يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين، وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين دمرت منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر، الذي خلف 2122 قتيلاً على الأقل.

ويكابد ناجون من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من ستة عقود للحصول على الطعام والماء والمأوى، بينما يستمر البحث عن المفقودين في القرى التي يصعب الوصول إليها ويبدو أن عدد الوفيات  من المرجح أن يرتفع أكثر.

ويستعد كثيرون لقضاء ليلتهم الثالثة في العراء بعد أن وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في وقت متأخر من الجمعة، ويواجه عمال الإغاثة تحدياً للوصول إلى القرى الأكثر تضرراً في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالباً ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل بها.. وذكر التلفزيون المغربي، أمس الأحد، أن عدد قتلى الزلزال ارتفع إلى 2122 والمصابين إلى 2421.

#زلزال_المغرب.. تغطية خاصة

تابعوا أحدث التطورات عبر الرابط التالي:https://t.co/lsg6jT3gyw pic.twitter.com/I6iA2ZlbTj

— 24.ae (@20fourMedia) September 10, 2023

وذكرت وسائل إعلام مغربية أن مسجداً تاريخياً يعود للقرن الثاني عشر انهار، ما يسلط الضوء على الأضرار التي قد يتعرض لها الإرث الثقافي للبلاد بسبب الزلزال.. كما ألحق الزلزال أضراراً أيضاً بأجزاء من مدينة مراكش القديمة، وهي ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وفي مولاي إبراهيم، وهي قرية قريبة من مركز الزلزال تبعد نحو 40 كيلومتراً إلى الجنوب من مراكش، وصف السكان كيف أخرجوا المتوفين من بين الحطام بأيديهم فقط.

وفي تل مطل على القرية دفن السكان سيدة تبلغ من العمر 45 عاماً توفيت هي وابنها البالغ من العمر 18 عاماً في الكارثة، بينما انتحبت امرأة لدى إنزال الجثمان إلى القبر.

وقال ساكن يدعى حسين وهو يحاول استعادة بعض أغراضه من بيته المتهدم، إنه يعتقد بأن كثيرين لا يزالون تحت الأنقاض قرب منزله، وأضاف "لم يحصلوا على الإنقاذ الذي احتاجوه فماتوا.. "أنقذت أطفالي وأحاول أن أحصل على أغطية لهم أو أي ملابس يرتدونها من المنزل".

وقال ياسين (36 عاماً) وهو من سكان مولاي إبراهيم: "فقدنا منازلنا وفقدنا ذوينا أيضاً وننام مذ نحو يومين في الخارج".. وأضاف "لا طعام ولا ماء.. فقدنا الكهرباء أيضاً"، مضيفاً أنه لم يتلق سوى القليل من المساعدات الحكومية حتى الآن.. وقال: "نريد فقط أن تساعدنا حكومتنا"، معرباً عن إحباط أبداه آخرون.

وفي وقت لاحق، أُفرغت حمولة شاحنة أغذية، قال مسؤول محلي يدعى محمد الحيان إن الحكومة ومنظمات مجتمع مدني رتبت وصولها.

واستقبلت الوحدة الصحية الصغيرة لمولاي إبراهيم 25 جثة، وفقاً لما قاله موظفون هناك.

ومع بناء الكثير من بيوت المنطقة من الطوب اللبن والأخشاب، انهارت بنايات المنطقة بسهولة.. وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960، عندما أشارت تقديرات لمقتل ما لا يقل عن 12 ألفاً جراء زلزال.

وفي قرية أمزميز التي تضررت بشدة من الكارثة، وقف سكان يتابعون فرق إنقاذ وهي تستخدم حفاراً عند منزل منهار.

وقال عامل بناء متقاعد يدعى حسن: "يبحثون عن رجل وابنه.. ربما أحدهما لا يزال على قيد الحياة، لكن الفريق لم ينتشل إلا بعض الجثث".

الهلال الأحمر المغربي: لا يمكن تحديد عدد العالقين تحت الأنقاض#المغرب#زلزال_المغرب https://t.co/sPS4SnBNYq

— 24.ae (@20fourMedia) September 10, 2023

وحشد الجيش جهوده للمساعدة في الإغاثة وأقام مخيماً لمن شردتهم الكارثة، ومع تضرر أو إغلاق أغلب المتاجر يواجه السكان صعوبات جمة في الحصول على الأغذية وغيرها من المستلزمات الضرورية.

