هآرتس: نتنياهو يتلقى من بايدن حبل نجاة قبيل تفاقم الأزمة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
مع تفاقم الأزمات الداخلية لدى الاحتلال الإسرائيلي وزيادة التوتر الأمني على مختلف الجبهات، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إغراء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بإمكانية تحقيق إنجاز سياسي، وذلك لوقف خطة التغييرات القضائية.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن الحراسة الأمنية لقضاة المحكمة العليا ورئيستها استر حيوت، وأيضا للمستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، زادت في الفترة الأخيرة من قبل الوحدة المتخصصة لحماية الشخصيات الهامة في جهاز "الشاباك"، "خوفا من المس الجسدي بالقضاة، وهذا سيناريو محتمل جدا".
ونوهت إلى أن "الخطابات اللاذعة" في مظاهرات اليمين في "إسرائيل" المؤيدة للحكومة المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو، "تعكس درجة الخطورة التي يتعرض لها القضاة والمستشارة القانونية
وزير المالية الإسرائيلي اليميني، بتسلئيل سموتريتش، هدد حيوت وقال: "يجب عليك عدم التجرؤ على إلغاء قوانين أساس (في إشارة لقانون إلغاء حجة المعقولية)"، في حين، هددت وزيرة الإعلام غاليت ديستل اتبريان، المستشارة القانونية للحكومة وقالت: "في حال قمت بإلقاء خيارنا في سلة القمامة، سيكون لك عمل معي".
هذه الأقوال بحسب الصحيفة، تضاف إلى خطاب "المافيا" الذي ألقاه رئيس الكنيست أمير أوحانا الاربعاء الماضي، و "يبدو أن النغمة التي تسمع من هذه الخطابات تم تنسيقها مع مكتب رئيس الحكومة نتنياهو، حيث توجد في الخلفية ايضا اتهام وزيرة المواصلات ميري ريغف، بأن رجال الحماية من "الشاباك" قاموا بالتنكيل بها، بدرجة لا تقل عن ذلك، وأن رئيس الجهاز رونين بار قام بإخفاء التحقيق الداخلي في الحادثة، في حين أن الضغط الذي يستخدمه الوزراء على الشرطة كان واضحا حتى يوم أمس، عندما قامت شرطة تل أبيب باعتقال ناشط من الاحتجاج للتحقيق معه لقيامه بتعليق لافتات قرب مكان السكن الجديد للوزير اسحق فاسرلاوف من حزب "قوة يهودية" بزعامة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير".
وأكدت أن "هياج الوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف تم تنسيقه، وجاء قبل الأسبوع الجديد الذي فيه ستبدأ المحكمة العليا بمناقشة الالتماسات ضد الانقلاب النظامي، وفي الخلفية يتم الشعور ايضا بإحباط غير قليل، لأن المظاهرة (مؤيدة للحكومة) في القدس لم تنجح في تجنيد أكثر من بضعة آلاف من نشطاء اليمين، وهذا خلافا لحركة الاحتجاج ضد الانقلاب التي يبدو أنها استيقظت قبل فترة حاسمة للمواجهة".
إغراء نتنياهو
وأشارت "هآرتس"، إلى أنه "قبل النقاشات في المحكمة العليا، تبرز أيضا محاولة أمريكا لإقناع نتنياهو بوقف القطار المندفع وتجميد التشريع لفترة طويلة، حيث موضوع على الكفة الإغراء بإنجاز سياسي هام، على شكل اتفاق تطبيع مع السعودية.
ونبه مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، أول أمس إلى أن: "هناك تفهما واسعا حول الكثير من القضايا الرئيسية، في اطار مفاوضات التطبيع، ولكن لا يزال هناك عمل يجب القيام به".
ورأت الصحيفة، أن "توقيت أقوال سوليفان، يعكس محاولة أمريكية لخلق "ذريعة" لنتنياهو لوقف التشريع، ذريعة أنه بذلك سيتم تمهيد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق سياسي تاريخي، أو أن هذا يمكن أن يكون محاولة أمريكية علنية لدفع رئيس الحكومة نحو الزاوية، إضافة إلى طرح بايدن لمبادرة دولية لإقامة بنية تحتية جديدة للمواصلات بحجم ضخم تربط الهند مع الشرق الأوسط وصولا لأوروبا وذكر بايدن أن السعودية وإسرائيل والإمارات كشركاء مستقبليين في المبادرة".
ونبهت إلى أن "الليكود" بزعامة نتنياهو، سارع إلى التنصل من الخطة الجديدة للرئيس اسحق هرتسوغ، التي تم تسريبها الأسبوع الماضي وهي تتحدث عن تجميد التشريع مدة 18 شهرا"، موضحة أن "العائق الاساسي أمام نتنياهو يوجد داخل الائتلاف نفسه؛ الجناح الصقوري في حزبه ولا سيما الشركاء من اليمين المتطرف، "قوة يهودية" و"الصهيونية الدينية"، وفي الخلفية لم يتم بعد العثور على أي حل لطلبات الأحزاب الحريدية للمصادقة في الكنيست الشهر القادم على قانون الإعفاء من التجنيد لأبنائها".
