ترى فاطمة التامني، عضو مجلس النواب عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن الحكومة لا تتعاطى مع إشكالية الماء بشكل جدي ومسؤول.

وقالت في سؤال كتابي وجهته إلى عزيز أخنوش رئيس الحكومة، إن العديد من المدن والقرى تعاني من ندرة الماء بل ومن العطش، وتضطر العديد من الأسر، نساء وأطفال وشيوخ، للتنقل بكيلومترات من أجل الحصول على جرعة ماء في انتظار تنمية عالم قروي استغل أهله في حملات انتخابية وتلقوا وعودا دون أن يتحقق أي شيء.

وذكرت بأن صادرات الدلاح في المغرب ارتفعت بنسبة تجاوزت 17 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وأكثر من 315 مليون كيلوغرام، أي ما يستنزف أكثر من 14 مليار لتر من الماء، وفقا لتقارير علمية.

وأشارت إلى أن هذه نسبة مهمة، في الوقت الذي يواجه فيه المغاربة العطش، كما عرفت صادرات التوت ارتفاعا مهولا يشبه إلى حد كبير صادرات فاكهة “الأفوكادو”.

بينما تتجاهل الحكومة “دعم عدد من الزراعات التي لا تستنزف الثروة المائية، كما هو الشأن بالنسبة للخروب وغيره من المنتوجات الفلاحية التي لا تستنزف الماء الذي يحتاجه المغاربة في عز أزمة شح الأمطار، ونقص منسوب السدود.

كما انتقدت ضعف تعاطي الحكومة مع “تنامي الاحتقان وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار المحروقات وتأثيرها على القدرة الشرائية، سيما الغلاء غير المسبوق الذي تعرفه العديد من المواد الأساسية والخضر واللحوم الحمراء، بالإضافة إلى ما تسجله أسعار المحروقات من زيادات متتالية عمقت تدهور القدرة الشرائية لدى المغاربة، وأدت إلى توالي الزيادات في المواد الأساسية وكذلك أثمان النقل والتنقل، وهي الزيادات التي ألهبت جيوب المواطنين وأثارت إحباطهم وغضبهم.

كلمات دلالية الدلاح العطش الفرشة المائية الماء حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي مجلس النواب

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الدلاح العطش الماء مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

إشكالية الهوية بين الوطنية والقومية

#إشكالية_الهوية بين #الوطنية_والقومية
الشاعر #أحمد_طناش_شطناوي
رئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين/ إربد
عندما نتناول مسألة الهوية الوطنية والهوية العربية من منظور فلسفي، فإننا نغوص في أعماق المفاهيم التي تجمع بين التاريخ والسياسة والثقافة والوجود الإنساني ذاته، فالهوية ليست مجرد إطار انتمائي، بل هي سيرورة ديناميكية تتشكل من خلال التفاعل بين الفرد والمجتمع، وبين الماضي والحاضر، وبين الذات والآخر، أي أنها ليست قالبًا جاهزًا، بل هي عملية مستمرة من التفاوض بين ما كنّا عليه وما نصبو لأن نكونه.

وتطرح الهوية إشكالية أساسية: من نحن؟ وما الذي يميزنا عن غيرنا؟
فلسفيا، يعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة تعقيدًا، لأنه يتطلب تحديدًا لعناصر الذات في مواجهة الآخر، فالهوية الوطنية تُعرَّف عبر علاقتها بالدولة والتاريخ السياسي والاجتماعي، بينما تُعرَّف الهوية العربية من خلال اللغة والتاريخ المشتركين، غير أن كليهما يواجه تحديًا مستمرًا في ظل العولمة والصراعات السياسية والهيمنة الثقافية التي تعيد تشكيل وعي الأفراد والجماعات.

غير أن التوتر الحاصل بين الهوية الوطنية والهوية العربية لا ينحصر في كونه تناقضا سطحيا، بل هو جدل يعكس تعقيدات التاريخ العربي الحديث، فمنذ نشوء الدول الوطنية (نتاجات سايكس وبيكو) بعد تفكك الإمبراطوريات، بدأ الانقسام بين الانتماء القومي والانتماء الوطني يتعمق، حيث سعت الأنظمة السياسية إلى ترسيخ هوية وطنية مستقلة على حساب الهوية القومية الجامعة، لكن السؤال الأكبر يكمن في: هل يمكن للفرد أن يكون عربيًا دون أن يكون له انتماء وطني محدد؟ أو أن يكون وطنيًا دون أن يكون له امتداد عربي؟

