الخليج الجديد:
2025-03-25@17:36:29 GMT

رسالة إلى القيادة الصينية

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

رسالة إلى القيادة الصينية

رسالة إلى القيادة الصينية

يجب أن تقال كل الحقائق للقيادة الصينية ولا يمنع ذلك اعتبارها صديقة أو إقامة علاقات تعاون اقتصادية معها أو الوقوف ضد أمريكا في صراعها مع الصين.

شراء الصين لشركة تعنى بالاستيطان، والموقف من المقاومة الفلسطينية، ومن الدولة القومية اليهودية، يشكل كارثة، ويخالف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

إذا كانت الصين لأسباب تخصها لا تقبل بالطرح الفلسطيني، فهذا لا يمنع أن تقوم علاقات صداقة وتعاون بين الصين وشعب فلسطين، والشعوب العربية والإسلامية.

تاريخ الصين مع قضية فلسطين مرّ بمرحلة صداقة حميمة، تأييداً للقضية ودعماً للمقاومة، وكان موقفها الأفضل عالميا حتى اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

يجب ألاّ تتدخل الصين في الضغط للتسوية، وحلّ الدولتين، لأنه في هذه الحالة تدخل في شأن داخلي، وإثارة نقاط خلاف تسيء لما يمكن أن يقوم ويطوّر من علاقات صداقة وتعاون.

صدر من الصين ما يفيد بالمضي نحو رعاية مفاوضات تسوية مما يشير لاحتمال قوي أنها قطعت شوطاً بهذا التوجه مع حكومة نتنياهو، وإلاّ ما كانت لتعلن عن رغبتها استنادإ لموافقة رسمية فلسطينية فقط.

* * *

كما كان متوقعاً منذ أن صدرت إشارة رسمية من الحكومة الصينية بإبداء الاستعداد لرعاية مفاوضات تسوية على الساحة الفلسطينية، فإن الصين ستواصل الإعداد لهذه الخطوة.

وقد تأكد ذلك من خلال الزيارة التي أعدت لها لرئيس م.ت.ف محمود عباس، لزيارة الصين خلال الأسبوع الفائت، وذلك بعد أن أخذت موافقته على تحركها بهذا الاتجاه.

وقد صدر من الصين ما يفيد بأنها ماضية ضمن هذا التوجه، الأمر الذي يشير إلى احتمال قوي بأنها قطعت شوطاً بهذا التوجه مع حكومة نتنياهو، وإلاّ ما كانت لتعلن عن رغبتها، بالاستناد إلى الموافقة الرسمية الفلسطينية فقط.

وهنا يمكن أن يُستنتج الأمر نفسه إذا ما أُخذ بعين الاعتبار استمرار التباعد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو، مما قد يدفع الأخير للعب بالورقة الصينية، رداً على هذا التباعد.

تاريخ الصين مع قضية فلسطين مرّ بمرحلة صداقة حميمة، تأييداً للقضية ودعماً للمقاومة، وكان موقفها الأفضل عالميا حتى اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

ثم بدأ بالتراجع النسبي إلى أن انتهى بعودة الاعتراف بدولة "إسرائيل"، وتبني أخيراً مشروع "حلّ الدولتين"، مع علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع الكيان الصهيوني.

وقد وصلت تلك العلاقات الأوج في الآونة الأخيرة، من حيث الاتفاقات الاقتصادية والتعاون التكنولوجي، وشراء شركة صهيونية لـ"تحسين مظهر المستوطنات"، كما اعتبار المقاومة عمل تخريبي، أو تأييد سياسة "إسرائيل" كوطن قومي ليهود العالم.

هذا كله يفترض بفصائل المقاومة، ولا سيما الرافضة لاتفاقيات أوسلو أو لحلّ الدولتين، أن تدخل مع الصين بمحادثات جادّة، بعيداً من المجاملة، وذلك لإيضاح الحق الفلسطيني على كامل أرض فلسطين، كما الحق بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وباعتماد استراتيجية المقاومة، كما رفض حلّ الدولتين، أو حلّ الدولة الواحدة.

وهذا الحلّ يعطي للمستوطنين شرعية الوجود في فلسطين، والتفاوض على حق تقرير مصيرها، وذلك عندما يعطي حق المواطنة المتساوية، وهو المستوطن الاقتلاعي الإحلالي غير الشرعي.

