يرى معظم الناس أحلاما بشكل متكرر، كأن ترى مثلا أنك تركض لكنك لا تصل إلى أي مكان، أو تسقط لكنك لا تلمس الأرض أبدًا، أو أن تشاهد من تحب يضيع، لكن لا يوجد شيء يمكنك فعله حيال ذلك.
وقال مايكل شريدل، رئيس مختبر "دراسة النوم" في المعهد المركزي للصحة العقلية في مانهايم بألمانيا: "ترتبط هذه الأحلام بقضايا يواجهها كل شخص في حياته اليومية، إذ أن هناك أنماطا أساسية في موضوعات الكابوس التي قد تساعدك على ترجمة ما يحاول عقلك التعبير عنه".


صنف، شريدل وزملاؤه، بيانات المشاركين عن أحلامهم المؤلمة، في 10 مواضيع مشتركة من الأقل ورودا إلى الأكثر.

1.الغزو: وجود غزو في منزلك، لذا فإن الحلم بغزو الزواحف المخيفة أو الشرور الغامضة يمكن أن يكون خوفًا فعليًا أو رمزيًا، وبيّن شريدل أنه قد يمثل الإصابة خوفًا من المرض والأوساخ، أو الفئران والصراصير والجرذان، أو الشعور بعدم الأمان في منزلك.


2. حضور الشر: شعور غريب بالشك في وجود شبح قريب، قد يعني هذا أن الحالم يرى الوجود المسيء، أو مجرد الشك في وجود أحد الأشخاص بالقرب منه، وغالبًا ما تصيب هذه الأنواع من هلوسة النوم الأشخاص الذين يعانون من "شلل النوم".
وقال بالاند جلال، عالم الأعصاب في جامعة هارفارد، إن شخصيات أفلام الرعب هذه من المحتمل أن يستخدمها عقلك كرموز ثقافية مألوفة لتصوير خوفك في تلك اللحظة.
3. الكارثة: الحرائق والفيضانات، أي شيء يمكن الخلط بينه وبين نهاية الزمان، قد يشير ذلك إلى تخوف عام من المستقبل، يعتمد على ما إذا كنت تنظر إلى التغييرات القادمة في حياتك على أنها إيجابية أم سلبية، أو تعرضت لكارثة طبيعية، فقد يعبر عقلك عبر الموقف كوسيلة لمعالجة الصدمة التي تعرضت لها.


4. الشعور بالقلق: يبدو أن الخوف من المجهول هو أمر يشترك فيه الكثير منا.
5. الخلافات: الصراعات الشخصية، إذ يعاني الحالم أو يشهد معركة غير جسدية، يمكن أن تعبر هذه الأحلام عن القلق الاجتماعي بشأن علاقة شخصية، مثلا قد تخشى إجراء محادثة تحتاج إلى إجرائها أو معالجة صراع حدث بالفعل.
6. المرض والموت: في هذه الأنواع من الكوابيس، يرى الشخص نفسه أو أحد أحبائه يعاني من مرض، أو يموت.

هذه الأحلام معقدة، يمكن أن تكون رمزًا للخوف العام من المرض والموت أو الشعور بأنك خارج نطاق السيطرة على صحتك الشخصية، وقد تكون أيضًا طريقة للتعامل مع الحزن.

7. المطاردة: قد يكون هناك إنسان يلاحقك، أو وجود شرير، أو شيء لا يمكنك حتى رؤيته، وقال شريدل إن هذا هو سلوك التجنب. بشكل عام، عادة ما تعني الأحلام المتعلقة بالمطاردة أنك قلق بشأن شيء تتجنبه.
8. الحوادث: تتضمن هذه الفئة الواسعة من الأحلام موضوعات مثل السقوط، وحطام السيارات، والغرق، والمزيد.
ويحلم الذكور بالسقوط أكثر بكثير من الإناث، وتمثل الخوف من المرتفعات أو القيادة أو المحيط، لكنهم قد يمثلون أيضًا الشعور بالخروج عن السيطرة، أو الخوف من الموت، أو الشعور بالعجز، لذا فإن هذا النوع من أحلام الحوادث يمكن أن يكون طريقة دماغنا للتعبير بشكل كبير عن شعورنا تجاه معدل الوفيات أو الصحة.، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" وموقع "بزنس إنسايدر" العلميين.
9. العدوان الجسدي: قد يتعرض الحالم للهجوم، أو يشارك في قتال، أو يشاهد أشخاصًا آخرين يتقاتلون، قد يعكس هذا النوع من الكابوس قلقًا اجتماعيًا، أو خوفًا حقيقيًا من العنف، أو مخاوف بشأن التعرض لانتقادات الآخرين.
10. الفشل (الأكثر ورودا): وتأتي في المرتبة الأولى الفئة الواسعة من الفشل والعجز، كالفشل في تحقيق الهدف، أو التأخر، أو الضياع، أو عدم القدرة على الكلام، أو فقدان أو نسيان شيء ما، بالإضافة للحلم النمطي "الفشل في الامتحانات".
يقول شريدل إن أحلام الامتحان قد تعني أنك غير مطمئن بشأن قدرتك على الأداء في العمل أو المنزل، أو أنك تتذكر حدثًا مزعجًا معينًا أو كيف يفكر الآخرون في أدائك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كوابيس كوابيس الأطفال دراسة النوم ألمانيا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

