يعود المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت اليوم، بعد سلسلة اتصالات أجراها الفرنسيون مع مسؤولين اميركيين وسعوديين من أجل تمديد الوساطة الفرنسية واعطائها دفعا جديدا، لكن حتى الساعة لا شيء يوحي باقتراب الحل أو نضوج التفاهمات الخارجية التي يمكن ان تشيع أجواء إيجابية في البلد.
علما أن مصادر سياسية مطلعة على الاجواء الأميركية تؤكد لـ "لبنان 24 "أن المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين  ناقش مع رئيس مجلس النواب نبيه بري  مطولا الملف الرئاسي ،مع اقتناع المصادر نفسها ان هناك  شبه تفاهم اميركي- إيراني على استقرار لبنان وبالتالي وهناك اتصالات غير  مباشرة بين الأميركيين وحزب الله في الشأن الرئاسي قد توصل إلى انتخاب رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجية.


في هذا الوقت يقول مصدر مقرب من "حزب الله" إن الحزب متمسك بفرنجية لكنه يجزم أنه لم يضع فيتو على اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، واصفا علاقة الحزب معه بالجيدة، علما أن هناك اوساطا دبلوماسية تشدد في الوقت نفسه على أن هناك قرارا دوليا دافعا لانتخاب رئيس خلال الشهرين المقبلين، الا أن الأمور لا تزال غير واضحة بعد، واذا توافرت مقومات انتخاب القائد فإن الحزب لن يقف في وجه التسوية خاصة أن عون يحظى بتأييد "المجموعة الخماسية".
وعليه، وبانتظار ما يحكى عن حراك قطري وعودة لودريان اليوم، فإن دعوة الرئيس  نبيه بري للحوار يبدو أنها لن تبصر النور، وسط معلومات تفيد أن "التيار الوطني الحر" ليس ايجابيا تجاه هذا الطرح وأنه تراجع عن المواقف الترحيبية التي أطلقها بعد خطاب بري في 31 اب، وهذا ما دفع النائب علي حسن خليل إلى الرد على باسيل  والرئيس السابق ميشال عون.
وعليه تقول مصادر دبلوماسية رفيعة إن لودريان سوف يلجأ إلى عقد اجتماعات ثنائية مع رؤساء الكتل على غرار ما فعل في الزيارة الثانية، وهذا يؤشر الى أن الحوار الموسع مجمّد ومعلّق إلى أجل غير مسمى أسوة  بحوار بري الذي سينتظر ما ستخلص اليه زيارة المبعوث الفرنسي.
وكان بري واضحا في كلامه الصحافي صباح اليوم إذ قال: "انا لم اجمّد مبادرتي، بالعكس، هي قائمة ومستمرة وتتكامل مع المبادرة الفرنسية، والمبادرتان تكمّلان بعضهما وجوهرهما واحد وهو الحوار والتوافق لإنتخاب رئيس الجمهورية".  
اضاف: انا انتظر زيارة الموفد الفرنسي جان- ايف لودريان، واتوقع ان يتم دمج مبادرتي مع مبادرة لودريان للوصول الى النتيجة الايجابية المتوخاة عبر الحوار والتوافق.
ولذلك يمكن القول إن الحوار على المستوى الداخلي عاد إلى دائرة المرواحة السلبية، في حين أن اجتماعات "لجنة الحوار بين الحزب والتيار" التي بدأت الجمعة ستواجه تعقيدات كثيرة خاصة وان لكلا الطرفين مقاربتين مختلفتين تجاه اللامركزية الموسعة.

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر: موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد

قال الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، إنّ المؤتمر الذي تعقده كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان «الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري.. رؤية واقعية استشرافية»، مؤتمر مهم أحسنت الكلية في اختيار موضوعه، لافتًا إلى أنّ عنوان المؤتمر السابق للكلية كان «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن رؤية واقعية استشرافية»، والقاسم المشترك بين المؤتمرين هو الحرصُ على تحديد آفاق الرؤية التي تضع عينا بصيرة على الواقع بهمومه وقضاياه وتضع العين الثانية على استشراف المستقبل لترمق ملامحه من بعيد، والنفوس شغوفة بما يكون في المستقبل تسترق السمع، تتحسس صورته التي ربما لا يمهلها الأجل لتراها رأي عين.

