عربي21:
2024-09-19@02:30:41 GMT

عقبات أمام التطبيع بين السعودية وإسرائيل!

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

تكثف الحديث والتحليل بمقالات وتسريبات في الأشهر الماضية عن صفقة كبرى تهندسها وتقودها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتحقيق اختراق تاريخي قبل نهاية العام، والانغماس الكلي في حملة الرئاسة الأمريكية لفترة ثانية لبايدن مطلع عام 2024 في تحقيق اتفاقية سلام وإقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، ليسوّقها بايدن كإنجاز تاريخي بالتطبيع بين السعودية، الدولة المركزية في العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل، يغير تركيبة النظام الإقليمي وقواعد اللعبة في المنطقة بشكل كلي، وربما يفوز بايدن بجائزة نوبل للسلام!
تجري منذ أشهر مفاوضات متعددة الأبعاد بين الولايات المتحدة والسعودية، والولايات المتحدة وإسرائيل، وبين السعودية والفلسطينيين، وحتى بين إدارة بايدن والديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، ويتفق الجميع على أن إنجاح المفاوضات أمر صعب ومعقد.


والواقع تشكل السعودية ثقلاً وتميزاً لا تملكه أي دول عربية وإسلامية ممن طبعت أو ستطبع مع إسرائيل. السعودية هي قلب العالم الإسلامي ومهبط الوحي وفيها مكة المكرمة والمسجد الحرام والمدينة المنورة والمسجد النبوي. وهي صاحبة المبادرة التي قدمها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله عندما كان ولياً للعهد، واُعتمدت في القمة العربية في بيروت عام 2002 لتتحول الى المبادرة العربية.
وفحواها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والانسحاب من الضفة الغربية والجولان السوري المحتل ومزارع شبعا في جنوب لبنان، مقابل التطبيع العربي الشامل بين جميع الدول العربية مع إسرائيل.
لذلك تعلم السعودية أهمية المردود من التطبيع مع إسرائيل، وذلك بعدما دشّن الرئيس بايدن نفسه خط الملاحة الجوي بين تل أبيب وجدة في زيارته الأولى للسعودية في تموز/يوليو 2022. ولا تمانع السعودية والدول العربية من التطبيع مع إسرائيل بمرجعية المبادرة العربية. ولكن بعد انتزاع أكبر تنازلات ممكنة للمضي قدماً في التطبيع وأهمه أن يكون هناك إنجاز مقبول ومقنع يمكن تسويقه بتقديم إسرائيل تنازلات مجزية ومقنعة للفلسطينيين، وتوفير الأمن والحماية للسعودية ـ بصفقة كبرى ـ Mega Deal.
حسب التسريبات تشترط السعودية للوفود الرسمية الأمريكية الزائرة بشكل مكثف في الأشهر الماضية، وعلى رأسها وزير الخارجية أنتوني بلنكين ومستشار الأمن الوطني جاك سوليفان والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني ماكورجيك وباربرا ليف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بطرح شروط تبدو للأمريكيين والإسرائيليين تعجيزية وتتجاوز الخطوط الحمراء».
لذلك استضاف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية مؤخراً في السعودية، واجتمع وفد فلسطيني برئاسة حسين الشيخ وماجد فرج مدير الاستخبارات مع ماكورجيك في السعودية لبحث ما يمكن تقديمه من تنازلات للفلسطينيين بضغط وإصرار سعودي للمضي بالتطبيع.
وقف الاستيطان والانسحاب من مناطق في الضفة الغربية وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن والقنصلية الأمريكية في القدس الشرقية وافتتاح السعودية قنصلية في القدس وتعود لتمويل السلطة الفلسطينية، وعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وضعها «مراقب». شروط لن يقبلها نتنياهو وإدارة بايدن!
