موقع 24:
2025-03-10@06:40:31 GMT

منطقتنا بين حزام الصين وممر الهند

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

منطقتنا بين حزام الصين وممر الهند

نحن نشهد المستقبل القريب يُصنع اليوم.. إعلان دلهي عن مشروعها الممر التجاري الموجه للشرق الأوسط وأوروبا يرفع حرارة التنافس بين القوى الكبرى، هجمة اقتصادية هندية على منطقتنا، تعتمد النقلَ البحري والبري، وستبني شبكة طرق وقطارات، كأننا نقرأ صفحة مستعارة من التاريخ القديم.

المنطقة العربية مستفيدة من التنافس الدولي اقتصادياً الذي حفز التنافس العربي

الهند، مثل الصين ترغب في التمدد والحصول على مزيد من الموارد والأسواق

في مطلع القرن الماضي، بنت ألمانيا سكة حديد ربطت برلين بإسطنبول، ثم بغداد، وتوقفت قبل البصرة والخليج، كانت لنقل البضائع والجنود.

. وبنى حلفاؤها الأتراك سكة حديد، ربطت دمشق بعمان وتبوك والمدينة المنورة، وبعد 8 سنوات من تشغيل القطار، فجر الضابط الإنجليزي "لورنس العرب" الخط، وقضى عليه نهائياً.

في خريف 2013، أعلن الرئيس الصيني عن مبادرة الحزام والطريق، مشروع أخطبوطي ضخم تشارك فيه 139 دولة، ضمنها دول عربية، بدرجات متفاوتة.. الطريق من خطين، بري عبر آسيا إلى الشرق الأوسط، ثم أوروبا، وبحري يشق المحيط الهندي إلى أفريقيا وأمريكا الجنوبية.

الهند تراقب، قلقة وغير راضية.. لم تعترض، إنما، بلغة دبلوماسية، تحتج، "بالمعايير الدولية، والحوكمة، وسيادة القانون، والشفافية، واحترام حدود الدول"، وأن الطريق يمر بمناطق متنازع عليها في كشمير مع باكستان، حليفة الصين وبوابتها الرئيسية للعالم.

بشكل عام، المنطقة العربية مستفيدة من التنافس الدولي اقتصادياً، الذي حفز التنافس العربي - العربي.. ترحب به كل دولة وتسعى أن تصبح مؤهلة لعقود أكبر في المشروعين العملاقين.

السؤال البديهي، الطريق والحزام الصيني والممر الهندي أيضاً، باطنها مشاريع سياسية، فكيف للمنطقة أن تتحاشى التورط في صراع الفيلة الدولية؟

كما ذكرت في البداية، اتفاقات اليوم تصنع المستقبل.. فالأرجح خلال السنوات المقبلة، ستفرز هذه المشاريع دول المنطقة سياسياً، ستنشأ تحالفات ومنظمات جديدة.. المشاريع السياسية لطالما كانت تاريخياً شبكة من المصالح الاقتصادية.. الطرق وسكك الحديد من دول المحور بقيادة ألمانيا، وقناة السويس من بريطانيا، والسد العالي من الاتحاد السوفياتي، والبنية التحتية من مطارات وموانئ من الولايات المتحدة لعدد من حلفائها.

واشنطن ودلهي مقتنعتان بأن هناك دوافع صينية خفية تجارية وعسكرية وراء مبادرتها الحزام والطريق.. الهند، مثل الصين، قوة صاعدة، ترغب كذلك في التمدد والحصول على مزيد من الموارد والأسواق، كلتا المبادرتين اقتصادية وسياسية.. الولايات المتحدة تعود للمنافسة، وكانت قد قلصت حضورها في إفريقيا وآسيا، بعد نهاية الحرب الباردة.

اختارت واشنطن تعزيز علاقتها بالهند، القوة المرجحة، وإن بدت بعض مواقفها مختلفة عن الأجندة الأمريكية.. مثلاً، رفضت دلهي دعوة رئيس أوكرانيا لقمة العشرين الحالية، إرضاءً لموسكو.. هذا موقف سياسي تكتيكي، في حين أن العلاقةَ الإستراتيجية أوثق اليوم مع الولايات المتحدة، بدليل دعمها الكامل لمشروع الهند، الممر التجاري مع الشرق الأوسط وأوروبا.

