أكثر الأشخاص تخيلاً لتحقيق الثراء هم أكثر عرضة للإفلاس
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
الكثير يرغب في تحقيق الثراء السريع وكذلك تحقيق الأرباح، لكن وجدت دراسة حديثة أن أكثر الأشخاص تخيلاً لذلك هم أكثر عرضة للإفلاس، حيث وجد الباحثون أن فكرة شائعة تتمثل في استخدام قوة العقل لتغيير وخلق الواقع الذي تعيشه، يمكن أن تجعل الأفراد أكثر عرضة للإفلاس.
حيث أشارت الدراسة التي نشرتها الديلي ميل البريطانية، إلى أن الأشخاص الذين يفكرون في تحقيق الأرباح، تجعلهم أكثرعرضة للانجذاب إلى الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر والاعتقاد بأنهم قادرون على تحقيق مستوى غير متوقع من النجاح بسرعة أكبر مما يجعلهم يقعون في فخ الإفلاس دون الدراسة الكافية لأي مشروع قادمون عليه.
وقال معد الدراسة، لوكاس ديكسون، من جامعة كوينزلاند بأستراليا: "قمنا بتعريف الظاهرة هذه على أنها الاعتقاد بأنك إذا قمت بإرسال رغباتك إلى الكون من خلال الأفكار الإيجابية، أو التصور، أو التصرف كما لو أن الأهداف قد تحققت بالفعل، فإن الكون سيقدم لك ما تريد".
وقاس الباحثون المعتقدات الظاهرية لـ 375 شخصا، طُلب منهم أن يقيّموا على مقياس من سبع نقاط مدى موافقتهم على عبارات مثل "أنا أجذب النجاح إلى حياتي بمساعدة الكون"، أو "ذاتي العليا تساعدني على جذب النجاح"، أو "الكون أو القوة العليا ترسل لي أشخاصا وأحداثا للمساعدة في نجاحي".
وقال ديكسون: "مقابل كل نقطة واحدة سجلها الناس أعلى على المقياس، كانوا أكثر عرضة بنسبة 40% للإفلاس"، ويعتقد الأشخاص الذين يتبعون هذه الأفكار، أنهم أكثر عرضة للنجاح في المستقبل، في أطر زمنية أقصر، ما يعني أنهم قد يبالغون في تقدير احتمالات النجاح.
وأضاف ديكسون أنه "من المرجح أن يشعر الأفراد بأنهم يسيطرون على جوانب لا يمكن السيطرة عليها إلى حد ما في حياتهم - سواء أصبحوا أثرياء بسرعة أو أصبحوا مشهورين، وفي الأعمال التجارية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تكلفة الفرصة البديلة، حيث يتم قضاء الوقت في التركيز على أهداف طويلة المدى لا يمكن السيطرة عليها بدلا من الأهداف القصيرة المدى التي يمكن التحكم فيها في أعمالهم كتصوّر النجاح، بدلا من الإجراءات الفعالة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تحقيق الثراء للإفلاس أکثر عرضة
إقرأ أيضاً:
استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة
هل يبدو مصطلح “الإنتاجية السامة” مألوفًا؟ إنه ببساطة ربط القيمة الذاتية بما نحققه من إنجازات ملموسة. في مجتمعاتنا المعاصرة، تمجد الإنجازات التي تقاس بالرواتب، الترقيات، والممتلكات المادية، ممّا يخلق ثقافة تمجد العمل الزائد، وتشجب الراحة والتوقف للتأمل.
النتيجة؟ إرهاق دائم، شعور بعدم الأمان، وفقدان المعنى الحقيقي للحياة.
إن هذا العالم الذي يدفع الإنسان للسعي المستمر نحو تحقيق المزيد، يجعلنا نطارد النجاح بوسائل تستنزفنا، ونملأ جداولنا اليومية بمهام لا نهاية لها، حتى ننسى أن نخصص وقتًا لأنفسنا. قد يبدو من الخارج أن هذه الحياة مليئة بالإنجازات، لكن الداخل غالبًا ما يكون مثقلاً بالإرهاق وعدم الرضا.
هذا هو جوهر كتاب قرأته مؤخرًا بعنوان “الإنتاجية السامة” للكاتبة إسراء ناصر. إنه كتاب يستعرض هذا المفهوم بعمق، ويبدو كأنه موجه لكل من يشعر بأنه عالق في دوامة العمل المستمر. كأن الكاتبة هنا تستشهد بمثال شائع بيننا: “معك ريال، تسوى ريال؛ معك مليون، تسوى مليون”. إن هذا المنظور يجعل الإنسان أسيرًا لإنجازاته، ويربط قيمته الذاتية بما يحققه.
الإنتاجية ليست أمرًا سيئًا في ذاتها، فهي وسيلة لتحقيق الأهداف وتنظيم الحياة. لكنها، كما هو الحال مع الطعام الصحي، يمكن أن تتحول إلى ضرر إذا زادت عن الحدّ المطلوب. حين تصبح الإنتاجية وسيلة لإثبات الذات بدلاً من تحقيق القيِّم الشخصية، تتحول إلى عبء نفسي وبدني.
تتناول الكاتبة علامات الإنتاجية السامة، وأبرزها مقارنة إنجازاتنا بإنجازات الآخرين. فالإنتاجية السامة غالبًا ما تغذيها دوافع عاطفية مثل الخجل، الكمالية، أو السعي المستمر للتقدير الخارجي. لذلك، فإن التعرف على هذه المحركات الداخلية يعد الخطوة الأولى نحو التحرر.
تدعو المؤلفة إلى إعادة تعريف النجاح وفقًا للقيِّم والأولويات الشخصية. فالنجاح لا يجب أن يُقاس بما يراه المجتمع، بل بما يتماشى مع أهدافنا ومعاييرنا الذاتية. عندما نركز على ما يهمنا حقًا ونتجاهل سباق الإنجازات الذي يخوضه الآخرون، يصبح النجاح أكثر معنى ورضا.
من أبرز الأخطاء التي تسلط الكاتبة الضوء عليها: الانشغال يعني الإنتاجية: التركيز على المهام ذات التأثير العالي أكثر فعالية من محاولة فعل كل شيء دفعة واحدة.
أيضا تعدد المهام هو الحل: العلم يثبت أن تعدد المهام يستهلك الطاقة ويقلل الكفاءة. التركيز على مهمة واحدة في كل مرة هو الخيار الأمثل.
وأخيراً إن ساعات العمل الطويلة تعني نتائج أفضل: أجسادنا تعمل وفق دورات طبيعية تحتاج إلى الراحة. العمل دون توقف يؤدي إلى تراجع في جودة الإنتاجية.
التخلص من فخ الإنتاجية السامة يبدأ بتغيير العقلية من التفكير بنقص الموارد إلى التفكير بالوفرة. عندما نعتبر الراحة جزءًا أساسيًا من الاستثمار في الذات، تصبح إنجازاتنا أكثر استدامة.
النجاح الحقيقي ليس في فعل المزيد، بل في فعل ما يهم حقًا. إنه في احترام احتياجاتنا للراحة والتجدد، وفي تحقيق التوازن بين الإنجاز والاستمتاع بالحياة. عندها فقط، يمكننا أن نزدهر بدلاً من أن نستمر في مجرد البقاء.
لنُعد تعريف النجاح ونضع معاييرنا الخاصة، لأن قيمتنا الذاتية لا تُقاس بما نحققه من إنتاج، بل بما نحياه من قيَّم ومعنى.
jebadr@