ليس ثمة فارق بين تمسك الصين بحقها الكامل في تايوان، وتمسّك الفلسطينيين بحقهم الكامل في فلسطين. وأما الفارق، فبقاء تايوان صينية، ولم تفقد هويتها الصينية، فيما فلسطين احتُلت من مستوطنين، غزاة غرباء، جاء بهم الاستعمار البريطاني، ومكّن لهم من اقتلاع ثلثي الشعب الفلسطيني، والحلول مكانه، وإقامة كيان يستهدف تهويد فلسطين بالكامل، وإفقادها لهويتها، الأمر الذي يجعل التمسّك بالحق الفلسطيني أشدّ إلحاحاً، وواجباً وضرورة.

وإذا كانت الصين لأسباب تخصها، لا تقبل بالطرح الفلسطيني، فهذا لا يمنع أن تقوم علاقات صداقة وتعاون بين الصين والشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، ولكن شريطة ألاّ تتدخل الصين في الضغط للتسوية، وحلّ الدولتين، لأنه في هذه الحالة يعدّ تدخلاً في الشأن الداخلي، وإثارة نقاط خلافية تسيء لما يمكن أن يقوم ويطوّر من علاقات صداقة وتعاون.

هنا تجب الإشارة عند تناول موضوع العلاقات والمستقبل، إلى أن موقف الدول العربية وأغلب الدول الإسلامية يختلف عن موقف الشعوب العربية والإسلامية، ويختلف عن موقف فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني، لأن الدول سبق لها وتراجعت عن الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في فلسطين، وتخلت عن عدم الاعتراف بما تمّ من اقتلاع وإحلال، وما هو قائم من ظلم فادح للقضية الفلسطينية.

من هنا فإن موقف الدول العربية والإسلامية، كما السلطة الفلسطينية، سوف يتغير بالنسبة لقضية فلسطين، مع نهوض الشعوب وتحرّرها ووحدتها، وهو أمر آتٍ لا محالة.

الظاهر في الموقف الصيني هو الدعوة لحلّ الدولتين، أما مسألة شراء الصين للشركة التي تعنى بالاستيطان، والموقف من المقاومة الفلسطينية، ومن الدولة القومية اليهودية، فيشكل كارثة، من ناحية مخالفة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

كما يتناقض مع سقف الدول العربية والإسلامية، وحتى دول العالم، فكيف بالنسبة إلى الشعوب. لذلك يجب التراجع عن هذه السياسات، لأنها تضر بالعلاقات الجيدة والمستقبلية، وتفرض أن يُعاد النظر فيها، بالنسبة للسياسة الصينية عموماً.

صحيح أن المقاومة الفلسطينية وحركة التحرّر العربي، وعدد من البلدان الإسلامية تقف ضد أمريكا، في ما يجري من صراع ومواجهة بين الصين وأمريكا أو بين روسيا وأمريكا، وذلك بسبب المظالم الكثيرة التي لحقت بالشعوب العربية والإسلامية من الاستعمار الغربي، ولا سيما البريطاني والفرنسي والأمريكي، كما بسبب السياسات الغربية والأمريكية الراهنين.

وهو موقف لا نقايض عليه، حتى لو قامت سياسات صينية أو روسية في غير مصلحة قضية فلسطين كما هو حادث الآن، فالموقف هنا، والحالة هذه، سيكون ضد أمريكا والغرب..

ولكن على الصين أن تعلم أن موقفها من شركة تجمّل المستوطنات، موقف مخالف للقانون الدولي، ولميثاق هيئة الأمم لأن الاستيطان غير مشروع من حيث أتى.

وكذلك موقفها من المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال من خلال عدم اعتبارها مشروعة وحقاً للشعب الفلسطيني، وهذا ما ينصّ عليه القانون الدولي، وميثاق هيئة الأمم، بل وقرارات صادرة عن الجمعية العامة، بإعطاء الشعب الفلسطيني الحق باستخدام السلاح والمقاومة ضدّ الاحتلال.

أما الاعتراف بحق "إسرائيل" بالتحوّل إلى دولة قومية ليهود العالم، فبدوره يشكل دعماً لحالة استعمار استيطاني اقتلاعي إحلالي، ولا حق لها حتى بالوجود على أرض فلسطين؛ لأن كيانها غير شرعي حتى بموجب قرار التقسيم المخالف للقانون الدولي الذي يعطي الشعب الذي كان يسكن فلسطين ساعة دخول الاستعمار، حقاً حصرياً في تقرير مصيرها.

