مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة لـ «الاتحاد»: الإمارات حاضنة لأهم التجارب التنموية العالمية
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
لمياء الهرمودي (الشارقة)
ينطلق المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ12، في 13 سبتمبر الجاري بالشارقة، تحت شعار «موارد اليوم.. ثروات الغد»، ويشير هذا الشعار إلى حقائق عدة، أولها أن الدول كافة لديها من الموارد المختلفة ما يكفي لنهضة مجتمعها واقتصادها، سواء كانت موارد طبيعية مثل المعادن والنفط والزراعة والصناعة وغيرها، أو موارد بشرية وثقافية، ومهمة الاتصال الحكومي التعريف بأهمية الموارد غير المادية وتوجيه الاستثمارات فيها، وذلك وفقاً لطارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
وحول أهم المحاور التي سيتم التركيز عليها في المنتدى خلال هذا العام، قال طارق سعيد علاي، في حوار مع «الاتحاد»: «يثبت التاريخ أن الموارد غير المادية كانت تحتل مكانة مهمة وأساسية منذ القدم، كانت حياة المجتمعات تعتمد على مهارة أبنائها في الاكتشاف واختراع الأدوات ووسائل العيش، أي أن الإنسان كان عندما يحتاج إلى شيء ما يلجأ إلى صناعته أو اختراعه ولم يكن يذهب إلى الأسواق والمتاجر لشرائه. هذا مؤشر إلى أن التفكير والتأمل والابتكار كانت من أهم الثروات التي حافظت على المجتمعات الإنسانية ودعمت تقدمها».
أضاف: «في العصر الحديث توسع مفهوم الموارد غير المادية، وبات يشمل الثروة البشرية وكل ما يرتبط بها من مواهب ومهارات وابتكارات، ويشمل الثقافة والتراث والحرف والفنون من مسرح وسينما وفعاليات، والابتكارات العلمية والتكنولوجية التي تشكل ثروة هائلة.
وبالمقارنة مع الموارد المادية والطبيعية، هناك ميزة كبيرة للموارد غير المادية، وهي أنها لا تنفد، إلى جانب أن مجملها متاحة لكل المجتمعات، وقد يشكل التركيز على استثمار الموارد غير المادية حلاً فعالاً لغياب الموارد الطبيعية أو ازدياد الضغط عليها بسبب تنامي أعداد البشر وزيادة الطلب على المنتجات، إلى جانب أن هذه الموارد هي جوهر اقتصاد المستقبل القائم على الفكرة والابتكار والسبق في الاكتشاف».
وتابع: «من هنا تتضح مهمة الاتصال الحكومي وهي التعريف أولاً بهذه الموارد والدعوة إلى تنظيمها في قطاع واضح المعالم يحظى بالرعاية والاهتمام، إلى جانب دور الاتصال في توجيه الاستثمارات نحو هذه الموارد التي باتت تظهر في قطاعات منفصلة كالصناعات الإبداعية». أخبار ذات صلة مشاركون في قمة العشرين: أنظار العالم تتجه نحو «COP28» يورغ كوكيس وزير الدولة الألماني: تعاون وثيق مع الإمارات بشأن قضايا المناخ
الموارد والثروات
وقال مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: «هناك فرق بين الموارد والثروات، وحتى يصبح المورد ثروة تستثمر في عملية التنمية الشاملة بما فيها الارتقاء بجودة الحياة، وتعزيز البنية التحتية وقطاع الرعاية الصحية والتعليم والخدمات وإقامة المشاريع الكبرى، فلا بد من برامج عمل وحراك تنموي بمشاركة القطاعين العام والخاص للتعريف بهذه الموارد وطرق استثمارها وإعادة استثمار عائداتها في التنمية الشاملة، وهنا يأتي دور الاتصال الحكومي في دعم برامج العمل وبناء الثقافة التنموية وتشكيل الشراكات بين القطاعات المختلفة».
وحول أهم ما يناقشه المنتدى في مجال التكنولوجيا والبيانات، ودور الاتصال، أوضح علاي: «يركز المنتدى على البيانات كونها واحدة من أهم الثروات في عصرنا الحالي.. للبيانات دور كبير في توفير القراءات الدقيقة للتوجهات الاقتصادية وما تحتاجه المجتمعات لتطوير العلوم والخدمات والتخطيط للمستقبل، إلى جانب أن للبيانات دوراً كبيراً في تحفيز الابتكار والتطور التقني، بالإضافة إلى مساهماتها الأساسية في تحسين جودة حياة المجتمعات».