بلا دولة... الفلسطينيون كلهم لاجئون

«اقترح الرئيس ترامب على الأردن ومصر استقبال عددٍ كبيرٍ من الغزيين بصورةٍ مؤقتةٍ أو دائمة».

ووفق التجربة، فالمؤقت في حياة الفلسطينيين إذا كان مأساوياً فهو دائم.
منذ وجد أول مخيم فلسطيني في عام 1948، وإلى أيامنا هذه، واصل المخيم إثبات حضوره في الحياة الفلسطينية، ليس ملاذاً لأناسٍ هجروا من ديارهم، لتنفق عليهم وكالة الغوث الدولية، بل بوصفه عنواناً لظاهرة اللجوء التي تطورت واتسعت لتشمل الفلسطينيين جميعاً، سواء من يحمل البطاقة الزرقاء الممنوحة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، أو من يعيش في أي مكان داخل فلسطين وخارجها.
الذين بقوا في مدنهم وقراهم التي احتلت في عام 1948 وأقيمت عليها دولة إسرائيل، هم لاجئون في الواقع ما داموا غير متساوين في الحقوق والواجبات، وما دام يُنكَر عليهم حقيقة أنهم أهل البلاد الأصليون، وهذه حالهم منذ أن كانوا يعدّون بالآلاف حتى صاروا يعدون بالملايين.
حين أُعلن عن تأسيس الدولة العبرية لجأ كثيرون إلى أقرب الأمكنة التي أتيحت لهم، وكان مقصدهم الضفة الغربية وغزة أولاً، ثم لبنان وسوريا، وبعدد أقل مصر، ومع أن الذين لجأوا إلى الضفة لم ينظر إليهم على أنهم غرباء إلا أن إقامتهم في مخيمات أسستها وكالة الغوث، فرضت عليهم تميزاً سلبياً عن أشقائهم، وبفعل اتحاد الضفتين الغربية والشرقية، امتلأت المملكة الأردنية الهاشمية بالمخيمات، وكانت الجنسية الأردنية الكاملة التي حصل عليها الجميع عامل توحيد للحالة، ولكنها لم تكن كذلك في الشعور.
خارج المملكة التي قامت على الضفتين، وأسست لوحدة ناجحة بين شعبين وكيانين، انتشر المخيم واللاجئون بكثافة في ذلك البلد، وكذلك في لبنان وسوريا دون أن يحصل ساكنو المخيم في البلدين الشقيقين على الحقوق والواجبات التي حصل عليها نظراؤهم في الأردن، ذلك عمّق شعور اللاجئ في النفوس، واتحد فيه كل فلسطيني مع فلسطيني آخر أينما وجد ومهما علا شأنه الوظيفي في البلد المضيف.
طول أمد اللجوء وانتشار الفلسطينيين خارج المخيمات بما شمل العالم كله، وفّر لهم بفعل النظم التي تحكم البلدان التي عاشوا فيها، فرصاً للتميز في كل المجالات، وفي بلدان كثيرة وصل اللاجئ الفلسطيني إلى مرتبة رئيس دولة، ورئيس حزب، ورئيس وزراء، وما حول ذلك وما دونه من مراتب.
غير أن الفلسطيني ظل يشعر في قرارة نفسه بأنه لاجئ، ذلك لأنه لم يحمل وثيقة تؤكد انتماءه الأصلي سوى أن أجداده كانوا من تابعيات مختلفة ليس منها الانتماء لدولة فلسطينية معترف بها، وليس له من كل ذلك سوى إشارة إلى مكان الميلاد.
