صحيفة البلاد:
2024-09-29@13:27:22 GMT

سحر الجبال

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

سحر الجبال

أكتب هذا المقال وأنا في طريقي إلى سويسرا لتسلُّق قمة جبل ماتاهورن ،وهي أول عودة لي بعد إتمام مغامرات القمم السبع، فلقد أدركت -للأسف- أني مدمن ولا أستطيع البعد عن تلك القمم، فبفضل من الله وبحمده، أنعم الله عليّ أن وفقني لتسلُّق أعلى القمم في القارات السبع، وهو مشروع استغرق مني سبع سنوات كاملة من الجهد والمثابرة والإصرار، بدأت تسلُّق القمم من قمة كلمنجارو في تنزانيا، مروراً بباقي القمم بما فيها قمة إيفريست الشهيرة ،وانتهاءً بقمة جبل دينالي في أمريكا الشمالية.

ومن خلال تجربتي في تسلُّق الجبال ،أدركت أن جمال الجبال لا يكمن فقط في عظمتها وارتفاعها،
بل أيضاً في التحدّيات التي تشكّلها لمن يرغب في تسلُّقها ،وأن جمال الجبال يكمن في أنها توفِّر لنا إحساسًا بالمنظور.
عندما نتسلّق جبلاً، فإننا مجبرون على النظر إلى الحياة من وجهة نظر مختلفة ، وإدراك مدى صغر حجمنا مقارنةً باتساع الطبيعة ، والتواضع في التواجد وسط هذا الإتساع .

إن تسلُّق الجبال، والذي يتطلب قدرًا كبيرًا من القوة البدنية والعقلية والتحمُّل،يعلمنا دروسًا قيّمة في المثابرة والتصميم ، ذلك أنه ليس من السهل تسلُّق الجبل، ففي بعض الأحيان قد يستغرق الأمر أيامًا أو أسابيعاً أو أشهراً ،وكل خطوة إلى الأمام ،هي صراع واختبار لقوة إرادتنا ، وعندما نصل إلى
القمة، نتعلم فوائد المثابرة والتصميم، وهو شيء يمكننا تطبيقه على جميع جوانب حياتنا ،وفي تسلُّق الجبال إختبار لحدودنا ، فكلما تسلّقنا إلى الأعلى، أصبحنا أكثر وعيًا بذواتنا، وهذا يجبرنا على مواجهة مخاوفنا ونقاط ضعفنا.

لقد تغلّبت في هذه الرحلات ، على التحدّيات التي لم أكن أتخيل مواجهتها بطريقة أو بأخرى ، وما يثير إهتمامي حقًا هو أوجه الشبه التي أراها بين تسلُّق الجبال والحياة اليومية، حيث كان تسلُّق الجبال فرصة لاختبار قوتي بعد أن قررت الخروج من منطقة الأمان الخاصة بي واكتشاف المزيد عن نفسي وقدراتي.
العالم عبارة عن فصل دراسي، وأنا أكتسب معرفة جديدة من كل تجربة، والأمر لا يتعلق بالفوز أو الخسارة، بل يتعلق بارتكاب الأخطاء والتعلُّم منها. إن المخاطرة غير الضرورية ليست خيارًا إذا أردنا تحقيق النجاح.

إن تسلُّق الجبال مغامرة محبّبة ،وأنصح بها وبشدّة ، شرط ألا تكون هناك عوائق صحية.
‏يقول الله في محكم التنزيل : (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ • صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ).

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: ق الجبال

إقرأ أيضاً:

لن أنسى قصة الطفلة فاطمة التي تفجّر وجهها في لبنان

بحلول الوقت الحالي، وربما باستثناء عائلتها وأصدقائها، قد يكون العمر القصير والموت المروّع للطفلة فاطمة عبدالله جعفر، ذات العشرة أعوام، قد نُسي.

ولكن الظروف المرضية التي أحاطت بكيفية ومكان وسبب مقتل فاطمة تستحق أن تبقى في الذاكرة. يجب أن نتذكرها؛ لأنّ موتها المفاجئ والمشوه يُعد بمثابة رد صارخ على الاحتفاء المتزايد بما يسمى بـ"الطرق المبدعة" التي تبتكرها إسرائيل لاغتيال خصومها.

كما أن موتها يمثل نذيرًا لأعداد أخرى من الأبرياء الذين سيلقون حتفهم، في وقت يبدو فيه الشرق الأوسط مقدرًا أن يغرق في حرب أوسع. ففي غضون 48 ساعة فقط، قُتل 50 طفلًا في لبنان، كلهم ضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

فاطمة وطفل آخر يبلغ من العمر 11 عامًا، بلال كنج، قُتلا خلال الموجة الأولى من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مقاتلي حزب الله باستخدام أجهزة بيجر تحتوي على متفجرات انفجرت في تمام الساعة 3:30 بعد ظهر يوم 17 سبتمبر/أيلول في جميع أنحاء لبنان.

كانت فاطمة قد عادت للتوّ إلى المنزل بعد أول يوم من العام الدراسي الجديد. كانت في الصف الرابع. تتذكر عمتها كيف كانت فاطمة متحمسة لتعلم اللغة الإنجليزية.

