الإمارات توظف تقنيات بيئية لاستمطار السحب
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة يورغ كوكيس وزير الدولة الألماني: تعاون وثيق مع الإمارات بشأن قضايا المناخ «الداخلية»: انطلاق الجلسات الحوارية للعاملين بالتحقيق الجنائيتتبنى دولة الإمارات نهجاً علمياً قائماً على الابتكار لاستحداث حلول قابلة للتطبيق لمواجهة تحديات شح الموارد المائية ونقص إمداداتها، حيث تعتبر هذه القضية من التداعيات الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي التي يشهدها العالم حالياً.
وتعمل دولة الإمارات على دعم الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال وتوفير الدعم اللازم للبحوث والتطوير والابتكار، بهدف استكشاف جميع الخيارات المتاحة لتعزيز استدامة المياه والمساهمة بالحد من تداعيات قضية ندرة المياه. وتنسجم جهود دولة الإمارات في نشر تقنيات الاستمطار مع محور «الأثر» ضمن حملة «استدامة وطنية» التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، والذي يستعرض النتائج والتأثيرات الإيجابية لمبادرات الاستدامة الإماراتية على مختلف المجالات.
كبح الاحتباس الحراري
وتسعى عملية تلقيح الغيوم من أجل استمطارها إلى الحد من التأثير الناجم عن الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى رفع معدلات تبخر المياه والجفاف وبالتالي زيادة معدلات التصحر.
وتستخدم تقنية الاستمطار من أجل تحسين العمليات الفيزيائية الدقيقة التي تحدث في السحاب، من أجل استخراج المزيد من المياه وزيادة كميات هطول المطر. ويستهدف الاستمطار الاصطناعي الحد من تأثير التداعيات طويلة الأمد لتغير المناخ على الأجيال القادمة، حيث تشمل الآثار المستقبلية المحتملة لتغير المناخ العالمي فترات أطول من الجفاف في بعض المناطق وزيادة في عدد العواصف الاستوائية في مناطق أخرى. وتبنت دولة الإمارات أحدث تقنيات الاستمطار بهدف المساهمة في التخفيف من الآثار الناجمة عن نقص موارد المياه الطبيعية من خلال تعزيز هطول الأمطار وذلك للتكيف مع التحديات التي يفرضها الجفاف في شبه الجزيرة العربية، والمناطق الجافة وشبه الجافة على نطاق عالمي. ويرسخ تلقيح السحب استدامة البيئة، حيث يساهم في تحقيق الأمن الغذائي واستدامته، كما يُسهم في مساعدة الدول على زراعة أراضٍ كانت تعاني من ندرة المياه أو الجفاف الشديد، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية. كما تحد تقنيات الاستمطار من التصحر، وتعمل على زيادة الرقعة الخضراء، وتؤمن مصادر مياه جديدة، حيث تساعد على زيادة مخزون المياه الذي يستخدم في العديد من الأغراض مثل: الزراعة، وملء السدود، وزيادة مخزون المياه الجوفية، يضاف إلى ذلك الحد من تأثير التغيرات المناخية، كما يساعد تلقيح الغيوم على الحد من حدوث العواصف والأعاصير الناتجة عن الهطول المبكر للأمطار، وتحسين الأحوال الجوية عبر تبريد الهواء وتخفيض حرارة الشمس من خلال زيادة كتلة السحب.
تقنيات صديقة للبيئة
تُعتبر دولة الإمارات رائدة في استخدام تقنيات متطورة وصديقة للبيئة في مجال تلقيح الغيوم. وتتنوع هذه التقنيات بين استعمال شعلات ملحية جاذبة للماء واستخدام جزيئات الملح النانوية، وهو نهج حديث يُعزز من عملية التكثيف ويُولّد قطيرات ماء كافية لتكوين الأمطار. وتنفذ هذه العمليات طائرات صغيرة تطلق هذه التقنيات داخل السحب، مع مراعاة تقليل الأثر البيئي. يتم التنسيق والإشراف على هذه المهام من قبل المركز الوطني للأرصاد، الذي يتميز ببنية تحتية متقدمة وفريق من الخبراء المتخصصين.