وذكرت أن "الإغراء والضغوط من قبل الأمريكيين، والاستطلاعات غير المشجعة لحزب "الليكود" وسوء أداء الحكومة والوزراء وقوة الاحتجاج؛ كل ذلك يوفر كتلة حرجة ستدفع نتنياهو إلى الاعلان عن تجميد آخر، كما فعل في نهاية آذار/مارس الماضي بعد المحاولة الفاشلة لإقالة وزير الأمن يوآف غالانت، وهناك مشكلة واحدة في هذا السيناريو، أن نتنياهو حتى الآن لم يتخذ أي خطوة علنية في هذا الاتجاه".
توتر في الخلفية
ونوهت الصحيفة، إلى أن "الجيش الإسرائيلي يدرك أن تصعيد الأزمة السياسية، سيؤثر سلبا على الامتثال لخدمة الاحتياط وحتى على الأجواء في الجيش النظامي والدائم، وخطاب اوحانا، وبعده الخطباء في مظاهرة القدس، أثارت ردود صاخبة بين رجال الاحتياط المشاركين في الاحتجاج، وهذ الردود يتوقع أن تزداد شدة مع قانون الإعفاء من التجنيد وقانون مساواة مكانة متعلمي التوراة بظروف حياة الجنود، وهذا سيترتب عليه أضرار في التجنيد بدورة تشرين الثاني/نوفمبر المقبلة".
وفي الخلفية، ستبدأ في نهاية الأسبوع فترة الأعياد اليهودي، وهذه الفترة يرافقها توتر كبير في القدس والمناطق الفلسطينية، إضافة إلى استأنفت المظاهرات قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة،
أما في الساحة الشمالية، "قلصت إسرائيل عدد التصريحات حول مواجهة مع حزب الله على خلفية الخلافات حول مسار الجدار والخيمة التي وضعها التنظيم في مزارع شبعا، وحتى الآن تجري محاولة أمريكية ومن الأمم المتحدة لتسوية هذه القضايا بطرق سلمية، رغم أن التوتر في الشمال ما زال على حاله".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال نتنياهو تطبيع السعودية امريكا السعودية نتنياهو الاحتلال تطبيع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الخلفیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا تأثير إقالة غالانت على العلاقة بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن؟
نشر موقع "موندويس" تقريرًا يسلط الضوء على تداعيات قرار بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الحرب يوآف غالانت على الصراع في غزة والعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، موضحًا أن غالانت قيّد توسيع الحرب الإقليمية ضد إيران، وأن تعيين يسرائيل كاتز بدلاً منه يعزز سيطرة نتنياهو على وزارة الحرب ويزيد من احتمالية تصاعد العنف في المنطقة.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن غالانت كان على "قائمة أهداف" نتنياهو منذ فترة طويلة، لكنه كان مترددًا في إقالته في وقت تخوض فيه "إسرائيل" صراعا عسكريا على عدة جبهات. فما الذي دفعه لإقالته الآن؟
الاعتبارات الداخلية
اعتبر الموقع أن قرار نتنياهو لا يتعلق بالاعتبارات العسكرية، بل بالسياسة الداخلية؛ حيث يشهد ائتلافه خلافًا حادًا حول مشروع قانون مدعوم بقوة من حزب التوراة اليهودية الموحد، والذي من شأنه أن يسمح لرجال المتدينين المتشددين (الحريديم) بالاستمرار في الحصول على إعانات رعاية الأطفال.
والغرض الأساسي من مشروع القانون هو الالتفاف على القوانين الجديدة التي تقضي بأن يخدم الحريديم، الذين طالما تم إعفاؤهم من الخدمة العسكرية الإلزامية، في الجيش مثلهم مثل غيرهم من المواطنين.
لم يكن غالانت العضو الوحيد الذي يعارض مشروع القانون في الائتلاف الحاكم، لكنه كان المعارض الأبرز، وهذا تذكير واضح بأن غالانت من القلائل في دائرة الحكم الذين لا يتملقون لنتنياهو، وقد عارض نتنياهو علنًا في السابق، ويرى نتنياهو هذه المرة أن هناك حاجة ملحة لإقالته قبل تولي الإدارة الأمريكية القادمة السلطة، حسب الموقع.
أما يسرائيل كاتس فهو مخلص لنتنياهو إلى حد كبير، لكنه لا يتمتع بخبرة عسكرية كبيرة، وهو ما سيكون مصدر قلق في "إسرائيل"، إذ لم يعمل في الجيش منذ أكثر من 45 سنة ولم يخدم في وزارة الحرب حتى ولو بصفة مدنية.