كما أن ميثاق هيئة الأمم المتحدة لا يعطي الجمعية العمومية صلاحية أو حق تقرير مصير أي بلد من بلدان العالم، وهذا الذي خالفته الجمعية العامة بإصدار القرار 181 لعام 1947 بحق فلسطين.

بل حتى عضوية "دولة إسرائيل" في هيئة الأمم كان مشروطاً بإعادة اللاجئين (قرار 194) وبالعودة إلى حدود قرار 181 لعام 1947، وهما لم يطبقا، بل وتوسعت دولة إسرائيل أكثر حتى احتلت كل فلسطين، وتبنت سياسة عدم الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وبالمناسبة، إن حكومات الكيان الصهيوني منذ 1948 حتى اليوم، لم تعترف بأيّ قرار من قرارات هيئة الأمم المتحدة، بما فيها المجحفة بالحق الفلسطيني، لأن استراتيجية وسياسات المشروع الصهيوني في فلسطين يهدف إلى اقتلاع كل الفلسطينيين من فلسطين واعتبارها "أرض إسرائيل" بالكامل، ويجب أن تتهود وتكون وطناً قومياً ليهود العالم.

هذا المشروع هو الذي يفسّر استحالة قبول الكيان الصهيوني بحلّ الدولتين، رغم إجحافه بالحق الفلسطيني حتى المعطى من قبل القرار 181 لعام 1947، والخاص بتقسيم فلسطين. وقد أُعلن قيام دولة إسرائيل بموجبه دون الاعتراف به كاملاً (نص إعلان بن غوريون لقيام دولة إسرائيل).

بكلمة، يجب أن تقال كل هذه الحقائق للقيادة الصينية دون أن يمنع ذلك من اعتبارها صديقة، أو يمنع إقامة علاقات تعاون اقتصادية معها، أو يحول دون الوقوف ضد أمريكا في صراعها مع الصين.

هذا ويمكن أن يقال لروسيا الشيء نفسه، مع لفت انتباهها إلى خطورة نقل السفارة الروسية إلى القدس، سواء في شرقها أو غربها.

*منير شفيق كاتب ومفكر وسياسي فلسطيني

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الصين فلسطين إسرائيل مبادرات محمود عباس حل الدولتين الكيان الصهيوني المقاومة الفلسطینیة العربیة والإسلامیة الأمم المتحدة دولة إسرائیل هیئة الأمم ضد أمریکا فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

في زمن تتقاطع فيه الجراح وتتلاقى فيه المعارك على خط المقاومة.. صنعاء ترفع صوت المقاومة وتجدّد العهد بأن “فلسطين” هي البوصلة

مفتاح: المؤتمر سيقدم شهادات حية وصادقة تكشف الحقائق المظلمة للاحتلال الصعدي: فرصة مهمة لتعزيز وعي الأمة المولد: المؤتمر يعكس ثبات الموقف اليمني تجاه القضية المركزية العماد: تحميل الأمة مسؤوليتها تجاه فلسطين في مواجهة التطبيع والخنوع عامر: المؤتمر رسالة قوية للشعب الفلسطيني: “لستم وحدكم” شرف الدين: على الأمة الالتفاف حول قضيتهم المركزية

 

وسط تصاعد العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، واستهداف اليمن في مشهد يُعيد رسم خريطة المواجهة في المنطقة، تنطلق في العاصمة صنعاء أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” تحت شعار “لستم وحدكم”، بمشاركة واسعة من شخصيات سياسية وفكرية وثقافية من مختلف الدول العربية والإسلامية، إلى جانب حضور دولي بارز.

وفي لحظة سياسية شديدة التعقيد، تقف صنعاء بثباتها المعروف، وتفتح أبوابها لمؤتمر يُجدد العهد مع فلسطين، ويعيد توجيه بوصلة الأمة نحو القضية التي لم ولن تُمحى من الوعي. المؤتمر، الذي يأتي بالتزامن مع اقتراب يوم القدس العالمي، يُعقد في ظل ظروف استثنائية، حيث تحوّلت غزة إلى عنوان للبطولة والدم، واليمن إلى جبهة أخرى في ذات المعركة.