وقال العامل محمد نجار بينما كان يحاول تجهيز مأوى مؤقت: "ما زلنا بانتظار الخيام,. لم نحصل على شيء بعد.. قدم لي رجل قليلًا من الطعام، وهذا كل شيء منذ الزلزال.. لا يمكن أن ترى متجراً واحداً مفتوحاً والناس يخشون دخول أي بناية خشية انهيار السقف".

وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومتراً جنوب غرب مراكش التي يعشقها المغاربة والسائحون الأجانب، لما تتمتع به من مساجد وقصور ومبان دينية تعود للقرون الوسطى، يزينها بلاط الفسيفساء الزاهي وسط تداخل الأزقة الوردية.

وقالت الحكومة إنها أسست صندوقاً لصالح المتضررين من الزلزال.. وأضافت أنها عززت فرق البحث والإنقاذ وزادت من تقديم مياه الشرب وتوزيع الأغذية والخيام والأغطية، وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 300 ألف تضرروا من الكارثة.

وفي غضون ذلك، علقت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الدراسة في المناطق الأشد تضرراً بالزلزال.

وقالت في بيان: "بتنسيق مع السلطات المحلية، تقرر تعليق الدراسة في الجماعات القروية والدواوير الأكثر تضرراً داخل أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت (وعددها 42 جماعة موزعة بين هذه الأقاليم الثلاث، حسب آخر حصر تم إجراؤه لحد الآن) ابتداءً من الإثنين".

مساعدات

وفي غضون ذلك، أعلنت السعودية مساء، أمس الأحد، تسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية، للتخفيف من آثار الزلزال على الشعب المغربي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية"واس" أن "العاهل السعودي وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وجها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية المتنوعة، للتخفيف من آثار الزلزال على الشعب المغربي الشقيق.

ونقلت"واس" عن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله بن عبدالعزيز الربيعة قوله "إن المساعدات المقدمة تأتي انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على الوقوف إلى جانب المتضررين من أبناء الشعب المغربي الشقيق، والتخفيف من آثار الزلزال المدمر، الذي تسبب في وقوع خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات في المملكة المغربية الشقيقة".

#خادم_الحرمين_الشريفين وسمو #ولي_العهد يوجّهان مركز الملك سلمان للإغاثة بتسيير جسر جوي لتقديم المساعدات لضحايا الزلزال في المغرب.https://t.co/twRUoLyzLX#واس pic.twitter.com/KYvJucNIlk

— واس الأخبار الملكية (@spagov) September 10, 2023

وأوضح أنه بموجب التوجيه سيجري إرسال فريق البحث والإنقاذ السعودي من المديرية العامة للدفاع المدني، وفرق من هيئة الهلال الأحمر السعودي، بقيادة مركز الملك سلمان للإغاثة، للمشاركة في الأعمال الإغاثية والإنسانية، وإنقاذ المحتجزين والمتضررين في حادثة الزلزال، التي ألمّت بالشعب المغربي الشقيق.

ترحيب بالمبادرات التضامنية

وذكر التلفزيون المغربي أن العاهل محمد السادس وجه الشكر لإسبانيا وقطر وبريطانيا والإمارات على إرسالها مساعدات في أعقاب الزلزال المدمر الذي هز المملكة، الجمعة.

وقال التلفزيون الرسمي في منشور على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "السلطات المغربية أجرت تقييما دقيقاً للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية".

وجاء في المنشور "وتؤكد المملكة المغربية ترحيبها بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم".

وقالت إسبانيا إنها تلقت اليوم طلباً رسمياً من المغرب لتلقي المساعدة، وإن فريقاً مؤلفاً من 56 فرداً وأربعة كلاب مدربة على البحث وصل للبلاد، بينما يتجه فريق آخر من 30 فرداً و4 كلاب إلى هناك.

وقالت بريطانيا إنها سترسل 60 متخصصاً في عمليات البحث والإنقاذ وأربعة كلاب، أمس الأحد، إضافة إلى أربعة أفراد للتقييم الطبي.. وقالت قطر إن فريقاً للبحث والإنقاذ غادر متجهاً للمملكة.