وأكد أن هناك علاقة بين البيانات والثروات والموارد، فهي من ناحية ثروة بحد ذاتها، امتلاكها يمنح الدول قدرة كبيرة على تحديد مسارها التنموي، ومن ناحية ثانية تسهم في قراءة حالة الموارد ومستقبل استثمارها وتأثير المتغيرات الجوية والبيئية على الموارد الطبيعية بشكل خاص، باختصار البيانات اليوم قاعدة كافة الممارسات ولا يمكن تحقيق النجاح والتفوق بدونها. والاهتمام بالبيانات في الكثير من المجتمعات ليس كافياً إلى درجة زجها في عملية البناء والتطوير بكفاءة عالية، ودور الاتصال الحكومي في هذا السياق هو التأكيد على أهمية البيانات وكيفية استثمارها، وبناء ثقافة مؤسساتية تتشارك البيانات وتحسن استغلالها.
مستوى الخدمات
حول دور الاتصال في رفع من مستوى الخدمات والإمكانات في المجتمعات، قال مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: «رسخ المنتدى الدولي للاتصال الحكومي خلال دوراته المتتالية مفهوم التواصل العمومي والاتصال الأفقي، هذان المفهومان يؤكدان أهمية أن يكون الاتصال بمثابة حوار بين المؤسسات والمجتمع، يتم خلاله تبادل الآراء والتصورات والتعرف على مدى رضا الجمهور عن المؤسسة وخدماتها، مما ينعكس على تحسين الخدمات من خلال قياس مواقف الجمهور ومدى رضاه عنها.
أيضاً هناك جانب آخر من الاتصال الحكومي له علاقة بتحسين الأداء المؤسسي والخدمات، وهو أن الاتصال اليوم أصبح وسيلة لبناء السمعة المؤسسية، ومن أجل أن تحقق المؤسسات هذه الغاية لا بد لها أن تنال رضا الجمهور، أي وبمعنى آخر، أصبحت عملية تقييم الاتصال انعكاس لتقييم العمل المؤسسي بشكل عام، وبهذا يكون تحسين الاتصال مرتبط بشكل وثيق بتحسين صورة المؤسسة وجودة خدماتها».
وعن أجندة المنتدى لهذا العام، فصَّل علاي قائلاً: «أجندة المنتدى هذا العام ثرية وتغطي كافة جوانب موضوع الموارد والثروات من قبل خبراء ومسؤولين حكوميين وأصحاب تجارب محلية ودولية نجحت في استثمار الموارد في عملية التنمية المستدامة. وتضم أجندة المنتدى أكثر من 90 فعالية متنوعة بما فيها جلسات رئيسة وجانبية وعدد من الخطابات الملهمة والفعاليات الاستباقية والملتقيات والبرامج، وتستقطب هذا العام 250 متحدثاً. وتأكيداً لرؤية المنتدى حول بناء شبكة من الشراكات مع الجهات من القطاعين والخاص محلياً وعالمياً، وصل عدد شركاء المنتدى في الدورة المقبلة ما يزيد على 35 شريكاً محلياً وإقليمياً ودولياً.
كما تتوزع الجلسات على 4 محاور رئيسة، الموارد الطبيعية، والموارد غير المادية، والتكنولوجيا والبيانات، وثروات المستقبل، إلى جانب 4 ملتقيات محورها الاستدامة، واللغة، والأمن السيبراني، والإعلام العالمي، إلى جانب 5 فعاليات استباقية».
وحول أهم الإنجازات أو التغيرات والمفاهيم التي استطاع منتدى الاتصال الحكومي تحقيقها أو الإسهام في تغييرها للأفضل على مدار السنوات الماضية، قال علاي: «من الأهمية التأكيد هنا بأن دولة الإمارات حاضنة لأهم التجارب التنموية العالمية بما فيها الاتصال الحكومي، لذلك لا غرابة أن تحتضن الدولة تجربة الارتقاء بالاتصال الحكومي في المنطقة وأن تكون مساهمةً بشكل رئيس في تطوير مفهوم الاتصال ليتناسب مع طموحات شعوب العالم أجمع. وأضاف: ونستطيع أن نجمل إنجازات المنتدى بعدة محاور، مع التأكيد على أن كل ما يتم تحقيقه من مخرجات نتيجة جهود مشتركة مع هيئات ومؤسسات رسمية وخاصة، وبجهد وإبداع فرق وإدارات الاتصال الحكومي، ويمكن البدء بالمحور الأساس وهو أن المنتدى ساهم إلى حد كبير في نشر ثقافة الاتصال الحكومي وتعزيز برامجه وصولاً إلى الممارسة الاحترافية ضمن معايير مدروسة تقود عملية تطوير المهارات والكفاءات وبناء الاستراتيجيات ووضع الخطط. والمحور الثاني هو أن المنتدى جمع بين أدوات الاتصال وعلومه وتقنياته، ومهمته التنموية عبر تناول القضايا الملحة التي تهم مجتمعات العالم وبذلك جمع خبراء الاتصال والتنمية على منصة واحدة.
