لماذا تفاقمت ظاهرة الفيضانات المفاجئة في عدة مناطق بالعالم؟
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
أوضح علماء أن ظاهرة الفيضانات المفاجئة التي شهدها العالم في عدة أنحاء منه، خلال الأسبوع الماضي، بعد موسم من موجات الحر القياسية، تفاقمت بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي جعلت الأرض أقل قدرة على امتصاص المياه، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
فبعد هطول الأمطار الغزيرة في أوروبا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي، أصيبت هونغ كونغ بالشلل، الجمعة، حيث غمرت الأمطار المرتبطة بالإعصار "ساولا" محطات المترو، وحاصرت السيارات في الطرق، مما أدى إلى توقف المدارس والبورصة.
وسجل مرصد هونغ كونغ أكثر من 158 ملم بين الساعة 11 مساءً ومنتصف الليل بالتوقيت المحلي، وهو أعلى معدل هطول أمطار في الساعة منذ بدء التسجيل عام 1884.
وفي اليابان، قال مسؤولون إن العاصفة الاستوائية "يون يونغ" تسببت في هطول أمطار يومية غزيرة على بعض المناطق الشرقية، حيث جرى تسجيل 392 ملم من الأمطار حتى السبت، وهو أعلى معدل من المطر يهطل على تلك المناطق خلال 24 ساعة منذ عام 1976.
عشرات القتلى جراء فيضانات في روسيا 134 شخصا على الأقل يلقون حتفهم جراء فياضانات نتجت عن أمطار غزيرة في منطقة كراسنودار جنوب غربي روسيا.وخلال الأيام الماضية، ضربت العاصفة "دانيال" أجزاء من جنوب أوروبا ومنطقة البحر المتوسط، بالتزامن مع فيضانات اجتاحت وسط اليونان.
وبعد أسابيع من موجات الحر الصيفية القياسية، سقط ما يصل إلى 800 ملم من الأمطار في غضون 24 ساعة على السهول اليونانية، مما يعادل عادة كمية المطر التي تهطل في عام كامل.
وتعرضت مدينة لاريسا، وهي مركز زراعي كبير، لخسارة في المحاصيل وأضرار كبيرة في المنازل، بعد أن فاضت ضفاف نهرها، في حين غمرت المياه البيوت والطرق وجرفت السيارات في مدينة فولوس، وذلك على غرار ما حدث في جزيرة سكياثوس السياحية الشهيرة.
اتساع نطاق حرائق الغابات في ولاية كولورادو أتت الحرائق في منطقة كولورادو سبرينغز على مساحات كبيرة من الغابات كما أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان.وشهدت إسبانيا أيضًا مستويات استثنائية من الأمطار خلال فترة قصيرة، حيث سجلت مدينة توليدو 91.8 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة، في حين بلغ معدل هطول الأمطار في مدينة بويرتو دي نافاسيرادا 114.8 ملم خلال 48 ساعة.
ويقول العلماء إن "درجات الحرارة القياسية، قد تكون السبب وراء زيادة هطول الأمطار وتفاقم ظاهرة الفيضانات".
وذكر مرصد كوبرنيكوس لتغير المناخ، أن "الفترة من يونيو إلى أغسطس من هذا العام كانت الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة 16.77 درجة، أي أعلى بمقدار 0.66 درجة من متوسط الفترة 1990-2020".
وشهدت أوروبا "خامس أعلى درجات حرارة في الصيف على الإطلاق"، بمتوسط بلغ 19.63 درجة، أو 0.83 درجة فوق المتوسط.
وقال كوبرنيكوس أيضًا إن "هطول الأمطار فوق المتوسط أثر على أوروبا الغربية وتركيا وأوروبا الوسطى والدول الاسكندنافية وكاليفورنيا وغرب المكسيك، مما أدى إلى حدوث فيضانات في تلك المناطق خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس".
وقال مدير المرصد، كارلو بونتيمبو: "هناك أدلة تشير إلى أن الزيادات في درجة الحرارة، ستؤدي إلى زيادة كمية بخار الماء التي يمكن أن يحملها الغلاف الجوي".
