السيارات الكهربائية تخطف الأضواء في معرض ميونيخ الدولي
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
في وسط مدينة ميونيخ، حيث الوصول إلى معرض "آي إيه إيه" مجاني للعامة، لا تُعرض سيارات عاملة بالبنزين على منصات العرض الخاصة بـ"بي ام دبليو" أو "رينو"، فيما يُعرض القليل من السيارات الهجينة لدى "مرسيدس".
فلدى كبرى الشركات الأوروبية المصنعة للسيارات، الأولوية باتت بوضوح للمركبات الكهربائية، رغم أن الطرازات العاملة بالبطاريات لا تزال تمثل جزءاً صغيراً فقط من المبيعات في أوروبا.
حتى أن رئيس شركة "بي ام دبليو" حذر عبر صحيفة "بيلد" الشعبية الشهيرة، من أن عدد السيارات الحرارية المباعة يُتوقع أن يزيد بحلول عام 2035، عندما يُفترض أن تكون جميع السيارات الجديدة المباعة في الاتحاد الأوروبي كهربائية.
المستقبل للمركبات الكهربائية؟
وحدها شركة "بورشه" عرضت سيارة غير عاملة بالكهرباء، في الصف الثاني من منصتها، كما لو أنها أرادت الإيحاء بأن هذه المركبات باتت من زمن غابر.
بيد أنّ ذلك لا يشكل أي مصدر أسف لدى ناتالي، المقيمة في ميونيخ، والتي تمت مقابلتها على منصة العلامة التجارية الراقية. وهي قالت إن الطرازات الكهربائية "هي المستقبل"، وذلك بعد التقاط صورة لابنيها خلف مقود سيارة تعمل بالوقود بسعر يقرب من 180 ألف يورو.
وفي طابور تحت الشمس، يصطف حوالى عشرة أشخاص من محبي ركوب الدراجات. ويقول أحدهم، فالكو ويل (75 عاماً)، "ليست لدي سيارة، إذ لا يثير ذلك اهتمامي". ويوفر الجناح إمكان تنظيف الدراجات الهوائية في حوالى خمس عشرة دقيقة عبر آلة مجهزة بنفاثات مائية وفرش دوارة، ما يجعل الدراجة برمّتها تلمع بالكامل.
وفي اليوم السابق، مرت ما بين 120 إلى 130 دراجة عبر "مغسلة الدراجات" هذه. ويقول كريستوفر ستروبل الذي يدير المكان "حصل تدافع" على عملية الغسيل.
ومنذ نسخته الأخيرة في عام 2021، يسعى معرض السيارات جاهداً إلى تحسين صورته من خلال توسيع نطاقه ليشمل أشكالاً أخرى من وسائل التنقل. وتقدم منصات عرض عدة اختبارات للدراجات الهوائية، سواء كانت كهربائية أم لا.
لكن هذا لم يمنع منظمة "غرينبيس" البيئية غير الحكومية من الدخول على خط زيارة المستشار أولاف شولتس إلى المعرض للمطالبة بالمزيد من الجهود في مكافحة الاحترار المناخي.
وقد لوحظ غياب المركبات العاملة بالهيدروجين عن مدرجات معرض ميونيخ، رغم تقديم هذه التقنية في بعض الأحيان كبديل للبطاريات الكهربائية.
ويقول نائب الرئس التنفيذي لشركة "هيونداي موبيس"، إحدى الشركات الرائدة في تصنيع المعدات في العالم "الهيدروجين في مركبات البضائع الثقيلة، ومركبات الخدمات، وبعض الحافلات، ولإزالة الكربون من النقل البحري أو الجوي، لمَ لا؟"، "لكن بالنسبة لسيارات الركاب، دعونا نركز على الأمر الميسر حالياً: المركبات الكهربائية".
ولا يزال الخبراء والصناعيون منقسمين حول مكانة الهيدروجين في إزالة الكربون من قطاع السيارات. وتعلق "تويوتا" و"بي إم دبليو" آمالاً كبيرة عليها، في حين أن العديد من العلامات التجارية الأخرى تحصرها بالمركبات متعددة الاستخدامات، والتي يصعب تحويلها لتصبح مركبات كهربائية.
نجم صيني صاعد في عالم السيارات الكهربائية!
في وسط مدينة ميونيخ، أقيمت منصة شركة "بي واي دي" الصينية قبالة نقطة العرض التي اعتمدتها فولكس فاغن مباشرةً، وقد كان حجم المنصة الصينية أصغر بالكاد من منافستها الألمانية الرائدة في المجال أوروبياً.
ولم يبلغ هذا النجم الصيني الصاعد في عالم السيارات الكهربائية الثلاثين من العمر. وتهدف مجموعة "بي واي دي" إلى الاستحواذ على "4 في المائة أو 5 في المائة أو 6 في المائة من السوق الألمانية" في غضون سنوات قليلة، وفق ما أعلن رئيسها مايكل شو في مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية اليومية.
ويبدو أن البعض اقتنعوا بقدرات هذه الشركات الآسيوية. ويقول الزائر الألماني ديتمار كيبيرو، بعد فحص بعض النماذج الستة المعروضة، إن "الصينيين بالطبع أفضل من حيث الأسعار من شركة فولكس فاغن".
