فليك من «النعيم» إلى «الجحيم»!
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
ميونيخ (أ ف ب)
عاش هانزي فليك «النعيم»، عندما أشرف على تدريب بايرن ميونيخ، وقاده إلى سداسية نادرة عام 2000، لكنه عانى «الجحيم» على رأس الجهاز الفني لمنتخب ألمانيا خلال فترة عهده، حيث فشل في وقف انحدار منتخب بلاده إلى الحضيض منذ عام 2018.
كانت الخسارة القاسية أمام اليابان 1-4 «السبت» في مباراة ودية، وهي الرابعة لـ «دي مانشافت»، في آخر خمس مباريات، «القشة» التي قصمت ظهر البعير، ما أدى إلى قرار الاتحاد الألماني بإقالة فليك من منصبه حتى قبل خوض المباراة الودية الثانية ضد فرنسا الثلاثاء.
قرار غير مسبوق للاتحاد الألماني، لأن فليك بات أول مدرب والوحيد في تاريخ البلاد الذي تتم إقالته منذ استحداث هذا المنصب عام 1926، بيد أنه لم يكن مفاجئاً، نظراً للضغوطات التي تعرض لها المنتخب الألماني من قبل أنصاره والصحف المحلية في الأشهر الأخيرة.
«هانزي خارجاً»، نغمة ترددت في أصداء مدرجات فولفسبورج، بعد الهدف الياباني الرابع، في حين أعرب قائد منتخب ألمانيا الفائز بمونديال 1990 لوثار ماتيوس عن شكوكه بشأن إمكانية استمرار فليك في منصبه بعد انتهاء المباراة.
انتهت مسيرة فليك على رأس الجهاز الفني للمنتخب بالفشل، هو الذي كان مساعداً أميناً لسلفه يواكيم لوف، حيث لم ينجح في انتشال ألمانيا من النفق الذي دخلته عام 2018، وتحديداً في مونديال روسيا عندما خرجت من الدور الأول، في مجموعة كانت في متناولها، لكنها احتلت المركز الأخير فيها بخسارتها أمام المكسيك وكوريا الجنوبية، والفوز على السويد 2-1 في الوقت بدل الضائع.
ولم تكن حال المنتخب أفضل مع فليك في مونديال قطر نهاية العام الماضي، إذ ودع الألمان من دور المجموعات أيضاً، بحلولهم في المركز الثالث، بعد الخسارة افتتاحاً أمام اليابان 1-2، ثم التعادل أمام إسبانيا 1-1، قبل الفوز على كوستاريكا 4-2.
وقبل خوض المونديال القطري، عاش فليك إخفاقاً آخر في دوري الأمم الأوروبية، حيث حل المنتخب الألماني ثالثاً في المجموعة الثالثة للمستوى الأول، خلف إيطاليا والمجر التي أسقطته على أرضه في لايبزج 1-0.
ويُعرف عن فليك بأنه رجل حوار، ويقول حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير الغائب عن الملاعب منذ أواخر العام الماضي، بعد كسر مزدوج في ساقه، إثر رحلة تزلج، في سيرته الذاتية «يولي هانزي اهتماماً كبيراً بالتواصل مع اللاعبين داخل الملعب وخارجه».
ويعرف نوير مدربه فليك منذ أكثر من عقد عندما كان الأخير مساعداً للوف في المنتخب، ثم عندما عمل مساعدا للكرواتي كوفاتش مدرب بايرن ميونيخ السابق قبل ان يحل محله.
وفي خريف عام 2019 عندما كان الفريق البافاري يحقق نتائج مخيبة من بينها خسارة قاسية أمام اينتراخت فرانكفورت 1-5، ليجد نفسه في منتصف ترتيب الدوري المحلي، أقالت إدارة النادي كوفاتش وحل بدلاً منه فليك بشكل موقت فكانت نقطة تحول في مسيرته التدريبية.
بعد بداية متذبذبة شهدت خسارة فريقه مباراتين من اصل 6، بدأ يحقق النجاح تلو الآخر ما اقنع إدارة النادي البافاري بالتعاقد معه بصورة دائمة.