وفي إطار مواكبتها للاستعدادات النهائية وتدشين فعاليات المؤتمر، أجرت صحيفة “الثورة” سلسلة من اللقاءات مع عدد من القيادات السياسية، والنخب العلمائية، والمثقفين، لرصد انطباعاتهم وتعليقاتهم حول أهمية انعقاد المؤتمر الدولي الثالث. لمعرفة دلالات التوقيت، وقراءة الرسائل العميقة التي يحملها المؤتمر، وفهم أبعاد الاصطفاف الشعبي والسياسي الذي تشهده صنعاء في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الأمة.

الثورة /ماجد حميد الكحلاني

في البداية التقت صحيفة (الثورة) النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح والذي تحدث حول أهمية المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، مؤكداً أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل المستجدات الأخيرة التي تمر بها المنطقة.

وأضاف أن المؤتمر هذا العام يحمل طابعًا خاصاَ، مختلفاً من حيث الشكل والمضمون، لا سيما بعد عملية “طوفان الأقصى” والملحمة الفلسطينية الكبرى، إلى جانب الجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الأمريكي والصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. وأوضح أن المؤتمر يمثل صرخة عالمية في وجه هذا الطغيان، وأن حضور وفود من مختلف بلدان العالم، بما في ذلك من لم يتمكنوا من الحضور، يعكس المستوى الكبير لهذا الحدث وأهميته في هذه المرحلة الحساسة.

ونوه النائب الأول لرئيس الوزراء بأن التوقعات من المشاركين تتمثل في إيصال مظلومية الشعب الفلسطيني إلى جميع أنحاء العالم وبمختلف اللغات، مؤكدًا أن المشاركين سيعملون على كسر حاجز التعتيم الذي يسعى الاحتلال الأمريكي والصهيوني إلى فرضه على جريمته النكراء، وذلك عبر نقل الصور الحقيقية للواقع الفلسطيني. مؤكداً أن المؤتمر سيعكس زخماً كبيراً وسيكون له صدى واسع، حيث سيقدم شهادات حية وصادقة تكشف الحقائق المظلمة التي يحاول الاحتلال التستر عليها، ويؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يُترك وحده في معركته.

توقيت بالغ الأهمية

وكان لقاء خاص مع معالي وزير التربية والتعليم والبحث العلمي، الأستاذ حسن عبدالله الصعدي، الذي تحدث بدوره عن أهمية انعقاد المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها الأمة. حيث أكد أن أهمية المؤتمر تتجلى في مواجهة التخاذل الكبير الذي نشهده على مستوى القيادات والشعوب في البلدان العربية والإسلامية، وهو تخاذل خطير يعكس تراجعًا كبيرًا في الوعي الإسلامي والقيم الإنسانية. ولفت معاليه إلى أن ما يحدث اليوم في غزة من حصار وتجويع وقتل مستمر هو وضع مخز بكل المقاييس، ويستدعي تحركًا قويًا من الأمة لإحياء الوعي بالقضايا الأساسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف الصعدي أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يعيد الأمة إلى وعيها ويذكرها بقضاياها المحورية، مشيرًا إلى أن ما كان يجب أن يكون واضحًا أصبح بحاجة إلى أبحاث ودراسات لإثباته وتوضيحه، مثل مظلومية الشعب الفلسطيني وجرائم العدو الإسرائيلي.

وتابع معاليه أن المؤتمر أيضاً يتزامن مع التصعيد الكبير في غزة والموقف اليمني المتميز الذي يضرب أروع الأمثلة في الثبات والصمود، مؤكداً أن الموقف اليمني يقدم درسًا للعالم حول كيفية مواجهة الظلم، ويُظهر كيف أن اليمن، رغم التحديات الكبيرة التي واجهها من حصار وضعف الإمكانيات، قد نجح في تقديم نموذج قوي من المقاومة.

وأشار الوزير الصعدي إلى أن هذا المؤتمر يُعد فرصة مهمة لإعادة الأمة إلى قيمها الإسلامية الحقيقية، ويُعزز الوعي بضرورة التحرك الجماعي في مواجهة العدو الإسرائيلي. وأضاف أن هذا الحدث يضيء على المواقف الثابتة لليمن ويُبرز قوة التأثير الذي يمكن أن تحققه الأمة إذا تحركت بشكل موحد.

