كشفت صحيفة وال ستريت جورنال أن الولايات المتحدة والسعودية تجريان محادثات لتأمين المعادن اللازمة لتحولات الطاقة في كلا البلدين من أفريقيا، خاصة الكوبالت والليثيوم التي تعد أساسية في صناعة السيارات الكهربائية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن البيت الأبيض يعمل على الحد من هيمنة الصين في سلسلة التوريد لقطاع صناعة السيارات الكهربائية، فيما تتطلع السعودية إلى شراء 15 مليار دولار من حصص التعدين العالمية.

ويندرج هذا النشاط بين البلدين في سياق السباق العالمي للكوبالت والليثيوم أيون والمعادن الأخرى التي تتم معالجتها في بطاريات ليثيوم الضرورية لتشغيل السيارات الكهربائية والحواسيب المحمولة والهواتف الذكية. 

"سير" أول شركة لصناعة السيارات الكهربائية في السعودية

والشركات الصينية مسؤولة حاليا عن ثلاثة أرباع إمدادات الكوبالت في العالم وتنتج حوالي 70 بالمئة من بطاريات الليثيوم أيون في العالم، مما يثير مخاوف في الغرب بشأن الاعتماد على بكين.

وحسب موقع شركة تكنولوجيا الهواتف الذكية الأميركية، أبل، فإنه مقارنة بالتكنولوجيا التقليدية للبطاريات، تُشحن بطاريات ليثيوم أيون بصورة أسرع، وتدوم لوقت أطول، وتتمتع بكثافة أعلى للطاقة لتدوم البطارية عمرا أطول في هيكل أخف وزنا.

وإذا اكتملت الشراكة الأميركية السعودية، فستمثل خطوة إيجابية لبلدين توترت علاقاتهما منذ تولى الرئيس، جو بايدن، منصبه إذ وعد بجعل المملكة الخليجية "منبوذة" بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، بحس ما تقول صحيفة وال ستريت جورنال في تقريرها.

استقطبت سيارات لوسيد الكهربائية مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، انتقدت الولايات المتحدة اصطفاف السعودية مع موسكو لإبقاء أسعار النفط مرتفعة، وحذرت من احتضانها للصين، على الرغم من أن العلاقات بين واشنطن والرياض بدأت تتحسن مع زيادة التعاون التجاري.

وقال أشخاص مطلعون للصحيفة إنه بموجب الأفكار التي تتم مناقشتها مع إدارة بايدن، سيقوم مشروع سعودي مدعوم من الدولة بشراء حصص في أصول التعدين في دول أفريقية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا وناميبيا. 

وقالت المصادر إن الشركات الأميركية سيكون لها بعد ذلك حقوق شراء بعض الإنتاج من تلك الحصص المملوكة للسعودية، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال قيد النقاش، وفق الصحيفة.

وسعت شركات صناعة السيارات الأميركية منذ فترة طويلة إلى الوصول بشكل أفضل إلى المعادن المهمة لبطاريات الليثيوم أيون، ودخلت بشكل متزايد في أعمال التعدين.

لكن قسما كبيرا من الكوبالت الموجود في العالم يكمن في بيئات الأعمال الصعبة مثل الكونغو.

ومن المرجح أن تمارس السعودية مرونة أكبر، وأن تكون مستعدة للاستثمار في البلدان التي يتفشى فيها الفساد، مما يحمي الشركات الأميركية من هذا الخطر، وفق وال ستريت جورنال.

كما أن المملكة أقل التزاما بالمخاوف البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تعيق قدرة المستثمرين الآخرين على نشر رأس المال هناك، بحسب الصحيفة.

ومن شأن هذا الجهد أن يحفز السعودية، التي ظلت لفترة طويلة القوة النفطية المهيمنة في العالم، للاستثمار أكثر في قطاع التعدين، وشراء حصص في مشاريع حول العالم.

مصنع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية - أرشيف

وهذه الخطوات تعتبر مهمة لخطط المملكة لتنويع الاقتصاد التي تتضمن الدخول في قطاع صناعة السيارات الكهربائية، وإنشاء مزارع ضخمة للطاقة الشمسية، وإنشاء صناعات عالية التقنية مثل الذكاء الاصطناعي.

ويسعى البيت الأبيض للحصول على الدعم المالي من صناديق الثروة السيادية الأخرى في المنطقة، لكن المحادثات مع السعودية أحرزت تقدما أكبر، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا للصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن المحادثات الأميركية السعودية بشأن التعدين تأتي كجزء من مبادرة أكبر لمجموعة السبع للاستثمار في مشاريع البنية التحتية العالمية في البلدان النامية.

