موقع 24:
2024-09-17@01:45:52 GMT

منطقتنا بين حزام الصين وممر الهند

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

منطقتنا بين حزام الصين وممر الهند

نحن نشهد المستقبل القريب يُصنع اليوم.. إعلان دلهي عن مشروعها الممر التجاري الموجه للشرق الأوسط وأوروبا يرفع حرارة التنافس بين القوى الكبرى، هجمة اقتصادية هندية على منطقتنا، تعتمد النقلَ البحري والبري، وستبني شبكة طرق وقطارات، كأننا نقرأ صفحة مستعارة من التاريخ القديم.

المنطقة العربية مستفيدة من التنافس الدولي اقتصادياً الذي حفز التنافس العربي

الهند، مثل الصين ترغب في التمدد والحصول على مزيد من الموارد والأسواق

في مطلع القرن الماضي، بنت ألمانيا سكة حديد ربطت برلين بإسطنبول، ثم بغداد، وتوقفت قبل البصرة والخليج، كانت لنقل البضائع والجنود.

. وبنى حلفاؤها الأتراك سكة حديد، ربطت دمشق بعمان وتبوك والمدينة المنورة، وبعد 8 سنوات من تشغيل القطار، فجر الضابط الإنجليزي "لورنس العرب" الخط، وقضى عليه نهائياً.

في خريف 2013، أعلن الرئيس الصيني عن مبادرة الحزام والطريق، مشروع أخطبوطي ضخم تشارك فيه 139 دولة، ضمنها دول عربية، بدرجات متفاوتة.. الطريق من خطين، بري عبر آسيا إلى الشرق الأوسط، ثم أوروبا، وبحري يشق المحيط الهندي إلى أفريقيا وأمريكا الجنوبية.

الهند تراقب، قلقة وغير راضية.. لم تعترض، إنما، بلغة دبلوماسية، تحتج، "بالمعايير الدولية، والحوكمة، وسيادة القانون، والشفافية، واحترام حدود الدول"، وأن الطريق يمر بمناطق متنازع عليها في كشمير مع باكستان، حليفة الصين وبوابتها الرئيسية للعالم.

بشكل عام، المنطقة العربية مستفيدة من التنافس الدولي اقتصادياً، الذي حفز التنافس العربي - العربي.. ترحب به كل دولة وتسعى أن تصبح مؤهلة لعقود أكبر في المشروعين العملاقين.

السؤال البديهي، الطريق والحزام الصيني والممر الهندي أيضاً، باطنها مشاريع سياسية، فكيف للمنطقة أن تتحاشى التورط في صراع الفيلة الدولية؟

كما ذكرت في البداية، اتفاقات اليوم تصنع المستقبل.. فالأرجح خلال السنوات المقبلة، ستفرز هذه المشاريع دول المنطقة سياسياً، ستنشأ تحالفات ومنظمات جديدة.. المشاريع السياسية لطالما كانت تاريخياً شبكة من المصالح الاقتصادية.. الطرق وسكك الحديد من دول المحور بقيادة ألمانيا، وقناة السويس من بريطانيا، والسد العالي من الاتحاد السوفياتي، والبنية التحتية من مطارات وموانئ من الولايات المتحدة لعدد من حلفائها.

واشنطن ودلهي مقتنعتان بأن هناك دوافع صينية خفية تجارية وعسكرية وراء مبادرتها الحزام والطريق.. الهند، مثل الصين، قوة صاعدة، ترغب كذلك في التمدد والحصول على مزيد من الموارد والأسواق، كلتا المبادرتين اقتصادية وسياسية.. الولايات المتحدة تعود للمنافسة، وكانت قد قلصت حضورها في إفريقيا وآسيا، بعد نهاية الحرب الباردة.

اختارت واشنطن تعزيز علاقتها بالهند، القوة المرجحة، وإن بدت بعض مواقفها مختلفة عن الأجندة الأمريكية.. مثلاً، رفضت دلهي دعوة رئيس أوكرانيا لقمة العشرين الحالية، إرضاءً لموسكو.. هذا موقف سياسي تكتيكي، في حين أن العلاقةَ الإستراتيجية أوثق اليوم مع الولايات المتحدة، بدليل دعمها الكامل لمشروع الهند، الممر التجاري مع الشرق الأوسط وأوروبا.

أي الخيارين، الصيني أم الهندي، أفضل لمنطقتنا؟

الاثنان معاً، ما أمكن ذلك.. فالسعودية، على سبيل المثال، تبيع مليوني برميل نفط للصين، ونحو مليون برميل للهند.. ويمثل البلدان اليوم، وإلى سنوات مقبلة، أكبر سوقين للرياض، فالهند ستزيد من استيرادها البترولي من 5 إلى 7 ملايين برميل يومياً في 2030، بخلاف ما يعد به رئيس الوزراء بتخفيض استيراد بلاده إلى النصف.. التقديرات تقول العكس، ستزداد وارداتها بنسبة النصف، وسيزداد تنافس القوى الصاعدة على مصادر البترول الجغرافية، والخليج تحديداً.. فهي ركن أساسي في خططِ السياسات العليا للدول الكبرى إلى منتصف القرن الحالي.

