أكدت هيئة طبية، ارتفاع عدد ضحايا القصف الذي استهدف سوقاً جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، ونددت بتواصل سقوط الضحايا جراء الحرب.

الخرطوم: التغيير

اعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان- مهنية مستقلة، ارتفاع عدد ضحايا قصف سوق قورو في منطقة جنوب العاصمة الخرطوم، إلى 43 حالة وفاة وأكثر من 55 إصابة، فيما أدانت مجموعة محامو الطوارئ ما أسمته النهج غير الانساني والجرائم بحق المدنيين العزل من طرفي الحرب.

كان قد أعلن في وقتٍ سابقٍ، مقتل نحو 35 شخصاً في غارة جوية، اُتهم الجيش السوداني بشنها على سوق قورو صبيحة الأحد، فيما سمي بـ(مجزرة سوق قورو).

وكثف الجيش والدعم السريع اللذين تدور بينهما معارك حامية منذ 15 ابريل الماضي، من عمليات القصف والقصف المضاد في منطقة جنوب الخرطوم مؤخراً، فضلاً عن مناطق أخرى بالعاصمة.

أحداث دامية

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، إن منطقة مايو جنوب الحزام شهدت صباح الأحد أحداث قصف عنيفة ودامية خلفت عشرات القتلى والجرحى.

وأضافت أنه منذ فجر الأحد تم حصر (43) حالة وفاة وأكثر من (55) حالة إصابة في مستشفى بشائر التعليمي جراء القصف الجوي لسوق قــورو بجنوب الحزام.

وأوضحت أنه وُجدت حوجة ماسة للتبرع بالدم لكن استقر الوضع بعد توافد عدد كبير من المتبرعين.

وناشدت الكوادر الطبية المستطيعة تقديم يد العون لزملائهم بمستشفى بشائر مع إعطاء الأولية للسلامة الشخصية وإمكانية التنقل.

وجددت اللجنة إدانتها المطلقة لحالة الحرب، ودعت لايقافها فوراً، وقالت إنه لا طائل منها يوازي ما افتقدته البلاد من أرواح وممتلكات وانهيار كامل لقوام الدولة على رؤوس الشعب وبخاصة على القطاع الصحي بالتدني الكارثي لهامش الخدمات الصحية الذي يحاول السودانيون النجاة من خلاله.

نهج غير إنساني

من جانبها، أصدرت مجموعة “محامو الطوارئ” الحقوقية بياناً، أدانت فيه تواصل القصف الجوي والمدفعي للقوات المسلحة على مناطق بجنوب الحزام.

وقالت إن الأوضاع الإنسانية تفاقمت لمستويات كارثية بمناطق جنوب الحزام، حيث ظلت تتعرض المنطقة لفظائع مروعة نتيجة القصف المدفعي والجوي العشوائي والهستيري للقوات المسلحة.

وأشارت إلى أن سوق قورو والحارة 14 بمنطقة شهدت، الأحد، قصفاً جوياً وصل عدد ضحاياه إلى (40) حالة وفاة و(55) من الجرحى بمستشفى بشائر التعليمي، وسط نداءات عاجلة للكوادر الطبية والمتطوعين.

ونوهت إلى سقوط مقذوف (دانة) بالحارة (14) بمنطقة مايو أدت إلى مقتل أمراة وطفلة وإصابة (7) أشخاص.

وأدان “محامو الطوارئ” بشدة هذا النهج غير الإنساني والجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العزل من قبل طرفي النزاع وعدم احترامهم قواعد القانون الدولي الإنساني خاصةً وأن القصف يتم لمناطق مأهولة بالسكان.

وأكدت المجموعة أن هذه الأفعال تصنف على أنها جرائم ضد الإنسانية وهي من أخطر الجرائم في القانون الدولي ولا تسقط بالتقادم.

الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السودان اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان جنوب الحزام قصف جوي مايو مجزرة سوق قورو مجموعة محامو الطوارئ

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان جنوب الحزام قصف جوي مايو محامو الطوارئ جنوب الحزام سوق قورو

إقرأ أيضاً:

تكايا السودان.. تكافل المجتمع لمواجهة الجوع

على وقع حرب تقارب العامين، تتوالى معها التحذيرات الدولية من خطورة الأوضاع الإنسانية وانزلاقها إلى مجاعة، يكافح السودانيون وسط ظروف صعبة للحصول على الغذاء بشتى الطرق، وأكثرها تفضيلا تكايا الطعام في أحياء المدن.

وتتفاقم الأزمة بانعدام الغذاء والرعاية الصحية وانتشار سوء التغذية بنسب عالية بين الأطفال والحوامل والمرضعات بعدة مناطق سودانية، بسبب استمرار القتال لأكثر من 21 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ويزداد الوضع صعوبة لعدم إمكانية توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع في الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد، وولايات دارفور الخمس غربي السودان، في حين ترى الحكومة أن أي حديث عن مجاعة بالبلاد هو "ترويج لأغراض سياسية".