ضربت جائحة «كوفيد» العالم ربيع عام 2020، لكن الدوري الألماني استأنف نشاطه بعد توقف دام حوالي الشهرين، وقاد فليك بايرن ميونيخ إلى اللقب نهاية يونيو، اتبعها بإحراز كأس ألمانيا مطلع يوليو ثم احرز ثلاثية نادرة بتتويجه بطلاً لدوري أبطال أوروبا، بالفوز على باريس سان جيرمان 1-صفر في المباراة النهائية. أخبار ذات صلة
ثلاثية أخرى أضافها بالفوز في الكأس السوبر الأوروبية والكأس السوبر الألمانية وبطولة العالم للأندية في العام ذاته.
أدى اختلاف في وجهات النظر بينه وبين المدير الرياضي السابق في بايرن ميونيخ حسن صالحميدزيتش إلى رحيله عن بايرن، قبل أن يتم تعيينه مدرباً لألمانيا.
وعلى الرغم من تأكيده عقب الخسارة أمام اليابان بأنه لا يزال الرجل المناسب لقيادة منتخب ألمانيا، كان للاتحاد الألماني رأي آخر، فتمت إقالته قبل تسعة أشهر من نهائيات كأس أوروبا التي تستضيفها بلاده في «صيف 2024».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ألمانيا اليابان هانسي فليك
إقرأ أيضاً:
هذا هو الفارق بين رؤية فليك وأنشيلوتي لأخطاء الحكام في «الليجا»
أنور إبراهيم (القاهرة)
لايكف ريال مدريد عن الشكوى من التحكيم وخاصة بعد مباراة الفريق الأخيرة أمام إسبانيول في الدوري، التي تعرّض خلالها الفرنسي كيليان مبابي لعرقلة من الخلف كانت تستوجب طرد كارلوس روميرو مدافع الفريق المضيف، بالإضافة إلى إلغاء هدف للبرازيلي فينسيو جونيور بجحة احتساب مخالفة ضد مبابي قبل الهدف.
ولم يكتف الريال بالشكوى، من خلال تصريحات الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني، وإنما بث فيديو عبر حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي يشجب ويندد فيه بالتحكيم، كما رفع شكوى رسمية للاتحاد الإسباني لكرة القدم، وأخرى للمجلس الأعلى للرياضة للمطالبة باتخاذ إجراءات حازمة من أجل تجنب مثل هذه الأخطاء التحكيمية في المستقبل.
وفي مقابل هذا الموقف المدريدي، فإن الألماني هانسي فليك، المدير الفني لبرشلونة، يرفض أن يحذو حذو الريال في الهجوم على التحكيم، وانتهج أسلوباً آخر أكثر حكمة وتوازناً، حيث قال خلال مؤتمر صحفي أمس: لكي أكون أميناً، لا أريد التحدث عن التحكيم، أوما يفعله ريال مدريد في هذا الشأن، هذا ليس أسلوبنا، فنحن لانبحث عن تبريرات أو «شماعات» للنتائج، وكل نادٍ له طريقته وأسلوبه في العمل.
وأضاف فليك قائلاً: نحن بشر ونرتكب جميعاً أخطاء، وعمل الحكام في غاية التعقيد، ويجب أن نتقبله، لأن المهمة بالنسبة لهم ليس سهلة على الإطلاق.
ورفض فليك إشعال الموقف أكثر، بالحديث عن أخطاء الحكام التي اكتوى بها فريقه أيضاً، وفضّل التركيز على الحديث عن أداء الفريق في الملعب. وعلق قائلاً: منذ وصولي إلى برشلونة أحرص على عدم البحث عن تبريرات للنتائج، ولا أشكو التحكيم، فالمفروض أن نركز أكثرعلى الفوز بمبارياتنا، وأعلم أننا خسرنا بعض النقاط بسبب نتائج المباريات، وهذا خطأنا، وليس خطأ التحكيم، وعلينا أن ننظر إلى ما يمكننا عمله إزاء ذلك، وأمامنا الأحد مباراة مهمة أخرى في الدوري «الليجا» أمام إشبيلية، ولكن الأهم الآن أن نركز على مباراة غد الخميس في ربع نهائي الكأس أمام فالينسيا.
وتحدث موقع جول العالمي عن الفارق بين موقف أنشيلوتي، وموقف فليك في قضية التحكيم، مشيراً إلى أن الأول يفضل انتقاد الحكام ومهاجمتهم، بينما الثاني يركز أكثرعلى أرض الملعب، وهذا الاختلاف في الاستراتيجية يبرز «رؤيتين متعارضتين» في كرة القدم، الأولى تركز على إدانة الحكام، والثانية تهتم أكثر بأداء الفريق، وكيفية السيطرة على نتائج المباريات.