يمتلك المركز موارد رصد جوي تضم أكثر من 100 محطة وشبكة رادارات شاملة، بالإضافة إلى طائرات مُخصصة لعمليات الاستمطار ومصنع يُنتج شعلات تلقيح سحب عالية الجودة.
منح
أطلقت دولة الإمارات في 2015 برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار بهدف الإشراف على منح بحثية من شأنها تحفيز العلماء والباحثين من حول العالم لتطوير أفكار مبتكرة لتقنيات وعلوم الاستمطار. وتكمن أهداف البرنامج في تطوير تقنيات تحسن من كفاءة وقدرات التوقع الخاصة بعمليات تلقيح السحب. ويعتبر برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار مشروعاً طموحاً يعد بفتح آفاق جديدة في مجال الاستمطار، وذلك من خلال تشجيعه على البحث العلمي المؤدي إلى تطوير الحلول التقنية والمستدامة بهدف ضمان الأمن المائي ومعالجة تحديات شح المياه في الإمارات والعالم. وبحسب توقعات الأمم المتحدة، سيؤدي تسارع ظاهرة التغير المناخي إلى تزايد الضغط على مصادر المياه بحلول عام 2030، بما قد يهدد حوالي نصف سكان العالم بمخاطر شح المياه. وقد حذر تقرير أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة من أن ارتفاع الانبعاثات الكربونية قد يؤدي إلى خفض المصادر المتجددة للمياه السطحية والجوفية بشكل كبير في المناطق شبه الاستوائية الجافة.
حلول
ويسعى البرنامج إلى المساهمة في وضع حلول ناجحة للتحديات التي تعرقل انتشار تطبيقات الاستمطار، والتي حددها المختصون في علوم الاستمطار في ثلاثة تحديات رئيسية تتمثل في.. أولاً: جمع وتحليل البيانات الخاصة بتشكل الغيوم، إذ إن هناك حاجة ماسة لتحسين عملية جمع البيانات حول السحب في ما يخص أوقات الاستجابة والتغطية الجغرافية، وثانياً: اختيار وتطبيق المواد الخاصة بتلقيح السحب، حيث يحتاج انتشار هذه التقنيات إلى إجراء بحوث جديدة لاختبار فعالية مواد التلقيح وكيف يمكن تطبيقها بشكل أكثر فعالية، وأخيراً عملية تحديد وتعقب الغيوم المناسبة للتلقيح والتي تتطلب تحسين البنى التحتية الخاصة بالمراقبة والتي يمكن أن تزود الدول بمعلومات واقعية ومباشرة. وتمكن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في غضون أعوام قليلة من ترسيخ مكانته كمنصة دولية رائدة وكمظلة حاضنة لأكثر الأبحاث العلمية تطوراً والمستندة إلى إيجاد تطبيقات وتقنيات جديدة لعمليات الاستمطار، حيث يواصل البرنامج مساهماته في تحقيق رؤية دولة الإمارات الطموحة وترسيخ مكانتها الرائدة في الاقتصاد المعرفي العالمي، وبما يتوافق مع حرصها على دعمها للجهود الدولية لتعزيز الأمن المائي عبر ترسيخ أفضل الممارسات العلمية والتعاون في مجال أبحاث علوم وعمليات الاستمطار.
وطورت المشاريع الحاصلة على منحة البرنامج تكنولوجيات جديدة في هذا المجال من ضمنها استخدام المواد النانوية، والطائرات من دون طيار، وتصميم غرفة محاكاة السحب، ونظام المحرك النفاث لتكوين التيارات الصاعدة للسحب، وغيرها من المشاريع التي ستعمل على نشر تقنيات الاستمطار عالمياً.
ولم تتوقف جهود دولة الإمارات لنشر تقنيات الاستمطار حول العالم على إطلاق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، بل دعمت الجهود الدولية في هذا القطاع بإطلاق الملتقى الدولي للاستمطار الذي ينظمه المركز الوطني للأرصاد كل عامين في العاصمة أبوظبي، والذي يعتبر منصة عالمية تجمع تحت مظلتها نخبة من الخبراء والباحثين والعلماء وذوي العلاقة المحليين والدوليين من أجل مناقشة أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية في مجال بحوث الاستمطار.
