كيف قرأت أوساط الاحتلال مشروع الربط القاري مرورا بالسعودية وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
لا تزال الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية منشغلة بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إجراء اتصالات سرية مع دولة الاحتلال بشأن الممر القاري الذي سيربطها بالسعودية عبر القطار، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قد يلتقي بايدن خلال أيام بعد أشهر من انتظار دعوة للبيت الأبيض، لشكره على الجهد الذي أوصلهم لما وصفه بـ"الإعلان التاريخي".
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت كشف عن أن "الولايات المتحدة اتصلت بإسرائيل قبل بضعة أشهر بشأن هذا المشروع لربطها بالمملكة، وتم طرح الفكرة بالفعل في 2017 من قبل وزير المواصلات آنذاك يسرائيل كاتس، وقد اعتمدها الرئيس السابق دونالد ترامب، وتم توسيعها الآن، فيما زعم مسؤولون إسرائيليون كبار أن المشروع لا علاقة بالتطبيع مع المملكة، وسط طرح تساؤلات عمن يقف وراء هذه الخطة لربط الهند بأوروبا من خلال إسرائيل والسعودية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "منذ ذلك الحين أجرت الولايات المتحدة اتصالات دبلوماسية نشطة لتحقيق هذا الاختراق اليوم، مع أنه في الواقع ولدت الفكرة قبل ذلك بكثير، وقد كان أول مسؤول إسرائيلي يقترح ممرا للسكك الحديدية يربط الشرق الأوسط هو كاتس في نيسان/أبريل 2017 والذي عرض مشروع السكة الحديد من أجل السلام الإقليمي، لربط إسرائيل والأردن والسعودية ودول الخليج.
فيما تحمست إدارة ترامب للغاية بشأن ذلك، وحتى بعد مجيء إدارة بايدن، فقد تبنتها،وقررت توسيعها جغرافيا أيضا حتى الهند شرقا، ليس جغرافياً فقط، بل من حيث المحتوى، بحيث لا تقتصر على السكك الحديدية، بل ممر الطاقة والاتصالات".
وأشار إلى أن "الأمريكيين يطلقون عليه اسم "الممر الاقتصادي" لربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، فيما أوضح مسؤولون كبار في إسرائيل أن الخطة في الواقع ليس لها علاقة مباشرة بالتطبيع مع إسرائيل، الاتفاق الآن مرهون بالاتفاق الأميركي السعودي الذي سيستغرق وقتا، لكنه سيساعد إسرائيل كثيرا، على أن تأتي جميع البضائع من الشرق إلى حيفا، ومن حيفا ستبحر لأوروبا.
وتتناسب الفكرة مع مشروع "الممر البري" الذي تمت مناقشته بين إسرائيل والولايات المتحدة، وتم الكشف عنه في وقت مبكر من تموز/يوليو، وهناك حديث عن الطرق السريعة التي ستسافر عبرها الشاحنات المحملة بالبضائع من الشرق إلى ميناء حيفا".
وأكد أن "الأمريكيين يريدون أن يضيفوا لهذه الرؤية الاقتصادية السلطة الفلسطينية عبر السكك الحديدية، وستكون حركة للسياح على المسارات، مما دفع نتنياهو للزعم بأن هذه الرؤية ستضع إسرائيل في قلب مشروع دولي غير مسبوق يربط البنية التحتية بين آسيا وأوروبا، وستغير وجه الشرق الأوسط وإسرائيل، وستؤثر على العالم أجمع.
وتبدأ هذه الرؤية في الهند، وتمر عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل وتصل لأوروبا، مما سيجعل إسرائيل في قلب تقاطع مركزي لهذا الممر الاقتصادي، وستفتح خطوط السكك الحديدية والموانئ البحرية بوابة جديدة من الهند عبر الشرق الأوسط لأوروبا، والعودة من أوروبا للهند، عبر الأردن والسعودية والإمارات".
وأوضح أن "الرؤية الأمريكية الجديدة تعيد تشكيل وجه المنطقة، وتجعل من الممكن تحويل الحلم إلى حقيقة عبر مد كابلات الاتصالات الضوئية، ومد خطوط الكهرباء، وغيرها من البنى التحتية، وستسخر دولة الاحتلال جميع قدراتها، وكل خبراتها، بكل زخم لتحقيق مشروع تعاون هو الأكبر في تاريخ المنطقة، على أن تسترشد جميع الوزارات الحكومية بتحقيق هذا الحلم، بمشاركة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والأمريكي بحيث تصبح هذه الرؤية أقرب من أي وقت ممكن لأنها تهدف للارتباط المشترك والتكامل الاقتصادي عبر قارتين، وتطوير النمو الاقتصادي المستدام والشامل".
