ما هي شعب الإيمان السبعون.. ومعنى بضع وستون شعبة؟| علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
ما هي شعب الإيمان السبعون؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موضحًا أنه للإيمان شعب وخصال، وشعبه كثيرة جدًا أجملها رسول الله ﷺ في قوله: (الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستون- شعبة.
معنى بضع وستون شعبةوأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "أفضلها قول (لا إله إلا الله) وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) [مسلم]، مشيرًا إلى أن فكرة أن الإيمان شعب، فكرة تدل في حد ذاتها على إدراك لطبيعة الإنسان، فإن نفسية الإنسان في غاية التركيب والتعقيد بحيث إن كلمة شعب تتناسب معها، وتصفها بدقة بليغة.
وأكمل: فكرة أن هذه الشعب لها أعلى ولها أدنى، ولها عدد تحتاج إلى وقفة للتأمل والتدبر والاستفادة، فأعلى هذه الشعب (لا إله إلا الله) وهي القضية الأساسية التي تجيب على أسئلة الإنسان الكلية، وتخرجه من الحيرة والمتاهة ، وتجعله دائمًا مؤمنًا بالغيب والشهادة معًا، وهذا هو المحك الأول الذي سوف يترتب عليه كثير من المواقف والآراء بإزاء كل مجالات الحياة، فإن تصرفات المؤمن بالله، المعتقد في التكليف، المصدق بيوم القيامة وبالحساب، الذي يعرف أن هناك دائرة للحلال ودائرة للحرام تختلف تمامًا عن تلك النفس التي تنحي قضية الألوهية وتغفل عنها، حتى يصل بها الأمر إلى إنكارها في بعض الأحيان، أو عدم اللجوء إليها إلا عندما يحاصر الإنسان بالأمراض والأسقام والهموم والأحزان، حتى صار نسيان الله عند أولئك وأيضا نسيان حقيقة الموت هو الوجه الآخر للفرح والسرور، ذلك الفرح المذموم الذي يختلف اختلافا بينًا عن الفرح المحمود.
كيف يتقي الإنسان ربه حيثما كان؟.. على جمعة: بـ3 خطوات كيف يتقي العبد ربه؟.. علي جمعة يوصي بـ3 أمور للفوز بـ8 نعموأردف: والذي قال الله فيه (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ) ،وفي الحديث "وأدناها" أي أدنى الشعب إماطة الأذى عن طريق الناس، وانظر إلى هذا التوافق بين أعلى الشعب وبين أدناها، فإن الله سبحانه وتعالى في عليائه يأمرنا بالخير وينهانا عن الشر، ويربط أفعالنا بالإيمان به، وإماطة الأذى عن طريق الناس خير يتعدى إلى الآخرين في نفسه، ولكنه يلزم منه شيء مسكوت عنه، وهو في قوة المصرح به، وهو أن الإنسان لا يضع الأذى في طريق الناس، حيث إنه مأمور أن يزيل ذلك الأذى إذا ما وجده، فما بالك أن يكون سببا في وضعه، وإماطة الأذى عن طريق الناس.
وشدد علي جمعة أن شعب الإيمان فيه ربط يذكرنا بتلك الدائرة التي تدل على اللانهائية حتى ولو كانت محدودة، فإننا لا ندري بداية الدائرة من نهايتها، ومن هنا فإنه يمكن البدء من أي مكان فيها، فنصل بالسلوك والسير إلى منتهاها، وهذا يدل على السهولة التي خاطب بها النبي ﷺ الناس وكيف أنها تصل بنا عند تطبيقها إلى قمة الفائدة على مستوى الفرد والمجتمع والأمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإيمان الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء علی جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يكشف سرُّ الاتزان وحلُّ أسئلة الوجود
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، في خطبة جمعة سابقة له بتاريخ 5 مايو 2006، أن الإيمان بالغيب والشهادة هو الأساس الذي يحقق التوازن في حياة المسلم، ويجيب على أسئلة العقل البشري الوجودية.
الإيمان بالغيب: أول أركان التقوى
وأوضح جمعة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تركنا على "المحجة البيضاء"، أي طريق الهداية الواضح الذي لا يضل سالكه.
وأشار جمعة إلى أن الغيب يمثل أحد أهم أركان الإيمان، مستشهدًا بقوله تعالى: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} (البقرة: 2-3).
وأوضح أن الإيمان بالغيب يربط المؤمن بالله عز وجل في كل جوانب حياته، ويدفعه للثقة في الحكمة الإلهية حتى عندما لا يدرك العقل أبعادها.
الإيمان بالشهادة: بناء الحق والعمارةوفيما يتعلق بالشهادة، بيّن جمعة أن الله أنزل القرآن الكريم ليكون دستورًا يهدي الإنسان إلى كيفية إقامة الشهادة بالحق، مشيرًا إلى أنها تتجسد في ثلاث محاور رئيسية: عبادة الله، وعمارة الدنيا، وتزكية النفس. وأضاف أن هذه الشهادة تعني التزام المسلم بالحق في جميع أفعاله وأقواله.
التوازن بين الغيب والشهادةواختتم جمعة خطبته بالتأكيد على أن التصديق بالغيب والشهادة يضع المسلم في حالة توازن نفسي وعقلي.
هذا التوازن يساعده على عبادة ربه بإخلاص، والقيام بمسؤولياته تجاه المجتمع، وتطوير نفسه أخلاقيًا وروحيًا.
وقال إن الإيمان بالغيب والشهادة يجعل المسلم يعيش في حالة من السكينة واليقين، لأنه وجد إجابات مقنعة على الأسئلة الكبرى التي تشغل العقل البشري، مثل الغاية من الحياة، والمصير بعد الموت، وطبيعة الكون.