من حيث التوقيت، السعودية في موقع قوي، آخذين في الاعتبار أنها تعمل منذ 6 سنوات على مشروعها الاقتصادي العملاق الذي ينسجم مع المبادرتين الصينية والهندية.. وقد اتجهت لتقوية علاقاتها الاقتصادية مع القوتين الصاعدتين.. وإدارة العلاقات مع القوى الكبرى ليست بالمسألة الهيّنة، التنسيق النفطي مع موسكو، والتصدير لبكين ودلهي، والتعاون مع الولايات المتحدة عسكرياً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بعد 4 سنوات من اتفاقيات أبراهام.. احتفاء إسرائيلي وزيادة التبادل التجاري العربي

بعد مرور أربع سنوات على توقيع "اتفاقيات أبراهام" بين الإمارات العربية المتحدة والبحرين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى المغرب والسودان، احتفلت تل أبيب بهذه الذكرى في ظل استمرار حرب الإبادة الوحشية التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس٬ في تصريحات أدلى بها الأحد: إن "إسرائيل ملتزمة بتوسيع دائرة السلام مع دول أخرى في المنطقة"، وفقًا لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

Today, we mark 4 years since the Abraham Accords - historic agreements that reflect a shared destiny and have positively transformed the Middle East politically, in security, economically, socially, and educationally.

The Abraham Accords have made peace in the region a reality,… pic.twitter.com/xrGYerOz3P — ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) September 15, 2024
وكتب كاتس عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "اليوم نحتفل بمرور أربع سنوات على اتفاقيات أبراهام، وهي اتفاقيات تاريخية تعكس مصيرًا مشتركًا غيّر الشرق الأوسط للأفضل من الناحية السياسية والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية".


وأضاف أن اتفاقيات التطبيع "جعلت السلام في المنطقة واقعًا، وكشفت زيف الفكرة القائلة بأن السلام والازدهار في المنطقة ممكنان فقط تحت شروط معينة، وأثبتت أن الرؤية المشتركة والتعاون هما الطريق نحو مستقبل أفضل للمنطقة".

وأكد كاتس أن "إسرائيل ستظل دائمًا ملتزمة بمواصلة العمل مع شركائها في المنطقة لتحقيق قيم اتفاقيات أبراهام وتوسيع دائرة السلام مع دول أخرى".

من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، عن موقف الإمارات "الرافض لدعم اليوم التالي" للحرب في غزة بدون قيام دولة فلسطينية.

وكتب عبر حسابه على منصة "إكس" السبت الماضي: "الإمارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية".

الامارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية — عبدالله بن زايد (@ABZayed) September 14, 2024
وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور بن محمد قرقاش، أن "الإمارات ستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره"، معتبرًا أن تصريحات عبد الله بن زايد تعكس قناعة الإمارات بأن الاستقرار في المنطقة مرتبط بحل الدولتين.


تصريح سمو الشيخ عبدالله بن زايد بأن الإمارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي للحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية يعكس موقفنا الثابت والراسخ في دعم الأشقاء الفلسطينيين وقناعتنا بأن لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين.

الإمارات ستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره. pic.twitter.com/kOSYuYQRCd — د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) September 14, 2024
 وأضاف قرقاش في تغريدة عبر منصة "إكس": "الإمارات ستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره".

وفي نفس الوقت، نشر معهد اتفاقيات أبراهام للسلام سلسلة تغريدات على منصة "إكس"، ذكر فيها ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الاحتلال الإسرائيلي ودول الشركاء في السلام.

#AbrahamAccords ties remain strong ????@Peace_Accords reveals: Israel's ???????? trade with peace partners UAE ????????, Bahrain ????????, Morocco ???????? & Egypt ???????? is up ???? in 2024, as compared to the same period in 2023

Mutually-beneficial cooperation remains key to regional peace & prosperity 1/6 pic.twitter.com/IF8pxOXPj2 — Abraham Accords Peace Institute (@Peace_Accords) September 15, 2024
 وفقًا للأرقام الصادرة عن المعهد لشهر حزيران/ يونيو من هذا العام، بلغ حجم التبادل التجاري بين إسرائيل والإمارات 283.5 مليون دولار، وبينها وبين البحرين 17.9 مليون دولار، ومع المغرب 8.4 مليون دولار، ومع مصر 76 مليون دولار، ومع الأردن 51.5 مليون دولار.

وأشار المعهد إلى أن هذه الأرقام تعكس زيادة ملحوظة، حيث ارتفعت بنسبة 105 بالمئة مع مصر، و22 بالمئة مع الأردن، و2 بالمئة مع الإمارات، و1.5 بالمئة مع البحرين، و40 بالمئة مع المغرب مقارنة بالعام الماضي.

مقالات مشابهة

  • رئيس إيران: لا نعادي الولايات المتحدة
  • الرئيس الإيراني يتبرأ من الحكومات السابقة.. ويغازل الولايات المتحدة
  • بعد 4 سنوات من اتفاقيات أبراهام.. احتفاء إسرائيلي وزيادة التبادل التجاري العربي
  • الولايات المتحدة تتجه إلى رفع مستوى سلاح الجو الإسرائيلي
  • نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة في سبتمبر لهذا السبب
  • الفلبين تتعهد بالبقاء في منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي
  • الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة غير متكافئة.. وتوصيات للوصول إلى 100%
  • «سوليفان»: الولايات المتحدة تستعد لتقديم حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا
  • تقرير أمريكي: مساعدات الولايات المتحدة لليبيا تجاوزت 900 مليون دولار
  • وزير النفط العراقي يجري عملية جراحية طارئة في الولايات المتحدة