على قائمة التراث العالمي.. آثار الزلزال تحاصر مبان تاريخية في مراكش
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
من الأسوار العائدة إلى القرن الثاني عشر، ومسجد الكتبية التاريخي، تعرضت المدينة القديمة في مراكش ومواقعها المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي إلى أضرار بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب هذه المنطقة السياحية في غرب المغرب.
في المدينة القديمة الممتدة على مساحة 700 هكتار، بدت الأضرار مروعة في بعض الأماكن حيث دُمرت مساكن، وارتفعت بعض أكوام الركام لأمتار عدة في الأزقة.
وتهدم جزء من الأسوار العائدة للقرن الثاني عشر المحيطة بالمدينة التي بنتها سلالة المرابطين نحو عام 1070.
وضربت، فاطمة السنوسي، بيدها المتجعدة على جدران منزلها الذي قاوم الزلزال، مساء الجمعة، في حين لم تصمد عشرات أخرى.
وعملت المرأة البالغة 68 عاما على كنس الحجارة والركام من أمام القوس المؤدي إلى منزلها المتواضع، مرتدية عباءة صفراء وواضعة وشاحا أسود على رأسها.
المباني التراثية في مراكش معرضة للخطر بعد أن تضررت بالزلزالويقع إقليم الحوز حيث مركز الزلزال على بعد حوالى 70 كيلومترا جنوب غرب هذه الدرة السياحية الغنية بتراثها المعماري في وسط المغرب.
وفيما أفادت حصيلة موقتة بأن الزلزال خلف أكثر من 2000 قتيل، قال المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو في المغرب العربي، إريك فالت، إنه "بعد كارثة كهذه، يكون الحفاظ على حياة البشر الأمر الأهم. ولكن علينا أيضا أن نخطط على الفور للمرحلة الثانية، والتي ستشمل إعادة بناء المدارس والأماكن الثقافية المتضررة من الزلزال".
ومراكش مليئة بالمواقع المُدرجة منذ العام 1985 على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).
وعلى سبيل المثال، فإن ساحة جامع الفنا الشهيرة بسحرة الثعابين وبائعي الحناء، مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وعلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وبعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال العنيف، عاين فريق من الأمم المتحدة برئاسة فالت الأضرار لمدة ساعتين في المدينة القديمة.
سياح يتجمعون في الأحياء القديمة في مراكش في 10 سبتمبر، بعد يومين من زلزال مدمر بقوة 6.8 درجة ضرب البلاد.وأضاف فالت "يمكننا أن نقول بالفعل إن الأضرار أكبر بكثير مما توقعنا. لاحظنا تشققات كبيرة في مئذنة (جامع) الكتبية البناء الأكثر شهرة، ولكن أيضًا التدمير شبه الكامل لمئذنة مسجد خربوش" في ساحة جامع الفنا.
"فوارق كبيرة"وعلى بعد أمتار قليلة من هذا المسجد ذي الجدران المتصدعة، جلس تجار على كراس ينتظرون زبائن، وفي الجانب الآخر من الشارع استقبل مقهى يعود لستينات القرن الماضي زبائن رغم امتداد صدع كبير على أحد جدرانه الداخلية.
وتابع فالت "المنطقة الأكثر تضررا بوضوح هي الملاح (حي يهودي سابقا) حيث دمار المنازل القديمة هو الأكثر ترويعا".
هناك، تحولت منازل من طابق واحد مبنية بحجارة تتخذ لونا ورديا تحت أشعة الشمس، إلى ركام. ووضعت قضبان حديد أو دعامات موقتة للجدران المنهارة.
وفي حين استفادت مواقع تاريخية في السنوات الأخيرة من عمليات ترميم وخبرة محترفين واستخدام تقنيات موروثة عن الأجداد في طلاء الجير الذي تشتهر به مراكش، فإن هذا ليس حال كل المباني في المنطقة.