الليثيوم يعتبر مادة أساسية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية. أرشيف

وكان البيت الأبيض، قال، السبت، إنه سيدعم تطوير ممر يربط الكونغو وزامبيا بالأسواق العالمية، عبر ميناء لوبيتو الأنغولي، وأعلن عن ممر اقتصادي عابر للقارات يربط الهند بأوروبا عبر السعودية.

وبنت الصين مكانتها في سلسلة التوريد في قطاع السيارات الكهربائية عبر طريق شراء إنتاج التعدين في البلدان الأفريقية مثل الكونغو. وقال أشخاص مطلعون للصحيفة إن الميزة الرئيسية للصين هي رغبة شركاتها في المزايدة على الشركات الأخرى، والسعودية مستعدة لفعل الشيء نفسه.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: صناعة السیارات الکهربائیة فی العالم

إقرأ أيضاً:

تعاون مصري إماراتي صيني لإنشاء مصنع بطاريات تخزين الطاقة

وقعت وزارة الصناعة المصرية مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة مع شركتي "غلوبال ساوث يوتيليتيز" الإماراتية، و شركة "ويهنج" الصينية.

وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن مذكرة التفاهم تُسهم في تعزيز تنفيذ استراتيجية مصر للطاقة المستدامة 2035؛ لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحسين الكفاءة والتحول نحو الطاقة المتجددة وتعزيز أمن الطاقة.

وأضاف أن المذكرة تسهم أيضا في تطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة، كما تسعى إلى توفير حلول فعّالة لتخزين الطاقة تلبي احتياجات السوقين؛ المحلية والإقليمية، مما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية.

وقال كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل المصري، إن دور مركز تحديث الصناعة في مذكرة التفاهم يتمثل في تقديم الدعم في توفير البيانات والمعلومات المتعلقة بإنشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة، بما في ذلك الحوافز الاستثمارية، والضرائب، والمرافق، وتوفير سلاسل التوريد المحلية، وتقديم الدعم في الترتيبات والمناقشات مع الشركاء والموردين المحليين المحتملين، وكذا تقديم الدعم في المناقشات مع الجهات ذات الصلة بشأن الحوافز المطلوبة.

وأكد الوزير حرص الحكومة المصرية على تعزيز جهود كفاءة استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة لتلبية احتياجات الدولة وفي اطار خطة وزاره الصناعة لتشجيع الصناعات الخضراء لتمثل نسبة 5 بالمئة؜ في الناتج المحلي بحلول 2030، فضلا عن تعميق التصنيع المحلي لمستلزمات إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة لا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأشار إلى أنه بموجب مذكرة التفاهم تلتزم شركة "غلوبال ساوث يوتيليتيز" الإماراتية بتقديم مختلف سبل الدعم اللازم لشركة "ويهنج" الصينية لاستكمال دراسة الجدوى، وكذا التنسيق بين مركز تحديث الصناعة والشركة الصينية بشأن جميع الحوافز الحكومية المطلوبة لإقامة المنشأة الصناعية المُشار إليها.

وأوضح أنه بمقتضى مذكرة التفاهم، تلتزم شركة "ويهنج الصينية" بالانتهاء من دراسة إنشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة بطاقة إنتاجية تصل إلي 1 غيغاواط بإجمالي استثمارات 12 مليون دولار.

مقالات مشابهة

  • صحيفة سعودية تتوقع تعقيدات المشهد في اليمن في زمن ترامب واغتيال كبار قادة الحوثي
  • تعاون مصري إماراتي صيني لإنشاء مصنع بطاريات تخزين الطاقة
  • “السعودية للكهرباء” و”كاوست” تطلقان أول مشروع بحثي من نوعه على مستوى العالم
  • «الطاقة والبنية التحتية» تعزز دور الشباب في التحول إلى السيارات الكهربائية
  • إكسيد تكشف عن الجيل الجديد من السيارات الكهربائية خلال القمة العالمية للمستخدمين 2024 في الصين
  • “الطاقة والبنية التحتية” تبحث تعزيز دور الشباب في التحول إلى السيارات الكهربائية
  • السيارات الكهربائية: تسلا موديل S
  • معدن بالغ الأهمية.. سيطرة الصين على «الأنتيمون».. هل تهدد قدرات الجيش الأمريكي؟
  • المشاط تبحث مع "IFC" الدولية فُرص التعاون بقطاع التعدين والبنية التحتية
  • «معلومات الوزراء»: 20% زيادة في مبيعات السيارات الكهربائية عالميا