اللجوء حالة شعورية، تبقى في الروح على نحو لم تفلح كل الامتيازات والمكانات في إنهائها، كان الجذر الأعمق الذي دفع اللاجئين الذين هم كل الفلسطينيين لأن يفكروا في الثورة، وكان منطلقها من أكثر الأماكن التي وفّرت فرصاً وثروات لهم وهي دول الخليج العربي، وما إن أعلن بلاغها الأول حتى سرت الثورة في النفوس سريان النار في الهشيم.
اندفع الفلسطينيون الذي يوحدهم الشعور بأنهم لاجئون إلى المشاركة في الثورة دون حساب للخسائر التي سيتكبدونها، ولو راجعت سجل الشهداء والجرحى والمعاقين الذين يعدون بمئات الألوف، في مسيرتهم الثورية الراشحة بالدم فسوف تجد أنهم جميعاً إمّا طلبة في الصفوف النهائية بالمدارس والجامعات، أو مهنيون مختصون في كل المجالات، وإذا دققت في وضعهم الاقتصادي فقلما تجد فقيراً دفعه العوز إلى الذهاب إلى الثورة كي يتقاضى مخصصات تعينه على الحياة. شعور اللاجئ استبد بنفوس الفلسطينيين وازداد تعمقاً كلما فشلت تجربة خاضوها، ذلك بفعل أن الفشل أنتج أكثر من لجوء جديد، ودون استعراض تاريخي لوقائع الفشل وما أنتج، فلنلقِ نظرة على الواقع الراهن، والمكان الأكثر دلالة هو المكان الفلسطيني والفشل الأوضح هو فشل تجربة أوسلو.
من يعيشون على أرض الوطن راودهم ذات يوم، شعورٌ بأن أفقاً انفتح سيؤدي إلى دولة واستقلال، ونُسب ذلك للثورة التي قادها عرفات، ووصل بها إلى غزة ثم الضفة، وبدا كما لو أن تسوية قضية القدس مسألة وقت.
فشلت التجربة أخيراً ليعود الشعور باللجوء حالة مشتركة بين كل الفلسطينيين أينما وجدوا، إذ لا فرق في هذا الشعور بين ساكن المخيم وساكن القرية والمدينة، بين أهل غزة وأهل الضفة، وبين الخارج والداخل، فكلهم بالشعور وواقع الحياة لاجئون.
لا فكاك من هذه الحالة إلا أن تنتهي سطوة الشعور باللجوء بحصول الفلسطيني على ما يساويه بكل شعوب الأرض، أن يضع في جيبه بطاقة هوية وجواز سفر صادراً عن دولته، ساعتها ينتهي الشعور باللجوء القسري الذي يعيشه كل الفلسطينيين، ليحل محله شعور مواطن عادي في دولة عادية.
أخيراً أقول للرئيس ترامب: هل تعالج القضية الفلسطينية بلجوء جديد ومخيمات جديدة؟

مقالات مشابهة

  • موسيقى ولحوم مطهية.. باحثون يكشفون أسرارًا غامضة من أعماق الفضاء
  • من أين جاءت الديناصورات لأول مرة؟.. علماء يكشفون مكانها الحقيقي
  • بالفيديو.. الغزّيون يبدأون العودة إلى الشمال والمشاهد تحطّم الأحلام
  • ما أسوأ أن تكون شعبا
  • بلا دولة... الفلسطينيون كلهم لاجئون
  • اليوم.. "رياضة النواب" تبحث أسباب عدم صيانة الملاعب الخماسية
  • اليوم.. "مشروعات النواب" تبحث أسباب ارتفاع عدد المشروعات المتوقفة بالمصانع غرب طهطا
  • نشرة المرأة والمنوعات: جمال شعبان يكشف أسباب توقف القلب المُفاجئ.. وحميد الشاعري مصاب بهذا المرض.. واستخدام شوكة الطعام يُقلل من تساقط الشعر
  • أسوأ من كوفيد.. قلق عالمي من إنفلونزا هذا الشتاء
  • الدولار يسجل أسوأ خسارة أسبوعية بعد تصريحات الرسوم الجمركية