إذا نظرنا إلى هذه الجدلية من منظور الألماني (هيغل)، فإننا نجد أن الهوية تتشكل من خلال جدلية “الذات والآخر”، أي أن تعريف الهوية لا يمكن أن يكون منعزلاً عن الصراعات والتفاعلات مع الهويات الأخرى، فالهوية الوطنية تتبلور غالبًا في مواجهة التحديات الداخلية كالصراعات السياسية والتنوع العرقي، بينما تتشكل الهوية العربية في مواجهة الهيمنة الخارجية ومحاولات طمس الذات الحضارية.
أما الفرنسي (بول ريكور) فيرى أن الهوية ليست كيانًا ثابتًا، بل هي سردية مستمرة تتشكل عبر الزمن من خلال الأحداث والتجارب التاريخية، فالهوية الوطنية تتطور نتيجة التغيرات السياسية والاجتماعية، بينما تستمد الهوية القومية قوتها من تراكمات ثقافية تمتد عبر التاريخ، وبذلك فإن أي محاولة لتجميد الهوية في قالب ثابت تؤدي إلى إقصاء جزء من المجتمع أو إنكار التحولات الطبيعية التي تطرأ عليها.

مقالات ذات صلة اختتام فعاليات الأسبوع الثاني من فعاليات رمضانيات ٢٠٢٥ باجواء رمضانية في جرش. 2025/03/18

أما في سياقنا العربي، نجد أن الأنظمة السياسية والإيديولوجيات القومية حاولت عبر التاريخ فرض تعريفات معينة للهوية، مما أدى إلى توترات بين النزعة القطرية والنزعة القومية، ومع ذلك فإن المفكر المغربي (محمد عابد الجابري) أكد أن المشروع النهضوي العربي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تجاوز الثنائية الزائفة بين الهوية الوطنية والقومية، والتركيز على بناء وعي عربي حديث قائم على الديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية.
وإذا ما أردنا البحث عن حلول فلسفية لهذا التحدي، فعلينا أن ننتقل من مفهوم الهوية الأحادية إلى مفهوم الهوية المركبة، فكما تحدث اللبناني (أمين معلوف) عن فكرة “الهويات القاتلة”، حيث يؤدي التشدد في تعريف الهوية إلى الإقصاء والصراعات، فإن بناء هوية عربية وطنية متوازنة يتطلب تجاوز الإقصاء والاعتراف بتعددية الانتماءات.
وبالتالي، فإن الهوية ليست مجرد ماضٍ يُستدعى، بل هي مشروع يُبنى، فلا يمكن تحقيق نهضة عربية دون تعزيز الهويات الوطنية بطريقة لا تتعارض مع البعد العربي، بل تكمله وتغذيه في إطار مشروع حضاري مشترك، وهذا يتطلب نهجًا قائمًا على الحرية الفكرية، والتعددية، والتفاعل مع متغيرات العصر دون التخلي عن الجذور التاريخية.
وإن النقاش حول الهوية الوطنية والهوية العربية لا يجب أن يبقى في إطار الجدل السياسي فقط، بل يجب أن يتحول إلى مشروع فكري يعيد تعريف العلاقة بين الفرد والجماعة، وبين المحلي والقومي، وبين التراث والحداثة، فلا يمكن للوطنية أن تنجح إن لم تكن جزءًا من فضاء ثقافي أوسع، كما لا يمكن للعروبة أن تتحقق دون أن تجد تجسيدًا عمليًا في الدول الوطنية.
فالهوية، ليست معطى جاهزًا، بل هي مشروع مستمر يتطلب إعادة التفكير فيه وفق تطورات الزمن، وإعادة بنائه في كل مرحلة من مراحل التاريخ.
وأخيرًا يبقى السؤال الإشكالي الذي يفتح بابا واسعا على النقاش: كيف يمكن للدول العربية اليوم أن تتجاوز أزماتها الهوياتية لبناء مستقبل مشترك؟

مقالات مشابهة

  • الحكومة: كمية الأمطار التي عرفها المغرب تمثل زيادة بنسبة 88,1% مقارنة بالسنة الماضية
  • بونات الحج و “تأشيرات المجاملة” تشعل حرباً بين البرلمانيين
  • اليسار السوداني- بين الجمود الفكري والتحولات العصرية
  • إشكالية الهوية بين الوطنية والقومية
  • محللان: هذه خيارات حماس في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي وتداعياته
  • اليسار السوداني في حاضر الملتيميديا
  • التنظيف بين الكيمياء والتقنية: ما الذي لا نعرفه ؟
  • طريقة استرداد مقدم جدية الحجز في شقق الإسكان الإجتماعي .. الرابط و الخطوات
  • ما الذي يدفع مايكروسوفت إلى إغراق خوادمها في قاع المحيط؟
  • 3 أعراض تحذيرية من السكري تظهر في الصباح