وباعتباره الحدث الأول من نوعه في معالجة القضايا الرئيسية الأكثر إلحاحاً في مجال المياه والاستدامة المائية على مستوى العالم، وفر الملتقى الدولي للاستمطار أمام المجتمع العلمي منصة فريدة لمناقشة الجهود المبذولة لإيجاد حلول مبتكرة للأمن المائي من خلال تبادل المعرفة والخبرة وتعزيز الفهم العلمي في مجال الاستمطار.
ويركز الملتقى، الذي عقدت منه 6 نسخ حتى الآن على 5 محاور رئيسية تشمل: التعاون، والابتكار، وبناء القدرات، والذكاء الاصطناعي، والأبحاث التطبيقية. ويوفر الحدث لطلاب الجامعات فرصة لعرض مشاريعهم البحثية المبتكرة في مجالات تعديل الطقس والاستمطار على كوكبة من العلماء البارزين من مختلف أنحاء العالم. ويتناول الملتقى التقدم المحرز على مسار تنفيذ المشاريع الحائزة على منحة البرنامج، إلى جانب مناقشة تحديات الأمن المائي على ضوء تغير المناخ العالمي، والفرص المتاحة لتنفيذ نماذج وتقنيات جديدة في مجال الاستمطار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الاستمطار دولة الإمارات من خلال فی مجال الحد من من أجل الذی ی
إقرأ أيضاً:
مشاريع ريادية ومبادرات إنسانية قدمها "رواد الشباب العربي"
أعلن مركز الشباب العربي، اليوم الخميس، عن قائمة أسماء وإنجازات أعضاء النسخة الثالثة من مبادرة "رواد الشباب العربي"، في 10 مسارات شملت البحث العلمي، والخدمة المجتمعية، والتعليم، والإعلام والمواطنة الرقمية، وريادة الأعمال، والطب والعلوم الصحية، والاستدامة والبيئة، والصناعات والابتكار، والفضاء والتكنولوجيا، والهندسة.
وتشمل قائمة رواد الشباب العربي الشابة في مسار الهندسة أكرم أمير، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة AR Engineering وطور تقنيات التوأمة الرقمية.
المشاريع الإغاثيةويضم مسار الخدمة المجتمعية، صهيب عبيدات، المختص في إدارة المشاريع الإغاثية والتنموية، ومؤسسة شبكة نما لتعزيز المشاركة المجتمعية للشباب، إضافة إلى حسام الدين ابراهيم، من السودان أحد مؤسسي منظمة "أشرعة الأمل" للإغاثة والعون الإنساني.
كما يضم المسار، ياسمين محمد، من مصر باحثة في مجال السلام، ومؤسسة المدرسة المتنقلة لدعم وتعليم اللاجئين في صعيد مصر، وعلي حاكم من العراق، مؤسس حملة "شبابنا" التي توسعت إلى أكثر من 25 مدينة عراقية ، وحسن محمد حسن من السودان، أسس شركة بكادر شبابي متخصصة في خدمات الإمداد والحلول اللوجستية ، ومحمد العتيبي من السعودية، متخصص في هندسة البرمجيات، ومؤسس مجتمع ”وثبة“ للشباب.
وضم مسار التعليم أحمد آل سيف من الأردن ، مؤسس منصة ألفريدو التعليمية، إضافة إلى حسن محمد حسن من مصر، رائد أعمال في مجال التعليم ، ومن الجزائر يعقوب بن أعراب، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة "صنايعي".
وفي مسار ريادة الأعمال، أحمد بيرم من سوريا ، مؤسس برنامج "جسور لريادة الأعمال" ومحمد جاويش من مصر، مؤسس مشارك ورئيس تنفيذي لشركة School، للبرمجة عبر الإنترنت، كما يضم نور الأسدي من سوريا، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”لسان للذكاء الاصطناعي“، وهدير شلبي من مصر مؤسسة العديد من الشركات والمشاريع لتوظيف المرأة والشباب.
ومن دولة الإمارات آيات مانع بن أحمد، أول مديرة أصول إماراتية تنضم إلى جمعية مديري الأصول الفندقية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهلال طارق لوتاه، شريك ومؤسس شركة "لوون للتقنيات المحدودة“، ومبتكر برنامجا تقنيا ماليا يدمج في تطبيقات البنوك الرقمية.
