بطبيعة الحال لا أحد يحب أن يرفض له طلب، وبالمقابل يسعدنا أن نقوم بمساعدة أحدهم في أمر طلبه منا، كأن ننهي مع صديق دراسة واجباته المدرسية،
أو نكمل عملًا بقي عن زميل عمل على طاولة المهام، أو حتى نقرض جاراً لنا مكنسة كهربائية، فمن مبدأ إنسانيتنا، ومن باب اللطف والمجاملة المكتسبة نفعل
ذلك.لكن هناك من لا يفهم أن فعل ذلك وإن كان يسعدنا في نواح عديدة، حتى لو كان من باب المجاملة، فإنه من نواحٍ أخرى يكون مرهقًا ومزعجاً لنا، خصوصًا وإن أصبح تكرار طلب ذلك يشعرنا بالتعب والإستغلال أو الإلحاح فيه، حينها نصل لمرحلة قول “لا” بعد أن نستوعب أنناوصلنا لمرحلة إستنزاف طاقتنا حتى قبل أن نقولها.
نصل غالبًا في قول “لا” لمرحلة الإرتياح التام، فلا نشعر قبلها بالذنب أو نجتهد لتبرير قولها لشخص نتيجة لطلبة منا، وقد وصلت لهذه المرحلة في طلب إقراض المال مني لو كان كبيرا، أو التحدث مع أحدهم لأني على حدّ قولهم أشعرهم بالتفاؤل بعد أن صبّوا كل ثرثرتهم التي تشعرني بالإحباط في أذني، نعم وصلتها بعد أن رأيت أن أموالي لا تردّ إليّ أو أن وقتي أصبح خالياً من الفائدة لأنه ذهب في الاستماع إليهم، فكلمة لا هنا جاءت كحاجز منعني من الشعور بكل ما يسئ لمزاجي أو يستهلك طاقتي.
ليس هذا فحسب فكل مره نقول فيها هذه الكلمة تصقل شخصياتنا بصورة أكثر نضجاً فلا نشعر بندم الإستغفال ممّا يسمح لنا بالتوازن بيننا وبين أنفسنا حتى نصل للوقت الصحيح الذي نقولها فيه من عدمه.
نعم أعلم في بداية الأمر سيكون من الصعب قولها، سيتمكن تأنيب الضمير منا فنشعر بالذنب ونحاول إصلاح سبب قولها بالحديث المنمّق والتبرير أو التعويض عن الرفض بأساليب تزيد من شعورنا بالتعب بما لا نستفيد من قولها، سنفكر في ردّة فعل أو شعور الذين قيلت لهم،لكن مع مرور الوقت تصبح سهلة، لأنها ستقال بعد تقدير موقف قولها إن كان يستدعي ذلك أم لا.
وهنا لا أدعو لقولها في كل وقت، فالرفض المتكرّر وقول كلمة لا في كل شيء ،يعطي انطباعاً مخالفاً لطبيعتنا الإنسانية، بل العكس فإن في عدم قولها أحيانًا منفعة لنا كذلك، حين نرى السعادة على مُحيّا من استجبنا لأمر من اختارونا بين الجميع ولجأوا إلينا فيه، فنحن كذلك سنطلبهم ذات يوم بما نكون فيه بحاجة لأن يساعدونا فيه.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
سارة الطوخي لبودكاست«يبان عادي»: رحلة البحث عن علم التجميل جعلتني أترك طب الأسنان
قالت سارة الطوخي، خبيرة التجميل، إنها غيرت مجال تخصصها من الأسنان إلى الحقن والتجميل، موضحة أنها حصلت على كورس واحد في هذا المجال، ولكنها اكتشفت أنه عالم واسع من المعرفة لم تكن تعلم بوجوده.
رحلة بحث متواصلةوشددت «الطوخي»، خلال حوارها ببودكاست «يبان عادي»، والذي تقدمه يسرا الليثي، من إنتاج الشركة المتحدة، برعاية البنك الأهلي، على أنها لم تكتفِ بالدراسة النظرية، بل بدأت في البحث عن أفضل الأماكن عالميًا لدراسة الحقن والتجميل، فانتقلت من مكان إلى آخر، لتتعلم من الخبراء مباشرة في العيادات ومراكز التجميل العالمية.
وأضافت أنها خلال رحلة تعلمها خاضت العديد من التجارب الميدانية في العديد من العيادات المختلفة، حيث تعرفت على متخصصين في مجال التجميل والحقن، عملت في عيادات مختلفة، وسافرت لاكتساب المعرفة من مصادرها الأصلية.
وأوضحت أنها بعد سنة ونصف من البحث والتنقل، قررت الاستقالة من عملها بمجال طب الأسنان، والتفرغ لاستكشاف هذا العالم، رغم صعوبة إقناع عائلتها بالتخلي عن فكرة الدكتوراه والجامعة، قائلة: «قولتلهم دي حياتي ودي تجربتي وأنا هسعى وهكمل ده وهجرب».