ما حكم وثائق التأمين على الحياة.. وهل يدخل الربا؟ الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
ما حكم وثائق التأمين على الحياة؟ سؤال أجابته دار الإفتاء المصرية من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مشيرة إلى أن التأمين من المعاملات المستحدثة، وهو عقد قائم على التعاون على البر والتقوى وسد بابٍ من أبواب التكافل الاجتماعي.
حكم وثائق التأمين على الحياةوتابعت الإفتاء: فهو داخل في عموم قول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» رواه البخاري، إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة الواردة في هذا الباب.
وأشارت إلى أن التأمين بكل أنواعه أصبح ضرورةً اجتماعيةً تُحتِّمها ظروف الحياة ويَصْعُبُ الاستغناء عنه؛ لوجود الكَمِّ الهائل من العُمَّال في المصانع والشركات الاقتصادية العامة والخاصة وفي غير ذلك من الأعمال، وليس المقصود من التأمين هو الربح أو الكسب غير المشروع أو ضمان عدم الموت كما قد يفهم البعض، وإنما هو التكافل والتضامن والتعاون في رفع ما يصيب الأفراد من أضرار الحوادث والكوارث ومصيبة الموت، فليس التأمين ضريبةً تُحَصَّل بالقوة، وإنما هو تكاتُفٌ وتعاوُنٌ على البر والإيثار المأمور بهما في الإسلام، ولا تعتبر زيادة مبلغ التأمين عن الاشتراكات المدفوعة رِبًا؛ لوجود معنى التكافل لتعويض أضرار الخطر.
وفي جواب سائل يقول: ما حكم أخذ تعويض من شركة التأمين؟ وهل المال الذي تدفعه الشركة لأهل المتوفى -إثر حادث سيارة أو قطار أو ما شابه ذلك- حلال أو حرام؟، قالت دار الإفتاء من خلال موقعها الرسمي، إن التعويضات المالية التي تلتزم شركات التأمين بأدائها جائزة شرعًا؛ لأنها حقوق مترتبة على عقود شرعية صحيحة عند كثير من العلماء المعاصرين؛ بناءً على أنَّ عقود التأمين عقود تبرعات يُتَهاوَن فيها عن الغرر الكثير؛ لأنَّ الغرر فيها لا يُفضي إلى نزاع بين أطرافها، بخلاف عقود المعاوضات التي لا يُقبَل فيها إلا الغرر اليسير الذي لا يترتب عليه نزاع كما هو مقرر في الفقه.
وشددت دار الإفتاء بناءً على ذلك فأخذ هذه التعويضات حلال شرعًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التامين وثائق التأمين التكافل الاجتماعي دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
«التكافل الاجتماعي في رمضان».. ندوة ثقافية بدار الكتب بطنطا
نظّمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، ندوة ثقافية بعنوان "التكافل الاجتماعي في رمضان"، وذلك بدار الكتب بطنطا، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الديني والاجتماعي.
ألقى الندوة الدكتور أمان قحيف، المفكر الإسلامي والحاصل على دكتوراه في فلسفة الآداب، حيث تناول خلالها مفهوم التكافل في الإسلام، مؤكدًا أنه يشمل أبعادًا مادية ومعنوية واجتماعية، بما يعكس روح التعاون والمودة بين أفراد المجتمع.
أوضح الدكتور أمان قحيف، أن التكافل المادي يأتي في المقدمة، حيث فرض الله الزكاة كوسيلة لدعم المحتاجين، مؤكدًا أن الحكمة الإلهية في ذلك تتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية.
وأشار إلى أن التكافل المعنوي يتجلى في صور عديدة، مثل زيارة المرضى، ومساعدة الآخرين، والتسامح، حيث استشهد بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يحث فيها الصحابة على الأعمال الإنسانية مثل زيارة المريض والتصدق، مما يعزز أهمية البعد الروحي والاجتماعي في التكافل.
كما شدد على أن الإسلام جعل التكافل شرطًا أساسيًا في حياة المسلم، فهو دين التسامح والتراحم، حيث دعا إلى العفو عن الآخرين والتمسك بروح الأخوة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الإسلام لم يقتصر في التكافل على المسلمين فقط، بل حثّ على برّ غير المسلمين والتعامل معهم برحمة وإنسانية.
أقيمت الندوة تحت إشراف نيفين زايد، مدير دار الكتب بطنطا، في إطار الأنشطة الثقافية التي تهدف إلى تعزيز القيم الاجتماعية والدينية، وإحياء روح التضامن والتكافل خلال شهر رمضان المبارك.