عروض دولية بـ "المساعدة"

وعبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن "حزنه على خسارة الأرواح والدمار" اللذين تسبب فيهما الزلزال.. وأضاف في مؤتمر صحافي في هانوي بفيتنام "مستعدون لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي".

وأرسلت الولايات المتحدة فريقاً صغيراً من خبراء التعامل مع الكوارث للمغرب لتقييم الموقف، وقال مسؤول أمريكي إنهم وصلوا بالفعل.

وقالت فرنسا إنها مستعدة لمساعدة المغرب وإنها تنتظر طلباً رسمياً لذلك.. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي: "فرنسا مستعدة لتقديم مساعدات للمغرب إذا قرر المغرب أن ذلك مفيد".

وأضاف "السلطات المغربية تعرف بالضبط ما يمكن تقديمه وطبيعة (ما يمكن تقديمه) وتوقيته.. نحن في خدمتها.. لقد جهزنا كل ما في وسعنا.. في اللحظة التي يطلبون فيها هذه المساعدات، سنرسلها".

وتركيا من الدول الأخرى التي عرضت المساعدة، بعد أن تعرضت لزلزال مدمر في فبراير (شباط) أودى بحياة أكثر من 50 ألفاً.. لكن الفريق التركي لم يغادر بعد إلى المغرب.

وقالت كارولين هولت مديرة العمليات العالمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: "سيكون اليومان أو الثلاثة المقبلة بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح من خلال العثور على المحاصرين تحت الأنقاض".

وأضافت أن نظام الإغاثة الدولي ينتظر مبادرة من المغرب لتقديم المساعدة مشيرة إلى أن هذا ليس أمراً مستغرباً في وقت لا تزال فيه الحكومة تقييم احتياجاتها.

وقال البابا فرنسيس إنه يصلي من أجل الضحايا ويقدم التعازي لأسرهم، وعبر عن تضامنه معهم.

وأعلن المغرب الحداد 3 أيام.. ودعا الملك محمد السادس إلى إقامة صلاة الغائب من أجل المتوفين في مساجد المملكة.

#زلزال_المغرب.. تعبئة صحية والحكومة تقبل 4 عروض للمساعدة #المغرب#زلزال_المغربhttps://t.co/ZTqXfxeYQb pic.twitter.com/OicFcinDwn

— 24.ae (@20fourMedia) September 10, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني زلزال المغرب زلزال المغرب أکثر من

إقرأ أيضاً:

تقرير يسلط الضوء على النفوذ المغربي بغرب إفريقيا..أبعاد استراتيجية تتجاوز الحدود التقليدية

أخبارنا المغربية - بدر هيكل

لا يُعدّ الانتماء المغربي لإفريقيا محض انتماءٍ جغرافي.. إنّ العلاقة بين المغرب ومجاله الإفريقيّ هي تعبيرٌ في الأساس عن انتماءٍ حضاريٍّ عريق، وعلاقاتٍ ثقافيةٍ تاريخيةٍ ممتدة، ودورٍ رياديٍّ في القارة، خصوصاً في منطقة غرب إفريقيا.

ويشكل اندماج المغرب في إفريقيا، رافعة للتنمية المستدامة التي تعود بالنفع على المغرب وعلى شركائه الأفارقة، وهو سياسة انتهجها المغرب في العشرين سنة الأخيرة، سياسة إرادية في التعاون مع باقي البلدان الإفريقية قوامُها المسؤولية المشتركة والتضامن.

 وعلى الرغم من هذه الجهود المحمودة والنتائج الإيجابية التي تحققت في أفق الاندماج الإفريقي لبلادنا، فإن المضي في تحقيق أهداف هذا الطموح، يقول "المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي" في تقرير له، يقتضي الانتقال إلى عتبة أعلى تُمكِّن من استثمار الفرص الحقيقية التي يتيحها الاندماج الإقليمي في مجال التنمية الاقتصادية، في تفاعل مع تطلعات الفاعلين وشعوب القارة الإفريقية.

ويرى في هذا الإطار، الدكتور عبد الجبار الرشيدي، الباحث والاكاديمي المغربي، أن جلالة الملك محمد السادس، "أطلق رؤية استراتيجية واعدة للتعاون مع الدول الإفريقية، ترتكز على خمسة أبعاد: البعد المرتبط بتحقيق الأمن والسلم الاستقرار ومحاربة الإرهاب، والبعد المتعلق بسياسة الهجرة واللجوء، والبعد المتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي، والبعد الروحي والديني، بالإضافة إلى البعد الإنساني والتضامني".

