بوابة الوفد:
2025-03-20@01:06:38 GMT

حكم الصلاة والوضوء بالنسبة لشخص مريض كبير في السن

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

اتفق الفقهاء على أنَّ القيام في الصلاة المفروضة في موضعه فرضٌ على المستطيع، وأنَّه متى أخلَّ المُصَلي بالقيام مع القدرة بطلت صلاته؛ استدلالًا بقوله تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، وبحديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عَنِ الصَّلاةِ فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» رواه البخاري وأبو داود.

وزاد النسائي: «فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَمُسْتَلْقِيًا».


كما اتَّفق الفقهاء على أنَّ مَن لم يستطع القيام في صلاة كان له أن يؤديها كما جاء في هذا الحديث.
ويسقط عنه الوقوف؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالشَّيْءِ فَخُذُوا بِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ» "سنن النسائي" باب الحج (5/ 110، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية-حلب).
ثانيًا: الأصل أنَّ الوضوءَ ينتقض بخروج أيّ شيء من القُبُل أو من الدبر؛ لقوله تعالى: ﴿أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ﴾ [المائدة: 6]، وبالسنة المستفيضة، وبالإجماع، وبالقياس على الغائط.
أمَّا مَن به مرض ممَّا سمَّاه الفقهاء سلس البول أو سلس المذي، وهو نزول قطرات ماء من القُبُل في فترات متقطعة مع العجز عن التحكم في منع نزولها؛ فقد قال الفقهاء: إنَّ مَنْ هذا حاله حكمه حكم المرأة المستحاضة التي يسيل منها الدم مرضًا ونزيفًا لا حيضًا.
ذلك الحكم هو وجوب غسل محلّ النجاسة ثم حشو عضو التبول والربط عليه ربطًا مُحْكَمًا، ثم الوضوء، ويُصَلّي مَن هذا حاله بهذا الوضوء ما يشاء من الصلوات، وينتقض وضوؤه بانتهاء وقت الصلاة المفروضة التي توضأ لها، ويتوضأ لفرض آخر بدخول وقته.
وعلى هذا وفي واقعة السؤال: فيجوز للمسؤول عنْ حالِه أن يغسلَ مكان النجاسة ويضع حاجزًا أو حشوًا معينًا ليتمكّن من عدم وصول النجاسة إلى ثيابه، ويتوضأ لكل صلاة، وبهذا لا تنجس ثيابه بما ينزل منه، وليعلم أنَّ عليه التطهّر للصلاة بقدر الاستطاعة وفي نطاق ما تقدّم؛ إذ لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وهو القائل في كتابه العزيز: ﴿فَاتَّقُوا ٱللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

أنصار العصر

#أنصار_العصر

م. #أنس_معابرة

في عام الحزن؛ توجه النبي عليه الصلاة والسلام إلى الطائف لكي يدعوهم إلى الدين الإسلامي الحنيف، ولكن أبو لهب سبقه إلى هناك، وحرض سادات الطائف ضد النبي، مما دفعهم إلى توجيه صبيانهم وعبيدهم لرميه عليه الصلاة والسلام بالحجارة.

وبعدها بعدة أعوام، دعا النبي عليه الصلاة والسلام أهل يثرب المتناحرين من الأوس والخزرج إلى الدين، فأجابوا إليه، وآوه وأيدوه، ونصروا الدين ودافعوا عنه، واستقبلوا المهاجرين بصدر رحب.

مقالات ذات صلة التماسك  السوري يفشل المخططات الإسرائيلية 2025/03/19

اليوم أين هي الطائف وأهلها، وأين هي المدينة المنورة وأهلها؟ الأنصار الذين تم ذكرهم في مواضع عديدة في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾، ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾، ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾.

ولم ينس فضلهم رسول الله عليه الصلاة والسلام، بل كان حريصاً على استرضائهم بعد أن وجدوا في أنفسهم من آلية توزيع الغنائم في غزوة حنين، وحينها دعاهم رسول الله ليقول لهم: “ألَا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنصارِ أن يَذهَبَ الناسُ بالشاءِ والبعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ إلى رحالِكم؟! فوالذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ، لَمَا تنقلِبون به خيرٌ ممَّا ينقلِبون به، ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأً مِن الأنصارِ، ولو سلَك الناسُ شِعْبا وواديا، وسلَكتِ الأنصارُ شِعْبا وواديا، لسلَكْتُ شِعْبَ الأنصارِ وواديَها، الأنصارُ شِعارٌ، والناسُ دِثارٌ، اللهمَّ ارحَمِ الأنصارَ، وأبناءَ الأنصارِ، وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ، قال: فبكى القومُ حتى أخضَلُوا لِحاهم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – قِسْمًا وحظًّا، ثم انصرَف رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – وتفرَّقوا».

لاحظوا كيف كان تأثير الدين على هؤلاء القوم. لقد تفكرت جيداً في هذه المقارنة بالأمس ونحن ننتظر قدوم الشيخ الجليل حارس السنة أبو إسحاق الحويني لدفنه، فبدأت أتسائل: من هو هذا الانسان الذي يقف لتشييعه والصلاة عليه عشرات الآلاف من الصائمين قبيل غروب الشمس؟ ماذا فعل هذا الشخص في حياته لكي يلقى هذه الجزاء الحسن، والثناء منقطع النظير يوم وفاته؟ ما الذي بينه وبين الله لكي يُسخّر له كل هؤلاء الناس اللذين تسابقوا لحمل جثمانه او مواراته الثرى، أو حتى الصلاة عليه؟ من أنت يا أبا إسحاق ليشفع لك عند الله عشرات الآلاف من الصائمين في رمضان؟

اخيراً جاءني الجواب على لسان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغير الإسلام؛ أذلنا الله”.

الأنصار خلّدوا أسمهم في التاريخ الإسلامي بالإيمان بالرسالة، وأنصار العصر من الأئمة اللذين يتساقطون كالنجوم نحبهم لحرصهم على العقيدة، ولدفاعهم عن السنة؟ ولإيمانهم بضرورة الدعوة وتصحيح المعتقدات الباطلة، ومحاربة الطوائف المنحرفة.

وهناك في غزة من أنصار العصر قوم صابرون، وفي سبيل الله مجاهدون، لا يخافون في الله لومة لائم، فوالله ما وقفوا أمام عدوان العالم عليهم – بما فيهم القريب والغريب – بقوتهم، ولا بأسلحتهم، ولكن ما هي إلا قوة الله الله يعطيها لمن يؤمن به ويتوكل عليه، ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

رحم الله الشيخ الفاضل حجازي شريف، أبو إسحاق الحويني، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خيراً عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ونسأل الله فرجاً قريباً ونصراً مؤزراً لأهلنا في غزة، وخزي وخذلان وذلة لمن خذلهم.

مقالات مشابهة

  • المسنّون وبيئة الابتكار الاجتماعي
  • أنصار العصر
  • ما هي صلاة الأوابين وكم عدد ركعاتها وكيف نصليها في رمضان
  • القدوة الصالحة وأثرها على المجتمع
  • كفارة الصيام لـ كبار السن والمصاب بمرض مزمن.. اعرف مقدارها
  • كيف تحسن الظن بالآخرين ؟.. الإفتاء توضحها فى خطوات
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • كيف تصل للخشوع في الصلاة؟.. ادركه بـ 6 أمور
  • هشام يكن يهاجم عبد الواحد السيد: مدير الكرة بالزمالك كبير عليه
  • النداء الأخير!