وتابع: "تتوقع النماذج المناخية أن تترجم هذه الزيادة في بخار الماء إلى زيادة في هطول الأمطار بغزارة أكبر وبشكل متواتر، مع زيادة الاحتباس الحراري".
وأدى ارتفاع درجات الحرارة، إلى "تجفيف الأرض"، مما يجعلها أقل قدرة على امتصاص المياه، وبالتالي زيادة الفيضانات.
وفي هذا الصدد، قال مدير مركز لينكولن للمياه والصحة الكوكبية، البروفيسور مارك ماكلين: "موجة الحر وحرائق الغابات زادت الأمور صعوبة، لأن مساحات شاسعة احترقت، وذهب جزء كبير من الغطاء النباتي".
ومع ذلك، أشار بونتمبو إلى أنه "على الرغم من تسجيل اتجاه تصاعدي في شدة هطول الأمطار في معظم أنحاء أوروبا، فإن الأدلة أقل قوة في منطقة البحر المتوسط".
وأشار الخبراء أيضًا إلى أن "التضاريس الجبلية في اليونان ساهمت في حدوث الفيضانات"، إذ قال ماكلين: "كلما هطلت أمطار غزيرة، نحصل على معدلات عالية جدًا من الجريان السطحي، بسبب وجود مساحات واسعة من الصخور العارية التي لا تمتص المياه، وبالتالي فإن هطول الأمطار يترجم إلى فيضانات بشكل فوري تقريبًا".
ويمكن أيضًا تفسير الظروف القاسية في جميع أنحاء أوروبا، من خلال "كتلة أوميغا" أو (القبة الحرارية) فوق القارة.
وتؤدي القبة الحرارية إلى "اندفاع الهواء الساخن في نظام الضغط العالي لأسفل، فوق أحد المناطق في العالم، مما يخلق غطاءً خانقًا من الحرارة".
وعليه، يمكن أن تشهد مناطق الضغط المرتفع داخل كتلة أوميغا، مثل المملكة المتحدة، حرارة غير عادية، بينما تشهد المناطق خارجها، مثل إسبانيا واليونان، ظروفًا عاصفة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: هطول الأمطار من الأمطار أمطار فی
إقرأ أيضاً:
اليابان تسجل أعلى متوسط درجة حرارة خلال 2024
أظهرت أرقام أولية صادرة عن وكالة الأرصاد الجوية في اليابان، أمس الأربعاء، أن متوسط درجة الحرارة في اليابان خلال عام 2024 من المرجح أن يصل إلى أعلى مستوى قياسي للعام الثاني على التوالي.
وذكرت وكالة أنباء “كيودو” اليابانية، أن متوسط درجة الحرارة حتى نوفمبر الماضي كان أكثر دفئا بمقدار 1.64 درجة مئوية من المتوسط السنوي لفترة 30 عاما حتى عام 2020، مسجلا أعلى مستوى منذ أن بدأت وكالة الأرصاد الجوية في إصدار البيانات عام 1898، وأعلى من متوسط العام الماضي، الذي تجاوز المتوسط بمقدار 1.29 درجة مئوية.
وأرجعت وكالة الأرصاد الجوية، ارتفاع درجات الحرارة إلى الهواء الدافئ الذي جلبته الرياح الغربية التي اتجهت شمالا أكثر من المعتاد، إضافة إلى تأثيرات الاحتباس الحراري.
وواصلت درجات الحرارة في اليابان الارتفاع خلال السنوات الأخيرة، حيث كانت السنوات الخمس بين عامي 2019 و2023 هي الأعلى حرارة.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية إنه على المدى الطويل، ارتفع متوسط درجة الحرارة السنوية بمقدار 1.35 درجة مئوية كل 100 عام.
كما كانت درجة حرارة سطح البحار المحيطة باليابان أعلى بمقدار 1.46 درجة مئوية من المتوسط السنوي حتى أواخر نوفمبر الماضي، متجاوزة أعلى مستوى قياسي مسجل في عام 2023 منذ أن أصبحت البيانات القابلة للمقارنة متاحة في عام 1908.وام