الحضور الديني للمغرب

لعل أبرز ما يقوي النفوذ المغربي في غرب افريقيا، الحضور القوي للبعد الروحي، ففي رصده أبرز العوامل التي ساهمت في التموقع المغربي في غرب إفريقيا أشار التقرير الذي نشرته مجلة International Politics And Society الصادرة عن أحد المراكز الالمانية، إلى النفوذ الديني المغربي المتزايد في هذا المجال الجغرافي الإفريقي، من خلال تدريب الأئمة الأفارقة ونشر الإسلام المعتدل.

وهو ما أكده، أمس الأحد، علماء وأكاديميون، في إطار فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية أسا، اثناء ندوة فكرية تحت عنوان العلاقات الروحية بين المملكة المغربية والغرب الإفريقي - الزاوية التيجانية نموذجا".

حيث أبرز أكاديميون وباحثون مغاربة وأفارقة، العلاقة الروحية الوطيدة والمتجذرة عبر التاريخ بين المغرب ودول غرب إفريقيا. وأشار متدخلون من المغرب والسينغال وبوركينا فاسو وموريتانيا، خلال الندوة الفكرية إلى أن العلاقات الدينية بين المغرب وإفريقيا ضاربة في التاريخ من خلال مساهمة علماء المملكة المغربية في انتشار الإسلام بغرب إفريقيا، مبرزين الدور الذي اضطلعت به الزاوية التيجانية في ترسيخ العلاقات الروحية والدينية بين المغرب ودول غرب إفريقيا.

وفي هذا الإطار صرح الدكتور أحمد الدرداري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي "أن المغرب يعمل على ترسيخ العقيدة المعتدلة التي تقوم على الوسطية و مبادئها، وبهذا فالمغرب ينبذ كل مظاهر وتجليات التطرف، بما يضمن نشر العقيدة في مظهرها السمح دون الاصطدام مع الآخر. و لهذا فكل العلماء بالمغرب يؤكدون على الانضباط للمذهب المالكي و للعقيدة الأشعرية، و يحفظون ما يسمى التميز الديني المغرب لكي نحافظ على العلاقة مع باقي الشعوب لأن الدين الذي لا يصل الآخر لا يمكن أن يكون دينا مقبولا".

المغرب شريك أمني لافريقيا

سجلت مجلة International Politics And) (Society الصادرة عن مؤسسة “فريديريش إيبرت”، ضمن تقرير لها، أن المغرب يعد فضاء آمنا للاستقرار في المنطقة العربية، كما يؤكد المصدر نفسه على أن المغرب أصبح حاليا "الشريك الأمني الأكثر أهمية في منطقة الساحل التي تعاني من العديد من الأزمات”.

فعلى مستوى استتباب الأمن والسلم في القارة الإفريقية، يرصد مراقبون انخراط المغرب منذ ستينيات القرن الماضي في جهود الأمم المتحدة لإقرار الأمن والسلام في القارة.

وعلى صعيد آخر، يرى الدكتور عبد الجبار الرشيدي، في مقال له، ان استراتيجية المغرب المتعلقة بمحاربة الإرهاب تحظى "بتقدير كبير من المنتظم الدولي، مما جعل منه شريكا أساسيا وموثوقا به على المستوى الدولي، نظرا للنجاعة والفعالية التي تشتغل بها مختلف الاجهزة الأمنية المكلفة بمحاربة الإرهاب".

هذا، وأكد الأستاذ بكلية الحقوق بالرباط، والمعهد العالي للإعلام والاتصال، "خالد الشرقاوي السموني"، في مقال نشرته وكالة الأنباء الرواندية، أنه "يتعين على الفاعلين المعنيين، ومن بينهم المغرب، تطوير رؤية استراتيجية للأمن، ووضع تدابير مؤسساتية وتنظيمية ومالية من أجل تحقيق الأهداف، من خلال الانكباب على التحديات الرئيسية التي يجب مواجهتها من بين المخاطر، والتهديدات المتعددة، التي تعرفها المنطقة".