أي الخيارين، الصيني أم الهندي، أفضل لمنطقتنا؟

الاثنان معاً، ما أمكن ذلك.. فالسعودية، على سبيل المثال، تبيع مليوني برميل نفط للصين، ونحو مليون برميل للهند.. ويمثل البلدان اليوم، وإلى سنوات مقبلة، أكبر سوقين للرياض، فالهند ستزيد من استيرادها البترولي من 5 إلى 7 ملايين برميل يومياً في 2030، بخلاف ما يعد به رئيس الوزراء بتخفيض استيراد بلاده إلى النصف.. التقديرات تقول العكس، ستزداد وارداتها بنسبة النصف، وسيزداد تنافس القوى الصاعدة على مصادر البترول الجغرافية، والخليج تحديداً.. فهي ركن أساسي في خططِ السياسات العليا للدول الكبرى إلى منتصف القرن الحالي.

من حيث التوقيت، السعودية في موقع قوي، آخذين في الاعتبار أنها تعمل منذ 6 سنوات على مشروعها الاقتصادي العملاق الذي ينسجم مع المبادرتين الصينية والهندية.. وقد اتجهت لتقوية علاقاتها الاقتصادية مع القوتين الصاعدتين.. وإدارة العلاقات مع القوى الكبرى ليست بالمسألة الهيّنة، التنسيق النفطي مع موسكو، والتصدير لبكين ودلهي، والتعاون مع الولايات المتحدة عسكرياً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

عقوبات أمريكية جديدة ضد الصين || تفاصيل

أكدت وكالة أنباء رويترز أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما على السفن صينية الصنع.

وشهد الرابع من  فبراير الماضي دخول حيز التنفيذ أمر تنفيذي وقعه ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة على الواردات من الصين.

وفي 4 مارس الحالي، رفع الرئيس الأمريكي الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات الصينية من 10 بالمئة إلى 20 بالمئة، مبررًا قراره بـ”فشل الصين” في الحد من تدفق مادة الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق؛ أبدت السلطات الصينية ، استعدادها للقتال حتى النهاية إذا كانت الحرب هي ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية، سواء جمركية أو تجارية أو أي نوع آخر من الحروب.

جاء ذلك في منشور للسفارة الصينية في واشنطن على منصة “إكس”، الأربعاء، عقب رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الصين من 10 بالمئة إلى 20 بالمئة، بدعوى “الإخفاق في مكافحة الفنتانيل” من قبل بكين.

وأعادت السفارة نشر تصريحات لمتحدث وزارة الخارجية الصينية لين جيان قال فيها: “إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقًا حل مشكلة الفنتانيل، فإن الشيء الصحيح الذي يجب القيام به هو التشاور مع الصين، ومعاملة بعضنا البعض على قدم المساواة”.

وذكر أيضا : “أما إذا كانت الحرب ما تريده الولايات المتحدة، سواء كانت حرب رسوم أو حربا تجارية أو أي نوع آخر من الحروب، فنحن مستعدون للقتال حتى النهاية”.

مقالات مشابهة

  • الصين تستعد لحرب أمريكا
  • فون دير لايين: الولايات المتحدة حليفة الاتحاد الأوروبي
  • رئيس البرلمان الإيراني: لن ننتظر وصول أي رسالة من الولايات المتحدة
  • كيف تناور إندونيسيا بين الصين وأميركا؟
  • الهند تبدي استعدادها لتخفيض التعريفات الجمركية وترامب يرحب
  • الولايات المتحدة تبحث حظر ديب سيك
  • ترامب ينتقد الرسوم الجمركية التي تفرضها الهند على السلع المستوردة
  • غزة تنتمي للشعب الفلسطيني| موقف مفاجئ من الصين وأمريكا حول خطة مصر
  • ترامب ينتقد الهند.. ويتوعد بضمها إلى قائمة التعريفات الجمركية
  • عقوبات أمريكية جديدة ضد الصين || تفاصيل