سائح يسير وسط الأنقاض في الأحياء القديمة في مراكش في 10 سبتمبر، بعد يومين من زلزال مدمر بقوة 6.8 درجة ضرب البلاد.وقال، سيلفان شرودر، من حي دوار كراوة "هناك فوارق كبيرة". ويملك هذا الفرنسي أحد عشرات الرياض التي ساهمت بدورها في إضفاء سحر على المدينة السياحية. ويتعارض هدوء باحته والزليج ذو الألوان الزاهية مع خراب المنازل الفقيرة المجاورة.
وأشار شرودر إلى الجدران والعوارض وشجرة الليمون قائلا "تحركت المياه في البركة (أثناء الزلزال)، لكن هذا كل شيء، الباقي سليم". وقال "توجد هنا خرسانة مسلحة، كما في العديد من الرياض التي جددت مؤخرا، وقد تم تعزيز الهيكل".
وفي الجانب الآخر من الزقاق، يقع مبنى سكني ذو جدران واسعة آيلة للسقوط. وأكد شرودر أن "مع هطول الأمطار، فإنها مهددة بالانهيار مثل بيت من ورق".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على قائمة فی مراکش
إقرأ أيضاً:
أزمة الطيران تحاصر شركات التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل
تواجه شركات التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية تحديا جديدا في ظل أزمة الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة، مما دفع "مقر الهايتك" الرئيسي للبدء بمفاوضات مع شركات طيران لتشغيل خط موسمي بين إسرائيل ونيويورك، وسط غياب تحرك من جانب وزارة النقل لتقديم حلول عملية، وفقا لما ذكرته صحيفة كالكاليست.
ووفقا للصحيفة، ستتاح هذه الرحلات لعامة الركاب بأسعار تقترب من الأسعار ما قبل الحرب على غزة.
وتحدث مصدر مطلع للصحيفة عن أن غياب الاستجابة الحكومية دفع الشركات إلى اتخاذ خطوات طارئة، في وقت تواجه فيه هذه الشركات ضغوطا متزايدة من رواد الأعمال الذين يعانون من تكلفة الرحلات المرتفعة وتراجع خيارات السفر.
وأضاف المصدر أن مقر الهايتك (تكتل يضم كبريات شركات التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية) يتفاوض مع 3 شركات طيران لتشغيل رحلات محدودة باستخدام طائرات مستأجرة، في محاولة لاحتواء الأزمة ولو بشكل مؤقت.
وكانت صحيفة كالكاليست قد أشارت في تقرير آخر إلى أن توقف معظم شركات الطيران الأجنبية، مثل يونايتد ودلتا، عن تسيير رحلاتها إلى إسرائيل على خلفية الحرب أدى إلى زيادة أسعار التذاكر بشكل كبير، في حين تجاوز تكاليف السفر آلاف الدولارات.
شركات التكنولوجيا الفائقة تتفاوض مع 3 شركات طيران لتشغيل رحلات محدودة باستخدام طائرات مستأجرة (رويترز) غياب حكوميولتأمين استمرارية الخط الجديد، سيطلب "مقر الهايتك" من شركات التكنولوجيا المحلية الالتزام بشراء تذاكر بقيمة لا تقل عن 20 ألف دولار لموظفيها، حسب ما نقلته الصحيفة.
وجاء في بيان "مقر الهايتك" أن الأزمة الحالية تعكس غياب الرؤية من وزارة النقل الإسرائيلية، حيث لم تقدم الوزارة أي حلول تذكر.
وأضاف البيان أن "الشركات لا تستطيع تحمل المزيد من الضغط، وفي حال استمرار تجاهل الأزمة، فإن كبرى شركات الهايتك قد تضطر لنقل أنشطتها إلى الخارج"، مؤكدا أن الأسعار ستبقى عالية حتى لو توفرت هذه الرحلات، مما يضع عبئا كبيرا على الشركات والموظفين على حد سواء.