وتخفيفا لبعض تلك المعاناة، باتت المطابخ الجماعية المعروفة بـ"التكايا" تشكل إحدى أدوات المجابهة التكافلية التي يتخذها السودانيون لتخفيف المعاناة عن بعضهم بعضا.

ويحرص السكان في المناطق التي تشهد اشتباكات مستمرة على إقامة التكايا ببعض المنازل لتوزيع الوجبات الغذائية اعتمادا على مساعدات الخيّرين من داخل السودان وخارجه، بجانب دعم المنظمات المحلية والدولية.

وتدير هذه المطابخ ما تشبه "بغرف طوارئ" أنشأها ناشطون متطوعون بالأحياء السكنية في عدة مناطق بمدن الخرطوم وولايات دارفور وأجزاء أخرى من البلاد.

إعلان

وأعادت الحرب الحالية إحياء التكايا بشكل واسع، لتوزيع آلاف الوجبات إلى المحتاجين، وتعتبر جزءا من التراث الديني والثقافي في البلاد، وتهدف التكايا إلى الحد من تصاعد الجوع وسوء التغذية وصعوبة الحصول على الطعام الأساسي.

ويمتد تاريخ التكايا في السودان إلى أزمان بعيدة منذ مملكة سنار الإسلامية (1504–1821) مرورا بعهد الدولة العثمانية (1821-1885) وسلطنة دارفور (1898-1916)، وفق وكالة الأناضول.

جهود ومبادرات

تعد أم درمان غربي العاصمة الخرطوم إحدى أهم المدن التي انتشرت فيها التكايا بعد الحرب، وهي التي استقبلت عشرات آلاف النازحين بجانب سكان المدينة الذين فضلوا البقاء فيها.

وعبر مبادرة خيرية، تدير المحامية سوهندا عبد الوهاب إحدى التكايا في أم درمان وتقدم الطعام لآلاف السكان والنازحين، قائلة -للأناضول- إن مبادرتها المسماة "أطعم غيرك من خيرك" كانت تقدم الدعم الغذائي للمحتاجين في 12 مستشفى بالعاصمة الخرطوم قبل الحرب في أبريل/ نيسان 2023.

وعقب اندلاع الحرب وفقدان كثيرين في مناطق الصراع مصادر رزقهم، قالت سوهندا إنه لم يكن لديهم خيار سوى نقل مبادرتهم إلى الأسر السودانية المحتاجة.

مبادرة "التكايا" تهدف للحد من مجابهة الجوع بتوفير الطعام الأساسي (الأناضول)

وأضافت المحامية "في الأيام الأولى للنزاع، كنا نطبخ الطعام في منازلنا بسبب صعوبة التنقل، وكنا نجهز ونوزع 10 قدور من الطعام، ولاحقا بعد تحديد مكان معين، بدأنا بطهي الطعام هنا في هذه التكية".

وأردفت سوهندا أن "عدد المستفيدين من الطعام الذي نقدمه يتراوح بين 7 إلى 10 آلاف يوميا، ونوزع يوميا حوالي 30 ألف رغيف".

بالإضافة إلى المساعدات الغذائية، قالت الناشطة سوهندا إنهم يقومون بتقديم دعم كسوة للأطفال في العيد وتوزيع الأضاحي على الأيتام وخلاوي القرآن الكريم والمستشفيات المحتاجة، مشيرة إلى أن هذه الجهود "تجد دعما من الشعب السوداني المتعاون بطبعه".

إعلان

بدورها، قالت وصال الحاج -وهي إحدى النازحات من جزيرة توتي وسط الخرطوم- "بعد أن وصلنا أم درمان وجدنا الأمان والطعام في التكايا، ولم نكن نجد ذلك في جزيرة توتي، لأننا كنا نعتمد على التحويلات المالية من الأهل خارج السودان بعد أن نهبت قوات الدعم السريع ممتلكاتنا وأموالنا".

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • تفاقم معاناة النازحين في ولاية النيل الأزرق جنوبي السودان مع شح الغذاء
  • استشهاد لبنانيين في القصف الإسرائيلي على الجنوب
  • مقتل شخصين في غارة للكيان الإسرائيلي على جنوبي لبنان  
  • السودان تسجل إصابات جديدة بالكوليرا
  • ‌‏أطباء بلا حدود تعلق عملياتها في مستشفى بشائر جنوبي الخرطوم
  • ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق لوس أنجلوس الأمريكية
  • تكايا السودان.. تكافل المجتمع لمواجهة الجوع
  • برنامج الأغذية العالمي يوزّع مساعدات غذائية جنوب الخرطوم وسط تحديات أمنية
  • ارتفاع إصابات الكوليرا في السودان لأكثر من 50 ألف حالة
  • شهداء بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على طمون بمدينة طوباس (شاهد)