واعتبر "الشرقاوي" أن "المغرب تمكن من تطوير نموذج حقيقي رائد للتعاون جنوب جنوب، يقوم على روابط متعددة الأبعاد مع البلدان الأفريقية في مختلف المجالات، ولا سيما في المجال الأمني".

المغرب المستثمر الأول في غرب افريقيا

فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي، أكدت مجلة “International Politics And Society” أن “المغرب يعول على ميناء الداخلة الأطلسي كنواة اقتصادية إقليمية جديدة يمكن أن تشكل بوابة للعالم على غرب إفريقيا، وهذا من شأنه أن يعزز مطالبات البلد بالسيادة على الصحراء”. ويأتي ذلك في الوقت الذي يعتبر باحثون المغرب أول مستثمر في غرب إفريقيا.

وفي سياق متصل، يشير الدكتور "الرشيدي" إلى أن هذا "مكن.. من فتح أسواق جديدة أمام الصادرات المغربية، ودعم تنافسية الاقتصاد الوطني، وتحسين مناخ الأعمال، والرفع من تدفقات الرأس مال الأجنبي ومن تحسين جاذبية بلادنا للاستثمارات الخارجية، وتعزيز اندماج المغرب في محيطه الاقتصادي القاري والعالمي".

وبحسب بيانات اقتصادية، فإن المغرب هو أول مستثمر بمنطقة غرب إفريقيا، في الوقت الحالي، كما أن المملكة هي ثاني مستثمر في القارة، بشكل عام، بعد جنوب إفريقيا.

حيث جاء في تقرير صادر عن مديرية الدراسات والتوقعات المالية المغربية، فإن حجم استثمارات المغرب في افريقيا، انتقل من 907 مليون درهم إلى 5.4 مليار درهم، وتتمركز هذه الاستثمارات بشكل أساسي، في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وتمثل 47 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المغربية.

وسجل التقرير، أن "تجارة المغرب مع شركائه الأفارقة سجلت تقدما مشجعا خلال العقدين الماضيين، يعكس الجهود التي تبذلها المملكة في تنويع علاقاتها التجارية".

هذا، ويبقى التوجه الدبلوماسي المغربي تجاه إفريقيا تمليه اعتبارات متعددة آنية، فالمغرب (حسب تقدير موقف نشرته مجلة قراءات افريقية) "يعتبر غرب إفريقيا.. خلفية لتحركاته الاستراتيجية، ومثالاً يُحتذى به كنموذج للتعاون "جنوب-جنوب"، خصوصاً أنّ المغرب أصبح منذ وصول الملك محمد السادس ينأى بنفسه عن مشكلات العالم العربي وأزماته.. ويبدو من خلال تتبع السياسة الإفريقية للمملكة المغربية أنّ الأبعاد الاقتصادية والدينية والثقافية والسياسية أصبحت أكثر وضوحاً وقوةّ فيها، بالرغم من التغيرات التي شهدتها البيئة الدولية والداخلية للمغرب.

وهو ما أكده الدكتور الدرداري بقوله "إن اتفاقيات التعاون والشراكات المغربية الافريقية كثيرة، تجعل من المغرب الدولة الأهم بالنسبة للقارة بحوالي 1500 اتفاقية بين المغرب والدول الافريقية، في المجال المالي والتجاري والاقتصادي والخدماتي و الأمني، والمجال الانساني ومشاريع التنمية الاجتماعية".

مقالات مشابهة

  • مدرب المنتخب البرتغالي: المنتخب المغربي من أفضل المنتخبات في العالم
  • أحداث سبتة.. وزير الخارجية الإسباني يحذر من سياسات حزب فوكس ويشيد بالتعاون المغربي
  • حكاية رجل يحارب آثار زلزال المغرب بفناجين القهوة
  • ألباريس يُثني على التعاون المغربي في صد الهجرة إلى سبتة منتقدا "دعوات إلى خلق نزاعات بين مدريد وجيرانها"
  • تركيا تشهد زلزال في ملاطية وأديامان
  • زلزال بقوة 4.6 ريختر يضرب شمال غربي الصين
  • زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب شمال غربي الصين
  • كاليفورنيا تسجل رقماً قياسياً في الزلازل
  • تقرير يسلط الضوء على النفوذ المغربي بغرب إفريقيا..أبعاد استراتيجية تتجاوز الحدود التقليدية
  • زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب سواحل جزر فيجي جنوب المحيط الهادئ