تشترط السعودية توقيع معاهدة دفاع أمنية من شروطها ضمان الولايات المتحدة أمن السعودية شبيه بالمعاهدة الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية، وضم السعودية إلى المظلة النووية الأمريكية في حال امتلكت إيران السلاح النووي، ودعم ومساندة إدارة بايدن تطوير السعودية برنامجا نوويا سلميا.
من الواضح أن إدارة بايدن وإسرائيل ترفضان المطلبين الثاني والثالث «لتهديد أمن إسرائيل» خاصة تحتاج المعاهدة الأمنية مع السعودية لمصادقة مجلس الشيوخ لإلزام الولايات المتحدة بالدفاع عن السعودية. وبرغم حث السناتور لندسي غراهام ترامب لدعم صفقة بايدن الكبرى! لكن ذلك شبه مستحيل من كونغرس يرى كثير من أعضائه أنه سيورّط الولايات المتحدة في نزاع في الشرق الأوسط. كما دأب بعض أعضاء الكونغرس وخاصة أعضاء الكونغرس التقدميين الديمقراطيين والجمهوريين انتقاد حرب السعودية في اليمن وسجلها في حقوق الإنسان. وتعارض الحكومة والمعارضة الإسرائيلية بقيادة لابيد مساهمة أمريكا في برنامج نووي، وقد زاروا واشنطن وأبلغوا المسؤولين الأمريكيين رفضهم دعم الولايات المتحدة تطوير برنامج نووي سعودي لأنه سيقود الى سباق تسلح نووي. وذكّروا بتأكيد ولي العهد السعودي «في حال امتلكت إيران السلاح النووي فإن السعودية سترد بالمثل»!
تمر العلاقات الأمريكية – السعودية بمرحلة شد وجذب وخاصة علاقة السعودية مع روسيا سواء في الحرب على أوكرانيا وخفض انتاج النفط بالتنسيق مع روسيا في مجموعة أوبك بلس، بدلاً من زيادة الإنتاج كما طالب الرئيس بايدن العام الماضي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
كما أعلنت السعودية والإمارات عن استعدادهما عقد صفقات تجارية بعملة غير الدولار بما فيه اليوان الصيني. وتقاربت السعودية مع إيران بإعادة العلاقات بوساطة صينية في عقر دار النفوذ الأمريكي في الخليج. لذلك تواجه الصفقة الكبرى التي يسعى بايدن شخصياً لانتزاعها ليسوّقها في حملته الانتخابية للرئاسة بأنه رجل دولة حقق اختراقاً كبيراً في عملية السلام هي أكبر وأهم من اتفاقية كامب ديفيد للرئيس كارتر بين مصر وإسرائيل عام 1979 وبإنجاز تاريخي وجائزة كبرى في تطبيع السعودية مع إسرائيل، ما يدشن حقبة جديدة بانهيار سد الممانعة والمعارضة للتطبيع العربي – الإسلامي مع إسرائيل.
لذلك تشكل تلك العقبات الكأداء عاملا يستحيل معه تحقيق اخترق، كما يأمل الرئيس بايدن، بتفاهمات واقعية مع الفلسطينيين ترفضها حكومة أقصى اليمين الصهيوني الفاشي، ووزراء يقيمون في مستوطنات غير شرعية في القدس والضفة الغربية. وينكلون ويقتلون ويعتدون على الفلسطينيين وتستبيح قطعان المستوطنين حرمة المسجد الأقصى بشكل يومي بقيادة وزير الأمن الداخلي بن غفير وعصابة المتطرفين الفاشيين. كما يخشى نتنياهو، المأزوم والمحاصر بقضايا نصب واحتيال وخيانة أمانة، من أن دعمه قد يكون تمثيلا لتحقيق الصفقة الكبرى، وذاك سيسقط حكومته السادسة، ويجبره على خوض انتخابات مبكرة قد يخسرها ويُسجن!
(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السعودية التطبيع امريكا السعودية الاحتلال التطبيع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة بین السعودیة إدارة بایدن مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مسئول أمريكي: إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة بعد انتهاء عملية تفجير أجهزة البيجر

كشف مسئول أمريكي رفيع المستوى لوكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الأربعاء أن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة ليلة الأمس بعد انتهاء عملية تفجير أجهزة المناداة "البيجر" في لبنان وسوريا.