وفي ختام حديثه، أمل معاليه أن يكون لهذا المؤتمر صدى واسع بين مثقفي الأمة وجماهيرها، وأن يصل الصوت إلى العالم بأسره ليعكس قوة ومصداقية القضية الفلسطينية.

العدوان لن يُثني اليمن

بدوره أكد معالي وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد علي المولد أن انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية في العاصمة صنعاء يأتي في توقيت بالغ الحساسية، ويُعد محطة محورية تؤكد على ثبات موقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية، رغم التحديات الجسيمة والعدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني المتواصل على اليمن وغزة.

وأوضح معاليه أن المؤتمر يحمل رسالة قوية وواضحة للعدو الصهيوني وأدواته، مفادها أن موقف الشعب اليمني لن يتزحزح ولن يتراجع، وأن العدوان لن يُثني اليمن عن نصرة فلسطين ودعم المقاومة، مهما كانت التضحيات والضغوط.

وأشار إلى أن أهمية المؤتمر لا تقتصر فقط على التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، بل تتجاوز ذلك إلى إعادة تصويب بوصلة الأمة، في وقت كادت فيه بعض الأنظمة أن تطمس هذه القضية من الوعي العربي والإسلامي، من خلال الانخراط في مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ونوّه الوزير بأن الشعب اليمني يرتبط وجدانيًا وعقائديًا بفلسطين وبأهلنا في غزة، ويستمد موقفه من قيادة ثورية مؤمنة وعلى رأسها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي قدّم نموذجًا في الثبات والتوكل على الله ومواجهة قوى الاستكبار العالمي.

وأضاف أن القوات المسلحة اليمنية والقيادة الثورية أثبتت جاهزيتها وقدرتها في الميدان، سواء في الرد على العدوان أو في دعم معركة الأمة ضد المشروع الصهيوني، عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة والعمليات النوعية المتواصلة حتى يتم رفع الحصار عن غزة.

وفي حديثه عن واجب الأمة، وجه معاليه رسالة إلى الشعوب العربية والإسلامية، داعيًا إياها إلى التحرك وتحمل المسؤولية تجاه فلسطين، معتبرًا أن التغيير الحقيقي يبدأ من الشعوب لا من القيادات التي لم يعد يُعوّل عليها.

وقال: “ندعو الشعوب لأن تقتدي بتجربة اليمن، قيادة وشعبًا، في الاعتماد على الله، واتخاذ موقف واضح وشجاع في دعم فلسطين. فالله وعد بالنصر لعباده إن نصروا قضاياه، كما في قوله تعالى: ‘إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم’.”

وختم الوزير حديثه بالتأكيد على أن فلسطين ليست وحدها، وغزة ليست وحدها، وأن صمود اليمن وانخراطه في هذه المعركة سيستمر حتى يتحقق النصر وترتفع راية الحرية على كل شبر من أرض فلسطين المحتلة.

حالة وعي متجذرة

من جانبه أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ علي علي العماد، ، أن انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية في صنعاء يمثل امتدادًا لمسار واعٍ ومسؤول اختطّته القيادة اليمنية، وعلى رأسها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في تبني القضية الفلسطينية كموقف مبدئي وثقافي وعقائدي جامع، وليس مجرد موقف عاطفي أو آنٍ.

وقال العماد إن أهمية المؤتمر لا تقتصر على جانب الدعم العسكري والمساندة العملياتية لغزة، وإنما تكمن في خلق حالة وعي متجذرة تجاه خطورة المشروع الصهيوني والأمريكي على الأمة والبشرية عمومًا، وفي مواجهة آلة التضليل والبروباغندا الإعلامية التي يروجها العدو لطمس الحقائق وتزييف الوعي.

وأشار إلى أن اليمن، من خلال هذا المؤتمر، يؤكد مجددًا على مسؤوليته الأصيلة والمستقلة في مناهضة العدو الصهيوني، ويثبت أن المعركة ليست فقط بالسلاح، بل هي معركة ثقافية وفكرية وحضارية تتطلب بناء وعي قرآني وراسخ بعدالة القضية وفهم عميق لخطورة العدو الذي لا يريد للأمة خيرًا، ويسعى لتفكيكها وضرب قواها من الداخل.