روعي روبنشتاين مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أنه "قبل نصف عام كشفت وزيرة النقل ميري ريغيف عن خطة لبناء خط قطار يربط بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وسيشمل قطارًا فائق السرعة بين بيت شآن وإيلات، وبعد ثلاثة أشهر تم الكشف أن واشنطن وتل أبيب تروجان لخطة سرية لربط طريق بري متواصل بين الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، سيقود من الخليج مباشرة للموانئ البحرية الإسرائيلية، بغرض تصدير البضائع من الشرق لأوروبا عبر إسرائيل، ثم السياحة والربط البري، وسيسمح للشاحنات بنقل البضائع، مع تقليل تكاليف النقل بشكل كبير، وتقصير الوقت الذي يستغرقه لنقل البضائع مقارنة بالوضع الحالي".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الهدف الأساسي من المشروع يتعلق بتقصير الوقت من عدة أسابيع ليومين أو ثلاثة أيام، وتوفير 20 بالمئة من تكاليف الشحن، واليوم تصل الشاحنات التي تغادر الإمارات لميناء حيفا عبر جسر اللنبي، لكن يتعين عليها المرور بإجراءات بيروقراطية، بما فيه تغيير السائقين، ولوحات الترخيص، والانتظار الطويل، وهناك طريقة أخرى باهظة الثمن لإرسال البضائع عن طريق السفن عبر قناة السويس، ثم الموانئ الأوروبية، وهي مكلفة للغاية، رغم أن الهدف الأساسي هو السماح بوصول شاحنة واحدة وسائق واحد من دبي لميناء حيفا مثلا، دون تغيير السائقين والشاحنات على المعابر بين الدول".
وترتبط هذه التطورات بالهدف الحقيقي لهذا الممر الاقتصادي للربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، لفتح حقبة جديدة من الاتصال عبر السكك الحديدية، المرتبطة عبر الموانئ التي تربط أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وتعتزم الولايات المتحدة وشركاؤها ربط القارتين بأوروبا والشرق الأوسط بالمراكز التجارية، وتسهيل تطوير وتصدير الطاقة النظيفة، ومد الكابلات البحرية، وربط شبكات الطاقة، وخطوط الاتصالات لتوسيع الوصول الموثوق للكهرباء، وتمكين ابتكار تكنولوجيا الطاقة النظيفة المتقدمة، وربط المجتمعات بإنترنت آمن ومستقر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال امريكا السعودية الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السکک الحدیدیة الشرق الأوسط هذه الرؤیة
إقرأ أيضاً:
رصد وصول مقاتلات F-15 إلى الشرق الأوسط.. الولايات المتحدة تتأهب
كشفت مواقع تتبّع الرحلات الجوية، الخميس، عن إرسال الولايات المتحدة، سرباً إضافياً من مقاتلات F-15E إلى منطقة الشرق الأوسط، وقد هبطت في الأردن٬ ويأتي ذلك في ظل عدد من التقارير التي تتحدّث عن رد متوقع من طهران على دولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما لم يصدر أي إعلان رسمي من الجيش الأميركي، حتى الآن.
وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، أنّ: "ما لا يقل عن 12 مقاتلة في طريقها للانضمام إلى الطائرات الحربية المنتشرة بالفعل في المنطقة".
كذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، عن خطط لنشر قاذفات B-52، وطائرات مقاتلة وطائرات للتزود بالوقود، إلى جانب مدمّرات بحرية في الشرق الأوسط، وذلك ضمن إعادة تموضع القوات والأصول العسكرية الأميركية في المنطقة.
وفي صباح الخميس٬ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان٬ هبوط طائرة شحن تابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية٬ في قاعدة "خراب الجير بريف رميلان" المتواجدة في شمال محافظة الحسكة، وهي محمّلة بمعدات عسكرية وصواريخ مضادة للطائرات، وسط تحليق مكثف للطائرات المروحية.
وفي وقت سابق سابق من هذا الأسبوع، وجّه وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بنشر عدة قاذفات بي-52 ستراتوفورتريس، إلى جانب طائرات ناقلة ومدمرات بحرية، من أجل تعزيز التواجد الأميركي في الشرق الأوسط.
كذلك، خلال الشهر الماضي، قامت الولايات المتحدة بإرسال نظام الدفاع الصاروخي المتقدم "ثاد" إلى دولة الاحتلال، لتعزيز نظام الدفاع الجوي المتعدد الطبقات، والذي يمثل جزءاً حيوياً من قدرات الدفاع الجوي الأميركية والإسرائيلية ضد الهجمات المحتملة.
إلى ذلك، حذر عدد من القادة الإيرانيين من أنهم يعتزمون تنفيذ هجوم "مؤلم" ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، رداً على سلسلة غارات شنّتها تل أبيب في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي جاءت بدورها كرد على هجوم صاروخي باليستي كبير نفذته إيران في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وفي سياق متّصل، ذكرت عدد من التقارير أن هذه الغارات الإسرائيلية قد استهدفت الدفاعات الجوية ومرافق إنتاج الصواريخ في إيران. فيما أشارت إلى احتمال تنفيذ الهجوم الإيراني خلال هذا الأسبوع، وأن القذائف قد تُطلق من العراق.
وأفادت التقارير نفسها، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ناقشا مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الهجوم الإيراني المتوقع.
من جهتها، نقلت الولايات المتحدة تحذيرات إلى بغداد، مفادها أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد تشن هجوماً على الأراضي العراقية، وذلك في حال عدم منع الهجوم الإيراني المُرتقب.