أما المحور الثالث فيتجلى بتنامي مهارات فرق الاتصال الحكومي، وهذه حقيقة نلمسها من خلال الملفات التي تترشح لجائزة الشارقة للاتصال الحكومي. لقد أصبح لدينا اليوم ممارسات اتصال بأفضل المعايير تتنافس على فئات الجائزة مع جهات عالمية كبرى».
ثروات المستقبل
عبَّر علاي عن رأيه في أهم ثروات المستقبل التي على المجتمعات الاستثمار فيها، حيث قال: هناك تطور غير مسبوق في العلوم والتقنيات وأنماط الحياة، وهذا التطور يكشف كل يوم موارد وثروات جديدة، اليوم نحن نعيش في زمن الذكاء الاصطناعي وثورة البيانات وتقنيات الاتصال التي تصبح ثورة في يد من يملك التكنولوجيا الخاصة بها. السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو: أي ثروات قد تكتشف بهذه التكنولوجيا المتطورة، قد نتمكن عما قريب من إيجاد حلول عملية ومتاحة لتحديات الطاقة والأمن الغذائي، وقد نتمكن من اكتشاف علاجات للأمراض المستعصية، أو وسائل جديدة للنقل والسكن والتسوق والإنتاج وغيرها من أنماط الحياة.
وقال: الاستثمار بثروات المستقبل يكون عبر الجهوزية لها ومن خلال الدعوة لفتح آفاق غير محدودة للأفكار والابتكارات والأبحاث، وهذه الدعوة يطلقها المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ12 خلال سبتمبر الجاري.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة الشارقة للاتصال الحکومی الاتصال الحکومی الحکومی فی هذا العام إلى جانب
إقرأ أيضاً:
مدير عام بلدية رأس الخيمة لـ«الاتحاد»: تقنيات حديثة لدعم استراتيجيات التكيف مع المناخ
هدى الطنيجي (رأس الخيمة)
أكدت دائرة بلدية رأس الخيمة أنها تواصل تنفيذ عدد من المشاريع المتعلقة بتعزيز الراحة الحرارية الخارجية، وذلك في مختلف مناطق ومواقع إمارة رأس الخيمة بالتنسيق مع جهات متخصصة في هذا الجانب، عبر الاعتماد على حلول مبتكرة تندمج مع البيئة، وتكون أقل استهلاكاً للمياه والطاقة.
وقال منذر بن شكر الزعابي، مدير عام دائرة بلدية رأس الخيمة: «نُفِّذ العديد من وحدات المشروع الذي يهدف إلى تطوير القدرات المحلية في مجال الراحة الحرارية الخارجية، لدعم استراتيجيات التكيف مع المناخ وتهيئة المجتمعات لأسلوب حياة أكثر نشاطاً في المناطق العامة والمساحات الخارجية».
وذكر أن من تلك الوحدات إدراج أول نسخة من اشتراطات الراحة الحرارية الخارجية في «بارجيل»، وهي لائحة شروط المباني الخضراء في رأس الخيمة، وفي «رفاه»، وهو دليل المجتمعات المستدامة لإمارة رأس الخيمة، وكذلك إنشاء مركز للراحة الخارجية ضمن الجامعة الأميركية في رأس الخيمة لإجراء البحوث وبناء الخبرات.
وأضاف: «تركيب المجموعة الأولى من حلول الراحة الخارجية بمختلف أنواعها في عدد من المواقع السياحية في رأس الخيمة، منها كورنيش القواسم ومنصة المشاهدة في جبل جيس، حديقة سد وادي شوكة، ومخيم بير جريلز للمستكشفين».