وأضاف الموقع أن من الواضح أن تعيين كاتس يهدف إلى فرض سيطرة نتنياهو الكاملة على وزارة الحرب، كما أن إقالة غالانت كانت انتقامًا وتحذيرًا شديد اللهجة لأي عضو من ائتلافه الحاكم قد يفكر في معارضته في التشريعات الحاسمة.
المخاوف الأمنية
أكد الموقع أن المخاوف الأمنية كانت هي المحرك الأساسي الذي دفع غالانت لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة والعمليات في لبنان وسوريا واليمن وإيران، ورغم أنه يعلم أنه سيُحاسب على الإخفاقات الإسرائيلية الهائلة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لكن الاعتبارات الشخصية لا تحركه مثل نتنياهو.
بالنسبة لغالانت، كانت الإبادة الجماعية هي الرد المناسب على أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وقد كان هو من أصدر القرار بمنع دخول المواد الغذائية والماء والكهرباء والدواء وجميع الضروريات لأولئك الذين وصفهم بـ"الحيوانات البشرية" في غزة.
لكنه أيضًا أراد إنهاء العمليات عندما شعر أنه تم تحييد حماس فعليًا، ولم يكن ذلك من منطلق حرصه على حياة الفلسطينيين، بل لأنه فهم أن ذلك يصب في مصلحة "إسرائيل".
أما كاتس فإنه لن يعارض على الأرجح قرارات نتنياهو -وفقا للموقع-، كما أن التغييرات المرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية لعبت دورًا في هذا القرار وتوقيته.
وتفيد بعض المصادر أن رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي قد يتنحى قريبًا من منصبه، ومن المرجح أن يستبدله نتنياهو بالجنرال إيال زامير، الذي كان مقربًا من نتنياهو لسنوات عديدة، وعمل كسكرتير عسكري له، ويشغل حاليًا منصب نائب رئيس هيئة الأركان.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للمنطقة؟
أوضح الموقع أنه مع خروج غالانت من المشهد، أصبح الضغط الدولي الكبير أكثر إلحاحا، إذا أن وزير الحرب المُقال الذي لا مشكلة لديه في ذبح عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء، كان يرى الأمور من منظور أمني، وإن كان منظورًا وحشيًا.
أما نتنياهو فلديه هواجس أخرى، فهو يريد إطالة أمد الحرب لتأجيل محاكمته في قضايا الفساد، كما أنه يمضي قدمًا في ما يسمى بالـ"الانقلاب القضائي"، ويريد شركاؤه في الائتلاف اليميني أن تحقق "إسرائيل" نصرًا عسكريًا إقليميًا وتهزم إيران وتصبح قوة مهيمنة في المنطقة بلا منازع.
وتابع الموقع أن "إسرائيل" اتخذت بالفعل خطوات لتعزيز الإبادة الجماعية في غزة، وزيادة العنف في الضفة الغربية، وتدمير لبنان، ومحاولة فرض الهيمنة على إيران، وكان غالانت يطرح أسئلة حول هذه الاستراتيجية طويلة الأمد قبل أن يتخلص منه نتنياهو.
وهذا لا يعني -حسب الموقع- الاتجاه نحو التصعيد بالضرورة، لكنه يجعل التهدئة أقل احتمالًا، إذ يرى نتنياهو أن الوقت في صالحه وأن انتهاء الحرب تهديد أكبر من استمرارها بالنسبة له، ومع وجود شخصيات مثل كاتس وزامير، وبعد إزاحة "المتمرد" غالانت، سيواجه معارضة أقل من السابق في تنفيذ أجندته.
ماذا يعني ذلك في واشنطن؟
أشار الموقع إلى أن يوآف غالانت كان نقطة التواصل الرئيسية بين إدارة جو بايدن وحكومة نتنياهو، وكان يحظى بالقبول في واشنطن، وقد عمل على تطوير العلاقة إلى درجة أن الأمريكيين كانوا يلجؤون إليه أحيانًا للضغط على نتنياهو.
خلال الفترة المتبقية من ولايته، سيتعامل بايدن مع شخص مقرب من نتنياهو، ومن المرجح أن يلعب رون ديرمر، وهو أحد المقربين لنتنياهو، دور الوسيط بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية.
واعتبر الموقع أن ذلك قد يؤدي إلى بعض التوترات العلنية والفتور في العلاقة، لكنه لن يُترجم إلى تغييرات في السياسة الأمريكية.
ومن المتوقع بعد رحيل غالانت أن يصبح نتنياهو أقل اكتراثا بإدارة بايدن الضعيفة، ولكن الأهم من ذلك هو أن الأمر يتعلق بالإدارة المقبلة، حيث يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن يوطد علاقته الشخصية مع ترامب، ويتعامل معه مباشرة، ولا يضع في الحسبان أي أطراف أخرى.