كما ضمت كريم عياد من فلسطين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ”أكتب إيه آي“، والمتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي ، ولطيفة عيسى بن حيدر من الإمارات، رائدة أعمال إماراتية ومؤسسة مبادرة ”بيتكم على يد لطيفة بن حيدر“، الهادفة إلى معالجة التحديات المرتبطة بالاستثمار العقاري.
أما مسار الفضاء والتكنولوجيا، فيضم يسرى فرحاني من الجزائر باحثة، ورئيسة نادي النساء صانعات التكنولوجيا ، وأدهم الخاجة من الإمارات، رائد أعمال يركز على بناء وتطوير مهارات الشباب في ريادة الأعمال ، ومن موريتانيا الشيخ عبد القادر بياي، مطور تقنيات الذكاء الإصطناعي ، وعبدالله محمد السلماني من العراق، المتخصص في تطوير الأقمار الاصطناعية.
ويضم مسار الصناعات والابتكار، حكمة جبولي من سوريا، متخصصة في تطوير تقنيات وأجهزة طبية لتحسين جودة حياة الأشخاص المصابين بالشلل النصفي، وأسامة بن ناصر الربخي، من سلطنة عمان، مؤسس شركة حرفية طلابية وصاحب اختراع سمادا حيويا من التمور، حصل على المركز الأول كأفضل ابتكار على مستوى السلطنة.
كما يجمع المسار خالد العور من الإمارات، مطور تطبيق "كيرم" وحقق أكثر من مليون تحميل، وهو مطور متطوع مع وزارة التغيير المناخي والبيئة ، وفرقد عدنان جعفر، من العراق مهندس كمبيوتر، ومحترف في تطوير مواقع الويب والتطبيقات ، إضافة إلى سيف كرم من الإمارات، وطور مركب”أكسيد الكربون“ لتخفيض الانبعاثات الكربونية وتوفير مصدر طاقة نظيف ومستدام، وأمير أحمد حلمي، من مصر مسؤول تنفيذي في مجال التكنولوجيا الصحية، وراشد أحمد السلمي من الإمارات، مسؤول في مجال بناء تقنيات صناعة السيارات، وشريفة الهنائي من الإمارات، الشريكة المؤِسِسة لمتحف الفن الخليجي، ومستشارة في مجالات الثقافة، والصناعات الإبداعية، والإعلام، ومساهمة في تأسيس أول متحف رقمي مخصص للفن الخليجي، وأحمد المطوع من الإمارات، مهندس في أنظمة الروبوتات والميكاترونيكس، أصغر محكم تقني بالعالم في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي.
ويضم مسار الاستدامة والبيئة، سائد حنني من فلسطين، متخصص في ريادة الأعمال، وسعيد الرميثي من الإمارات، متخصص في الزراعة العضوية والاستدامة، وسراج بشية من ليبيا، ويعمل مع برنامج الأمم المتحدة ومبادرة الشرق الأوسط الأمريكية لتدريب المزارعين في ليبيا.
ويجمع مسار الطب والعلوم الصحية، دعاء حمد من السودان، وابتكرت مشروع EcoRx الذي يهدف إلى تقليل هدر الأدوية وتحسين الوصول إلى الأدوية الأساسية، ودانا سليمان من السعودية، أصغر عضو هيئة تدريس في علوم المواد والهندسة الحيوية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وتدير مختبر الأبحاث الخاص بها، ونسرين الماضي من سوريا، متخصصة في الهندسة الطبية، وسمية البحيصي من فلسطين، نائب رئيس البحوث وأستاذ مساعد في الطب في جامعة فيرجينيا كومنولث الأمريكية.
ويضم مسار البحث العلمي جميلة المسعود من الإمارات، متخصصة في البحث العلمي في مجالات الصحة العامة ، وقامت باكتشاف مهم في مجال تسلسل الجينوم، ما أدى إلى نشر نتائج بحثية جديدة في هذا المجال ، فيما يضم مسار الإعلام والمواطنة الرقمية كريم المصري، وقدم نجاحات وإنجازات في الفن والتكنولوجيا.