وأضاف: “المؤتمر اليوم يأتي في ظل عدوان مزدوج: صهيوني أمريكي على غزة، وأمريكي مباشر على اليمن، ومع ذلك يُعقد، ويُرفع الصوت اليمني عاليًا ليؤكد أننا ماضون في طريق المقاومة والثبات، وأننا لن نتراجع عن نصرة فلسطين، مهما بلغت التحديات.”

وفي رده على سؤال حول الرسائل التوعوية التي يحملها المؤتمر، أوضح العماد أن من أبرز ما يسعى المؤتمر لترسيخه هو ثقافة العداء الواعي والمنهجي تجاه العدو الصهيوني، وضرورة أن تتحرك الأمة من منطلق التوحد والعمل المشترك، بعيدًا عن الطائفية والمناطقية والانقسامات التي يخدم بها العدو مشروعه التوسعي والإجرامي.

وأكد أن المؤتمر يجسد نموذجًا فريدًا في التحرك الجماعي للأحرار من مختلف دول العالم، من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا، إلى محور المقاومة في الوطن العربي، ليعلنوا موقفًا موحدًا في وجه العدوان الغربي الأمريكي الصهيوني.

وختم العماد حديثه قائلًا “اليوم لا توجد أعذار، الصمت خيانة، والتخاذل مشاركة في الجريمة، على كل الأمة، بكل أطيافها، أن تتحرك ضمن مشروع جامع يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية ويواجه المشروع الصهيوني كعدو مشترك وخطر على كل البشرية.”

القضية الفلسطينية حاضرة في الذاكرة العالمية

وفي تصريح لـ “الثورة” حول أهمية المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، أكد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ، الأستاذ نصر الدين عامر، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظرف استثنائي وحساس، حيث يواجه اليمن العدوان الأمريكي الشرس والتصعيد الإسرائيلي على غزة.

وأوضح عامر أن اليمن في هذا المؤتمر لم يعد مجرد جبهة مساندة، كما كان في العام الماضي أثناء “طوفان الأقصى”، بل أصبح اليوم في طليعة المواجهة، يدافع عن القضية الفلسطينية ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بشكل كبير وفاعل.

وأضاف رئيس وكالة سبأ أن المؤتمر هذا العام سيكون له تأثير كبير، حيث تشارك فيه دول متعددة من أنحاء العالم، بما في ذلك مشاركة واسعة من الدول الأجنبية، ما يعكس الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية. كما أشار إلى أن المؤتمر سيبعث برسالة قوية للشعب الفلسطيني مفادها: “لستم وحدكم”، مؤكداً أن كل الجهود ستسخر لخدمتهم ودعم قضيتهم العادلة.

وفيما يتعلق بتقوية جبهة المقاومة في مواجهة التطبيع، أكد نصرالدين عامر أن المؤتمر يساهم في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الذاكرة العالمية.. مشيراً إلى أن هناك جهوداً كبيرة تبذل من قبل أجهزة مخابرات دولية لمنع تداول القضية الفلسطينية، واصفًا المؤتمر بأنه خطوة مهمة لمواجهة محاولات محو القضية من الأذهان وفرض حالة الاستسلام.

أما عن أبرز الرسائل التوعوية التي يحملها المؤتمر، فقد أوضح أن المؤتمر سيكون منصة علمية تقدم أوراقًا بحثية غنية تعزز الوعي بالقضية الفلسطينية. مشيراً إلى أهمية المؤتمر في السنوات التي لا تشهد مواجهة عسكرية، حيث يعمل على إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الأذهان من خلال الأنشطة الفكرية والثقافية، وتزامنه مع يوم القدس العالمي يعزز من مكانته كمحور رئيسي في الحفاظ على القضية الفلسطينية في وجدان الأمة.

المؤتمر محطة محورية

كما تحدث حول أهمية انعقاد المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” عضو رابطة علماء اليمن العلامة حمود محمد إسماعيل شرف الدين، مؤكداً أن المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية، في ظل الهجمات المسعورة التي يشنها العدو الأمريكي والصهيوني على غزة واليمن. مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يمثل محطة محورية في معركة الأمة ضد أعداء الإسلام، الذين يسعون لزعزعة استقرار المسلمين وتقويض قوتهم.

