د.حماد عبدالله يكتب: وستبقى مصر محروسة بإذن الله !!
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
أطلقنا على حقبات زمنية من حياتنا أوصاف مثل (الزمن الجميل)، وذلك عندما نتحدث مثلًا عن الفن فنتذكر " أم كلثوم"، و"محمد عبد الوهاب" و" عبد الحليم حافظ" و"القصبجي" و"السنباطي"، ونحن نعيش زمن "شعبولا" و"سعد" وعدة أسماء مختلفة ولكن أدائهم متشابه، فنسينا الأسماء جميعها والأوصاف أيضًا !!
ونتحدث عن (الزمن الجميل) عندما نتذكر "محفوظ" و" الحكيم" و"إدريس" و"العقاد" و "طه حسين"، ونحن نعيش زمن عدة أسماء لا تنتج شيئًا مؤثرًا في الثقافة المعاصرة!!
ونتحدث أيضاًَ عن (الزمن الجميل ) حينما نتذكر زعماء في الإقتصاد الوطني مثل "طلعت باشا حرب" و"العناني" و"القيسوني" و"عامر" وغيرهم من عظماء التحرر الإقتصادي الوطني، بينما نعيش نحن مع "جودة" و"غالي" و"ببلاوي" و"رضوان" مع الإعتذار الشديد لأصدقائي من حاملي تلك الأسماء !!
كما نتحدث عن (الزمن الجميل) ونفتقده حينما نتذكر ساسة عظماء مثل "محمد فريد" و"مصطفى كامل" و"سعد زغلول" و"النحاس باشا" و"عبد العزيز فهمي" وغيرهم، ونحن نعيش عصر الأقزام في السياسة، وعشنا عصر التقزيم في الحياة السياسية المصرية ،وتغييب الكفاءات المتميزة من المصريين وإستبعادهم، وإستدعاء الغير أكفاء وأنصاف الرجال والثقافة، بل ومعدومي الكرامة لكي يتولوا مناصب قيادية في البلاد، فإستحال التقدم وإفتقدنا للإزدهار والريادة التى تميزنا بها وسط الأمم.
وتحدثنا عن (الزمن الجميل) حينما تذكرنا "جمال عبد الناصر" ورفاقه الضباط الأحرار، ولم ننسى بطولات في القوات المسلحة المصرية منذ الزعيم "أحمد عرابي" عام (1881) ومن أبطالنا في حرب (1948) (الفهد الأسود)، والبطل (أحمد عبد العزيز)، وكذلك شهدائنا في الحرب الثلاثية على مصر عام ( 1956) وإستشهاد أبطال مثل "جواد حسني" وزملائه في (السويس وسيناء) ولا يمكن أبدًا أن ننسى بعد (نكسة 1967) هؤلاء الأبطال في حرب الإستنزاف، وعلى رأسهم شهيدنا البطل "عبد المنعم رياض" وزملائه.
هذا هو (الزمن الجميل) حينما نتحدث عن أبطالنا في العسكرية المصرية، ونحن نشهد اليوم من يتشدق في أجهزة الإعلام ملقيًا بإتهامات باطلة على شباب نقي ممن قادوا الأمة في ثورتها ضد الطغيان والإستبداد والقهر والفساد ونهب البلاد، نجد بعض ممن يجب أن يحملوا نفس صفات أبطالنا، نسوا أنفسهم ونسوا مواقعهم، ونسوا الدور العظيم الذى قامت به القوات المسلحة فور إندلاع الثورة يوم (25يناير 2011)، وخروج البيان العسكري الأول مؤيدًا ومعضدًا ومطمئنًا للشعب، والثوار على أنه لن يتعدى على أحد منهم ولن يقف ضد أي من الثوار بالعصى أو بالنار!!
ولا يمكن أن ننسى الدور العظيم الذى قامت به قواتنا المسلحة بمساندة شعب مصر يوم 30 يونيو 2013 لإنهاء حقبة زمنية رغم قصرها إلا أنها تعد بعشرات السنين حينما إختطفت "مصر" من جماعة إرهابية سنحت لها الظروف بأن تعتدى على الهوية المصرية.
هذه الأزمنة التى أطلقنا عليها (الزمن الجميل) – في مختلف مناحي الأنشطة الحياتية للمصريين، من الفن والثقافة والأدب والسياسة والتعليم وكذلك الوطنية المصرية دفعني لأن أكتب.
هذا المقال لمن يقرأ أو من يريد أن يعي بأن الزمن فقط هو المؤشر عن تقدم الأمة أو تأخرها!!
الزمن سوف يسجل، بل أنه قد سجل فعلًا الأحداث ونسبة المشاركة فيها، وكيفية تأييد الحق وفصل الباطل و(ضعده) بل وتحديه!!
الزمن هو القادر على أن يسجل الأحداث ويصف البشر والنخبة التى تعيش فيه بأنها قادرة على حفر صفات هذا الزمن في التاريخ من عدمه !!
فلنلعم جميعًا أن هناك تاريخ يسجل اليوم لهذا الزمن الذى نعيشه، فنتمنى أن نغير فيه بعض الصفات، نريد زمن جميل يعود مره أخرى، زمن يحمل صفات المعادن النفيسة، وليس بزمن (الصفيح والصدأ والقمامة ) !!
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ماجد صفوت يكتب: رسائل إلى الله «1»
فى حى السيدة زينب، حيث يقع ضريح أم العواجز، تبدو المشاهد أكثر حيوية. مئات الزوار يتدفقون يوميًا إلى الضريح حاملين أحلامهم وآمالهم. السيدة زينب، التى تُلقب بأم العواجز، تُعتبر من أكثر الأولياء ارتباطًا بقلوب المصريين. الزوار يتركون طلباتهم بجوار الضريح، من بينها دعوات للرزق، أو النجاح، أو الزواج. أحد الرجال الذين تحدثنا إليهم قال: إنه يزور الضريح بانتظام منذ سنوات، وأنه ترك اليوم رسالة يطلب فيها بركة السيدة زينب لتيسير أموره المالية. فى زاوية أخرى من الضريح، جلست أم محمود، وهى امرأة مسنة، تكتب على ورقة صغيرة دعوة لابنها المغترب أن يحفظه الله ويعيده إلى الوطن سالمًا.
فى حى الخليفة، يجذب ضريح السيدة نفيسة، المعروف بلقب “كريمة الدارين”، الزوار من كل حدب وصوب. السيدة نفيسة، حفيدة الإمام الحسن، تُعد من الأولياء الذين يحظون بمكانة خاصة لدى المصريين. الزوار يأتون إلى الضريح حاملين أمانيهم، من شفاء المرضى إلى النجاح فى العمل. إحدى السيدات التى تحدثنا إليها جاءت من حى المطرية، قالت: إنها تركت رسالة عند الضريح تطلب من الله أن يُسهل زواج ابنتها التى تأخر زواجها لسنوات. هذه الزيارة، كما تقول، تمنحها شعورًا بالطمأنينة وتزيد من يقينها بأن الله سيستجيب لدعائها فى منطقة الدرب الأحمر، يقف ضريح السيدة فاطمة النبوية، ابنة الإمام الحسين، كوجهة للباحثين عن البركة والسكينة. الضريح، رغم بساطته، يشهد يوميًا تدفقًا مستمرًا من الزوار الذين يأتون حاملين دعواتهم. إحدى السيدات التى التقيناها، وهى أم لطفلين، قالت: إنها كتبت على ورقة صغيرة طلبًا من الله أن يحمى أطفالها ويوفقهم فى دراستهم.