صحيفة: محادثات أميركية سعودية تهدد هيمنة الصين في عالم الطاقة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
كشفت صحيفة وال ستريت جورنال أن الولايات المتحدة والسعودية تجريان محادثات لتأمين المعادن اللازمة لتحولات الطاقة في كلا البلدين من أفريقيا، خاصة الكوبالت والليثيوم التي تعد أساسية في صناعة السيارات الكهربائية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن البيت الأبيض يعمل على الحد من هيمنة الصين في سلسلة التوريد لقطاع صناعة السيارات الكهربائية، فيما تتطلع السعودية إلى شراء 15 مليار دولار من حصص التعدين العالمية.
ويندرج هذا النشاط بين البلدين في سياق السباق العالمي للكوبالت والليثيوم أيون والمعادن الأخرى التي تتم معالجتها في بطاريات ليثيوم الضرورية لتشغيل السيارات الكهربائية والحواسيب المحمولة والهواتف الذكية.
والشركات الصينية مسؤولة حاليا عن ثلاثة أرباع إمدادات الكوبالت في العالم وتنتج حوالي 70 بالمئة من بطاريات الليثيوم أيون في العالم، مما يثير مخاوف في الغرب بشأن الاعتماد على بكين.
وحسب موقع شركة تكنولوجيا الهواتف الذكية الأميركية، أبل، فإنه مقارنة بالتكنولوجيا التقليدية للبطاريات، تُشحن بطاريات ليثيوم أيون بصورة أسرع، وتدوم لوقت أطول، وتتمتع بكثافة أعلى للطاقة لتدوم البطارية عمرا أطول في هيكل أخف وزنا.
وإذا اكتملت الشراكة الأميركية السعودية، فستمثل خطوة إيجابية لبلدين توترت علاقاتهما منذ تولى الرئيس، جو بايدن، منصبه إذ وعد بجعل المملكة الخليجية "منبوذة" بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، بحس ما تقول صحيفة وال ستريت جورنال في تقريرها.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، انتقدت الولايات المتحدة اصطفاف السعودية مع موسكو لإبقاء أسعار النفط مرتفعة، وحذرت من احتضانها للصين، على الرغم من أن العلاقات بين واشنطن والرياض بدأت تتحسن مع زيادة التعاون التجاري.
وقال أشخاص مطلعون للصحيفة إنه بموجب الأفكار التي تتم مناقشتها مع إدارة بايدن، سيقوم مشروع سعودي مدعوم من الدولة بشراء حصص في أصول التعدين في دول أفريقية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا وناميبيا.
وقالت المصادر إن الشركات الأميركية سيكون لها بعد ذلك حقوق شراء بعض الإنتاج من تلك الحصص المملوكة للسعودية، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال قيد النقاش، وفق الصحيفة.
وسعت شركات صناعة السيارات الأميركية منذ فترة طويلة إلى الوصول بشكل أفضل إلى المعادن المهمة لبطاريات الليثيوم أيون، ودخلت بشكل متزايد في أعمال التعدين.
لكن قسما كبيرا من الكوبالت الموجود في العالم يكمن في بيئات الأعمال الصعبة مثل الكونغو.
ومن المرجح أن تمارس السعودية مرونة أكبر، وأن تكون مستعدة للاستثمار في البلدان التي يتفشى فيها الفساد، مما يحمي الشركات الأميركية من هذا الخطر، وفق وال ستريت جورنال.
كما أن المملكة أقل التزاما بالمخاوف البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تعيق قدرة المستثمرين الآخرين على نشر رأس المال هناك، بحسب الصحيفة.
ومن شأن هذا الجهد أن يحفز السعودية، التي ظلت لفترة طويلة القوة النفطية المهيمنة في العالم، للاستثمار أكثر في قطاع التعدين، وشراء حصص في مشاريع حول العالم.
وهذه الخطوات تعتبر مهمة لخطط المملكة لتنويع الاقتصاد التي تتضمن الدخول في قطاع صناعة السيارات الكهربائية، وإنشاء مزارع ضخمة للطاقة الشمسية، وإنشاء صناعات عالية التقنية مثل الذكاء الاصطناعي.
ويسعى البيت الأبيض للحصول على الدعم المالي من صناديق الثروة السيادية الأخرى في المنطقة، لكن المحادثات مع السعودية أحرزت تقدما أكبر، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا للصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن المحادثات الأميركية السعودية بشأن التعدين تأتي كجزء من مبادرة أكبر لمجموعة السبع للاستثمار في مشاريع البنية التحتية العالمية في البلدان النامية.
وكان البيت الأبيض، قال، السبت، إنه سيدعم تطوير ممر يربط الكونغو وزامبيا بالأسواق العالمية، عبر ميناء لوبيتو الأنغولي، وأعلن عن ممر اقتصادي عابر للقارات يربط الهند بأوروبا عبر السعودية.
وبنت الصين مكانتها في سلسلة التوريد في قطاع السيارات الكهربائية عبر طريق شراء إنتاج التعدين في البلدان الأفريقية مثل الكونغو. وقال أشخاص مطلعون للصحيفة إن الميزة الرئيسية للصين هي رغبة شركاتها في المزايدة على الشركات الأخرى، والسعودية مستعدة لفعل الشيء نفسه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: صناعة السیارات الکهربائیة فی العالم
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلق مؤقتًا الرسوم الجمركية على شركات صناعة السيارات في المكسيك وكندا
أعفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شركات صناعة السيارات من الرسوم الجمركية بنسبة 25% لمدة شهر واحد بعد التفاوض مع كبار قادة الصناعة. وقد ارتفعت أسهم شركات السيارات عقب هذه الأنباء.
منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شركات صناعة السيارات في المكسيك وكندا إعفاءً من الرسوم الجمركية لمدة شهر واحد بعد مفاوضات مع كبار الشخصيات الصناعية.
وقالت الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت الأربعاء: "لقد تحدثنا مع شركات صناعة السيارات الثلاث الكبرى. سنمنح إعفاءً لمدة شهر واحد على أي سيارات قادمة من خلال تفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا".
وأضافت: "ستظل التعريفات الجمركية المتبادلة سارية المفعول في 2 أبريل/نيسان، ولكن بناءً على طلب الشركات المرتبطة باتفاقية USMCA، سيمنحهم الرئيس إعفاءً لمدة شهر واحد حتى لا يكونوا في وضع اقتصادي غير مناسب".
كانت التعريفة الجمركية بنسبة 25% على جميع السلع المستوردة من المكسيك والولايات المتحدة قد دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء أي قبل يوم واحد من الإعلان الجديد، إلى جانب فرض ضريبة إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية.
كما أعلن ترامب الشهر الماضي أيضًا أنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على جميع واردات السيارات والأدوية وأشباه الموصلات في 2 أبريل.
إضافة إلى ذلك، فقد وقّع أمرًا تنفيذيًا للتحقيق في العلاقات التجارية، بهدف فرض رسوم جمركية متبادلة، ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أبريل.
تشترط اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، التي حلت محل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية في يوليو 2020، أن يتم تصنيع 75% من أجزاء السيارة في أمريكا الشمالية لتكون مؤهلة للحصول على امتياز صفر رسوم جمركية عند تسويقها بين الدول الثلاث.
ومن المقرر أن تتم مراجعة الاتفاقية بحلول يوليو من العام المقبل.
قادة شركات صناعة السيارات يتفاوضون مع البيت الأبيضتحدث مسؤولو البيت الأبيض مع مسؤولين تنفيذيين من ستيلانتس وفورد وجنرال موتورز الأربعاء، وفقًا لما ذكرته ليفيت.
ويتيح إعفاء ترامب لشركات صناعة السيارات هذه الوقت لإعادة إنتاجها إلى الولايات المتحدة.
Relatedتحذيرات دولية من تبعات الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على واردات الصلبكيف تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية على منتجي زيت الزيتون في إسبانيا؟ "قمت بثورة": ترامب يلقي أطول خطاب في تاريخ الكونغرس.. تصعيد حرب الرسوم وعودة مفاوضات أوكرانياالتكيلا في ورطة.. كيف تهدد الرسوم الأمريكية صناعة المشروبات المكسيكية؟وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض: "لقد أخبرهم أن عليهم أن يشرعوا في ذلك، ويبدأوا في الاستثمار، ويبدأوا في التحرك، وتحويل الإنتاج إلى هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لن يدفعوا أي رسوم جمركية. هذا هو الهدف النهائي."
إجراءات انتقاميةردت كل من كندا والصين على رسوم ترامب الجمركية بتدابير مضادة، في حين قالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم إنها ستعلن ردها الأحد المقبل.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي قد حذر في وقت سابق من أن الرسوم الجمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك و10% على الصين ستكون كارثية على الشركات الأمريكية العاملة على مستوى العالم.
بالإضافة إلى ذلك، أشار تقرير صادر عن مجموعة أندرسون الاقتصادية (AEG) إلى أن التعريفات الجمركية، بما في ذلك فرض 10% إضافية على الصين، قد تزيد أسعار السيارات بما يصل إلى 12,200 دولار (11,290 يورو) لبعض الطرازات.
ارتفاع أسهم شركات صناعة السياراتارتفعت أسهم شركات صناعة السيارات بعد إعفاء ترامب من الرسوم الجمركية لمدة شهر واحد يوم الأربعاء.
فارتفعت أسهم فورد موتور بنسبة 3.65%، وارتفعت أسهم جنرال موتورز بنسبة 1.76%، وارتفعت أسهم ستيلانتس بنسبة 2.46%.
كما حققت أسهم شركات صناعة السيارات في أوروبا أيضًا مكاسب، حيث ارتفعت أسهم مرسيدس-بنز بنسبة 3.08%، وفولكس فاغن بنسبة 3.38%، وبي إم دبليو بنسبة 4.3%.
النظر في إعفاءات جمركية إضافيةأشار متحدث باسم البيت الأبيض إلى أن ترامب قد يفكر في المزيد من الإعفاءات بعد وقف الرسوم الجمركية على شركات صناعة السيارات.
وأفادت التقارير بأن الرئيس الأمريكي يدرس منح إعفاءات على بعض المنتجات الزراعية المتأثرة بالرسوم الجمركية على كندا والمكسيك.
ومع ذلك، نشر ترامب على موقع Truth Social أن جهود أوتاوا للحد من تهريب الفنتانيل لم تكن كافية.
وأضاف أن مكالمته مع المسؤولين الكنديين "انتهت بطريقة ودية إلى حد ما".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اجتماع مجلس التعاون الخليجي في السعودية بحضور مصر وسوريا والأردن والمغرب زعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسيا بروكسل تلتزم الصمت بعد إعلان بولندا رفضها تنفيذ ميثاق الهجرة كندادونالد ترامبالسياراتالمكسيك