سفير إيران في بيروت يفقد احدى عينيه في تفجيرات البيجر فاينانشيال تايمز: حزب الله يتعهد بالانتقام من إسرائيل بعد هجوم البيجر

وأفادت الوكالة أن المسئول الأمريكي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه لحساسية القضية، ونقلت عن مسئولين آخرين قولهم إن النداءات التي استخدمها مئات من أعضاء جماعة حزب الله في لبنان انفجرت في وقت واحد أمس الثلاثاء في لبنان وسوريا، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، بينهم فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات، بينما أُصيبت عدة آلاف وألقى حزب الله والحكومة اللبنانية باللوم على إسرائيل لما بدا أنه هجوم بعيد متطور.

 

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الهجوم، وكان من بين الجرحى سفير إيران لدى لبنان فيما أوضحت "أسوشيتيد برس" أن هذه الانفجارات الغامضة جاءت وسط توترات متزايدة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران، والتي تبادلت النار عبر حدود إسرائيل ولبنان منذ هجوم 7 أكتوبر من قبل حماس الذي أثار الحرب في غزة.

 

وقالت "أسوشيتيد برس" إن أجهزة البيجر التي انفجرت في أيدي حزب الله تم استخدامها على نطاق واسع من جانب الحزب بعد أن أمر زعيمه في شهر فبراير الماضي بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة خوفًا من إمكانية اختراقها من جانب الاستخبارات الإسرائيلية، وقال مسئول من حزب الله لـ"أسوشيتيد برس" إن أجهزة الاستدعاء كانت علامة تجارية جديدة. وقالت شركة "جولد أبولو" التايوانية إن أجهزة "البيجر" التي انفجرت في لبنان أمس الثلاثاء ليست من تصنيع شركته.

 

وفي حوالي الساعة 3:30 مساءً بالتوقيت المحلي أمس الثلاثاء، وبينما كان الناس يتسوقون في البقالة أو جالسون في المقاهي أو يقودون السيارات والدراجات النارية في حركة المرور بعد الظهر، بدأت أجهزة البيجر في أيديهم أو جيوبهم في التسخين ثم انفجرت وتركت مشاهد المغطاة بالدم والمارة المتجولين. ويبدو، حسبما ذكرت الوكالة، أن العديد من الضحايا كانوا أعضاءً في حزب الله، لكن لم يكن من الواضح على الفور ما إذا كان أعضاء من غير الحزب يحملون أيضًا أي من أجهزة الاستدعاء المتفجرة.

 

وكانت الانفجارات أساسا في المناطق التي يتمتع فيها الحزب بحضور قوي، لا سيما ضاحية جنوب بيروت وفي منطقة بيكا في شرق لبنان، وكذلك في دمشق، وفقًا لمسئولي الأمن اللبنانيين ومسئول بحزب الله تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه لم يُسمح له بالتحدث إلى الصحافة.

 

وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة "لم تكن على علم بهذا الحادث مقدمًا" ولم تتورط. وفي هذه المرحلة، نجمع المعلومات".. وقال خبراء إن انفجارات النداءات تشير إلى عملية مخططة منذ فترة طويلة، وربما تمت عبر تسلل سلسلة التوريد وتزويد الأجهزة بالمتفجرات قبل تسليمها إلى لبنان.

مقالات مشابهة

  • ماذا سيبحث مع بايدن؟.. بن زايد في أول زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة منذ توليه رئاسة الإمارات
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لم تنسق مع إسرائيل لتنفيذ تفجيرات لبنان
  • السعودية ترفض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • السعودية: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة
  • مسئول أمريكي: إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة بعد انتهاء عملية تفجير أجهزة البيجر
  • أسوشيتيد برس: إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة ليلة أمس بعد انتهاء عملية البيجر
  • باحثان: على أمريكا التخلي عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية لهذا السبب
  • نورلاند: الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية تتشارك الالتزام بوحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها
  • إسرائيل تخترق أمن الولايات المتحدة.. وأمريكا ترد بعقوبات مشددة
  • من خاشقجي إلى التطبيع: الأجندة الخفية التي تحرك السياسة الأمريكية