التخطيط للمستقبل

ودعا رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته بالمؤتمر اليوم، إلى ضرورة أن يَعْمَلَ الإنسانُ في يومِه لما يُسْعِدُهُ في غده، مستشهدًا بمقولة سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»، وأنّ التخطيط للمستقبل والسعي لما يحقق تقدم العباد والبلاد لتُتِمَّ الأجيالُ القادمةُ ما بدأته وتعبت فيه الأجيالُ المعاصرة لهو من أهم وسائل القوة والنجاح والتقدم والازدهار، وقد سبقتنا الأمم بإتقانها هذا التخطيطَ وإحسانِها رؤيةَ آفاق المستقبل التي تقوم على أسس قوية وأعمدة راسخة تؤسس للبناء عليها في المستقبل .

الحوار الحضاري

وفي حديثه عن الحوار الحضاري، بيَّن رئيس جامعة الأزهر أنّ موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد، ولا يصلح الجسد إلا بالرأس، وتاريخ الحوار موغلٌ في القدم، يعود إلى بَدْءِ خلق الإنسان، حين خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له وأمر إبليس بالسجود له، فدار حوار بين الله جل جلاله وبين الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، كما جرى الحوار بينه سبحانه وبين إبليسَ أشقى خلقه، وبينه سبحانه وبين سيدِنا آدمَ وذريتِه الذين كرَّمَهُم الله جل وعلا وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، وقص الذكر الحكيم هذه الحواراتِ في كثير من سور الكتاب العزيز، ولو شاء سبحانه لأمرهم جميعا فأتمروا، ونهاهم جميعا فانتهُوا، ولكنه جل وعلا يعلمنا أن نلزم الحوار سبيلا مع الأخيار والأشرار، لتتضح الحجة، ويَمِيزَ الحقُّ والباطل، ليحيا من حَيَّ عن بينة ويَهْلِكَ من هلك عن بينة . وهكذا يعلمنا الذكر الحكيم حتى لا نَغْفُلَ عن هذه الوسيلة الإقناعية.

وتابع أنّ السماوات والأرض قامتا بالحوار، فلم يقهرهما خالق القوى والقدر على طاعة أمره حين خلقهما، ولو قهرهما لخضعتا وذلتا، بل خيرهما وحاورهما وسجل ذلك في محكم التنزيل العزيز فقال سبحانه «ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ» (فصلت 11)، مضيفًا أنّ الحوار هو منطق العقول الراشدة التي تسعى للوصول إلى الصواب والسداد، في أناة وحيدة وإنصاف، بعيدا عن التشويش والضجيج الذي يملأ الأفق ويسد المسامع ويعصف بالحق.

الحق والعدل والإنصاف

وأوضح رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته بالمؤتمر اليوم الأحد أنّ الحوار الحضاري هو الحوار الصادق الذي يتغيا الحق والعدل والإنصاف، وليس فيه «حق الفيتو» الذي يغلب فيه صوت الفرد أصوات الجماعة، وكما قالوا «رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها».

وأكمل أنّ حق الفيتو الذي تستحل به الدولة العظمى القوية دماء الدول المستضعفة وتستبيح قتل رجالها ونسائها وأطفالها كما يحدث اليوم في غزة في حرب ضروس استشهد فيها أكثرُ من أربعين ألفِ شهيد، منهم أكثرُ من عشرة آلاف طفل لا تتجاوز أعمارهم سن العاشرة، فضلا عن النساء والعجائز.

وأضاف أنّ هذا يحدث منذ سنة كاملة من الإبادة الجماعية التي تقوم بها آلة الدمار الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم الذي طالما تغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأقام البرلمانات الدولية وتفاخر باعتمادها على حرية الرأي والحوار الحضاري واحترام العهود والمواثيق الدولية إلى آخر هذه العبارات الطنانة التي لا وجود لها عند التعامل مع المسلمين.

مقالات مشابهة

  • بالصور.. رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة يلتقي المبعوث الأمريكي للسودان
  • رئيس اتصالات النواب: تراخيص مشروعات النفع العام على رأس أولويات التنمية المحلية
  • استشهاد قاسم وهبي نائب رئيس بلدية برج الشمالي في غارة جنوب لبنان
  • رئيس جامعة الأزهر: غزة تشهد إبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم
  • برشلونة يخطط لتمديد عقد تشيزني
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الاختلاف والتباين بين البشر سُنة طبيعية وفطرة محمودة
  • رئيس جامعة الأزهر يؤكد أهمية جهود الإمام الأكبر في مسار الحوار الإسلامي
  • رئيس جامعة الأزهر: موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد
  • رئيس جامعة الأزهر: غزة تشهد إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم
  • الاستثمار في الذهب للمبتدئين.. نصائح مهمة لتحقيق أكبر عائد مادي