قالت: "كانت فاطمة تحاول أخذ دورات في اللغة الإنجليزية". "كانت تحبّ الإنجليزية."

كانت فاطمة في المطبخ عندما بدأ جهاز بيجر، كان موضوعًا على طاولة، بإصدار صوت تنبيه. التقطت الجهاز، عازمة على تسليمه لوالدها. وفي الطريق، انفجر. تحول وجه فاطمة الطفولي الصغير فورًا إلى كتلة مشوهة. غمر الدم غرفة الطفلة المدرسية – شهادة مروعة على القوة المميتة لهذا القنبلة المرتجلة. في جنازتها التي أقيمت في وادي البقاع بلبنان، حمل زملاؤها صورة كبيرة لفاطمة. بينما كانت والدتها تمشي بجانب التابوت الصغير المغطى بالزهور وهي تبكي.

توقف المشيعون في ساحة البلدة قبل التوجه إلى مقبرة قريبة. هناك صلوا، وتضرع أحد الشيوخ الدينيين إلى الله طلبًا للعدالة.

لم يكن لموت فاطمة أي تأثير يُذكر على جموع الصحفيين الغربيين وما يسمى بـ "خبراء الأمن" الذين "أعجبوا بتعقيد" المؤامرة السرية التي خططت لها إسرائيل لاختراق حزب الله على هذا النطاق "الهائل". لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ تورطها. ومع ذلك، يُعتقد على نطاق واسع أن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت مسؤولة عن تنظيم وتنفيذ هذه الهجمات. بالطبع، هذا ليس جديدًا. فالأطفال – سواء كانوا أيتامًا أو مصدومين أو مشوهين أو مقتولين في غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو لبنان – يُعتبرون وقودًا يمكن التخلص منه، بينما تستمر إسرائيل في تنفيس "غضبها القاتل" دون رادع.

فاطمة وآلاف الأطفال في غزة والضفة الغربية ولبنان الذين قُتلوا وسيُقتلون باتوا مجرد هامش غير مريح في أذهان أولئك الذين يشجعون إسرائيل في الخارج. من بينهم، آرثر ويلسينسكي، السفير الكندي السابق والمسؤول الأمني الكبير، الذي سارع إلى منصة "إكس" (تويتر سابقًا) ليصف اللعبة الإسرائيلية القاسية التي أودت بحياة فاطمة عبد الله وبلال كنج بأنها "رائعة".

كتب ويلسينسكي: "استهداف حزب الله اليوم كان رائعًا. وجّه ضربة كبيرة ضد جماعة إرهابية أطلقت آلاف الصواريخ ضد المدنيين، في حين تقف مهمة الأمم المتحدة في لبنان بلا فائدة. هناك ثمن يجب دفعه". لكن وفاة فاطمة وبلال كجزء من هذا "الثمن" الذي كان على المدنيين اللبنانيين دفعه، لم تردع ويلسينسكي عن نشر صورة متحركة (GIF) على الفور بعد ساعات من بدء الانفجارات القاتلة.

وفي وقت لاحق، وبعد انتقادات شديدة من الكاتبة الفلسطينية الشهيرة مريم البرغوثي التي أشارت إلى أن الضحايا كانوا من الأطفال، ردّ ويلسينسكي بنشر صورة متحركة أخرى لرجل في فيلم يصفق بإعجاب. أثارت منشورات ويلسينسكي استنكارًا واسعًا، خاصةً أنه عُين مستشارًا خاصًا لمكافحة معاداة السامية في جامعة أوتاوا قبل شهور فقط.

وفي محاولة منه لتبرير منشوراته، ادعى ويلسينسكي أن الصورة المتحركة كانت "تصريحًا حول المحاولات المستمرة على مرّ القرون لقتل اليهود التي باءت بالفشل".

ولكن، سيدي، نشر صورة كرتونية للتعليق على المذابح التي تعرض لها اليهود على مر العصور هو إهانة لذكرى الملايين من الضحايا: أطفال وبالغين.

وفي النهاية، استقال ويلسينسكي من منصبه في 18 سبتمبر/أيلول، بعد أن أثارت منشوراته ضجة واسعة.

ومع ذلك، تبقى فاطمة وبلال مدفونين. لن يتخرجا، لن يتزوجا، ولن ينجبا أطفالًا.

وفاطمة لن تتعلم الإنجليزية أبدًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • درجات الحرارة إلى مزيد من الإنخفاض.. إليكم حال الطقس في الأيام المقبلة
  • ما هي سمات القنابل التي استخدمها جيش الاحتلال باغتيال نصر الله؟
  • موسيقى رؤوس الجبال
  • ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟
  • إنخفاض بالحرارة وضباب على المرتفعات.. هكذا سيكون طقس الأيام المقبلة
  • الكشف عن المعلومات الذهبية التي أدت إلى اكتشاف حسن نصر الله
  • الصين تعترض بعد تسمية الهند لقمة في جبال الهيمالايا بأسم الدالاي لاما
  • ترسانة حزب الله التي زعم الاحتلال استهدافها في لبنان
  • غارات على جنوب لبنان.. وكشف عدد الأهداف التي قُصفت لحزب الله
  • لن أنسى قصة الطفلة فاطمة التي تفجّر وجهها في لبنان