وأوضح شرف الدين أن المؤتمر يهدف إلى استنهاض الأمة بكل شرائحها، سواء الاجتماعية أو العلمية والفكرية، ليكون لهم دور فاعل في هذه المواجهة بين الإيمان والكفر.. مشدداً على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي يجب على الجميع الالتفاف حولها والعمل على دعمها بكل الوسائل. وأشار إلى أن دول محور المقاومة ستكون لها الريادة في مواجهة العدو الصهيوني والأمريكي، وأنها ستظل صامدة في معركة الحق.

وفي ختام حديثه، دعا شرف الدين إلى أن يحقق المؤتمر أهدافه في توعية الأمة بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن المقاومة ستنتصر بإذن الله، كما شهدنا انتصارات متتالية ضد العدو في مختلف الجبهات. وأكد أن المؤتمر سيكون خطوة كبيرة نحو تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية، وأنه سيسهم في تعزيز تماسك الأمة في مواجهة التحديات القادمة.

أهمية رمزية وروحية كبيرة

بدوره أكد الكاتب والباحث السياسي عبدالعزيز أبو طالب، أن انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية في العاصمة صنعاء، يُمثل رسالة قوية موجهة إلى قوى الاستكبار والطغيان، بأن اليمن ماضٍ بثبات في موقفه المقاوم والداعم للشعب الفلسطيني، رغم كل التحديات والعدوان المتواصل.

وأوضح أبو طالب أن هذا المؤتمر يتزامن مع قرب حلول يوم القدس العالمي، ما يمنحه أهمية رمزية وروحية كبيرة، خصوصاً كونه يعكس تمسّك اليمن بمركزية القضية الفلسطينية في وجدانه وفي صميم مشروعه القرآني والأخلاقي، خاصة بعد ما تعرضت له غزة من مجازر إبادة وحصار خانق في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”.

وأشار إلى أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية حساسة، حيث تكالبت قوى عديدة على غزة، في وقت صمد فيه اليمن وأعلن بوضوح موقفه المبدئي والداعم للمقاومة، متحديًا كل الضغوط والعقوبات والتحديات.

ولفت إلى أن المؤتمر الثالث يُعقد كذلك في ظل استهداف مباشر لليمن من قبل العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني، من خلال الغارات الجوية التي طالت صنعاء وعددًا من المحافظات.. مشدداً على أن انعقاد المؤتمر رغم العدوان هو انتصار معنوي ورسالة تحدٍ للطغاة، بأن صوت اليمن لا يمكن كتمه، ولا يمكن عزله عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.

وفي رسالته إلى محور المقاومة، قال عبدالعزيز أبو طالب، إن “المقاومة ليست خياراً عابرا، بل فكرة ومشروع وحق مشروع لكل من يتعرض للعدوان. لا يمكن لأي تطورات أو انتكاسات أن تطفئ شعلة الجهاد والمقاومة، فهي مستمرة، ووحدة الساحات باتت واقعًا راسخًا، وسنظل ماضين في هذا الطريق حتى تحرير كامل فلسطين وكافة الأراضي العربية المحتلة من براثن العدو الصهيوني والأمريكي، بإذن الله تعالى”.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: قصف غلاف غزة رسالة بأن المواجهة المقبلة ستكون محتدمة
  • الرّينة.. بلدة التعايش والعنب والعيون والجذور العربية في فلسطين
  • لجان المقاومة الفلسطينية تبارك عملية حيفا وتعتبره ردًا طبيعيًا على حرب الإبادة الصهيونية
  • المبعوث الأمريكي: يمكن لحركة الفصائل الفلسطينية الاحتفاظ بدورها السياسي دون سلاح
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: مصر لعبت دورا كبيرا في لم الشمل الفلسطيني
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية يؤكد دعم مصر الدائم للقضية الفلسطينية
  • في زمن تتقاطع فيه الجراح وتتلاقى فيه المعارك على خط المقاومة.. صنعاء ترفع صوت المقاومة وتجدّد العهد بأن “فلسطين” هي البوصلة
  • انطلاق أعمال المؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية» بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة
  • مصطفى بكري: التحديات التي تواجه مصر تتطلب الوقوف خلف القيادة السياسية.. ومتمسكون برفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • انطلاق أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” بالعاصمة صنعاء