدة قضايا رئيسة، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، ورفع العقوبات الأمريكية، ودور إيران الإقليمي في الشرق الأوسط. وقد أبدت إيران استعدادها للتفاوض، لكنها شددت على ضرورة رفع العقوبات كشرط مسبق لأي تقدم.
انتظار رسالة من ترامبويترقب المراقبون إمكانية وصول رسالة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى القيادة الإيرانية. وقد تكون رسالته محاولة لفتح قنوات اتصال غير مباشرة مع إيران، أو لتقديم رؤية جديدة لحل الأزمة. ومع ذلك، فإن طبيعة هذه الرسالة وأهدافها لا تزال غامضة، مما يزيد من حدة التكهنات.
رد الفعل الإيرانيمن المتوقع أن تتعامل إيران بحذر شديد مع أي رسالة من ترامب أو مع المحادثات المرتقبة، حيث تدرك القيادة الإيرانية أن أي تفاوض مع الولايات المتحدة يجب أن يأخذ في الاعتبار المصالح الإيرانية، خاصة فيما يتعلق بضمانات أمنية واقتصادية.
وقد أعربت طهران عن استعدادها للتفاوض، لكنها ستشدد على ضرورة احترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ردود الفعل الدوليةوتثير المحادثات المرتقبة ورسالة ترامب اهتمامًا واسعًا على الساحة الدولية، حيث يرحب الحلفاء الأوروبيون للولايات المتحدة، الذين كانوا داعمين للاتفاق النووي الإيراني، بأي خطوة نحو تخفيف التوترات. في المقابل، تقف إسرائيل، على أهبة الاستعداد، حيث ترى أن أي اتفاق مع إيران يجب أن يأخذ في الاعتبارات الأمنية.
التحديات والمستقبلورغم التفاؤل الحذر بشأن إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسي، إلا أن الفجوة الكبيرة في المواقف بين الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى المصالح الجيوسياسية المتضاربة للقوى الإقليمية والدولية، تجعل من الصعب التوصل إلى حل سريع، ومع ذلك، فإن أي خطوة نحو تحسين العلاقات بين واشنطن وطهران ستكون موضع ترحيب من قبل المجتمع الدولي.
اقرأ أيضاًترامب: زيلينسكي مرحب به في البيت الأبيض
ترامب: صفقة مرتقبة لبيع تيك توك
ترامب: غير قلق بشأن المناورات العسكرية بين روسيا والصين وإيران