التظليل والرذاذ
وذكر أن الأنظمة المستخدمة تتكون من التظليل والرذاذ والمراوح وحلول معالجة لأسطح الرصف، والهدف منها هو ضمان وتحسين راحة الزوار، وتعزيز تجربتهم من خلال تقليل الحرارة الخارجية، وقد وقع تعاون بين بلدية رأس الخيمة وشركة مرجان، ودائرة الخدمات العامة، وراك ليجر، والجامعة الأميركية في رأس الخيمة؛ لاختيار هذه الحلول وتركيبها وإدارتها، ودعم مجموعة من المرافق الترفيهية، من مناطق الجلوس الخارجية إلى الممرات ومسارات الجري.
وأضاف: «قام موردون متخصصون بتصميم وتركيب 17 نظاماً بعد دراسة الظروف الجوية في كل موقع، وتتم مراقبة هذه الأنظمة ومتابعتها من قبل بلدية رأس الخيمة والجامعة الأميركية في رأس الخيمة، وطرح أوسع للحلول في قرية الجزيرة الحمراء التراثية بعد نجاح تركيب المجموعة الأولى، والتي زُوِّدَت بالعديد من أنظمة التبريد الخارجية، بما في ذلك مراوح الرذاذ، وأبراج الرياح، والتظليل، والنباتات، ورُكِّبَت أيضاً في متنزه المنار مول ومنتجع موفنبيك».
المواقع المستقبلية
وأضاف الزعابي: «إن إمارة رأس الخيمة تشهد مرحلة من التطوير العقاري الكبير في الوقت الحالي، وهناك خطط لاختبار واعتماد حلول الراحة الخارجية للسماح باستخدام المساحات الخارجية في المناطق السياحية الرئيسية لفترة أطول خلال العام، وتعزيز أسلوب حياة أكثر صحة بين السكان».
وذكر أنه بينما تتم دراسة الحلول لهذه المشاريع الجديدة، تعمل بلدية رأس الخيمة بالتعاون مع شركة المرجان على تطوير اشتراطات فنية لتطبيق التقنيات من قبل الاستشاريين الهندسيين والمطورين العقاريين، وقد دعمت الدروس المستفادة من عمليات التركيب الأولى والدراسات تطوير هذه الاشتراطات.
الاختبارات الميدانية
وأكد أن الاختبارات الميدانية لعمليات التركيب الأولية أظهرت انخفاضاً في درجات الحرارة بنحو 5 درجات مئوية في ذروة فصل الصيف، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات المزيد من النتائج الواعدة التي يمكن اختبارها لتحسين أداء وتأثير أنظمة الراحة الخارجية، وقد تبين أن فعالية أنظمة الرذاذ تزداد بشكل كبير عندما تجمع مع الظل.
وأشار إلى أن الظروف المبدئية تلعب في كل موقع دوراً مهماً في تأثير هذه الأنظمة عليها، حيث تميل المواقع الجبلية المرتفعة مثلاً إلى أن تكون أكثر برودة وأقل رطوبة من المناطق الساحلية، وبالتالي تتطلب تركيبات أقل، ويمكن أن يؤدي اختيار المواقع ذات التوصيل الجيد للمرافق (الكهرباء والمياه الصالحة للشرب) إلى تبسيط عملية التركيب وتقليل التكاليف.
تقنيات جديدة
قال منذر الزعابي: «إن هناك عدة طرق لتحسين الراحة الحرارية الخارجية في المشاريع الجديدة والقائمة، وتوفر المشاريع الجديدة فرصة لدمج استراتيجيات فعالة من حيث التكلفة وشمالة التصميم، وتعزيز الراحة الحرارية للمساحات الخارجية دون الاعتماد بشكل كبير على الأجهزة والأنظمة الميكانيكية التي تزيد من استهلاك الطاقة والمياه وتكاليفها».
وأضاف: «تشمل هذه الاستراتيجيات توجيه الشوارع وعرضها، وترتيب المباني من حيث الارتفاعات المختلفة وتجمعات المباني؛ لتعزيز تدفق الرياح وإنشاء مناطق مظللة ونباتات ومواد للأسطح، وبالنسبة للمشاريع القائمة، تشمل الخيارات لتحقيق نتائج مشابهة أنظمة الرذاذ باستخدام التبريد بالتبخير والمراوح الميكانيكية والظل الاصطناعي والمساحات المائية كالنوافير والمسابح».