ويضيف الرجل الستيني "أعتقد أن الجودة جيدة جداً"، خصوصاً على صعيد البرمجيات المدمجة بالمركبة. ويلفت إلى أن "تيسلا والصينيين هم رواد السوق، يليهم الكوريون".
وبالنسبة لباتريك وانغ، المدير الأوروبي لشركة دونغفنغ الصينية، فإن الأمر واضح، إذ يقول لوكالة فرانس برس "سيكون بمقدور ماركات السيارات الصينية الوصول إلى مستوى العلامات التجارية التقليدية نفسه في غضون ثلاث أو خمس سنوات".
وتحاول شركات التصنيع الألمانية فولكس فاغن وبي إم دبليو ومرسيدس تقديم عروض جيدة في المعرض، لكنها لم تقدم أي طرازات جديدة جاهزة للتسويق.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
«بي إم دبليو» تسجل تراجعاً حاداً في الأرباح و«مرسيدس» تلبس العباءة الأمريكية
تراجعت أرباح شركة “بي إم دبليو” الألمانية لصناعة السيارات، على نحو كبير، بعد عدة سنوات من النتائج المرتفعة، في وقت أكدت فيه شركة “مرسيدس بنز” الألمانية للسيارات، أن “التاريخ الطويل للشركة في الولايات المتحدة، يجعلها أمريكية تقريبا”.
وأعلنت الشركة، اليوم الجمعة، في ميونخ أن “أرباحها العام الماضي بلغت 7.7 مليار يورو بعد احتساب الضرائب”.
وعلى الرغم من أن “حجم الأرباح يبدو كبيرا، لكنه أقل بنسبة 37% مقارنة بعام 2023، ويمثل ثاني أكبر تراجع في أرباح الشركة”.
ووفق المعلومات، “بالإضافة إلى ضعف المبيعات في الصين، عانت الشركة أيضا من مشكلات مع المكابح التي توفرها لها شركة “كونتيننتال” لقطع غيار السيارات، وفي الوقت نفسه تعرضت المبيعات أيضا لانتكاسة كبيرة، حيث تراجعت بنسبة 8.4% مسجلة 142 مليار يورو”.
وتتوقع الشركة “ارتفاع الطلب خلال العام الحالي، وعلى الرغم من الوضع “الصعب” وزيادات الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة، فمن المتوقع أن تصل نتائج الشركة قبل احتساب الضرائب إلى مستوى عام 2024 تقريبا”.
بدوره، أشار رئيس شركة “مرسيدس بنز” الألمانية للسيارات، “أولا كيلنيوس”، إلى “التاريخ الطويل للشركة في الولايات المتحدة”، وأكد أن “شركته أمريكية تقريبا”.
وقال “كيلنيوس” خلال تقديم سيارة مرسيدس الجديدة “سي إل إيه” في روما: “مرسيدس موجودة هناك (في الولايات المتحدة) منذ 120 عاما، وهي بذلك أمريكية تقريبا بنفس قدر أي شركة أمريكية أخرى وأقدم من معظم الشركات الأمريكية”.
وذكر “كيلنيوس” أنه رغم ذلك ليس لديه مصلحة في تصعيد الصراع التجاري، لأن “ذلك قد يعطل تدفق البضائع في كلا الاتجاهين، وهذا من شأنه أن يشكل عبئا اقتصاديا”.
وقال “كيلنيوس”: “ولكننا ننتج ونستورد ونصدر في جميع الاتجاهات”، وذلك في إشارة إلى مصانع سيارات أخرى تابعة للشركة الألمانية في الصين وأوروبا.
وتملك “مرسيدس بنز” مصنعين كبيرين في الولايات المتحدة، وبحسب الشركة، فقد أنتج مصنعها في “توسكالوسا” بولاية ألاباما الأمريكية 260 ألف سيارة العام الماضي، ووظف 6 آلاف شخص، وينتج المصنع سيارات الدفع الرباعي، وبحسب الشركة، “يتم تصدير حوالي ثلثي الإنتاج السنوي لهذا المصنع”.
وفي “تشارلستون” بولاية “ساوث كارولينا” الأمريكية تمتلك “مرسيدس” مصنعا لإنتاج المركبات من طراز “سبرينتر”، وقد عمل في المصنع مؤخرا حوالي 1700 موظف. وإجمالا باعت مرسيدس 324 ألفا و500 سيارة أفراد و49 ألفا و500 مركبة نفعية في الولايات المتحدة العام الماضي.
كذلك حذرت شركة “تسلا” الأمريكية من أن “الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمكن أن تضر بأعمالها، إذ يمكن أن تجعلها عرضة لرسوم جمركية انتقامية وترفع تكاليف إنتاج المركبات التي يتم تصنيعها في الولايات المتحدة”.
وفي خطاب إلى الممثل التجاري الأمريكي، جيميسون جرير، أعربت شركة “تسلا” عن “دعمها للحرب العادلة”، لكنها حذرت من أن “المصدرين الأمريكيين “عرضة لآثار غير متناسبة، عندما ترد دول أخرى للإجراءات التجارية الأمريكية”.
وأدت الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها إدارة ترامب بالفعل إلى “اتخاذ إجراءات مضادة من جانب كندا والاتحاد الأوروبي، من بين دول أخرى”.